الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مسألة:
وتلزم «إذ» الإضافة إلى الجملة، إما اسمية
نحو: {واذكروا إذ أنتم قليل} [الأنفال: 26]، أو فعلية فعلها ماض لفظاً ومعنى، نحو:{وإذ قال ربك للملائكة} [البقرة: 30]، {وإذ ابتلى إبراهيم ربه} [البقرة: 124]، أو معنى لا لفظاً [نحو]: (وإذ تقول للذي أنعم الله عليه} [الأحزاب: 36]، وقد اجتمعت الثلاثة في قوله تعالى:{إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني أثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصحبه، لا تحزن} [التوبة: 124].
وقد تحذف الجملة للعلم بها، ويعوض عنها التنوين وتكسر الذال لالتقاء الساكنين، نحو:{ويومئذ يفرح المؤمنون} [الروم: 37]، {وأنتم حينئذ تنظرون} [الواقعة: 84]، وزعم الأخفش أنها في ذلك معربة؛ لزوال افتقارها إلى الجملة، وأن الكسرة إعراب؛ لأن اليوم والحين يضاف إليها، ورد بأن بناءها لوضعها على حرفين، وبأن الافتقار باق في المعنى كالموصول، تحذف صلته.
5 - إذا:
على وجهين:
أحدهما: أن تكون للمفاجأة، فتختص بالجمل الاسمية، ولا تحتاج لجواب، ولا تقع في الابتداء، ومعناها الحال لا الاستقبال، نحو قوله تعالى:{فألقاها فإذا هي حية تسعى} [طه: 20]، {فلما أنجاهم إذا هم يبغون في الأرض} [يونس: 23]، {وإذا أذقنا الناس رحمة من بعد ضراء مستهم إذا لهم مكر في ءاياتنا} [يونس:
21]، قال ابن الحاجب: ومعنى المفاجأة: حضور الشيء معك في وصف من أوصافك الفعلية، تقول: خرجت فإذا الأسد بالباب، فمعناه حضور الأسد معك في زمن وصفك بالخروج، وفي مكان خروجك، وحضوره معك في [مكان] خروجك ألصق [بك] من حضوره في زمن خروجك؛ لأن ذلك المكان يخصك دون ذلك الزمان، وكلما كان ألصق كانت المفاجأة فيه أقوى.
واختلف في «إذا» هذه، فقيل: إنها حرف، وعليه الأخفش، ورجحه ابن مالك، وقيل: ظرف زمان، وعليه المبرد، ورجحه ابن عصفور، وقيل: ظرف زمان، وعليه الزجاج، ورجحه الزمخشري، وزعم أن عاملها فعل مشتق من لفظ المفاجأة، قال: التقدير: ثم إذا دعاكم فاجأتم الخروج في ذلك الوقت، قال ابن هشام: ولا يعرف ذلك لغيره، وإنما يعرف ناصبها عندهم الخبر المذكور أو المقدر، قال: ولم يقع الخبر معها في التنزيل إلا مصرحاً به.