الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2271 -
أخبرَنا أبو محمدٍ عبدُ اللهِ بنُ يوسُفَ إملاءً، أخبرَنا أبو سعيدٍ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ زيادٍ البَصْرِىُّ بمَكَّةَ، حدثنا الهَيثَمُ بنُ سَهلٍ التُّستَرِيُّ، حدثنا حَمّادُ بنُ زَيدٍ، حدثنا مُجالِدُ بنُ سعيدٍ، عن عامِرٍ الشَّعْبِىِّ، عن جابرِ بنِ عبدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قال: قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لا تَسأَلوا أهلَ الكِتابِ عن شَئ؛ فإِنَّهُم لَن يَهدوكُم وقَد ضَلُّوا"
(1)
.
بابُ استِبيانِ الخَطإِ بعدَ الاجتِهادِ
2272 -
أخبرَنا أبو الحسينِ محمدُ بنُ الحسينِ بنِ الفَضلِ القَطّانُ، أخبرَنا عبدُ اللَّهِ بنُ جَعفَرِ بنِ دُرُسْتُويَه، حدثنا يَعقوبُ بنُ سُفيانَ، حدثنا ابنُ قَعنَبٍ وابنُ بُكَيرٍ، عن مالكٍ، عن عبدِ اللَّهِ بنِ دينارٍ، عن ابنِ عمرَ قال: بَينَما النّاسُ بقُباءٍ في صَلاةِ الصُّبحِ إذ جاءَهُم آتٍ فقالَ: إنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَد أُنزِلَ عليه قُرآنٌ، وقَد أمِرَ أن يَستَقبِلَ الكَعبَةَ، فاستَقبِلوها. وكانَت وُجوهُهُم إلى الشّامِ، فاستَدارُوا إلى الكَعبَةِ
(2)
. أخرَجاه في "الصحيح" مِن حَديثِ مالِكٍ
(3)
.
2273 -
أخبرَنا أبو عليٍّ الرُّوذْبارِىُّ، أخبرَنا أبو بكرِ ابنُ داسَةَ، حدثنا أبو داودَ، حدثنا موسَى بنُ إسماعيلَ، حدثنا حَمّادٌ، عن ثابِتٍ وحُمَيدٍ، عن أنَسٍ،
(1)
المصنف في الشعب (179). وأخرجه أحمد (14631) من طريق حماد بن زيد به. وقال الذهبي 1/ 463: الهيثم واهٍ، ومجالد ليس بحجة.
(2)
المصنف في الصغرى (346). وتقدم في (2219).
(3)
البخاري (4494)، ومسلم (526/ 13). وتقدم عقب (2219).
أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم وأَصحابَه كانوا يُصَلُّونَ نَحوَ بَيتِ المَقدِسِ، فلَمّا نَزَلَت هَذِه الآيَةُ:{فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} [البقرة: 144]. مَرَّ رجلٌ مِن بنى سَلِمَةَ فناداهُم وهُم رُكوعٌ في صَلاةِ الفَجرِ نَحوَ بَيتِ المَقدِسِ: ألا إنَّ القِبلَةَ قَد حوِّلَت إلى الكَعبَةِ. مَرَّتَينِ. قال: فمالوا كما هُم رُكوعٌ إلى الكَعبَةِ
(1)
. أخرَجَه مسلمٌ في "الصحيح" مِن حَديثِ حَمّادِ بنِ سلمةَ عن ثابِتٍ عن أنَسٍ
(2)
.
2274 -
أخبرَنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ الحسنِ بنِ فُورَكَ، أخبرَنا عبدُ اللَّهِ بنُ جَعفَرِ بنِ أحمدَ، حدثنا يونُسُ بنُ حَبيبٍ، حدثنا أبو داودَ الطَّيالِسِىُّ، حدثنا الأشعَثُ بنُ سعيدٍ أبو الرَّبيعِ وعُمَرُ
(3)
بنُ قَيسٍ قالا: حدَّثَنا عاصِمُ بنُ عُبَيدِ اللَّهِ، عن عبدِ اللَّهِ بنِ عامِرٍ بنِ رَبيعَةَ، عن أبيه قال: أظلَمَت مَرَّةً ونَحنُ في سَفَرٍ فاشتَبَهَت عَلَينا القِبلَةُ، فصَلَّى كُلُّ رجلٍ مِنّا حيالَه، فلَمّا انجَلَت إذا بَعضُنا صَلَّى لِغَيرِ القِبلَةِ، وبَعضُنا قَد صَلَّى لِلقِبلَةِ، فذَكَرنا ذَلِكَ لِرسولِ اللَّه، صلى الله عليه وسلم فقالَ:"مَضَت صَلاتُكُم". ونَزَلَت: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} [البقرة: 115]
(4)
.
