الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
امتناع لامتناع، أي: يدل على امتناع الجواب لامتناع الشرط، فقولك: لو جئت لأكرمتك، دال على امتناع الإكرام لامتناع المجيء، واعترض بعدم امتناع الجواب في مواضع كثيرة، كقوله تعالى:{ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله} [لقمان: 27]، {ولو أسمعهم لتولوا وهم} [الأنفال: 23]، فإن عدم النفاد عند فقد ما ذكر، والتولي عند عدم السماع أولي.
والرابع: وهو لابن مالك: أنها حرف يقتضي امتناع ما يليه واستلزامه لتاليه من غير تعرض لنفي التالي، [قال]: فقيام زيد من قولك: لو قام زيد قام عمرو، محكوم بانتفائه، وبكونه مستلزماً ثبوته لثبوت قيام من عمرو، وهل وقع لعمرو قيام آخر غير اللازم عن قيام زيد أو ليس له؟ لا تعرض لذلك، قال ابن هشام: وفي عبارة ابن مالك نقص، فإنها لا تفيد أن اقتضاء الامتناع في الماضي، وإذا قيل:«لو» حرف يقتضي في الماضي امتناع ما يليه واستلزامه لتاليه كان ذلك من أجود العبارات. [انتهى].
فائدة:
أخرج ابن أبي حاتم، من طريق الضحاك، عن ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما-: كل شيء في القرآن» «لو» فإنه لا يكون [أبداً]
.
فائدة ثانية:
تختص «لو» المذكورة بالفعل، وأما نحو قوله تعالى:{قل لو أنتم تملكون} [
الإسراء: 100] فعلى تقديره، قال الزمخشري: وإذا وقعت «أن» بعدها، وجب
كون خبرها فعلاً ليكون عوضاً عن الفعل المحذوف، ورده ابن الحاجب بآية:{ولو أنما في الأرض} [لقمان: 27]، وقال: إنما ذاك إذا كان مشتقاً لا جامداً، ورده ابن مالك بقوله:
لو أن حياً مدرك الفلاح
…
أدركه ملاعب الرماح
قال ابن هشام: وقد وجدت آية في التنزيل وقع فيها الخبر اسماً مشتقاً، ولم ينتبه لها الزمخشري كما لم ينتبه لآية لقمان، ولا ابن الحاجب، وإلا لما منع من ذلك، ولا ابن مالك، وإلا لما استدل بالشعر؛ وهي قوله تعالى:{يودوا لو أنهم بادون في الأعراب} [الأحزاب: 20]، ووجدت آية الخبر فيها ظرف، وهي قوله تعالى:{لو أن عندنا ذكرا من الأولين} [الصافات: 168]، ورد ذلك الزركشي في «البرهان» وابن الدماميني بأن «لو» في الآية الأولى للتمني، والكلام في الامتناعية، وأعجب من ذلك أن مقالة الزمخشري سبقه إليها السيرافي، وهذا الاستدراك وما استدرك به منقول قديماً في شرح الإيضاح لابن الخباز، لكن في غير مظنته، فقال في باب: إن وأخواتها: قال السيرافي: تقول: لو أن زيداً، أقام لأكرمته، ولا يجوز: لو أن زيداً حاضر لأكرمته؛ لأنك لم تلفظ بفعل يسد مسد ذلك الفعل، هذا كلامهم، وقد قال الله تعالى:{وإن يأت الأحزاب يودوا لو أنهم بادون في الأعراب} ، فأوقع خبرها صفة، ولهم أن يفرقوا بأن هذه للتمني، فأجريت مجرى ليت، كما تقول: ليتهم بادون، انتهى كلامه.
وجواب «لو» إما مضارع منفي بلم، أو ماض مثبت أو منفي بما، والغالب على المثبت دخول اللام عليه، نحو قوله تعالى:{لو نشاء لجعلناه حطماً} [الواقعة: 65]، ومن تجرده:{لو نشاء جعلناه أجاجاً} [الواقعة: 70]، والغالب