الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مسألة في «إذا» الفجائية:
العرب تقول: قد كنت أظن أن العقرب أشد لسعة من الزنبور فإذا هو هي، وقالوا: فإذا هو إياها، وقد اختلف سيبويه والكسائي في هذه المسألة بحضرة يحيي بن خالد البرمكي، فقال سيبويه: فإذا هو هي، ولا يجوز النصب، وقال الكسائي:[يجوز الرفع والنصب]، فيقال: هو هي، وإياها، فقال يحيى: أنتما رئيسا بلديكما، فمن يحكم بينكما؟ فقال الكسائي: هذه العرب ببابك فيسألون، فأحضروا العرب فوافقوا الكسائي، وجمهور العلماء بالنحو يقولون بقول الكسائي، ويرون قول سيبويه خطأ، أو لغة شاذة، ويقال: إنهم وافقوا الكسائي لعلمهم بمنزلته من الخليفة والوزير، وقد أحسن [الأديب الأريب أبو الحسن] حازم بن محمد الأنصاري الأندلسي في منظومته في النحو، حاكياً هذه الواقعة، فقال:
والعرب قد تحذف الأخبار بعد (إذا)
…
إذا عنت فجأة الأمر الذي دهما
وربما نصبوا للحال بعد (إذا)
…
وربما رفعوا من بعدها ربما
فإن توالى ضميران اكتسى بهما
…
وجه الحقيقة من إشكاله غمما
لذلك أعيت على الأفهام مسألة
…
أهدت إلى سيبويه الحتف والغمما
قد كان العقرب العوجاء أحسبها
…
قدما أشد من الزنبور وقع حما
وفي الجواب عليها هل «إذا هو هي»
…
أو هل «إذا هو إياها» قد اختصما
وخطأ ابن زياد وابن حمزة في
…
ما قال فيها أبا بشر، وقد ظلما
وغاظ عمروا علي في حكومته
…
يا ليته لم يكن في أمره حكما
كغيظ عمرو عليا في حكومته
…
يا ليته لم يكن في أمره حكما
وفع ابن زياد كل منتخب
…
من أهله إذ غدا منه يفيض دما
كفجعة ابن زياد كل منتخب
…
من أهله إذ غدا منه يفيض دما
وأصبحت بعده الأنقاس باكية
…
في كل طرس كدمع سح وانسجما
وليس يخلو امرؤ من حاسد أضم
…
لولا التنافس في الدنيا لما أضما
والغبن في العلم أشجي محنة علمت
…
وأبرح الناس شجواً عالم هضما
انتهى.
وابن حمزة: هو الكسائي، وعمرو: سيبويه [ويكنى] أبا بشر، وعمرو
الثاني: ابن العاص، وابن زياد الثاني: ابن مرجانة قاتل الحسين.
الثاني: أن تكون لغير المفاجأة، فالغالب أن تكون ظرفاً للمستقبل، مضمنة معنى الشرط، وتختص بالدخول على الجمل الفعلية، وتحتاج لجواب، وتقع في الابتداء عكس الفجائية، والفعل بعدها إما ظاهراً، نحو:{إذا جاء نصر الله} [النصر: 1]، أو مقدراً نحو:{إذا السماء انشقت} [الانشقاق: 1]، وجوابها إما فعل نحو:{فإذا جاء أمر الله قضى} [غافر: 78]، أو جملة اسمية مقرونة بالفاء، نحو:{فإذا نقر في الناقور فذلك يومئذ يوم عسير} [المدثر: 8، 9]، {فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم} [المؤمنون: 101]، أو فعلية طلبية كذلك، نحو:{فسبح بحمد ربك} [النصر: 3]، أو اسمية مقرونة به «إذا» المفاجئة، نحو:{إذا من الأرض إذا أنتم تخرجون} [الروم: 25]، {فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون} [الروم: 48]، وقد يكون مقدراً لدلالة ما قبله عليه أو لدلالة المقام عليه، [وسيأتي في أنواع الحذف].
وقد تخرج إذا عن الظرفية، قال الأخفش في قوله تعالى:{حتى إذا جاءوها} [الزمر: 71]: إن {إذا} جر، وقال ابن جني في قوله تعالى:{إذا وقتي الواقعة} [الواقعة]: فمن نصب {خافضة رافعة} ) [الواقعة]؛ أن {إذا}