الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تخفيف الميم؛ أي: يا صاحب هذه الصفات.
قال ابن هشام: يبعده أنه ليس في التنزيل نداء بغير «ياء» ، ويقربه سلامته من دعوى كثرة الحذف، إذ التقدير عند من جعلها للاستفهام:[أمن هو قانت] خير أم هذا الكافر؟ ؛ أي: المخاطب بقوله: {قل تمتع بكفرك قليلاً} [الزمر: 9]، فحذف شيئان: معادل الهمزة، و [الخبر].
2 - أجل:
[أجل] كلمة جواب مثل نعم، والأجل: المدة المضروبة [للناس]، قال تعالى:{ولتبلغوا أجلاً مسمى] [غافر: 67]، وقال تعالى: {وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا} [الأنعام: 128]، ويقال: فعلت كذا من أجله، [وقال] تعالى:{من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل} [المائدة: 32]؛ أي: من جرائهم.
3 - أحد:
قال أبو حاتم في كتاب «الزينة» : هو اسم أكمل من الواحد، ألا ترى
أنك إذا قلت: فلان لا يقوم له واحد، جاز في المعنى أن يقوم له اثنان فأكثر، بخلاف قولك: لا يقوم له أحد، وفي الأحد خصوصية ليس في الواحد، تقول: ليس في الدار واحد، فيجوز أن يكون من الدواب والطير والوحش والإنس، فيعم الناس وغيرهم، بخلاف: ليس في الدار أحد، فإنه مخصوص بالآدميين دون غيرهم. قال: ويأتي الأحد في كلام العرب بمعنى الأول، وبمعنى الواحد، فيستعمل في الإثبات، وفي النفي نحو:{قل هو الله أحد} [الإخلاص: 1]؛ أي: واحد، وأول، {فابعثوا أحدكم بورقكم} [الكهف: 19]، وبخلافهما فلا يستعمل إلا في النفي، تقول: ما جاءني من أحد، ومنه:{أيحسب أن لن يقدر عليه أحد} [البلد: 5]، {أن لم يرده أحد} [البلد: 7]، {فما منكم من أحد} [الحاقة: 47]، {ولا تصل على أحد} [التوبة: 84]، وواحد يستعمل فيهما مطلقاً، وأحد يستوي فيه الذكر والأنثى، قال تعالى:{لستن كأحد من النساء} [الأحزاب: 32]، بخلاف الواحد فلا يقال: كواحد من النساء بل كواحدة، والأحد يصلح للإفراد والجمع، قال الحافظ السيوطي - رحمه الله تعالى -: قلت: ولهذا وصف به في قوله تعالى: {فما منكم من أحد عنه حجزين} ، بخلاف الواحد. والأحد له جمع من لفظه، وهو الأحدون، والآحاد، وليس للواحد جمع [من] لفظه، فلا يقال: واحدون، بل اثنان وثلاثة، والأحد ممتنع الدخول في الضرب والعدد والقسمة وفي شيء من الحساب، بخلاف الواحد، انتهى ملخصاً، وقد تحصل من كلامه ها هنا سبعة فروق.
وفي «أسرار التنزيل» للبارزي في سورة (الإخلاص): فإن قيل: المشهور في كلام العرب أن الأحد يستعمل بعد النفي، والواحد بعد الإثبات، فكيف جاء أحد هنا بعد الإثبات؟ قلنا: قد اختار أبو عبيد: أنهما بمعنى واحد، وحينئذ فلا يختص أحدهما بمكان دون الآخر، وإن غلب استعمال الواحد في النفي، ويجوز أن يكون العدول هنا عن الغالب رعاية للفواصل، اهـ.
وقال الراغب في «مفردات القرآن» : {أحد} تستعمل على ضربين:
أحدهما: في النفي فقط، والآخر في الإثبات، فالأول لاستغراق جنس الناطقين، ويتناول الكثير والقليل، وكذلك صح أن يقال: ما من أحد فاضلين، كقوله تعالى:{فما منكم من أحد عنه حاجزين} [الحاقة: 47].
[والثاني] على ثلاثة أوجه:
الأول: المستعمل في العدد مع العشرات نحو أحد عشر، [وأحد