الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
للمستقبل، قال ابن مالك: وترد للنفي العام المستغرق المراد به الجنس، كـ «لا» التبرئة، وهو مما يغفل عنه، وخرج عليه قوله تعالى:{ليس لهم طعام إلا من ضريع} [الغاشية: 6].
وتلازم رفع الاسم ونصب الخبر، وقيل: قد تخرج عن ذلك في مواضع:
أحدها: أن تكون حرف [استثناء]، نحو: أتوني [القوم] ليس زيداً، والصحيح أن اسمها ضمير واجب الاستتار، راجع للبعض المفهوم من القوم، ولا يليها في النصب إلا المنصوب.
الثاني: أن يقترن الخبر بعدها بإلا، نحو: ليس الطيب [إلا] المسك، فإني بني تميم يرفعونه، نقل ذلك [عنهم] أبو عمر بن العلاء، وتكلف غيره [في وجه] الرفع.
الثالث: أن تكون حرف عطف، أثبت ذلك الكوفيون والبغداديون.
104 - ما:
اسمية وحرفية:
فالاسمية ترد موصولة بمعنى الذي، نحو قوله تعالى:{ما عندكم ينفد وما عند الله باق} [النحل: 96]، ويستوي فيها المذكر والمؤنث، والمفرد والمثنى والجمع، والغالب استعمالها فيما لا يعلم، وقد تستعمل في العالم، نحو قوله تعالى:{والسماء وما بناها} [الشمس: 5]، {ولا أنتم عابدون ما أعبد} [الكافرون: 3]، أي: الله، ويجوز في ضميرها مراعاة اللفظ والمعنى، واجتمعا
في قوله تعالى: {ويعبدون من دون [الله] ما لا يملك له رزقاً من السماوات والأرض شيئاً ولا يستطيعون} [النحل: 73]، وهذه معرفة بخلاف الباقي.
واستفهامية: بمعنى: أي شيء، ويسأل بها عن أعيان ما لا يعقل وأجناسه وصفاته، وأجناس العقلاء وأنواعهم وصفاتهم، نحو قوله تعالى:{ما هي} [البقرة: 68]، {ما لونها} [البقرة: 69]، {ما ولاهم} [البقرة: 142]، {وما تلك بيمينك} [طه: 17]، {وما الرحمان} [الفرقان: 60]، ولا يسأل بها عن أعيان أولي العلم، خلافاً لمن أجازه، وأما قول فرعون:{وما رب العالمين} [الشعراء: 23] فإنه قاله جهلاً، ولهذا أجابه موسى عليه السلام بالصفات.
ويجب حذف ألفها إذا جرت، وإبقاء الفتحة دليلاً عليها فرقاً بينها وبين الموصولة، نحو قوله تعالى:{عم يتساءلون} [النبأ: 1]، {فيم أنت ممن ذكراها} [النازعات: 43]، {لم تقولون ما لا تفعلون} [الصف: 2]، {بم يرجع المرسلون} [النمل: 35].
وشرطية: نحو قوله تعالى: [ما ننسخ من ءاية أو ننسها نأت][البقرة: 106]، {وما تفعلوا من خير يعلمه الله} [البقرة: 197]، {فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم} [التوبة: 7]، وهذه منصوبة بالفعل بعدها.
وتعجبية، نحو قوله تعالى:{فما أصبرهم على النار} [البقرة: 175]، {قتل الإنسان ما أكفره} [عبس: 17]، ولا ثالث لهما في القرآن إلا في قراءة سعيد بن جبير قوله تعالى:{ما غرك بربك الكريم} [الانفطار: 6]، ومحلها رفع بالابتداء، وما بعدها خبر
ونكرة موصوفة: نحو قوله تعالى: {بعوضة فما فوقها} [البقرة: 26]، {نعما يعظكم به} [النساء: 58]، أي: نعم شيئاً يعظكم به.
وغير موصوفة، نحو قوله تعالى:{فنعما هي} [البقرة: 271]، نعم شيء هي.
والحرفية ترد مصدرية، إما زمانية، نحو قوله تعالى:{فاتقوا الله ما استطعتم} [التغابن: 16]، أي: مدة استطاعتكم، أو غير زمانية، نحو قوله تعالى:{فذوقوا بما نسيتم} [السجدة: 14]، أي: بنسيانكم.
ونافية، إما عاملة عمل ليس، نحو قوله تعالى:{ما هذا بشراً} [يوسف: 31]، {ما هن أمهاتهم [المجادلة: 2]، {فما منكم من أحد عنه حاجزين} [الحاقة: 47]، ولا رابع لها في القرآن.
أو غير عاملة، نحو قوله تعالى:{وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله} [البقرة: 272]، {فما ربحت تجارتهم} [البقرة: 16]، قال ابن الجاجب: وهي لنفي الحال، ومقتضى كلام سيبويه أن فيها معنى التأكيد، لأنه جعلها للنفي جواباً لـ «قد» في الإثبات، فكما أن «قد» فيها معنى التوكيد، فكذلك ما جعل جواباً لها.
وزائدة للتأكيد إما كافة، نحو قوله تعالى:{وإنما الله إله واحد} [الأنعام: 19]، {أنما إلاهكم إله واحد} [الكهف: 110]، {كأنما أغشيت وجوهم} [يونس: 27]، {ربما يود الذين كفروا} [الحجر: 2].
أو غير كافة، نحو قوله تعالى:{فإما ترين من البشر أحداً} [مريم: 26]، {أيا ما تدعوا} [الإسراء: 110]، {أيما الأجلين قضيت} [القصص: 28]، {فبما رحمة