المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

271 - وأخرج مسلم عن أبي بن كعب رضي الله - الزيادة والإحسان في علوم القرآن - جـ ٨

[محمد عقيلة]

فهرس الكتاب

- ‌النوع الرابع والأربعون بعد المائةعلم معاني الأدواتالتي يحتاج إليها المفسر

- ‌1 - الهمزة:

- ‌فائدة:إذا دخلت على رأيت امتنع أن يكون من رؤية البصر أو القلب

- ‌2 - أجل:

- ‌3 - أحد:

- ‌4 - إذ:

- ‌فائدة:أخرج ابن أبي حاتم من طريق السدي عن أبي مالك [قال]: ما كان في القرآن «إن» بكسر الألف فلم يكن، وما كان «إذ» فقد كان

- ‌مسألة:وتلزم «إذ» الإضافة إلى الجملة، إما اسمية

- ‌5 - إذا:

- ‌مسألة في «إذا» الفجائية:

- ‌تنبيهات:الأول: المحققون على أن ناصب {إذا} شرطها، والأكثرون أنه ما في

- ‌6 - إذاً:

- ‌تنبيهات:قال الحافظ السيوطي -رحمه الله تعالى-: سمعت شيخنا العلامة الكافيجي رحمه الله يقول في قوله تعالى: {ولئن أطعتم بشراً مثلكم إنكم إذا لخاسرون} [

- ‌التنبيه الثاني:الجمهور أن {إذا} يوقف عليها بالألف المبدلة من النون، وعليه إجماع القراء، وجوز قوم - منهم المبرد والمازني

- ‌7 - أصبح:

- ‌8 - أف:

- ‌9 - أل:

- ‌مسألة:

- ‌خاتمة:

- ‌10 - «ألا» بالفتح والتخفيف:

- ‌11 - ألا:

- ‌12 - «إلا» بالكسر والتشديد، على أوجه:

- ‌13 - الآن:

- ‌14 - إلى:

- ‌تنبيه:حكى ابن عصفور في شرح أبيات الإيضاح عن ابن الأنباري أن (إلى) تستعمل اسماً

- ‌15 - اللهم:

- ‌16 - أم:

- ‌تنبيهان:الأول: قد ترد «أم» محتملة للاتصال والانقطاع

- ‌فائدة:قال في «المغني»: تكون للتعريف، نقلت عن طيء، وعن حمير، وأنشدوا:

- ‌17 - أما:

- ‌تنبيه:

- ‌18 - وأما (أما) المفتوحة:

- ‌19 - إما:

- ‌20 - إن، بالكسر والتخفيف:

- ‌فائدة:أخرج ابن أبي حاتم، عن مجاهد، قال: كل شيء في القرآن (إن) فهو إنكار

- ‌فائدة:قال بعضهم: وقع في القرآن (إن) بصيغة الشرط وهو غير مراد في ستة مواضع:

- ‌21 - أن:

- ‌22 - إن:بالكسر والتشديد على أوجه:

- ‌23 - أن:

- ‌24 - أنى:اسم مشترك بين الاستفهام والشرط:

- ‌25 - أو:حرف عطف ترد لمعان:

- ‌فائدة:أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - قال: كل شيء في القرآن «أو» مخير

- ‌26 - أولى:في قوله تعالى: {أولى لك فأولى} [القيامة: 34]

- ‌27 - إي:

- ‌28 - أي:

- ‌29 - أي:

- ‌30 - إيا:

- ‌31 - أيان:

- ‌32 - أين:

- ‌33 - الباء المفردة:

- ‌فائدة:اختلف في الباء من قوله تعالى: {وامسحوا برؤوسكم} [المائدة: 6]، فقيل:

- ‌34 - بعد، هي و: قبل:

- ‌35 - بل:

- ‌36 - بلى:

- ‌37 - بئس:

- ‌38 - بين:

- ‌40 - تبارك:

- ‌41 - تعال:

- ‌42 - ثم:

- ‌فائدة:أجرى الكوفيون «ثم» مجرى (الفاء والواو) في جواز نصب المضارع المقرون بها بعد فعل الشرط، وخرج عليه قراءة / الحسن: {ومن يخرج من بيته

- ‌43 - ثم:

- ‌44 - جعل:

- ‌45 - حاشى:

- ‌46 - حتى:

- ‌مسألة:متى دل دليل على دخول الغاية التي بعد «إلى» و «حتى» في حكم ما قبلها أو على عدم دخوله، فواضح أنه يعمل به:

- ‌تنبيه:ترد حتى ابتدائية، أي: حرف تبتدأ بعده الجمل، أي: تستأنف فتدخل على الاسمية

- ‌فائدة:إبدال حائها عيناً لغة هذيل، وبها قرأ ابن مسعود - رضي الله تعال عنه

- ‌47 - حسب:

- ‌48 - حيث:

- ‌49 - حين:

- ‌50 - دون:

- ‌51 - ذو:

- ‌52 - رويد:

- ‌53 - رب:

- ‌54 - زعم:

- ‌55 - السين:

- ‌56 - سوف:

- ‌57 - سواء:

- ‌58 - ساء:

- ‌59 - سبحان:

- ‌60 - صار:

- ‌61 - طفق:

- ‌62 - ظن:

- ‌63 - ظل:

- ‌64 - على:

- ‌فائدة:هي في نحو قوله تعالى: {وتوكل على الحي الذي لا يموت} [

- ‌تنبيه:ترد «على» اسماً، فيما ذكره الأخفش، إذا كان مجروراً وفاعل معلقها ضميرين لمسمى واحد

- ‌65 - عن:حرف جر، له معان:

- ‌تنبيه:ترد اسماً إذا دخل عليها «من»، [وجعل منه] ابن هشام: [{ثم لأتيناهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم} [

- ‌66 - عسى:

- ‌تنبيه:وردت في القرآن على وجهين:

- ‌67 - علم:

- ‌68 - عند:

- ‌فائدة:قال في «المغني»: وكسر فائها أكثر من ضمها وفتحها

- ‌69 - غير:

- ‌70 - الفاء:

- ‌71 - في:

- ‌حرف القاف

- ‌72 - قبل:

- ‌73 - قد:

- ‌74 - قط:

- ‌75 - الكاف:

- ‌تنبيه:ترد الكاف اسماً بمعنى مثل، [فتكون] في محل إعراب

- ‌مسألة:الكاف في ذلك [أي: في اسم الإشارة وفروعه]، ونحوه حرف خطاب

- ‌76 - كاد:

- ‌فائدة:ترد كاد بمعنى: أراد، ومنه قوله تعالى: {كذلك كدنا ليوسف} [

- ‌77 - كان:

- ‌78 - كأن:

- ‌79 - كأين:

- ‌80 - كذا:

- ‌81 - كل:

- ‌فائدة:وحيث أضيفت إلى منكر وجب في ضميرها مراعاة معناها

- ‌فائدة:وحيث وقعت في حيز النفي -بأن تقدمت عليها أداته أو الفعل المنفي

- ‌مسألة:تتصل ما بـ «كل» نحو: {كلما رزقوا منها من ثمرة رزقاً} [

- ‌82 - كلا وكلتا:

- ‌83 - كلا:

- ‌84 - كم:

- ‌85 - كي:

- ‌86 - كيف:

- ‌87 - اللام:

- ‌88 - [لا]:

- ‌تنبيه:ترد «لا» اسماً بمعنى غير، فيظهر إعرابها فيما بعدها، نحو قوله تعالى: {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} [الفاتحة: 7]

- ‌فائدة:قد تحذف ألفها، وخرج عليه ابن جني، نحو قوله تعالى: {واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة} [الأنفال: 25]

- ‌89 - لات:

- ‌90 - لا جرم:

- ‌91 - لكن:

- ‌92 - لكن:

- ‌93، 94 - لدى، ولدن:

- ‌95 - لعل:

- ‌96 - لم:

- ‌97 - لما:

- ‌98 - لن:

- ‌99 - لو:

- ‌فائدة:أخرج ابن أبي حاتم، من طريق الضحاك، عن ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما-: كل شيء في القرآن» «لو» فإنه لا يكون [أبداً]

- ‌فائدة ثانية:تختص «لو» المذكورة بالفعل، وأما نحو قوله تعالى: {قل لو أنتم تملكون} [

- ‌فائدة ثالثة:قال الزمخشري: الفرق بين قولك: لو جاءني زيد لكسوته، [ولو زيد جاءني لكسوته]

- ‌تنبيه:ترد لو شرطية في المستقبل، وهي التي يصلح موضعها «إن»

- ‌100 - لولا:

- ‌فائدة:نقل عن الخليل: أن جميع ما في القرآن من «لولا» فهي بمعني «هلا»

- ‌101 - لوما:بمنزلة: «لولا»

- ‌102 - ليت:

- ‌103 - ليس:

- ‌104 - ما:

- ‌فائدة:حيث وقعت «ما» قبل «ليس» أو «لم» أو «لا» أو بعد «إلا» فهي موصولة

- ‌فائدة [أخرى]:«ما» في قوله تعالى: {ما أغنى عنه ماله وما كسب} [المسد: 2] تحتمل ما في الأولى النافية والاستفهامية، فيكون المعنى على النفي: لم يغن

- ‌105 - ماذا:

- ‌106 - متى:

- ‌107 - مع:

- ‌108 - من:

- ‌فائدة:أخرج ابن أبي حاتم، من طريق السدي، عن ابن عباس، قال: لو أن إبراهيم حين دعا قال: فاجعل أفئدة الناس تهوي إليهم، لازدحمت عليه اليهود والنصارى

- ‌109 - من:

- ‌110 - مهما:

- ‌111 - النون:

- ‌112 - التنوين:

- ‌113 - نعم:

- ‌114 - نعم:

- ‌115 - الهاء:

- ‌116 - ها:

- ‌117 - هات:

- ‌118 - هل:

- ‌119 - هلم:

- ‌120 - هنا:

- ‌121 - هيت:

- ‌122 - هيهات:

- ‌123 - هو:

- ‌124 - الواو:

- ‌125 - وي كأن:

- ‌124 - ويل:

- ‌127 - يا:

- ‌تنبيه:ها قد أتيت على شرح معاني الأدوات الواقعة في القرآن على وجه موجز مفيد، محصل للمقصود منه، ولم أبسطه؛ لأن محل البسط والإطناب إنما هو تصانيفنا في فن العربية

- ‌النوع الخامس والأربعون بعد المائةعلم في قواعد مهمةيحتاج المفسر إلى معرفتها

- ‌[قاعدة:

- ‌وفائدته: أن تؤدي كلمة مؤد كلمتين

- ‌قاعدة في الضمائر:[قال الحافظ السيوطي في «الإتقان»]: ألف ابن الأنباري في الضمائر

- ‌مرجع الضمير:

- ‌قاعدة:الأصل عوده على أقرب مذكور

- ‌قاعدة:الأصل توافق الضمائر في المرجع، حذراً من التشتيت

- ‌ضمير الفصل:ضمير بصيغة المرفوع، مطابق لما قبله، تكلماً وخطاباً

- ‌ضمير الشأن والقصة:

- ‌تنبيه:قال ابن هشام: متى أمكن الحمل على غير ضمير الشأن

- ‌قاعدة:قال في «المغني»: إنهم يغلبون على الشيء ما لغيره؛ لتناسب بينهما، أو اختلاط

- ‌قاعدة:جمع العاقلات لا يعود عليه الضمير غالباً إلا بصيغة الجمع، سواء كان للقلة أو للكثرة

- ‌قاعدة:إذا اجتمع في الضمائر مراعاة اللفظ والمعنى بدئ باللفظ، ثم بالمعنى، هذا

- ‌قاعدة في التذكير والتأنيث:التأنيث ضربان: حقيقي وغيره

- ‌قاعدة في التعريف والتنكير:اعلم أن [لكل] منهما مقاماً لا يليق بالآخر

- ‌فائدة:سئل عن الحكمة في تنكير «أحد» وتعريف «الصمد»

- ‌قاعدة أخرى تتعلق بالتعريف والتنكير:

- ‌تنبيه:قال الشيخ بهاء الدين في عروس الأفراح وغيره: [

- ‌قاعدة في الإفراد والجمع:من ذلك السماء والأرض، حيث وقع في القرآن ذكر الأرض فإنها مفردة، ولم تجمع

- ‌فائدة:ألف أبو الحسن الأخفش كتاباً في الإفراد والجمع [في القرآن]

- ‌فائدة:ليس في القرآن من الألفاظ المعدولة إلا ألفاظ العدد

- ‌قاعدة:مقابلة الجمع بالجمع:

- ‌[قاعدة:إنهم يعبرون بالفعل عن أمور:

- ‌قاعدة في الألفاظ التي يظن بها الترادف وليست منه:

- ‌فائدة:قال الراغب: خص دفع الصدقة في القرآن بالإيتاء

- ‌قاعدة في السؤال والجواب:

- ‌تنبيه:قد يعدل عن الجواب أصلاً، إذا كان السائل قصده التعنت

- ‌قاعدة:قيل: أصل الجواب أن يعاد فيه نفس السؤال، ليكون وفقه

- ‌قاعدة:الأصل في الجواب أن يكون مشاكلاً للسؤال، فإن كان جملة اسمية فينبغي أن يكون الجواب كذلك

