الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ورَحمَةُ اللَّه وبَرَكاتُه، السَّلامُ عَلَينا وعَلَى عبادِ اللَّه الصَّالِحينَ، أَشهَدُ أَن لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وأَشهَدُ أَنَّ محمدًا عَبدُه ورسوله". قال محمدٌ: قُلتُ: باسمِ اللَّهِ. فقالَ القاسِمُ: باسمِ اللَّهِ كُلَّ ساعَةٍ
(1)
.
بابُ التَّوَسُّعِ فى الأخذِ بجَميعِ ما رُوّينا فى التَّشَهُّدِ مُسنَدًا ومَوقوفًا، واختيارِ المُسنَدِ الزّائدِ على غَيِرهِ
2884 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّه الحافظُ، حدَّثَنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، أخبرَنا الرَّبيعُ بنُ سليمانَ، أخبرَنا الشَّافعِىُّ، أخبرَنا مالكٌ. فذكَر حَديثَ عمرَ فى التَّشَهُّدِ كما مَضَى
(2)
، ثم قال: فكانَ هذا الذى عَلَّمَنا مَن سَبَقَنا بالعِلمِ مِن فُقَهائِنا صِغارًا، ثم سَمِعناه بإِسنادِه وسَمِعنا ما خالَفَه، فكانَ الذى نَذهَبُ إِلَيه أَنَّ عمرَ لا يُعَلِّمُ الناسَ على المِنبَرِ بَينَ ظَهرانَىْ أَصحابِ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلا على ما عَلَّمَهُمُ النبىُّ صلى الله عليه وسلم، فلمَّا انتَهَى إِلَينا مِن حَديثِ أَصحابِنا حَديثٌ نُثبِتُه عن النبىِّ صلى الله عليه وسلم صِرنا إِلَيه، وكانَ أَولَى بنا. فذكَر حَديثَ ابنِ عباسٍ، فقالَ، يَعنى بَعضَ مَن كَلَّمَ الشَّافِعِىَّ فى ذَلِكَ: فإِنا نَرَى الرِّوايَةَ قَدِ اختَلَفَت فيه عن النبىِّ صلى الله عليه وسلم، فرَوَى ابنُ مَسعودٍ خِلافَ هذا، ورَوَى أبو موسَى وجابِرٌ
(3)
، وقَد يُخالِفُ بَعضُها بَعضًا فى شَئٍ مِن لَفظِه، ثم عَلَّمَ عُمَرُ خِلافَ هذا كُلِّه فى بَعضِ لَفظِه، وكَذَلِكَ تَشَهُّدُ عائشَةَ وابنِ عمرَ، وقَد يَزيدُ بعضُهم الشَّئ على بَعضٍ. قال الشافعىُّ: فقُلتُ: الأمرُ فى هذا بَيِّنٌ، كُلُّ كَلامٌ أُريدَ به
(1)
أخرجه البخارى فى التاريخ الكبير 1/ 117 من طريق صالح التمار به.
(2)
تقدم تخريجه فى (2878).
(3)
بعده فى الرسالة: "خلاف هذا".
تَعظيمُ اللَّهِ عز وجل فعَلَّمَهُموه رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فيَحفَظُه أَحَدُهُم على لَفظٍ، ويَحفَظُه الآخَرُ على لَفظٍ يُخالِفُه لا يَختَلِفانِ فى مَعنًى، فلعلَّ النبىَّ صلى الله عليه وسلم أَجازَ لِكُلِّ امرِئٍ مِنهُم كما حَفِظَ، إِذ كان لا مَعنَى فيه يُحيلُ شَيئًا عن حُكمِه
(1)
.
واستَدَلَّ على ذَلِكَ بحَديثِ حُروفِ القُرآنِ.
قالَ الشافعىُّ رحمه الله: أخبرَنا مالكٌ، عن ابنِ شِهابٍ، عن عُروَةَ بنِ الزُّبَيرِ، عن عبدِ الرحمنِ بنِ عَبدٍ القارِىِّ قال: سَمِعتُ عمرَ بنَ الخَطّابِ يقولُ: سَمِعتُ هِشامَ بنَ حَكيمِ بنِ حِزامٍ يَقرأُ سورَةَ "الفُرقانِ" على غَيرِ ما أَقرؤُها، وكانَ النبىُّ صلى الله عليه وسلم أَقرأَنيها، فكِدتُ أَن أَعجَلَ عليه، ثم أَمهَلتُه حَتَّى انصَرَفَ، ثم لَبَّبتُه برِدائِه، فجِئتُ به إلى رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقُلتُ: يا رسولَ اللَّهِ إِنِّى سَمِعتُ هذا يَقرأُ سورَةَ "الفُرقانِ" على غَيرِ ما أَقرأتَنيها. فقالَ له رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "اقرأْ". فقَرأ القراءةَ الَّتِى سَمِعتُه يَقرأُ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"هَكَذا أُنزِلَت". ثم قال لى: "اقرأْ". فقَرأتُ فقالَ: "هَكَذا أُنزِلَت، إن هذا القُرآنَ أُنزِلَ على سَبعَةِ أَحرُفٍ، فاقرَءوا ما تَيَسَّرَ مِنه"
(2)
. قال الشافعىُّ رحمه الله: فإِذا كان اللَّهُ برأفَتِه بخَلقِه أَنزَلَ كِتابَه على سَبعَةِ أَحرُفٍ، مَعرِفَةً مِنه بأَنَّ الحِفظَ قَد يَزِلُّ
(3)
ليُحِلَّ
(4)
لَهُم قراءتَه وإِنِ اختَلَفَ لَفظُهُم فيه -
(1)
الرسالة ص 268 - 272.
(2)
الرسالة ص 273.
(3)
فى س، م:"نزل". والمثبت من مصدر التخريج.
(4)
فى س: "لنجعل"، وفى م:"ليجعل".