الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
صاحب البسيط، فقال: «إنما تستعمل في الاستفهام عن الشيء المعظم أمره.
وفي «الكشاف» : قيل: إنها مشتقة من «أي» فعلان منه؛ لأن معناه أي وقت؟ وأي فعل؟ من إويت إليه؛ لأن البعض أواه إلى الكل ومتساند له، وهو بعيد، وقيل: أصله: «أي آن» ، وقيل:«أي أوان» ، حذفت الهمزة من «أوان» والياء الثانية من «أي» ، وقلبت الواو ياء، وأدغمت الياء الساكنة فيها، وقرئ بكسر همزتها.
32 - أين:
اسم استفهام عن المكان، نحو قوله تعالى:{فأين تذهبون} [التكوير: 26]، وترد شرطاً عاماً في الأمكنة، و «أينما» أعم منها، نحو قوله تعالى:{أينما يوجهه لا يأتي بخير} [النحل: 76].
33 - الباء المفردة:
حرف جر له معان:
أشهرها الإلصاق، ولم يذكر لها سيبويه غيره، وقيل:[إنه] لا يفارقها، قال في شرح اللب: وهو تعلق أحد المعنيين بالآخر، ثم قد يكون حقيقة،
نحو قوله تعالى: {وامسحوا برؤوسكم} [المائدة: 6]، أي: ألصقوا المسح برؤوسكم، {فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه} [المائدة 6]، وقد يكون مجازاً، نحو قوله تعالى:{وإذا مروا بهم} [المطففين: 30]، أي: بمكان يقربون منه.
الثاني: التعدية: كالهمزة، نحو قوله تعالى:{ذهب الله بنورهم} [البقرة: 17]، {ولو شاء الله لذهب بسمعهم} [البقرة: 20]، أي: أذهبه، كما قال:{ليذهب عنكم الرجس} [الأحزاب: 33]، وزعم المبرد والسهيلي أن بين تعدية الباء والهمزة فرقاً، وأنك إذا قلت: ذهبت بزيد، كنت مصاحباً له في الذهاب، ورد بالآية.
الثالث: الاستعانة: وهي الداخلة على آلة الفعل كالبسملة.
الرابع: السببية، وهي التي تدخل على سبب الفعل، نحو قوله تعالى:{فكلا أخذنا بذنبه} [العنكبوت: 40]، {إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل} [البقرة: 54]، ويعبر عنها بالتعليل.
الخامس: المصاحبة، كـ (مع)، نحو قوله تعالى:{يا نوح اهبط بسلام منا} [هود: 48]، {جاءكم الرسول بالحق} [النساء: 170]، {فسبح بحمد ربك} [الحجر: 98].
السادس: الظرفية، كـ (في)، زماناً ومكاناً، نحو قوله تعالى:{نجيناهم بسحر} [القمر: 34]، {نصركم الله ببدر} [آل عمران: 123].
السابع: الاستعلاء، كـ (على)، نحو قوله تعالى: {ومن أهل الكتب من إن
تأمنه بقنطار} [آل عمران: 75]، أي: عليه، بدليل قوله تعالى:{إلا كما أمنتكم على أخيه} [يوسف: 64].
الثامن: المجاوزة، [كـ (عن)]، نحو قوله تعالى:{فسأل به خبيراً} [الفرقان: 59]، أي: عنه، بدليل:{يسئلون عن أنباؤكم} [الأحزاب: 20]، ثم قيل: تختص بالسؤال، وقيل: لا، نحو قوله تعالى:{يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم} [التحريم: 8]، أي: وعن أيمانهم، {ويوم تشقق السماء بالغمام} [الفرقان: 25]، أي: عنه.
التاسع: التبعيض، كـ (من)، نحو قوله تعالى:{عيناً يشرب بها عباد الله} [الإنسان: 6]، أي: منها.
العاشر: الغاية، كـ (إلى)، نحو قوله تعالى:{وقد أحسن بي} [يوسف: 100]، أي: إلي.
الحادي عشر: المقابلة، وهي الداخلة على الأعراض نحو قوله تعالى:{ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون} [النحل: 32]، قال ابن هشام في المغني: وإنما لم نقدرها باء السببية كما قالت المعتزلة، [وكما قال الجميع في: لن يدخل أحدكم الجنة بعمله]، لأن المعطي بعوض قد يعطي مجاناً، وأما المسبب فلا يوجد بدون السبب، [وقد تبين أنه لا تعارض بين الحديث والآية؛ لاختلاف محملي الباءين جمعاً بين الأدلة، انتهي].
الثاني عشر: التوكيد، وهي الزائدة:
وتزاد في الفاعل وجوباً، نحو قوله تعالى:{أسمع بهم وأبصر} [النساء: 79]، وجوازاً غالباً، نحو قوله تعالى:{كفى بالله شهيداً} [الرعد: 43]، فإن الاسم الكريم فاعل، وشهيداً: نصب على الحال أو التمييز، والباء زائدة، ودخلت لتأكيد الاتصال؛ لأن الاسم في قوله:{كفى بالله} متصل بالفعل اتصال الفاعل، قال ابن الشجري: وفعل ذلك إيذاناً بأن الكفاية من الله ليست كالكفاية من غيره في عظم المنزلة، فضوعف لفظها لتضاعف معناها، وقال الزجاج: دخلت لتضمين كفى معنى اكتفى، قال ابن هشام: وهو من الحسن بمكان، وقيل: الفاعل مقدر، والتقدير: كفى الاكتفاء بالله، فحذف المصدر وبقي معموله دالاً عليه، ولا تزاد في فاعل كفى بمعنى: وقى، نحو قوله تعالى:{فسيكفيكهم الله} [البقرة: 137]، {وكفى الله المؤمنين القتال} [الأحزاب: 25].
وفي المفعول، نحو قوله تعالى:{ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة} [البقرة: 195]، {وهزي إليك بجذع النخلة} [مريم: 25]، {فليمدد بسبب إلى السماء} [الحج: 15]، {ومن يرد فيه بإلحاد} [الحج: 25].
وفي المبتدأ، نحو قوله تعالى:{بأييكم المفتون} [القلم: 6]، أي: أيكم، وقيل: هي ظرفية، أي: في أي طائفة منكم.