الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقد أخرج أيضاً قصة الحساب البخاري ومسلم، [وهي مذكورة في كتاب القيامة من حرف القاف].
121 -
وأخرج الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهم قال: خشيت سودة أن يطلقها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: لا تطلقني وأمسكني، وأجعل يومي لعائشة، ففعل، فنزلت:{فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحاً والصلح خير} [النساء: 127]، فما اصطلحا عليه من شيء فهو جائز.
سورة المائدة
122 -
أخرج البخاري ومسلم والترمذي والنسائي عن طارق بن شهاب رحمه الله قال: قالت اليهود لعمر رضي الله عنه: إنكم تقرؤون آية لو نزلت فينا لاتخذناها عيداً، فقال عمر: إني لأعلم حيث أنزلت، وأين أنزلت، وأين رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أنزلت: يوم عرفة، وإنا والله بعرفة: - قال سفيان:
وأشك: كان يوم الجمعة أم لا -: {اليوم أكملت لكم دينكم} [المائدة: 3].
وفي رواية قال: جاء رجل من اليهود إلى عمر بن الخطاب، فقال: يا أمير المؤمنين، آية في كتابكم تقرؤونها، لو علينا نزلت معشر اليهود لاتخذناها عيداً، قال: فأي آية؟ قال: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً} [المائدة: 3]، فقال عمر: إني لأعلم اليوم الذي نزلت فيه، والمكان الذي نزلت فيه: نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفات، في يوم جمعة.
123 -
وأخرج الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهم قرأ: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً} ، وعنده يهودي، فقال: لو نزلت علينا هذه الآية لاتخذناها عيداً، فقال ابن عباس: فإنها نزلت في يوم عيدين: في يوم جمعة، ويوم عرفة.
124 -
وأخرج أبو داود والنسائي عن ابن عباس رضي الله عنه قال: {إنما جزآؤا الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهن وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض} ، إلى:{غفور رحيم} [المائدة: 33، 34]، نزلت هذه الآية في المشركين، فمن تاب منهم [من] قبل أن تقدروا عليه لم يمنعه ذلك أن يقام فيه الحد الذي أصابه.
125 -
وأخرج مسلم عن البراء بن عازب رضي الله عنهم قال: مر على النبي صلى الله عليه وسلم بيهودي [ممحمماً] مجلوداً، فدعاهم صلى الله عليه وسلم، فقال: هكذا تجدون حد الزاني في كتابكم؟ قالوا: نعم، فدعا رجلاً من علمائهم، فقال: أنشدك بالله الذي أنزل التوراة على موسى، أهكذا تجدون حد الزاني في كتابكم؟ قال: لا، ولولا أنك نشدتني بهذا لم أخبرك، نجده الرجم، ولكنه كثر في أشرافنا، فكنا إذا أخذنا الشريف تركناه، وإذا أخذنا الضعيف أقمنا عليه الحد، فقلنا: تعالوا فلنجتمع على شيء نقيمه على الشريف والوضيع، فجعلنا التحميم والجلد مكان الرجم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«اللهم إني أول من أحيا أمرك إذ أماتوه، فأمر به فرجم» ، فأنزل الله عز وجل:{يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر} ، إلى قوله:{إن أوتيتم هذا فخذوه} [المائدة: 41]، يقول: ائتوا محمداً، فإن أمركم بالتحميم والجلد فخذوه، وإن أفتاكم بالرجم فاحذروا، فأنزل الله تبارك وتعالى:{ومن له يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} [المائدة: 44]، {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون} [المائدة: 45]، {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون} [المائدة: 47]، في الكفار كلها. هذه رواية مسلم.
وفي رواية أبي داود مثله، وقال في آخرها: فأنزل الله: {يا أيها السوق لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر} ، إلى قوله:{يقولون إن أوتيتم هذا فخذوه وإن لم تؤتوه فاحذروا} - إلى قوله جل ثناؤه -: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} - في اليهود - إلى قوله: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون} في اليهود، إلى قوله:{ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون} ، قال: هي في الكفار كلها، يعني: هذه الآية.