- ‌فائدة:أخرج البزار عن ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - قال: ما رأيت قوماً خيراً من أصحاب محمد، ما سألوه إلا عن اثنتي عشرة مسألة كلها في القرآن

- ‌قاعدة في الخطاب بالاسم والخطاب [بالفعل:الاسم يدل على الثبوت والاستمرار، والفعل يدل على التجدد]

- ‌تنبيهات:

- ‌قاعدة في المصدر:قال ابن عطية: سبيل الواجبات الإتيان بالمصدر مرفوعاً

- ‌قاعدة في العطف:هو ثلاثة أقسام:

- ‌تنبيه:ظن ابن مالك أن المراد بالتوهم الغلط، وليس كذلك

- ‌مسألة:اختلف في جواز عطف الخبر على الإنشاء وعكسه، فمنعه البيانيون

- ‌مسألة:اختلف في جواز عطف الاسمية على الفعلية وعكسه، فالجمهور على الجواز

- ‌مسألة:اختلف في جواز العطف على معمولي عاملين، فالمشهور عن سيبويه المنع

- ‌مسألة:اختلف في جواز العطف على الضمير المجرور من غير إعادة الجار، فجمهور البصريين على المنع، وبعضهم والكوفيون على الجواز

- ‌قاعدة:قال في «المغني»: قد يعطي الشيء حكم ما أشبهه: في معناه: أو في لفظه، أو فيهما.فأما الأول فله صور كثيرة:

- ‌تنبيهان:

- ‌النوع السادس والأربعون بعد المائةعلم تفسير القرآن بالأحاديثالصحيحة الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌[سورة الفاتحة]

- ‌سورة البقرة

- ‌سورة آل عمران

- ‌سورة النساء

- ‌سورة المائدة

- ‌سورة الأنعام

- ‌سورة الأعراف

- ‌سورة الأنفال

- ‌سورة براءة

- ‌سورة يونس عليه السلام

- ‌سورة هود عليه السلام

- ‌سورة يوسف

- ‌سورة الرعد

- ‌سورة إبراهيم

- ‌سورة الحجر

- ‌سورة النحل

- ‌سورة بني إسرائيل

- ‌سورة الكهف

- ‌سورة مريم عليها السلام

- ‌سورة الحج

- ‌سورة قد أفلح

- ‌سورة النور

- ‌سورة الفرقان

- ‌سورة الشعراء

- ‌سورة (النمل)

- ‌سورة (القصص)

- ‌سورة (العنكبوت)

- ‌سورة (الروم)

- ‌سورة (لقمان)

- ‌سورة (السجدة)

- ‌سورة (الأحزاب)

- ‌سورة (سبأ)

- ‌سورة (فاطر)

- ‌سورة (يس)

- ‌سورة (الصافات)

- ‌سورة (ص)

- ‌سورة (الزمر)

- ‌سورة (حم: المؤمن) [غافر]

- ‌سورة (حم: السجدة) [فصلت]

- ‌سورة (حم عسق) [الشورى]

- ‌سورة (حم: الزخرف)

- ‌سورة (حم: الدخان)

- ‌سورة (حم: الأحقاف)

- ‌سورة (الفتح)

- ‌سورة (الحجرات)

- ‌سورة (ق)

- ‌سورة (الذاريات)

- ‌سورة (الطور)

- ‌سورة (النجم)

- ‌سورة (القمر)

- ‌سورة (الرحمن)

- ‌سورة (الواقعة)

- ‌سورة (الحديد)

- ‌سورة (المجادلة)

- ‌سورة (الحشر)

- ‌سورة (الممتحنة)

- ‌سورة (الصف)

- ‌سورة (الجمعة)

- ‌سورة المنافقون

- ‌سورة التغابن

- ‌سورة (الطلاق)

- ‌سورة (التحريم)

- ‌سورة (ن)

- ‌سورة (نوح عليه السلام

- ‌سورة (الجن)

- ‌سورة (المزمل)

- ‌سورة (المدثر)

- ‌سورة (القيامة)

- ‌سورة (المرسلات)

- ‌سورة (عم يتساءلون)

- ‌سورة (عبس)

- ‌سورة (إذا الشمس كورت)

- ‌سورة (المطففين)

- ‌سورة (إذا السماء انشقت)

- ‌سورة (البروج)

- ‌سورة (سبح)

- ‌سورة الفجر

- ‌سورة الشمس

- ‌سورة الضحى

- ‌سورة اقرأ

- ‌سورة القدر

- ‌سورة الزلزلة

- ‌سورة التكاثر

- ‌سورة أرأيت

- ‌سورة الكوثر

- ‌سورة النصر

- ‌سورة الإخلاص

- ‌سورة المعوذتين

الفصل: 271 - وأخرج مسلم عن أبي بن كعب رضي الله

271 -

وأخرج مسلم عن أبي بن كعب رضي الله عنه في قوله: {ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر} [السجدة: 21]، قال: مصائب الدنيا، والروم، والبطشة أو الدخان، شك شعبة في البطشة أو الدخان.