(1)
أبو داود (1045).
(2)
مسلم (527/ 15). وعنده: "أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يصلى. . ." بدون ذكر أصحابه.
(3)
في س، ونسختين من الطيالسي:"عمرو". وذكر الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على الترمذي، والشيخ الألباني في الإرواء 1/ 323 أنه عمرو بن قيس الملائى من رجال مسلم. والصواب أنه عُمَرُ بن قيس المعروف بسندل، متروك الحديث. ينظر تهذيب الكمال 21/ 487، وينظر كلام العراقى في تحفة الأحوذى 1/ 280.
(4)
الطيالسي (1241)، ومن طريقه ابن ماجه (1020)، والدارقطني 1/ 272 عن الأشعث وحده. والترمذي (345) من طريق الأشعث به، وقال: هذا الحديث ليس بذاك، لا نعرفه إلا من حديث أشعث السمان، وأشعث بن سعيد أبو الربيع السمان يضعف في الحديث. وقال الذهبي 1/ 463: عاصم ضعفه ابن معين.
2275 -
وأَخبرَنا أبو بكرٍ أحمدُ بنُ الحسنِ القاضِى، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا بَحرُ بنُ نَصرٍ قال: قُرِئَ على ابنِ وهبٍ: أخبرَكَ الحارِثُ بنُ نَبهانَ، عن محمدِ بنِ عُبَيدِ اللهِ، عن عَطاءِ بنِ أبي رَباحٍ، عن جابرِ بنِ عبدِ اللَّهِ قال: صَلَّينا لَيلَةً في غَيمٍ وخَفِيَت عَلَينا القِبلَةُ وعَلَّمْنا عَلَمًا، فلَمَّا انصَرَفنا نَظَرنا فإِذا نَحنُ قَد صَلَّينا إلى غَيرِ القِبلَةِ، فذَكَرنا ذَلِكَ لِرسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم فقالَ:"قَد أحسَنتُم". ولَم يأمُرْنا أن نُعيدَ
(1)
.
وكَذَلِكَ رُوِى عن محمدِ بنِ سالِمٍ عن عَطاءٍ، وعَنِ عبدِ المَلِكِ العَرزَمِيِّ عن عَطاءٍ، أمّا حَديثُ محمدِ بنِ سالِمٍ عن عَطاءٍ فقَد مَضَى
(2)
.
وأمَّا حَديثُ عبدِ المَلِكِ فإِنَّه في وِجاداتِ أحمدَ بنِ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ الحسنِ العَنبَرِيِّ عن أبيه:
2276 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، حدثنا أبو الحسينِ عليُّ بنُ الحسينِ الرُّصافِيُّ ببَغدادَ، حدثنا محمدُ بنُ الحارِثِ العَسكَرِىُّ، حدَّثَنى أحمدُ بنُ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ الحسنِ العَنبَرِىُّ قال: وجَدتَ في كِتابِ أبى، حدثنا عبدُ المَلِكِ بنُ أبي سليمانَ العَرزَمِىُّ، عن عَطاءِ بنِ أبي رَباحٍ، عن جابرِ بنِ عبدِ اللَّهِ قال: بَعَثَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَريَّةً كُنتُ فيها، فأَصابَتنا ظُلمَةٌ فلَم نَعرِفِ القِبلَةَ، فقالَت طائفَةٌ مِنها: القِبلَةُ ههُنا قِبَلَ الشَّمالِ. فصَلَّوْا وخَطُّوا خَطًّا، وقالَ بَعضُنا: القِبلَةُ ههُنا قِبَلَ الجَنوبِ. وخَطُّوا خَطًّا، فلَمّا أصبَحنا
(1)
ابن وهب في موطئه (449).
(2)
تقدم في (2266، 2267).
وطَلَعَتِ الشَّمسُ أصبَحَت تِلكَ الخُطوطُ لِغَيرِ القِبلَةِ، فقَدِمنا مِن سَفَرِنا فأَتَينا النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فسأَلناه عن ذَلِكَ، فسَكَتَ، وأَنزَلَ اللَّهُ عز وجل:{وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} [البقرة: 115]. أي حَيثُ كُنتُم
(1)
.
