الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سورة آل عمران
65 -
أخرج البخاري ومسلم وأبو داود، عن عائشة رضي الله عنها قالت: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: {هو الذي أنزل عليك الكتب منه آيات محكمات} - وقرأت إلى - {وما يذكر إلا أولوا الألباب} [آل عمران: 3 - 7]، فقال:«فإذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه، أولئك الذين سمى الله فاحذروهم» .
وفي رواية الترمذي، قالت: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الآية وذكر الحديث، وفي أخرى قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيها: «فإذا رأيتموهم فاعرفوهم، قالها مرتين، أو ثلاثاً» .
66 -
وأخرج البخاري عن ابن جبير، قال: قال رجل لابن عباس: إني أجد في القرآن أشياء تختلف علي، قال: ما هو؟ قال: {فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون} [المؤمنون: 101]، وقال:{وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون} [الصافات: 27]، وقال:{ولا يكتمون الله حديثا} [النساء: 24]، وقال:{والله ربنا ما كنا مشركين} [الأنعام: 23]، / وقد كتموا /، وفي [النازعات]:{أم السماء بينها} - إلى قوله تعالى -: {دحتها} [النازعات: 27 - 30]، فذكر خلق السماء قبل خلق الأرض، ثم قال:{أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين} إلى {طائعين} [فصلت: 9 - 11]، فذكر في هذه خلق الأرض قبل خلق السماء، وقال:{وكان الله غفوراً رحيما} [الأحزاب: 50]، {وكان الله عزيزاً حكيماً} [الفتح: 19]، {وكان الله سميعا بصيرا} [النساء: 134]، فكأنه كان ثم مضى! قال ابن عباس:{فلا أنساب بينهم} [المؤمنون: 101] في النفخة الأولى ينفخ في الصور فيصعق من السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله، فلا أنساب بينهم عند ذلك، ولا يتساءلون، ثم في النفخة الأخيرة أقبل بعضهم على بعض يتساءلون، وأما قوله:{والله ربنا ما كنا مشركين} ،
[{ولا يكتمون الله حديثا}]، فإن الله يغفر لأهل [الإخلاص] ذنوبهم، فيقول المشركون: تعالوا نقول: ما كنا مشركين، فيختم الله على أفواههم، فتنطق جوارحهم بأعمالهم، فعند ذلك عرف أن الله لا يكتم حديثاً، وعنده:{ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين} [الحجر: 2]، وخلق الأرض في يومين، ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سموات في يومين آخرين، فذلك قوله:{والأرض بعد ذلك دحها} ، فخلقت الأرض وما فيها من شيء في أربعة أيام، وخلقت السموات في يومين، وقوله تعالى:{وكان الله غفوراً رحيماً} [الأحزاب: 50]، سمى نفسه ذلك، أي: لم ينزل، ولا يزال كذلك، وإن الله لم يرد شيئاً إلا أصاب به الذي أراد، ويحك، فلا يختلف عليك القرآن، فإن كلا من عند الله.
67 -
وأخرد أبو داود، عن ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - قال: لما أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشاً يوم بدر، وقدم المدينة، جمع اليهود في سوق بني قينقاع، فقال: أسلموا قبل أن يصيبكم مثل ما أصاب قريشاً، قالوا: يا محمد، لا يغرنك من نفسك أن قتلت أنفاراً من قريش كانوا أغمارا لا يعرفون القتال، إنك لو قاتلتنا لعرفت أن نحن الناس، وأنك لم تلق مثلنا، فأنزل الله تعالى:{قل للذين كفروا ستغلبون} ، إلى قوله:{فئة تقتل في سبيل الله} - ببدر - {وأخرى كافرة} [آل عمران: 12، 13].
68 -
أخرج الترمذي عن ابن مسعود - رضي الله تعالى عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن لكل نبي ولاة من النبيين، وإن وليي أبي وخليل ربي إبراهيم، ثم قرأ:{إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين ءامنوا والله ولي المؤمنين} [آل عمران: 68].
69 -
أخرج الخباري عن ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - قال: آل إبراهيم وآل عمران: المؤمنون من آل إبراهيم وآل عمران وآل ياسين وآل محمد، يقول الله تعالى:{إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه} وهم المؤمنون، {وهذا النبي والذين ءامنوا والله ولي المؤمنين} [آل عمران: 68].
70 -
وأخرج البخاري عن ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - قال: تفسير قول المرأة الصالحة: {إني نذرت لك ما في بطني محرراً} [آل عمران: 35] أي: خالصاً للمسجد يخدمه.
71 -
أخرج البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: {إذ يلقون أقلمهم} [آل عمران: 44]، اقترعوا فجرت أقلامهم مع الجرية، وعال قلم زكريا.
72 -
وأخرج البخاري عن ابن عباس رضي الله عنه قال: {إني متوفيك} [آل عمران: 55]، أي: مميتك.
73 -
وأخرج النسائي عن ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - قال: كان رجل من الأنصار أسلم ثم ارتد، ولحق بالشرك، ثم ندم، فأرسل إلى قومه: سلوا لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل لي من توبة؟ فجاء قومه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: هل له من توبة؟ فنزلت: {كيف يهدى الله قوماً كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق} ، إلى قوله:{غفور رحيم} [آل عمران: 86 - 89]، فأرسل إليه فأسلم.