126 -
[وأخرج أبو داود، عن ابن عباس رضي الله عنهم قال: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون}، إلى قوله: {الفاسقون} [المائدة: 44 - 47]، هذه الآيات الثلاث نزلت في اليهود، خاصة: قريظة والنضير].
127 -
وأخرج أبو داود والنسائي عن ابن عباس رضي الله عنهم قال: كان قريظة والنضير - وكان النضير أشرف من قريظة. فكان إذا قتل رجل من قريظة رجلاً من النضير قبل به، وإذا قتل رجل من النضير رجل من قريظة فودي بمائة وسق من التمر، فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم قتل رجلاً من النضير رجلاً من قريظة، فقالوا: ادفعوه إلينا نقتله، فقالوا: بيننا وبينكم النبي صلى الله عليه وسلم، [فأتوه] فنزلت:{وإن حكمت فاحكم بينهم بالقسط} [المائدة: 42]، والقسط: النفس بالنفس، ثم نزلت:{أفحكم الجاهلية يبغون} [المائدة: 5]، [هذه رواية أبي داود].
ولأبي داود قال: {فإن جاءوك فأحكم بينهم أو أعرض عنهم} [المائدة: 43]، فنسخت، قال:{فاحكم بينهم بما أنزل الله} [المائدة: 48].
وفي أخرى لهما قال: لما نزلت هذه الآية: {فإن جاءوك فاحكم بينهم أو أعرض عنهم} ، [وإن تعرض عنهم فلن يضروك شيئاً]، {وإن حكمت فاحكم بينهم بالقسط إن الله يحب المقسطين} [المائدة: 42]، قال: كان بنو النضير إذا قتلوا من بني قريظة أدوا نصف الدية، وإذا قتل بنو قريظة من بني النضير أدوا إليهم الدية كاملة، فسوى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهم.
128 -
وأخرج الترمذي عن عائشة رضي الله عنه قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرس ليلاً، حتى نزل:{والله يعصمك من الناس} [المائدة: 67]، فأخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه من القبة، فقال لهم: «يا أيها الناس انصرفوا فقد عصمني الله.
129 -
وأخرج الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهم أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إني إذا أصبت اللحم انتشرت للنساء، وأخذتني شهوتي، فحرمت عليَّ اللحم، فأنزل الله تعالى:{يا أيها الذين أمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين وكلوا مما رزقكم أن حلالاً طيباً} (المائدة: 87، 88].
130 -
وأخرج مسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: لما نزلت: {ليس على الذين أمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا
…
} الآية [المائدة: 93]، قال [لي] رسول الله صلى الله عليه وسلم:«قيل لي: أنت منهم» ، هذه رواية مسلم.
وفي رواية الترمذي / قال: قال عبد الله: لما نزلت - وقرأ الآية - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنت منهم» .
131 -
وأخرج الترمذي عن البراء بن عازب رضي الله عنهم قال: مات رجال من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن تحرم الخمر، فما حرمت الخمر، قال رجال: كيف بأصحابنا وقد ماتوا يشربون الخمر؟ فنزلت: {ليس على الذين أمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وأمنوا وعملوا الصالحات} .
132 -
أخرج الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهم قال: قالوا: يا رسول الله، أرأيت الذين ماتوا وهم يشربون الخمر لما نزل تحريم الخمر؟ فنزلت:{ليس على الذين أمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وأمنوا وعملوا الصالحات} [المائدة: 93].
133 -
وأخرج أبو داود عن ابن عباس رضي الله عنه قال: {يا أيها الذين أمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنباً إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيداً طيباً فامسحوا بوجوهكم وأيديكم إن الله كان عفواً غفوراً} [النساء: 43]، و {يسئلونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس
…
} الآية [البقرة: 219]، نسختها [التي] في (المائدة): {إنما الخمر والميسر والأنصاب
…
} الآية [المائدة: 90].
134 -
وأخرج الترمذي وأبو داود والنسائي عن عمر بن الخطاب - رضي الله تعالى عنه - أنه قال: اللهم بين لنا في الخمر بيان شفاء، فنزلت التي في (البقرة):{ويسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس} الآية، فدعي عمر فقرئت عليه، فقال: اللهم بين لنا في الخمر بيان شفاء، فنزلت التي في (النساء):{يا أيها الذين أمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكرى حتى تعلموا ما تقولونه} ، فدعي عمر فقرئت عليه، فقال: اللهم بين لنا في الخمر بيان شفاء، فنزلت التي في (المائدة):{إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون} [المائدة: 91]، فدعي عمر، فقرئت عليه، فقال: انتهينا، انتهينا.
