الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سورة الكهف
231 -
أخرج مالك في الموطأ عن سعيد بن المسيب رحمه الله قال: إن {والباقيات الصالحات} [الكهف: 46]، هي قول العبد: الله أكبر، وسبحان الله، والحمد لله، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
232 -
وأخرج البخاري ومسلم والترمذي عن سعيد بن جبير، قال: قلت لابن عباس - رضي الله تعالى عنهما -: إن نوفأ البكالي يزعم أن موسى صاحب بني إسرائيل، ليس هو صاحب الخضر، فقال: كذب عدو الله، سمعت أبي بن كعب يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «قام موسى عليه السلام خطيباً في بني إسرائيل، فسئل: أي الناس أعلم؟ [فقال: أنا أعلم]، قال: فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إليه، فأوحى الله إليه، إن عبداً من عبادي بمجمع البحرين، هو أعلم منك، قال موسى: أي رب، [كيف لي]؟ فقال له: احمل حوتاً في مكتل، فحيث تفقد الحوت فهو ثم، فانطلق وانطلق معه فتاه، وهو يوشع بن نون، فحمل موسى حوتاً في مكتل، فانطلق هو وفتاه يمشيان، حتى أتيا الصخر، فرقد موسى وفتاه، فاضطرب الحوت في المكتل حتى خرج من المكتل، فسقط في البحر، قال: وأمسك الله عنه جرية الماء
حتى كان مثل الطاق، فكان للحوت سرباً، وكان لموسى وفتاه عجباً، فانطلقا بقية ليلتهما ويومهما، ونسي صاحب موسى أن يخبره، فلما أصبح موسى عليه السلام قال لفتاه:{ءاتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصباً} [الكهف: 62]، قال: ولم ينصب حتى جاوز المكان الذي أمر به، {قال أرءيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسنيه إلا الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله في البحر عجبًا (63)} [الكهف: 64]، قال موسى:{ذلك ما كنا نبغ فارتدا على ءاثارهما قصصًا} [الكهف: 64]، قال: يقصان آثارهما، حتى أتيا الصخرة، فرأى رجلاً مسجى عليه بثوب، فسلم عليه موسى، فقال له الخضر: أني بأرضك السلام؟ قال: أنا موسى، قال: موسى بني إسرائيل؟ قال: نعم، قال: إنك على علم من علم الله علمكه الله لا أعلمه، وأنا على علم من علم الله علمنيه لا تعلمه، قال له موسى:{هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدًا قال إنك أنك لن تستطيع معي صبرًا وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرًا قال ستجدني إن شاء الله صابرًا ولا أعصي لك أمرًا} [الكهف: 66 - 69]، قال له الخضر:{فإن اتبعتني فلا تسئلني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكراً} [الكهف: 70]، قال: نعم، فانطلق موسى والخضر يمشيان على ساحل البحر، فمرت بهما سفينة، فكلموهم أن يحملوهما، فعرفوا الخضر، فحملوهما بغير نول، فعمد الخضر إلى لوح من ألواح السفينة، فنزعه، فقال له موسى: قوم حملونا بغير نول، عمدت إلى سفينتهم فخرقتها {لتغرق أهلها لقد جئت شيئًا إمرًا قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرًا قال لا تؤاخذني يما نسيت ولا ترهقني من أمري
عسرًا} [الكهف: 71 - 73]، ثم خرجا من السفينة، فبينما هما يمشيان على الساحل، إذا غلام يلعب مع الغلمان، فأخذ الخضر برأسه فاقتلعه بيده، فقتله، فقال موسى:{أقتلت نفسًا زكية يغير نفس لقد جئت شيئًا نكرًا قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرًا} [الكهف: 74، 75]، قال: وهذه أشد من الأولى، {قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرًا فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدارًا يريد أن ينقض} [الكهف: 76 - 77] يقول: مائل، قال الخضر بيده هكذا:{فأقامه قال} له موسى: قوم أتيناهم، فلم يضيفونا، ولم يطعمونا، {لو شئت لتخذت عليه أجرًا قال هذا فراق بيني وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا} [الكهف: 77 - 78]، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«يرحم الله موسى، لوددت أنه كان صبر، حتى كان يقص علينا من أخبارهما» ، قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كانت الأولى من موسى نسياناً، قال: وجاء عصفور حتى وقع على حرف السفينة، ثم نقر في البحر، فقال له الخضر: ما نقص علمي وعلمك من علم الله إلا مثل ما نقص هذا العصفور من البحر» ، زاد في رواية:«وعلم الخلائق» ، ثم ذكر نحوه.