وكَذَلِكَ رواه الحسنُ بنُ علىِّ بنِ شَبيبٍ المَعمَرِيُّ وَمُحَمَّد بنُ محمدِ بنِ سليمانَ الباغَندِيُّ، عن أحمدَ بنِ عُبَيدِ اللَّهِ، ولا نَعلَمُ لِهَذا الحديث إسنادًا صَحيحًا قَويًّا؛ وذَلِكَ لأنَّ عاصِمَ بنَ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ عمرَ العُمَرِيَّ، ومُحَمَّدَ بنَ عُبَيدِ اللَّهِ العَرزَمِيَّ، ومُحَمَّدَ بنَ سالِمٍ الكوفِيَّ، كُلَّهُم ضُعَفاءُ
(2)
، والطَّريقُ إلى عبدِ المَلِكِ العَرزَمِيِّ غَيرُ واضِحٍ؛ لِما فيه مِنَ الوِجادَةِ وغَيرِها، وفِي حَديثِه أيضًا نُزولُ الآيَةِ في ذَلِكَ. وصَحيحٌ عن عبدِ المَلِكِ بنِ أبي سليمانَ العَرزَمِىِّ، عن سعيدِ بنِ جُبَيرٍ، عن عبدِ اللَّهِ بنِ عمرَ بنِ الخَطّابِ، أن الآيَةَ إنَّما نَزَلَت في التَّطَوُّعِ خاصَّةً حَيثُ تَوَجَّهَ بكَ بَعيرُكُ
(3)
. وقَد مَضى ذِكرُه
(4)
.
2277 -
أخبرَنا محمدُ بنُ عبدِ اللَّهِ الحافظُ، حدثنا أبو بكرِ ابنُ إسحاقَ، أخبرَنا أبو المُثَنَّى، حدثنا يَحيَى، عن عبدِ المَلِكِ بنِ أبي سليمانَ، حدثنا سَعيدُ
(1)
أخرجه الدارقطني 1/ 271، وابن مردويه - كما في تفسير ابن كثير 1/ 228 - من طريق الحسن بن علي بن شبيب به.
(2)
أما عاصم فهو عاصم بن عبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب العدوي. ينظر الكلام عليه في: التاريخ الكبير 6/ 484، والضعفاء للعقيلى 3/ 333، والمجروحين 2/ 127، 128، وتهذيب الكمال 13/ 500، وميزان الاعتدال 3/ 353، وتهذيب التهذيب 5/ 46. وقال ابن حجر في التقريب 1/ 384: ضعيف. وتقدمت مصادر العرزمى عقب (1640)، ومحمد بن سالم في (2266).
(3)
أخرجه الدارقطني 1/ 271 من طريق عبد الملك به.
(4)
تقدم في (2231).
ابنُ جُبَيرٍ، عن ابنِ عمرَ قال: كان رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصلِّي وهو مُقبِلٌ مِن مَكَّةَ إلى المَدينَةِ على راحِلَتِه حَيثُ كان وجهُه. قال: وفيه نَزَلَت: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ}
(1)
. رواه مسلمٌ في "الصحيح" عن القَواريرِيِّ عن يَحيَى بنِ سَعيدٍ
(2)
.
ورُوِّينا عن ابنِ عَبَّاسٍ أنَّها نَزَلَت في المَكتوبَةِ ثم صارَت مَنسوخَةً، وذَلِكَ فيما:
2278 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنِي أبو بكرٍ إسماعيلُ بنُ محمدٍ الفقيهُ بالرَّىِّ، حدثنا محمدُ بنُ الفَرَجِ الأزرَقُ، حدثنا حَجَّاجُ بنُ محمدٍ، عن ابنِ جُرَيجٍ، عن عَطاءٍ، عن ابنِ عباسٍ قال: أوَّلُ ما نُسِخَ مِنَ القُرآنِ فيما ذُكِرَ لَنا واللهُ أعلمُ، شأنُ
(3)
القِبلَةِ، قال اللهُ تبارك وتعالى:{وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} [البقرة: 115]. فاستَقبَلَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فصَلَّى نَحوَ بَيتِ المَقدِسِ، وتَرَكَ البَيتَ العَتيقَ، فقالَ:{سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا} [البقرة: 142]. يَعنونَ بَيتَ المَقدِسِ، فنَسَخَها فصَرَفَه الله إلى البَيتِ العَتيقِ فقالَ:{وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ}
(4)
[البقرة: 150].
وفِي كَلامِ الشافعيِّ رحمه الله بَيانُ ما في هَذِه الرِّوايَةِ عن ابنِ عَبَّاسٍ، وهو أنَّه دَخَلَ في مَبسوطِ كَلامِه: فلَمَّا هاجَرَ إلى المَدينَةِ استَقبَلَ بَيتَ
(1)
المصنف في المعرفة (659) بزيادة مسدد بين أبى المثنى ويحيى. وينظر ما تقدم في (2232).
(2)
مسلم (700/ 33)، وتقدم عقب (2232).
(3)
في د: "بشأن".
(4)
المصنف في المعرفة (657). والحاكم 2/ 267، وسقط منه أول السند.