إلا أن أيا داود زاد بعد قوله: {وأنتم سكرى} : فكان منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أقيمت الصلاة ينادي: ألا لا يقربن الصلاة سكران، وعنده: انتهينا،
مرة واحدة.
135 -
وأخرج البخاري ومسلم والترمذي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة ما سمعت مثلها قط، فقال: لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً، ولبكيتم كثيراً، قال: فغطى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوههم، ولهم خنين، فقال رجل: من أبي؟ قال: فلان، فنزلت هذه الآية:{لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم} [المائدة: 101].
وفي رواية أخرى: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج حين زاغت الشمس، فصلى الظهر، فقام على المنبر، فذكر الساعة، وذكر أن فيها أموراً عظاماً، ثم قال: من أحب أن يسأل عن شيء فليسأل، فلا تسألوني عن شيء إلا أخبرتكم ما دمت في مقامي، فأكثر الناس بالبكاء، وأكثر أن يقول:«سلوا» ، فقام عبد الله بن حذافة السهمي، فقال: من أبي؟ فقال: أبوك حذافة، ثم أكثر أن يقول: سلوني، فترك عمر على ركبتيه، فقال: رضينا بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد نبياً، فسكت، ثم قال: عرض عليَّ الجنة والنار آنفاً في عرض هذا الحائط، فلم أر كاليوم في الخير والشر. قال ابن شهاب: فأخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: قالت أم عبد الله بن حذافة لعبد الله بن حذافة: ما سمعت قط أعق منك، أمنت أن تكون أمك قارفت بعض ما يقارف أهل الجاهلية فتفضحها على أعين الناس؟ فقال عبد الله بن حذافة: لو ألحقني بعبد أسود للحقته.
وفي أخرى: قال: بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أصحابه شيء، فخطب، فقال: عرضت علي الجنة والنار، فلم أر كاليوم في الخير والشر، ولو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً، ولبكيتم كثيراً، قال: فما أتى على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أشد منه، قال:«غطوا رؤوسهم، ولهم خنين» ، ثم ذكر قيام عمر وقوله، وقول الرجل: من أبي؟ ونزول الآية.
وفي أخرى: قال: سألوا النبي صلى الله عليه وسلم حتى أحفوه في المسألة، فصعد ذات يوم المنبر، فقال:«لا تسألوني عن شيء إلا بينته لكم» ، فلما سعوا ذلك أرموا ورهبوا أن يكون بين يدي أمر قد حضر، قال أنس: فجعلت أنظر يميناً وشمالاً فإذا كل رجل لاف رأسه في ثوبه يبكي، فأنشأ رجل - كان إذا لاحى يدعى إلى غير أبيه - فقال: يا نبي الله، من أبي؟ قال: أبوك حذافة، ثم أنشأ عمر، فقال: رضينا بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد رسولاً، نعوذ بالله من الفتن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«ما رأيت في الخير والشر كاليوم قط، إني صورت لي الجنة والنار، حتى رأيتها دون الحائط» .
قال قتادة: يذكر هذا الحديث عند هذه الآية: {لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم} [المائدة: 101].
وأخرج الترمذي منه طرفاً يسيراً، قال: قال رجل: يا رسول الله من أبي؟ قال: أبوك فلان، فنزلت:{يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم} .
137 -
وأخرج البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهم قال: كان قوم يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم استهزاء، فيقول: من أبي؟ ويقول الرجل - تضل ناقته -: أين ناقتي؟ فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآية: {يا أيها الذين أمنوا لا تسألوا عن
أشياء إن تبد لكم تسؤكم
…
} الآية كلها.
138 -
وأخرج البخاري ومسلم عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أشياء كرهها، فلما أكثر عليه غضب، ثم قال للناس:«سلوني عما شئتم» ، فقال رجل: من أبي؟ فقال: «أبوك حذافة» ، فقام آخر فقال: يا رسول الله، من أبي؟ قال:«أبوك مولى شيبة» ، فلما رأى عمر بن الخطاب ما في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغضب، قال: يا رسول الله، إنا نتوب إلى الله عز وجل.