قال سعيد بن جبير: وكان يقرأ: «وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا» [الكهف: 79]، وكان يقرأ:«وأما الغلام فكان كافراً» [الكهف: 80].
وفي رواية: قال: بينما موسى عليه السلام في قومه يذكرهم بأيام الله، وأيام الله: نعماؤه وبلاؤه، إذ قال: ما أعلم في الأرض رجلاً خيراً أو أعلم مني، قال:
…
وذكر الحديث.
وفيه: «حوتاً مالحاً» ، مسجى ثوباً، مستلقياً على القفا، أو على حلاوة القفا.
وفيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: رحمة الله علينا وعلى موسي، لولا أنه عجل
لرأي العجب، ولكن أخذته من صاحبه ذمامة، قال:{إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرًا} [76]، ولو صبر لرأي العجب، قال: وكان إذا ذكر أحداً من الأنبياء بدأ بنفسه، ثم قال:{فانطلقا حتي إذا أتيآ أهل قرية} [77] لئام، فطافا في المجلس، {استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما} [77]، إلى قوله:{هذا فراق بيني وبينك} [78]، قال: وأخذ بثوبه، ثم تلا إلى قوله:{أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر} [79]، إلى آخر الآية، فإذا جاء الذي يسخرها وجدها منخرقة، فتجاوزها، فأصلحوها بخشبة، {وأما الغلام} [80] فطبع يوم طبع كافراً، وكان أبواه قد عطفا عليه، فلو أنه أدرك أرهقهما طغياناً وكفراً {فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرًا منه زكاة وأقرب رحمًا (81)} .
وفي رواية قال: وفي الصخرة عين يقال لها: الحياة، لا يصيب من مائها شيء إلا حيي، فأصاب الحوت من ماء تلك العين فتحرك، وانسل من المكتل. وذكر نحوه.
وفي رواية: أنه قيل له: خذ حوتاً ميتاً، حتى تنفخ فيه الروح، فأخذ حوتاً، فجعله في مكتل، فقال [لفتاه]: لا أكلفك إلا أن تخبرني بحيث يفارقك الحوت، فقال: ما كلفت كثيراً
…
وذكر الحديث.
وفيه: فوجدا الخضر على طنفسة خضراء على كبد البحر، وأن الخضر قال لموسى: أما يكفيك أن التوراة بيديك، وأن الوحي يأتيك يا موسى، إن لي علماً لا ينبغي لك أن تعلمه، وإن لك علماً لا ينبغي لي أن أعلمه.
وفيه: في صفة قتل الغلام: فأضجعه فذبحه بالسكين.
وفيه: كان أبواه مؤمنين، وكان كافراً، {فخشينا أن يرهقهما طغيانًا وكفرًا} [80]، يحملهما حبه على أن يتابعاه على دينه، {فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرًا منه زكاةً} [81]. لقوله:{أقتلت نفسًا زكية} ، {وأقرب رحمًا} - أرحم بهما من الأول الذي قتل الخضر.
وفي رواية: أنهما أبدلا جارية.
وفي رواية عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود: أن ابن عباس تمارى هو والحر بن قيس بن حصين الفزاري في صاحب موسي عليه السلام، فقال ابن عباس: هو الخضر، فمر بهما أبي بن كعب، فدعاه ابن عباس فقال: يا أبا الطفيل، هلم إلينا، فإني قد تماريت أنا وصاحبي هذا في صاحب موسي الذي سأل موسى السبيل إلى لقياه، فهل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم[يذكر شأنه؟ فقال أبي: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم] يقول: «بينا موسى في ملأ من بني إسرائيل، إذ جاءه رجل، فقال له: هل تعلم أحداً أعلم منك؟ قال موسى: لا، فأوحى الله تعالى إلى موسى: بلى، عبدنا الخضر، فسأل موسى السبيل إلى لقياه، فجعل الله له الحوت آية
…
»، وذكر الحديث إلى قوله:{فارتدا على آثارهما قصصًا} [الكهف: 64]، فوجدا خضراً، فكان من شأنهما ما قص الله في كتابه.
هذه روايات البخاري ومسلم.