‌سورة (الأحزاب)

272 -

أخرج البخاري ومسلم والترمذي عن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: إن زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كنا ندعوه إلا زيد بن محمد، حتى نزل القرآن: {ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله

} الآية [5].

273 -

وأخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما من مؤمن إلا وأنا أولى الناس به في الدنيا والآخرة، اقرؤوا إن شئتم: {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم} [الأحزاب: 6]، فأيما مؤمن ترك مالاً فليرثه عصبته من كانوا، فإن ترك ديناً أو ضياعاً فليأتني فأنا مولاه» .

274 -

وأخرج الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى: {ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه} [الأحزاب: 4]، قال أو ظبيان: قلت لابن عباس:

ص: 405

أرأيت قول الله تعالى: {ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه} ، ما عنى بذلك؟ قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً يصلي، فخطر خطرةً، فقال المنافقون الذي يصلون معه: ألا ترى أن له قلبين: قلباً معكم، وقلباً معهم؟ فأنزل الله تعالى:{ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه} .

275 -

وأخرج البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنهم في قوله تعالى: {إذ جاءكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر} [الأحزاب: 10]، قالت: كان ذلك يوم الخندق.

276 -

وأخرج البخاري عن أنس رضي الله عنه قال: نرى هذه الآية نزلت في عمي أنس بن النضر: {من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه} [الأحزاب: 23].

وقد أخرج هو مسلم والترمذي هذا الحديث بأطول منه، [وهو مذكور في غزوة أحد، من كتاب الغزوات، من حرف الغين].

277 -

أ- وأخرج الترمذي عن أم عمارة الأنصارية رضي الله عنه قالت: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: ما أرى كل شيء إلا للرجال، وما أرى النساء يذكرن بشيء، فنزلت:{إن المسلمين والمسلمات} الآية [الأحزاب: 35].

ص: 406

277 -

ب- وأخرج الترمذي عن عائشة رضي الله عنهم قالت: لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كاتماً شيئاً من الوحي لكتم هذه الآية: {وإذ تقول للذي أنعم الله عليه} ، يعني: الإسلام، {وأنعمت عليه}: بالعتق فأعتقته، {أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفى في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه} ، إلى قوله:{وكان أمر الله مفعولاً} [الأحزاب: 37]، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما تزوجها، قالوا: تزوج حليلة ابنه، فأنزل الله تعالى:{ما كان محمدٌ أبا أحدٍ من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين} [الأحزاب: 40]، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم تبناه وهو صغير، فلبث حتى صار رجلاً، يقال له: زيد بن محمد، فأنزل الله تعالى:{ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا ءابآءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم} [الأحزاب: 5]، فلان مولى فلان، وفلان أخو فلان {هو أقسط عند الله} يعني: أعدل عند الله.

وفي رواية مختصراً: لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كاتماً شيئاً من الوحي، لكتم هذه الآية:{وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه} ، لم يزد.

278 -

وأخرج البخاري عن أنس قال: جاء زيد بن حارثة يشكو، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:«اتق الله وأمسك عليك زوجك» ، قال: لو كان صلى الله عليه وسلم كاتماً شيئاً [من الوحي] لكتم هذه الآية، قال: وكانت تفخر على أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم، [تقول]: زوجكم أهاليكن، وزوجني الله من فوق سبق سموات.

وفي رواية: قال: {وتخفى في نفسك ما الله مبديه} في شأن زينب بنت جحش [وزيد بن حارثة.

وفي رواية الترمذي: قال: لما نزلت هذه الآية: {وتخفى في نفسك ما الله مبديه} [الأحزاب: 37] في شأن زينب بنت جحش]: جاء زيد يشكو، فهم بطلاقها، فاستأمر النبي صلى الله عليه وسلم فقال:[النبي صلى الله عليه وسلم]: أمسك عليك زوجك، واتق الله.

ص: 407

وفي أخرى له قال: لما نزلت هذه الآية في زينب بنت جحش: {فلما قضى زيدٌ منها وطراً زوجناكها} ، قال: فكانت تفخر على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، تقول: زوجكن أهلوكن، وزوجني الله من فوق سبع سماوات.