139 -
وأخرج البخاري ومسلم عن سعيد بن المسيب رحمه الله قال: البحيرة التي يمنع درها للطواغيت فلا يحلبها أحد من الناس، والسائبة: كانوا يسيبونها لآلهتهم، لا يحمل عليها شيء، وقال: قال أبو هريرة رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رأيت عمرو بن عامر الخزاعي يجر قضبه في النار، وكان أول من سبب السوائب» ، والوصيلة: الناقة تبكر في أول نتاج الإبل بأنثى، ثم تثني [بعد] بأنثى، وكانوا يسيبونها لطواغيتهم، إن وصلت إحداهما بالأخرى ليس بينهما ذكر، والحام: فحل الإبل يضرب الضراب المعدود، فإذا قضى ضرابة، ودعوه للطواغيت، وأعفوه من الحمل، فلم يحمل عليه شيء، وسموه الحامي.
وفي رواية: قال أبو هريرة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رأيت [عمرو بن لحي بن
قمعة بن خندف، أخا بني كعب، وهو يجر قصبه في النار»، وفي أخرى مثله.
140 -
وأخرج البخاري عن عائشة رضي الله عنه قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رأيت جهنم يحطم بعضها بعضاً، ورأيت عمراً يجر قصبه في النار، وهو أول من سيب السوائب» .
141 -
وأخرج البخاري عن ابن مسعود رضي الله عنه أن أهل الإسلام لا يسيبون، وأن أهل الجاهلية كانوا يسيبون.
142 -
وأخرج البخاري والترمذي وأبو داود عن ابن عباس رضي الله عنهم قال: خرج رجل من بني سهم مع تميم الداري، وعدي بن بداء، فمات السهمي بأرض ليس بها مسلم، فلما قدما بتركته فقدوا جاماً من فضة مخوصاً
بذهب، فأحلفهما رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم وجد الجام بمكة، فقالوا: ابتعناه من تميم وعدي بن بداء، فقام رجلان من أوليائه فحلفا: لشهادتنا أحق من شهادتهما، وأن الجام لصاحبهم، قال: وفيهم نزلت هذه الآية: {يا أيها الذين أمنوا شهادة بينكم} [المائدة: 106].
143 -
وأخرج الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنه قال: عن تميم الداري في هذه الآية: {يا أيها الذين أمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت} ، قال: برئ الناس منها غيري وغير عدي بن بداء - وكانا نصرانيين يختلفان إلى الشام قبل الإسلام لتجارتهما. وقد قدم عليهما مولى لبني سهم - يقال له: بديل بن أبي مريم - بتجارة، ومعه جام من فضة، يريد به الملك، وهو عظم تجارته، فمرض، فأوصى به إليهما، وأمر أن يبلغا ما ترك أهله، قال تميم: فلما مات أخذنا ذلك الجام، فبعناه بألف درهم، ثم اقتسمناه أنا وعدي بن بداء، فلما قدمنا إلى أهله، دفعنا إليهم ما كان معناه، ففقدوا الجام، فسألونا عنه؟ فقلنا: ما ترك غير هذا، وما دفع إلينا غيره، قال تميم: فلما أسلمت بعد قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، تأثمت من ذلك، فأتيت أهله، فأخبرتهم الخبر، وأديت إليهم خمسمائة درهم، وأخبرتهم أن عند صاحبي مثلها، فأتوا به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسألهم البينة، فلم يجدوا، فأمرهم أن يستحلفوه بما يعظم به على أهل دينه، فحلف، فأنزل الله:{يا أيها الذين أمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت} - إلى قوله: {أو يخافوا أن ترد أي بعد أيمان بعد أيمانهم} ، فقام عمرو بن العاص، ورجل آخر، فحلفا، فنزعت الخمسمائة درهم من عدي بن بداء.
أخرجه الترمذي، وقال: أنه غريب، وليس إسناده بصحيح.
144 -
وأخرج الترمذي عن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«أنزلت المائدة من السماء خبزاً ولحماً، وأمروا أن لا يخونوا ولا يدخروا