ولمسلم رواية أخرى بطولها، وفيها: فانطلقا، حتى إذا لقيا غلماناً يلعبون، قال: فانطلق إلى أحدهم بادي الرأي، فقتله، قال: فذعر عندها موسى ذعرة منكرة قال: {أقتلت نفسًا ذكية بغير نفسٍ لقد جئت شيئًا نكرًا} [الكهف: 74]، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند هذا المكان:«رحمة الله علينا وعلى موسى، لولا أنه عجل لرأي العجب، ولكنه أخذته من صاحبه ذمامة» ..
وعند البخاري فيه ألفاظ غير مسندة، منها: يزعمون أن الملك كان اسمه: مدد بن بدد، وأن الغلام المقتول: كان اسمه [فيما] يزعمون: حيسور.
وفي رواية في قوله قال: {ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرًا} [الكهف: 72]، قال: كانت الأولى نسياناً، والوسطى شرطاً، والثالثة عمداً.
وأخرجه الترمذي مثل الرواية الأولى بطولها. وفيها: قال سفيان: يزعم ناس أن تلك الصخرة عندها عين الحياة، لا يصيب ماؤها ميتاً إلا عاش، قال: وكان الحوت قد أكل منه، فلما قطر عليه الماء عاش
…
، وذكر الحديث إلى آخره.
وفي رواية لمسلم: أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ: «لتخذت عليه أجراً» [الكهف: 77].
وعنده قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الغلام الذي قتله الخضر طبع كافراً، ولو عاش لأرهق أبويه طغياناً وكفراً» .
وفي رواية الترمذي أيضاً: قال: الغلام الذي قتله الخضر طبع يوم طبع كافراً» لم يزد.
وأخرج أبو داود من الحديث طرفين مختصرين عن أبي بن كعب:
الأول: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الغلام الذي قتله الخضر: طبع يوم طبع كافراً، ولو عاش لأرهق أبويه طغياناً وكفراً» .
والثاني: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أبصر الخضر غلاماً يلعب مع صبيان فتناول رأسه فقلعه، فقال موسى:{أقتلت نفسًا زكية} الآية [الكهف: 74].
قال العلامة ابن الأثير: وحيث اقتصر أبو داود على هذين الطرفين من الحديث [بطوله] لم أعلم عليه علامته.
233 -
وأخرج الترمذي عن أبي الدرداء، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«كان الكنز ذهباً وفضة» .
234 -
وأخرج البخاري ومسلم عن زينب بنت جحش أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها فزعاً يقول: «لا إله إلا الله، ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذا» - وحلق بأصبعه: الإبهام والتي تليها- فقالت زينب بنت جحش: فقلت: يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم، إذا كثر الخبث».
وفي رواية الترمذي قالت: استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم من النوم محمراً وجهه، يقول: «لا إله إلا الله
…
»، وذكر نحوه، وفيه:«عقد عشراً» .
235 -
وأخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه، وعقد بيده تسعين» .
246 -
وأخرج الترمذي عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في السد: «يحفرونه كل يوم، حتى إذا كادوا يخرقونه، قال الذي عليهم: ارجعوا، فستحفرونه غداً، قال: فيعيده الله كأشد ما كان، حتى إذا بلغ مدتهم، وأراد الله أن يبعثهم على الناس، قال الذي عليهم: ارجعوا فستحفرونه غداً إن شاء الله، واستثنى، قال: فيرجعون، فيجدونه كهيئته حين تركوه، فيخرقونه، فيخرجون على الناس، فيستقون المياه، ويفر الناس منهم، فيرمون بسهام إلى السماء، فترجع مخضبة بالدماء، فيقولون: قهرنا من في الأرض، وعلونا من في السماء، قسوة وعلواً، فيبعث الله عليهم نغفاً في أقفائهم، فيهلكون، قال: فوالذي نفس محمد بيده، إن دواب الأرض تسمن وتبطر وتشكر شكراً من لحومهم» .
247 -
وأخرج البخاري عن مصعب بن سعد رضي الله عنه قال: سألت أبي [يعني] عن قوله تعالى: {هل ننبئكم بالأخسرين أعمالًا} [الكهف: 103) أهم الحرورية؟ قال: لا، هم اليهود والنصارى، أما اليهود: فكذبوا محمداً صلى الله عليه وسلم، وأما النصارى: فكذبوا بالجنة، قالوا: لا طعام فيها ولا شراب، والحرورية {الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه} [البقرة: 27]، وكان سعد يسميهم