الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال الحُمَيدِيُّ: القَولُ فيهِما مَعًا قَولُ أهلِ مَكَّةَ. قال الحُمَيدِيُّ: شَهِدَ أبو مَحذورَةَ على أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم ألقَى عليه في أوَّلِ الأذانِ: اللَّهُ أكبَرُ اللَّهُ أكبَرُ، اللَّهُ أكبَرُ اللَّهُ أكبَرُ، وشَهِدَ سَعدٌ على بلالٍ بمَرَّةٍ واحِدَةٍ، فكانَ موافِقًا لأبِى مَحذورَةَ فيها، وكانَ أبو مَحذورَةَ زائدًا شاهِدًا على الآخَرِ، فصِرنا إلى: قَد قامَتِ الصَّلاةُ مَرَّتَينِ، لأنَّ أنَسَ بنَ مالكٍ قال: أُمِرَ بلالٌ أن يَشفَعَ الأذانَ ويُوتِرَ الإِقامَةَ إلا الإِقامَةَ. فصارَ أنَسٌ شاهِدًا على أن بلالًا أُمِرَ بتَثنيَةِ كَلِمَةِ الإِقامَةِ، فمِن أجلِ ذَلِكَ صِرنا إلى تَثنيَةِ: قَد قامَتِ الصَّلاةُ، ولأنَّ إجماعَ النّاسِ على أهلِ المَدينَةِ بتَثنيَتِهِما.
قال الشيخُ: وهَذا الكَلامُ الذي ذكَره الحُمَيدِىُّ فإِنَّما أخَذَه عن أُستاذِه محمدِ بنِ إدريسَ الشافعيِّ رحِمه اللَّهُ تعالَى، ذكَره في كِتابِ القَديمِ رِوايَةَ الزَّعفرانِيِّ عنه بمَعناه مُختَصَرًا.
بابُ مَن قال بتثنيةِ الإقامةِ عندَ تَرجيعِ الأذانِ
1991 -
أخبرَنا أبو الحسنِ عليُّ بنُ أحمدَ بنِ عَبدانَ، أخبرَنا أحمدُ بنُ عُبَيدٍ الصَّفّار، حدثنا عَبَّاسُ بنُ الفَضلِ الأسفاطِىُّ، حدثنا أبو الوَليدِ. وأَخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، حدثنا أبو بكرِ ابنُ إسحاقَ الفقيهُ، أخبرَنا أبو المُثَنَّى، حدثنا أبو الوَليدِ، حدثنا هَمّامُ بنُ يَحيَى، حدثنا عامِرٌ الأحوَلُ، عن مَكحولٍ، عن ابنِ مُحَيريزٍ، أن أبا مَحذورَةَ حدَّثه، أن رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَّمَه الأذانَ تِسعَ عَشرَةَ كَلِمَةً، والإِقامَةَ سَبعَ عَشرَةَ كَلِمَةً، الأذانُ: اللَّهُ أكبَرُ اللَّهُ أكبَرُ، اللَّهُ أكبَرُ الله أكبَرُ، أشهَدُ أن لا إلَهَ إلا اللَّهُ، أشهَدُ أن لا إلَهَ إلا اللَّهُ، أشهَدُ أن محمدًا
رسولُ اللَّهِ، أشهَدُ أن محمدًا رسولُ اللَّهِ، [أشهَدُ أن لا إلَهَ إلا اللَّهُ، أشهَدُ أن لا إلَهَ إلا اللَّهُ، أشهَدُ أن محمدًا رسولُ اللَّهِ، أشهَدُ أن محمدًا رسولُ اللَّهِ]
(1)
حَىَّ على الصَّلاةِ مَرَّتَينِ، حَىَّ على الفَلاحِ مَرَّتَينِ، اللَّهُ أكبَرُ اللَّهُ أكبَرُ، لا إلَهَ إلا اللَّهُ، والإِقامَةُ مَثنَى مَثنَى
(2)
.
ورواه عَفّانُ عن هَمَّامٍ، وفَسَّرَ الإِقامَةَ مَثنَى مَثنَى، وزادَ في آخِرِها: قَد قامَتِ الصَّلاةُ قَد قامَتِ الصَّلاةُ، اللَّهُ أكبَرُ اللَّهُ أكبَرُ، لا إلَهَ إلا اللَّهُ
(3)
.