74 -
وأخرج الترمذي عن أبي غالب: قال: رأى أبو أمامه رؤوساً منصوبة على درج دمشق، فقال أبو أمامه: كلاب النار، شر قتلى تحت أديم السماء، خير قتلى من قتلوه، ثم قرأ:{يوم تبيض وجوه وتسود وجوه .... } إلى آخر الآية [آل عمران: 106]، قلت لأبي أمامه: أنت سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: لو لم أسمعه إلا مرة أو مرتين أو ثلاثاً - حتى عد سبعاً - ما حدثتكموه.
75 -
وأخرج الترمذي عن بهز بن حكيم رضي الله عنه عن أبيه، عن جده، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول في قوله تعالى:{كنتم خير أمة أخرجت للناس} [آل عمران: 110]، قال: أنت تتمون سبعين أمة، أنتم خيرها، وأكرمها على الله.
76 -
وأخرج البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: {كونوا ربانين} [آل عمران: 79]، قال: حكماء فقهاء.
77 -
وأخرج البخاري ومسلم عن جابر بن عبد الله - رضي الله تعالى عنهما - قال: فينا نزلت: {إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما} [آل عمران: 122]، قال: نحن الطائفتان: بنو حارثة، وبنو سلمة، وما يسرني أنها لم تنول، لقول الله:{والله وليهما} .
78 -
أخرج البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو على صفوان بن أمية، وسهيل بن عمرو، والحارث بن هشام، فنزلت:{ليس لك من الأمر شيء} - إلى قوله -: {فإنهم ظالمون} [آل عمران: 128].
هذه رواية البخاري، وفي رواية الترمذي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد: «اللهم العن أبا سفيان، اللهم العن الحارث بن هشام، اللهم العن صفوان بن أمية» ، فنزلت:{ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم} [آل عمران: 128]، فتاب عليهم فأسلموا، وحسن إسلامهم.
وفي رواية النسائل: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رفع رأسه من صلاة الصبح من الركعة الأخيرة قال: «اللهم العن فلاناً وفلاناً، يدعو على أناس من المنافقين، فأنزل الله هذه الآية» ، وقد أخرج البخاري أيضاً نحو رواية النسائي.
وفي أخرى للترمذي قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو على أربعة نفر، فأنزل الله:{ليس لك من الأمر شيء} إلى {أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون} ، فهداهم الله للإسلام.
79 -
أخرج الترمذي وأبو داود عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: نزلت هذه الآية: {وما كان لنبي أن يغل} [آل عمران: 161] في قطيفة حمراء، فقدت يوم بدر، فقال بعض القوم: لعل رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذها، فأنزل الله تعالى الآية إلى آخرها.
80 -
وأخرج البخاري عن ابن عباس رضي الله عنه قال في قوله تعالى: {إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل} [آل عمران: 173]، قالها إبراهيم حين ألقي في النار، وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قال لهم الناس: إن الناس قد جمعوا لكم.
81 -
وأخرج البخاري ومسلم، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رجالاً من المنافقين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا إذا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الغزو تخلفوا عنه، وفرحوا بمقعدهم خلاف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتذروا إليه، وحلفوا له، وأحبوا أن يحمدوا بما لم يفعلوا، فنزلت: {لا تحسبن الذين يفرحون بما آتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم
يفعلوا
…
} الآية [آل عمران: 188].
82 -
أ- وأخرج البخاري ومسلم والترمذي عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهما أن مروان قال لبوابه: اذهب يا رافع إلى ابن عباس، فقل: لئن كان كل امرئ منا فرح بما أتى، وأحب أن يحمد بما لم يفعل معذباً لنعذبنهم أجمعون، فقال ابن عباس: ما لكم ولهذه الآية؟ إنما نزلت هذه الآية في أهل الكتاب، ثم تلا ابن عباس:{وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمناً قليلاً فبئس ما يشترون لا تحسبن الذين يفرحون بما آتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا} [آل عمران: 187، 188]، وقال ابن عباس: سألهم النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء فكتموه إياه، وأخبروه بغيره، فأروه أن قد استحمدوا إليه بما أخبروه عنه فيما سألهم، وفرحوا بما أتوا من كتمانهم إياه ما سألهم عنه.
82 -
ب- وعن رافع بن خديج رضي الله عنه قال: إنه كان هو وزيد بن ثابت عند مروان بن الحكم - وهو أمير المدينة - فقال لي مروان: في أي شيء نزلت هذه الآية: {لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا} [آل عمران: 188]؟ قال: قلت: نزلت في ناس من المنافقين، كانوا إذا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى سفر تخلفوا عنهم، فإذا قدم اعتذروا إليه، وقالوا: ما حبسنا عنك إلا السقم والشغل، ولوددنا أنا كنا معكم، فأنزلت هذه الآية فيهم، فكأن مروان أنكر ذلك، فقال: ما هذا هكذا؟ فجزع رافع من ذلك، فقال لزيد: أنشدك الله، ألم تعلم ما أقول؟ فقال زيد: نعم، فلما
خرجنا من عند مروان قال زيد - وهو يمزح - أما تحمدني كما شهدت لك؟ فقال رافع: وأين هذا من هذا، أن شهدت بالحق؟ قال زيد: قد حمد الله على الحق أهله. أخرجه.
82 -
جـ- عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ما من بر ولا فاجر إلا والموت خير له، ثم تلا:{إنما نملي لهم ليزدادوا إثماً} [آل عمران: 187]، وتلا:{وما عند الله خير للأبرار} [آل عمران: 198].
83 -
وأخرج الترمذي عن أم سلمة رضي الله عنها قال: قلت: يا رسول الله، لا أسمع الله تعالى ذكر النساء في الهجرة بشيء؟ فأنزل الله جل شأنه:{أنى لا أضيع عمل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من} -إلى-: {والله عنده حسن الثواب} [آل عمران: 195].