وفي رواية النسائي قال: كانت زينب تفخر على نساء النبي صلى الله عليه وسلم تقول أنكحني من السماء، وفيها نزلت آية الحجاب.

279 -

وأخرج البخاري ومسلم عن أنس رضي الله عنه أنه كان ابن عشر سنين مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وكن أمهاتي يواظبنني على خدمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخدمته عشر سنين، وتوفي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا ابن عشرين سنة، وكنت أعلم الناس بشأن الحجاب حين أنزل، وكان أول ما أنزل في مُبتنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بزينب بنت جحش: أصبح النبي صلى الله عليه وسلم عروساً بها، فدعا القوم فأصابوا الطعام، ثم خرجوا وبقي رهط منهم عند النبي صلى الله عليه وسلم فأطالوا المُكث، فقام النبي صلى الله عليه وسلم فخرج، وخرجت معه؛ لكي يخرجوا، فمشى النبي [صلى الله عليه وسلم][ومشيت] حتى جاء [عتبة] حجرة عائشة، [ثم] ظن أنهم خرجوا فرجع ورجعت معه، [حتى إذا دخل على زينب] فإذا هم [جلوس لم يقوموا، فرجع النبي صلى الله عليه وسلم ورجعت معه، حتى إذا بلغ عتبة حجرة عائشة][ثم ظن أنهم خرجوا، فرجع ورجعت معه، فإذا هم] قد خرجوا، فضر النبي صلى الله عليه وسلم بني وبينه بالستر، وأنزل الحجاب.

زاد في رواية: أنا أعلم الناس بالحجاب، وكان أبي بن كعب يسألني عنه، هذه رواية البخاري ومسلم.

وللبخاري من رواية الجعد عن أنس، قال: مر بنا أنس في مسجد بني

ص: 408

رفاعة، فسمعته يقول: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا مر بجنبات أم سليم دخل فسلم عليها، ثم قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم عروساً بزينب، فقال [لألي] أم سليم: لو أهدينا رسول الله صلى الله عليه وسلم هدية؟ فقلت: افعلي، فعمدت إلى تمر وسمن وأقط، فاتخذت حيسة في برمة، فأرسلت بها معي إليه، فانطلقت بها إليه، فقال:«ضعها» ، ثم أمرني، فقال:«ادع لي رجالاً» سماهم، و «ادع لي من لقيت» ، قل: ففعلت الذي أمرني، فرجعت، فإذا البيت غاص بأهله، ورأيت النبي صلى الله عليه وسلم وضع يده في تلك الحيسة، وتكلم بما شاء الله، ثم جعل يدعو عشرة عشرة، يأكلون منه، ويقول لهم:«اذكروا اسم الله، وليأكل كل رجل ما يليه» ، [حتى] تصدعوا كلهم، فخرج من خرج، وبقي نفر يتحدثون، ثم خرج النبي صلى الله عليه وسلم نحو الحجرات، وخرجت في إثره، فقلت: إنهم قد ذهبوا، فرجع فدخل البيت وأرخى الستر، وإني لفي الحجرة، وهو يقول:«{يا أيها الذين ءامنوا لا تدخلوا بيوت النبي} إلى قوله: {والله لا يستحي من الحق}» [الأحزاب: 53].

قال الجعد: قال أنس: إنه خدم النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين.

ولمسلم من رواية الجعد أيضاً قال: تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل بأهله، قال: فصنعت أمي أم سليم حيساً، فجعلته في تورٍ، فقالت: يا أنس،

ص: 409

اذهب بهذا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقل: بعثت بهذا إليك أمي، وهي تقرئك السلام، وتقول: إن هذا لك منا قليل، فقال:«ضعه» ، ثم قال:«اذهب فادع [لي] فلاناً وفلاناً [وفلاناً] ومن لقيت» ، قال: فدعوت من سمى ومن لقيت، قال: قلت لأنس: عدد كم كانوا؟ قال: زهاء ثلاثمائة، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«يا أنس، هات التور» ، قال: فدخلوا حتى امتلأت الصفة والحجرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«ليتحلق عشرة عشرة، وليأكل كل إنسان مما يليه» ، قال: فأكلوا حتى شبعوا، قال: فخرجت طائفة، [ودخلت طائفة]، حتى أكلوا كلهم، فقال لي:«يا أنس، ارفع» ، فرفعت، فما أدري حسن وضعت كان أكثر أم حين رفعت؟ قال: وجلس طوائف منهم يتحدثون في بيت رسول الله رضي الله عنه، ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس، وزوجته موليةٌ وجهها إلى الحائط، فثقلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رجع، ظنوا أنهم قد ثقلوا، قال: فابتدروا الباب، فخرجوا كلهم، وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أرخى الستر، ودخل وأنا جالس في الحجرة، فلم يلبث إلا يسيراً، حتى خرج علي، وأنزلت هذه الآية، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرأهن على الناس: «{يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم

[الأحزاب: 53] إلى آخر الآية، قال الجعد: قال أنس: أنا أحدث الناس عهداً بهذه الآيات، وحجبن نساء النبي صلى الله عليه وسلم.