ورواه سَعيدُ بنُ عامِرٍ عن هَمّامٍ كما:
1992 -
أخبرَنا محمدُ بنُ عبدِ اللَّهِ الحافظُ ومُحَمَّدُ بنُ موسَى بنِ الفَضلِ قالا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا محمدُ بنُ إسحاقَ الصَّغانِىُّ، حدثنا سَعيدٌ يَعنِى ابنَ عامِرٍ، عن هَمّامٍ، عن عامِرٍ الأحوَلِ، عن مَكحولٍ، عن ابنِ مُحَيريزٍ، عن أبي مَحذورَةَ، أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم أمَرَ نَحوًا مِن عِشرينَ رجلًا أذَّنوا فأَعجَبَه صَوتُ أبى مَحذورَةَ قال: "قُل: اللَّهُ أكبَرُ اللَّهُ أكبَرُ، اللَّهُ أكبَرُ اللَّهُ أكبَرُ، أشهَدُ أن لا إلَهَ إلا اللَّهُ، أشهَدُ أن لا إلَهَ إلا اللَّهُ، أشهَدُ أن محمدًا رسولُ اللَّهِ، أشهَدُ أن محمدًا رسولُ اللَّهِ، أشهَدُ أن لا إلَهَ إلا اللَّهُ، أشهَدُ أن لا إلَهَ إلا اللَّهُ، أشهَدُ أن محمدًا رسولُ اللَّهِ، أشهَدُ أن محمدًا رسولُ اللَّهِ، حَىَّ على الصَّلاةِ، حَىَّ على الصَّلاةِ، حَىَّ على الفَلاحِ، حَىَّ على الفَلاحِ، اللَّهُ أكبَرُ اللَّهُ أكبَرُ،
(1)
ليس في: د، س، م.
(2)
أخرجه أحمد (27252)، وأبو داود (502)، والنسائي (630) من طريق همام به.
(3)
أخرجه أحمد (15381)، والترمذي (192)، وابن ماجه (97) من طريق عفان به، وقال الترمذي: حسن صحيح.
لا إلَهَ إلا اللَّهُ، والإِقامَةُ مِثلُ ذَلِكَ"
(1)
. هَكَذا رواه.
وأَجمَعوا على أن الإِقامَةَ لَيسَت كالأذانِ في عَدَدِ الكَلِماتِ إذا كان بالتَّرجيعِ، فدَلَّ على أن المُرادَ به جِنسُ الكَلِماتِ، وأَنَّ تَفسيرَها وقَعَ مِن بَعضِ الرّواةِ. وقَد رَوَى هِشامُ بنُ أبى عبدِ اللَّه الدَّستُوائيُّ هذا الحديثَ عن عامِرٍ الأحوَلِ دونَ ذِكرِ الإِقامَةِ فيهِ. وذَلِكَ المِقدارُ أخرَجَه مُسلِمُ بنُ الحَجَّاجِ في "الصحيح" كما تَقَدَّمَ ذِكرُنا له
(2)
، ولعلَّه تَرَكَ رِوايَةَ هَمَّامِ بنِ يَحيَى لِلشَّكِّ في سَندِ الإِقامَةِ المَذكورَةِ فيه، واللَّهُ أعلَمُ.
1993 -
أخبرَنا أبو الحسنِ عليُّ بنُ أحمدَ بنِ عَبدانَ، أخبرَنا أحمدُ بنُ عُبَيدٍ الصَّفّارُ، أخبرَنا أحمدُ بنُ عُبَيدِ اللَّهِ النَّرْسِىُّ، أخبرَنا رَوحُ بنُ عُبادَةَ قال: قال ابنُ جُرَيجٍ: أخبرَنِى عثمانُ بنُ السّائبِ، عن أُمِّ عبدِ المَلِكِ بنِ أبي مَحذورَةَ، عن أبي مَحذورَةَ قال: لما رَجَعَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِن حُنَينٍ خَرَجتُ عاشِرَ عَشرَةٍ مِن مَكَةَ أطلُبُهُم، فسَمِعتُهُم يُؤَذِّنونَ لِلصَّلاةِ، فقُمنا نُؤَذِّنُ نَستَهزِئُ بهِمُ فقامَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقالَ:"لَقَد سَمِعتُ في هَؤُلاءِ تأذينَ إنسانٍ حَسَنِ الصَّوتِ". فأَرسَلَ إلَينا فأَذَّنّا رجلًا رجلًا، فكُنتُ آخِرَهُم فقالَ حينَ أذَّنتُ:"تَعالَ". فأَجلَسَنِى بَينَ يَدَيه، فمَسَحَ على ناصيَتِى، وبارَكَ عَلَىَّ ثلاثَ مَرّاتٍ، ثم قال:"اذهَبْ فأَذِّنْ عِندَ البَيتِ الحَرامِ". قُلتُ: كَيفَ يا رسولَ اللَّهِ؟ فعَلَّمَنِى الأذانَ كما يُؤَذِّنونَ الآنَ بها: "اللَّهُ أكبَرُ اللَّهُ أكبَرُ، أشهَدُ أن لا إلَهَ إلا اللَّهُ، أشهَدُ أن
(1)
أخرجه الدارمي (1232)، وأبو داود (502)، وابن خزيمة (377) من طريق سعيد بن عامر به.