المَقدِسِ مُوَلِّيًا عن البَيتِ الحَرامِ، وهو يُحِبُّ لَو قَضَى اللهُ له باستِقبالِ البَيتِ الحَرامِ، فأَنزَلَ اللَّهُ عز وجل هَذِه الآيَةَ، إلى أن أنزَلَ اللَّهُ:{قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ}
(1)
[البقرة: 144].
قال الشيخُ: ورُوِى عن ابنِ عباسٍ أنَّها نَزَلَت في قَولِهِم: {مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا} .
2279 -
أخبرَنا أبو زكريا ابنُ أبي إسحاقَ المُزَكِّى، حدثنا أبو الحسنِ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ عَبدوسٍ الطَّرائفِىُّ، حدثنا عثمانُ بنُ سعيدٍ الدارِمىُّ، حدثنا عبدُ اللَّهِ بنُ صالِحٍ، عن مُعاويَةَ بنِ صالِحٍ، عن عليِّ بنِ أبي طَلحَةَ قال: قال ابنُ عباسٍ: إنَّ أوَّلَ ما نُسِخَ في القُرآنِ القِبلَةُ، وذَلِكَ أن رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمّا هاجَرَ إلى المَدينَةِ، وكانَ أكثَرَ أهلِها اليَهودُ، أمَرَه اللَّهُ أن يَستَقبِلَ بَيتَ المَقدِسِ، ففَرِحَتِ اليَهودُ، فاستَقبَلَها رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِضعَةَ عَشَرَ شَهرًا، وكانَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يحِبُّ قِبلَةَ إبراهيمَ عليه السلام، فكانَ يَدعو اللَّهَ ويَنظُرُ إلى السَّماءِ، فأَنزَلَ اللَّهُ عز وجل:{قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا} إلى قَولِه: {فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} [البقرة: 144]. يَعنِى نَحوَه، فارتابَ مِن ذَلِكَ اليَهودُ، وقالوا:{مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا} . فأَنزَلَ اللَّهُ تعالَى: {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} . {وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ}
(2)
. قال ابنُ عباسٍ:
(1)
أحكام القرآن للشافعي 1/ 64.
(2)
أخرجه ابن جرير في تفسيره 2/ 450، 623، 658، وابن أبي حاتم في تفسيره 1/ 248، 253 (1329، 1355)، والنحاس في ناسخه ص 71 من طريق عبد اللَّه بن صالح به.
وليَميزَ أهلَ اليَقينِ مِن أهلِ الشَّكِّ والرِّيبَةِ، قال اللهُ عز وجل:{وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ} [البقرة: 143]. يَعنِى تَحويلَها على أهلِ الشَّكِّ، {إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ} [البقرة: 45]. يَعنِى المُصَدِّقينَ بما أنزَلَ اللهُ تَعالَى
(1)
.
قال الشافعيُّ رحمه الله في قَولِه: {فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} . يَعنِى والله أعلمُ: فثَمَّ الوَجهُ الذي وجَّهَكُمُ اللهُ إلَيهِ
(2)
.
2280 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ وأبو بكرِ ابنُ الحسنِ القاضِى قالا: حدثنا أبو العباسِ الأصَمُّ، حدثنا الحسنُ بنُ عليِّ بنِ عفانَ، حدثنا أبو أُسامَةَ، عن النَّضرِ يَعنِى ابنَ عَرَبِيٍّ، عن مُجاهِدٍ في قَولِه تعالَى:{فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} . قال: قِبلَةُ اللَّهِ، فأَينَما كُنتَ في مَشرِقٍ أو مَغرِبٍ فلا تَوَجَّهَنَّ إلا إلَيها
(3)
.
2281 -
وأَخبرَنا أبو الحسنِ عليُّ بنُ محمدِ بنِ يوسُفَ الرَّفَّاءُ، حدثنا أبو عمرٍو عثمانُ بنُ محمدِ بنِ بشرٍ، حدثنا إسماعيلُ بنُ إسحاقَ القاضِى، حدثنا إسماعيلُ بنُ أبى أُوَيسٍ، حدثنا عبدُ الرحمنِ بنُ أبى الزِّنادِ، عن أبيه، عن الفُقَهاءِ مِن أهلِ المَدينَةِ أنَّهُم كانوا يَقولونَ: مَن صَلَّى على غَيرِ طُهرٍ، أو على
(1)
أخرجه ابن جرير في تفسيره 1/ 622، 2/ 643، 647، وابن أبي حاتم في تفسيره 1/ 103، 250، 251 (489، 1341، 1344) من طريق عبد الله بن صالح به.
(2)
أحكام القرآن للشافعي 1/ 64.
(3)
أخرجه ابن أبي شيبة (3393)، والترمذي عقب (2958)، وابن جرير في تفسيره 2/ 457 من طريق النضر بن عربى به.