وفي أخرى للبخاري: قال: بنى النبي صلى الله عليه وسلم بزينب، فأولم بخبز ولحم، فأرسلت على الطعام داعياً، فجيء قوم فيأكلون ويخرجون، فدعوت حتى ما أجد أحداً أدعوه، فقلت: يا نبي الله، ما أجد أحداً أدعوه، قال: «ارفعوا

ص: 410

طعامكم»، وبقي ثلاثة رهط يتحدثون في البيت، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فانطلق إلى حجرة عائشة، فقال:«السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله» ، وقالت: وعليك السلام ورحمة الله، كيف وجدت أهلك؟ بارك الله لك، فتقرى حُجر نسائه كلهن، يقول لهن كما يقول لعائشة، ويقلن له كما قالت عائشة، ثم رجع النبي صلى الله عليه وسلم فإذا رهط ثلاثة في البيت يتحدثون، وكان النبي صلى الله عليه وسلم كثير الحياء، فخرج منطلقاً نحو حجرة عائشة، فما أدى أخبرته أو أخبر أن القوم قد خرجوا، فرجع حتى وضع رجله في أسكفه الباب داخلة، وأخرى خارجة، وأرخى الست بين [وبينه]، وأنزل الحجاب.

وفي أخرى له قال: أولم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بنى بزينب بنت جحش، فأشبع الناي خبزاً ولحماً، وخرج إلى حجر أمهات المؤمنين، كما كان يصنع صبيحة بنائه، فيسلم عليهن ويدعو لهن، ويسلمن عليه ويدعون له، فلما رجع إلى بيته، رأى رجلين جرى بهما الحديث، فلما رآهما رجع عن بيته، فلما رأى الرجلان [أن] النبي صلى الله عليه وسلم رجع عن بيته وثبا مسرعين، فما أدرى أنا أخبرته بخروجهما أو أخبر، فرجع حتى دخل البيت، وأرخى الست بيني وبينه، وأنزلت آية الحجاب.

وأخرج الترمذي من هذه الروايات رواية الجعد التي أخرجها مسلم.

وله في رواية أخرى قال: بني رسول الله صلى الله عليه وسلم بامرأة من نسائه، فأرسلني، فدعوت له قوماً إلى الطعام، فلما أكلوا وخرجوا، قام رسول الله صلى الله عليه وسلم منطلقاً قبل بيت عائشة، فأنزل الله:{يا أيها الذين ءامنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه} [الأحزاب: 3].

وفي الحديث قصة.

ص: 411

وقد أخرج البخاري هذه الروايات مختصرة، قال: بنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بامرأة، فأرسلني، فدعوت رجالاً إلى الطعام، لم يزد على هذا، ولم يسمها.

وللترمذي من طريق آخر قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم فأتى باب امرأة عرَّس بها، فإذا عندها قوم، فانطلق يقضي حاجته واحتبس، ثم رجع وعندها قوم، فانطلق، فقضى حاجته، فرجع وقد خرجوا، قال: فدخل وأرخى بيني وبينه ستراً، قال: فذكرته لأبي طلحة، قال: فقال: لئن كان كما تقول لينزلن في هذا شيء. قال: فنزلت [آية] الحجاب.

وأخرج النسائي من هذه الروايات: رواية مسلم من طريق الجعد.

280 -

وأخرج البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي عن عروة قال: كانت خولة بنت حكيم من اللاتي وهبن أنفسهن للنبي صلى الله عليه وسلم، فقالت عائشة: أما تستحي المرأة أن تهب نفسها للرجل؟ فلما نزلت: {ترجى من تشاء منهن} [الأحزاب: 51]، قلت: يا رسول الله، ما أرى ربك إلا يسارع في هواك.

وفي أخرى، قالت: كنت أغار على اللاتي وهبن أنفسهن لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكر نحوه.