(2)
مسلم (379). وتقدم في (1865).
لا إلَهَ إلا اللَّهُ، أشهَدُ أن محمدًا رسولُ اللَّهِ، أشهَدُ أن محمدًا رسولُ اللَّهِ، أشهَدُ أن لا إلَهَ إلا اللَّهُ، أشهَدُ أن لا إلَهَ إلا اللَّهُ، أشهَدُ أن محمدًا رسولُ اللَّهِ، أشهَدُ أن محمدًا رسولُ اللَّهِ، حَىَّ على الصَّلاةِ، حَىَّ على الصَّلاةِ، حَىَّ على الفَلاحِ، حَىَّ على الفَلاحِ، الصَّلاةُ خَيرٌ مِنَ النَّومِ، الصَّلاةُ خَيرٌ مِنَ النَّومِ في الأُولَى مِنَ الصُّبحِ - اللَّهُ أكبَرُ اللَّهُ أكبَرُ، لا إلَهَ إلا اللَّهُ". قال: وقَد عَلَّمَنِى الإِقامَةَ مَرَّتَينِ مَرَّتَينِ: "اللَّهُ أكبرُ اللَّهُ أكبَرُ، أشهَدُ أن لا إلَهَ إلا اللَّهُ، أشهَدُ أن لا إلَهَ إلا اللَّهُ، أشهَدُ أن محمدًا رسولُ اللَّهِ، أشهَدُ أن محمدًا رسولُ اللَّهِ، حَىَّ على الصَّلاةِ، حَىَّ على الصَّلاةِ، حَىَّ على الفَلاحِ، حَىَّ على الفَلانِ، قَد قامَتِ الصَّلاةُ قَد قامَتِ الصَّلاةُ، اللَّهُ أكبَرُ اللَّهُ أكبر، لا إلَهَ إلا اللَّهُ"
(1)
. قال ابنُ جُرَيجٍ: أخبرَنِي هذا عثمانُ كُلَّه عن أُمِّ عبدِ المَلِكِ بنِ أبي مَحذورَةَ، أنَّها سَمِعَت ذَلِكَ مِن أبى مَحذورَةَ، كَذا رواه رَوحُ بنُ عُبادَةَ عن ابنِ جُرَيجٍ.
1994 -
وأَخبَرَناه أبو بكرِ ابنُ الحارِثِ الفقيهُ، أخبرَنا عليُّ بنُ عمرَ الحافظُ، حدثنا أبو بكرٍ النَّيسابورِيُّ، حدثنا أبو حُمَيدٍ
(2)
المِصّيصِيُّ، حدثنا حَجّاجٌ، قال ابنُ جُرَيجٍ: أخبرَنِى عثمانُ بنُ السّائبِ، أخبرَنِي أبى وأُمُّ عبدِ المَلِكِ بنِ أبي مَحذورَةَ، عن أبي مَحذورَةَ قال: لما خَرَجَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى حُنَينٍ. فذكَر الحديثَ، وقالَ في التَّكبيرِ في صَدرِ الأذانِ أربَعًا. قال: وعَلَّمَنِى الإِقامَةَ مَرَّتَينِ: "اللَّهُ أكبَرُ اللَّهُ أكبَرُ، أشهَدُ أن لا إلَهَ إلا اللَّهُ، أشهَدُ أن محمدًا رسولُ اللَّهِ، حَىَّ على الصَّلاةِ، حىَّ على الفَلاحِ، قَد قامَتِ الصَّلاةُ قَد قامَتِ
(1)
أخرجه ابن خزيمة (385) من طريق روح به.
(2)
في د: "عبيد". وينظر تهذيب الكمال 16/ 52.
الصَّلاةُ، اللَّهُ أكبَرُ اللَّهُ أكبَرُ، لا إلَهَ إلا اللَّهُ"
(1)
. فذكَر الإِقامَةَ مُفرَدَةً كما تَرَى، وصارَ قَولُه: مَرَّتَينِ. عائدًا
(2)
إلى كَلِمَةِ الإِقامَةِ.
