الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إلى الجملة.
وجواب هذه يكون ماضياً كما تقدم، وجملة اسمية [مقرونة] بالفاء، أو بإذا الفجائية [عند ابن مالك]، نحو قوله تعالى:{فلما نجاهم إلى البر فمنهم مقتصد} [لقمان: 32]، {فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون} [العنكبوت: 65]، وجوز ابن عصفور كونه مضارعاً، نحو قوله تعالى:{فلما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى يجادلنا} [هود: 74]، وأوله غيره بـ «جادلنا» .
الثالث: أن تكون حرف استثناء، فتدخل على الاسمية والماضية، نحو قوله تعالى:{إن كل تفين لما عليها حافظ} [الطارق: 4]، بالتشديد، أي:«إلا» ، {وإن كل ذلك لما متاع الحيوة الدنيا} [الزخرف: 35].
98 - لن:
حرف نفي ونصب واستقبال، والنفي بها أبلغ من النفي بلا، فهي لتأكيد النفي، ذكره الزمخشري وابن الخباز، حتى قال بعضهم: إن منعه مكابرة، فهي: لنفي «إني أفعل» ، ولا: لنفي «أفعل» ، كما في «لم» و «لما» ، قال بعضهم: العرب تنفي المظنون بلن، والمشكوك بلا، ذكره ابن الزملكاني
في التبيان.
وادعى الزمخشري أيضاً أنها لتأبيد النفي، كقوله تعالى:{لن يخلقوا ذباباً} [الحج: 73]، {ولن تفعلوا} [البقرة: 24]. قال ابن مالك: وحمله على ذلك اعتقاده في قوله تعالى: {لن تراني} [الأعراف: 143] أن الله لا يرى، ورد غيره: بأنها لو كانت للتأبيد لم يقيد منفيها باليوم في قوله تعالى: {فلن أكلم اليوم إنسياً} [مريم: 26]، ولم يصح التوقيت في قوله تعالى:{لن تبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى} [طه: 91]، ولكان ذكر «الأبد» في قوله تعالى:{ولن يتمنوه أبداً [البقرة: 95] تكراراً، والأصل عدمه واستفادة التأبيد في قوله تعالى: {لن يخلقوا ذبابا} من خارج، ووافقه على إفادة التأبيد ابن عطية، وقال في قوله تعالى:{لن تراني} [الأعراف: 143]: لو بقينا على هذا النفي لتضمن أن موسي لا يراه أبداً، ولا في الآخرة، ولكن ثبت في الحديث المتواتر أن أهل الجنة يرونه، وعكس ابن الزملكاني مقالة الزمخشري، فقال: إن «لن» لنفي ما قرب وعدم امتداد النفي، و «لا» يمتد معها النفي، قال: وسر ذلك أن الألفاظ مشكلة للمعاني، و «لا» آخرها الألف، و [الألف] يمكن امتداد الصوت بها، بخلاف النون، فطابق كل لفظ معناه، قال: ولذلك أتى بـ {لن} : حيث لم يرد به النفي مطلقاً، بل في الدنيا حيث قال تعالى:{لن تراني} ، ويلاقي قوله تعالى:{لا تدركه الأبصار} [الأنعام: 103]، حيث أريد نفي الإدراك على الإطلاق، وهو مغاير للرؤية.
انتهى