الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
متسع، وقاعدة [مدائنه] آمل، وهو غير أبي جعفر الطبري المصري المحدث، فذاك إمام عالم بالحديث، والله أعلم.
[وفي «الترشيح» لخطاب: «ثم» ظرف، فيه معنى الإشارة إلى «حيث»؛ لأنه هو في المعنى].
44 - جعل:
قال الراغب: لفظ عام في الأفعال كلها، وهو أعم من فعل وضع وسائر أخواته، ويتصرف على خمسة أوجه:
أحدها: يجري مجرى صار وطفق، نحو: جعل زيد يقول كذا.
الثاني: مجرى أوجد، فيتعدى لمفعول واحد، نحو قوله تعالى:{وجعل الظلمات والنور} [الأنعام: 1].
الثالث: في إيجاد شيء من شيء، وتكوينه منه، نحو قوله تعالى:{والله جعل لكم من أنفسكم أزوجاً} [النحل: 72]، {وجعل لكم من الجبال أكناناً} [النحل: 81].
الرابع: في تصيير الشيء على حالة دون حالة، نحو قوله تعالى:{الذي جعل لكم الأرض فراشاً} [البقرة: 22]، {وجعل القمر فيهن نوراً} [نوح: 16].
الخامس: الحكم بالشيء على الشيء، حقا ًكان، نحو قوله تعالى:{وجاعلوه من المرسلين} [القصص: 7]، أو باطلاً، نحو قوله تعالى:{ويجعلون لله البنات سبحانه} [النحل: 57]، {الذين جعلوا القرآن عضين} [الحجر: 91].
[أقول: كذا نقل الحافظ السيوطي في «الإتقان» عن الراغب، وفيه اعتراضات من أوجه:
الأول: قوله: تجري مجرى صار وطفق، نحو: جعل زيد يقول كذا، فإن «جعل» إذا كانت بمعنى صار كان معناها وحكمها غير التي بمعنى طفق، فإنها إذا كانت بمعنى طفق فهي من أفعال الشروع، تقول: جعلت أتكلم، أي: أخذت وشرعت، وهي ترفع المبتدأ على أنه اسم لها، وتنصب الخبر على أنه خبرها، مثل أفعال المقاربة.
الثاني: - من الاعتراضات - في قوله: الثالث: في إيجاد شيء من شيء، نحو:{والله جعل لكم من أنفسكم أزواجاً} [النحل: 72]، فهذه بمعنى أوجد وخلق معنى وحكماً التي ذكرها قبل، وقال: القسم الثاني: يكون بمعنى أوجد.
الثالث: من الاعتراضات في قوله: الرابع: في تصيير الشيء على حالة دون حالة، نحو:{الذي جعل لكم الأرض فراشاً} [البقرة: 22]، {وجعل القمر فيهن نوراً} (نوح: 16]، فهذه بمعنى صار، كما تقدم، ولهذا نصبت مفعولين.
الرابع: من الاعتراضات على قوله والخامس، في الحكم بالشيء على الشيء، حقاً كان، نحو قوله تعالى:{وجاعلوه من المرسلين} [القصص: 7]،