الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لا محل [له] من الإعراب، وفي إياكم: قيل: حرف، وقيل: اسم مضاف إليه، وفي أرأيتك، قيل: حرف، وقيل: اسم في محل رفع، وقيل: نصب، والأول أرجح.
76 - كاد:
فعل ناقص، [قال الزمخشري في المفصل: وخبرها مشروط [فيه] أن يكون [فعلاً] مضارعاً، متأولاً باسم [الفاعل]، كقوله: كاد زيد يخرج، وقد جاء على الأصل:
وما كدت آيبا
كما جاء:
عسى الغوير [أبؤساً]
وهي من أفعال المقاربة]، أتي منها الماضي والمضارع فقط، [لها] اسم مرفوع وخبر مضارع مجرد، من أن.
[ومعناها]: قارب، فنفيها [نفي] للمقاربة، وإثباتها إثبات للمقاربة، واشتهر على ألسنة كثير: أن نفيها إثبات، وإثباتها نفي، فقولك:[كاد] زيد يفعل، معناه: لم يفعل، بدليل:{وإن كادوا ليفتنونك} [الإسراء: 73]،
كاد يفعل، معناه فعل، بدليل:{وما كادوا يفعلون} [البقرة: 71].
أخرج ابن أبي حاتم من طريق الضحاك عن ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - قال: كل شيء في القرآن كاد، وكادوا ويكاد، فإنه لا يكون أبداً.
وقيل: إنها تفيد الدلالة على وقوع الفعل بعسرة.
وقيل: نفي الماضي إثبات، بدليل:{وما كادوا يفعلون} ، ونفي المضارع نفي، بدليل:{ولم يكد يراها} [النور: 40] مع أنه لم ير شيئاً، والصحيح الأول أنها كغيرها، نفيها نفي، وإثباتها إثبات، فمعنى كاد يفعل: قارب الفعل ولم يفعل، وما كاد يفعل: ما قارب الفعل، فضلاً أن يفعله، فنفي الفعل لازم من نفي المقاربة عقلاً، قال الزمخشري في المفصل: وقوله عز وجل: {إذا أخرج يده لم يكد يراها} [النور: 40] على نفي مقاربة الرؤية، وهي أبلغ من نفي نفس الرؤية، ونظيره قول ذي الرمة:
إذا غير [الهجر] المحبين لم يكد
…
رسيس الهوى من حب مية يبرح
[انتهى].
وأما آية {فذبحوها وما كادوا يفعلون} [البقرة: 71]، فهو إخبار عن حالهم أول الأمر، فإنهم كانوا أولاً بعداء من ذبحها، وإثبات الفعل إنما فهم من دليل