وفي أخرى، قلت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستأذننا إذا كان في يوم المرأة منا، بعد أن نزلت هذه الآية:{ترجى من تشاء منهن وتأوي إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك} ، فقلت لها: ما كنت تقولين؟ قالت: كنت أقول [له]: إن كان ذلك إليّ، فإني لا أريد يا رسول الله أن أوثر عليك أحداً.

ص: 412

وفي رواية: لم أوثر على نفسي أحداً، ووافقهم على الرواية الثالثة أبو داود.

281 -

وأخرج الترمذي عن أم هانئ رضي الله عنها قالت: خطبني رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعتذرت إليه، فعذرني، ثم أنزل الله:{إنا أحللنا لك أزواجك التي ءاتيت أجورهن وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك التي هاجرن معك} الآية [الأحزاب: 50]، فلم أكن لأحل له، لأني لما هاجرت كنت من الطلقاء.

282 -

وأخرج الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهم قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أصناف النساء، إلا ما كان من المؤمنات والهاجرات بقوله:{لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حُسنهن إلا ما ملكت يمينك} [الأحزاب: 52]، فأحل الله فتياتكم المؤمنات، {وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي} [الأحزاب: 50]، وحم كل ذات دين غير الإسلام، ثم قال:{ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله وهو في الآخرة من الخاسرين} [المائدة: 6]، وقال:{يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك التي ءاتيت أجورهن وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك} إلى قوله: {خالصة لك من دون المؤمنين} [الأحزاب: 50]، وحرم ما سوى ذلك من أصناف النساء.

وأخرج الترمذي والنسائي عن عائشة رضي الله عنه قالت: ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أحل له النساء.

ص: 413

وللنسائي أيضاً: حتى أحل له [أن يتزوج] من النساء ما شاء.

283 -

وأخرج البخاري ومسلم عنها قالت: [إن] أزواج النبي صلى الله عليه وسلم كن يخرجن [بالليل] قبل المناصع - وهو صعيد أفيح - وكان عمر يقول للنبي صلى الله عليه وسلم: أحجب نساءك، فلم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل، فخرجت سودة بنت زمعة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ليلة من الليالي عشاء - وكانت امرأة طويلة - فناداها عمر: ألا قد عرفناك يا سودة، حرصاً على أن ينزل الحجاب.

وفي رواية: كان أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يخرجن ليلاً إلى ليل قبل المناصع، وذكر نحوه.

وفي أخرى له: قالت: خرجت سودة بعد ما ضرب الحجاب لحاجتها، وكانت امرأة جسيمة تفرع النساء جسماً، لا تخفى على من يعرفها، فرآها عمر بن الخطاب، فقال: يا سودة، أما والله ما تخفين علينا، فانظري كيف تخرجين؟ قال: فانكفأت راجعة، رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي، وإنه ليتعشى وفي يده عرق، فدخلت، فقالت: يا رسول الله، إني خرجت، فقال لي عمر: كذا وكذا، قالت: فأوحي إليه، ثم رفع عنه، وإن العرق في يده ما

ص: 414

وضعه، فقال:«إنه قد أذن لكن أن تخرجن لحاجتكن» قال هشام: يعني: البراز.

284 -

وأخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «كانت بنو إسرائيل يغتسلون عراة، ينظر بعضهم إلى سوأة بعض، وكان موسى عليه السلام يغتسل وحده، فقالوا: والله ما يمنع موسى أن يغتسل معنا إلا أنه آدر، قال: فذهب مرة يغتسل، فوضع ثوبه على حجر، ففر الحجر بثوبه، قال: فجمع موسى عليه السلام بإثره، يقول: ثوبي حجر! حتى نظرت بنو إسرائيل إلى سوأة موسى، فقالوا: والله ما بموسى من بأس، فقام الحجر حتى نظر إليه، قال: فأخذ ثوبه، فطفق بالحجر ضرباً» ، قال أبو هريرة: والله إن بالحجر ندباً - ستة أو سبعة - من ضرب موسى بالحجر.

هذه رواية البخاري ومسلم.

وللبخاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن موسى كان رجلاً حيياً ستيراً، لا يُرى شيء من جلده، استحياء منه، فآذاه [من آذاه] من بني إسرائيل، فقالوا: ما يستتر هذا الستر إلا من عيب بجلده: إما برص، وإما أدرة، وإما آفة، وإن الله أراد أن يبرئه مما قالوا لموسى، فخلا يوماً وحده، فوضع ثيابه على الحجر ثم اغتسل، فلما فرغ أقبل إلى ثيابه ليأخذها، وإن الحجر عدا بثوبه،

ص: 415