وعَلَى ذَلِكَ تَدُلُّ أيضًا رِوايَةُ عبدِ الرزاقِ عن ابنِ جُرَيجٍ:
1995 -
أخبرَناه أبو بكرِ ابنُ عليٍّ الحافظُ، أخبرَنا أبو إسحاقَ إبراهيمُ بنُ عبدِ اللَّهِ، حدثنا محمدُ بنُ إسحاقَ بنِ خُزَيمَةَ، حدثنا محمدُ بنُ رافِعٍ، حدثنا عبدُ الرزاقِ، أخبرَنا ابنُ جُرَيجٍ، حدَّثَنى عثمانُ بنُ السّائبِ مَولاهُم، عن أبيه الشيخِ
(3)
مَولَى أبى مَحذورَةَ، وعَن أُمِّ عبدِ المَلِكِ بنِ أبي مَحذورَةَ، أنَّهُما سَمِعا ذَلِكَ مِن أبى مَحذورَةَ. فذكَر الحديثَ بنَحوِ حَديثِ حَجّاجٍ، وقالَ في آخِرِه: "وإِذا أقَمتَ فقُلْها مَرَّتَينِ: قَد قامَتِ الصَّلاةُ قَد قامَتِ الصَّلاةُ. أسَمِعتَ
(4)
؟ ". وزادَ: فكانَ أبو مَحذورَةَ لا يَجُزُّ ناصيَتَه ولا يَفرُقُها؛ لأنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَسَحَ عَلَيها.
أخبرَنا أبو بكرِ ابنُ عليٍّ الحافظُ، أخبرَنا أبو إسحاقَ إبراهيمُ بنُ عبدِ اللَّهِ قال: قال محمدُ بنُ إسحاقَ بنِ خُزَيمَةَ: التَّرجيعُ في الأذانِ مَعَ تَثنيَةِ الإِقامَةِ مِن جِنسِ الاختِلافِ المُباحِ، فمُباحٌ أن يُؤَذِّنَ المُؤَذِّنُ فيُرَجِّعَ في الأذانِ
(1)
الدارقطني 1/ 234. وأخرجه النسائي (633) من طريق حجاج به.
(2)
ليس في: د، س.
(3)
كذا في النسخ. وفي مصادر التخريج "السائب". وقد تقدم هذا الإسناد كما هنا في (1868)، وتقدم التعليق عليه.
(4)
ابن خزيمة (385)، وعبد الرزاق (1779)، وعنه أحمد (15376). وتقدم في (1868) من رواية محمد بن رافع عن عبد الرزاق.
ويُثَنِّىَ الإِقامَةَ، ومُباحٌ أن يُثَنِّىَ الأذانَ ويُفرِدَ الإِقامَةَ؛ إذ قَد صَحَّ كِلا الأمرَينِ مِنَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فأَمّا تَثنيَةُ الأذانِ والإِقامَةِ فلَم يَثبُتْ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم الأمرُ بهِما
(1)
.
قال الشيخُ: وفِي صِحَّةِ التَّثنيَةِ في كَلِماتِ الإِقامَةِ سِوَى التَّكبيرِ وكَلِمَتَىِ الإِقامَةِ نَظَرٌ، ففِى اختِلافِ الرِّواياتِ ما يُوهِمُ أن يَكونَ الأمرُ بالتَّثنيَةِ عادَ إلى كَلِمَتَىِ الإِقامَةِ، وفِي دَوامِ أبى مَحذورَةَ وأَولادِه على تَرجيعِ الأذانِ وإِفرادِ الإِقامَةِ ما يُوجِبُ ضَعفَ رِوايَةِ مَن رَوَى تَثنيَتَها، أو يَقتَضِى أن الأمَرَ صارَ إلى ما بَقِىَ عليه هو وأَولادُه، وسَعدُ القَرَظِ وأَولادُه في حَرَمِ اللَّهِ تعالَى وحَرَمِ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلى أن وقَعَ التَّغييرُ في أيَّامِ المِصريّينَ
(2)
، واللَّهُ أعلَمُ.
1996 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ وأبو سعيدِ ابنُ أبي عمرٍو قالا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، أخبرَنا الرَّبيعُ بنُ سليمانَ، حدثنا الشافعيُّ قال: أدرَكتُ إبراهيمَ بنَ عبدِ العَزيزِ بنِ عبدِ المَلِكِ بنِ أبي مَحذورَةَ يُؤَذِّنُ كما حَكَى ابنُ مُحَيريزٍ، يَعنِى بالتَّرجيعِ. قال: وسَمِعتُه يُحَدِّثُ عن أبيه عن ابنِ مُحَيريزٍ عن أبي مَحذورَةَ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم مَعنَى ما حَكَى ابنُ جُرَيجٍ
(3)
.
قال الشافعيُّ: وسَمِعتُه يُقيمُ فيَقولُ: اللَّهُ أكبَرُ اللَّهُ أكبَرُ، أشهَدُ أن لا إلَهَ إلا اللَّهُ، أشهَدُ أن محمدًا رسولُ اللَّهِ، حَىَّ على الصَّلاةِ، حَىَّ على الفَلاحِ، قَد قامَتِ الصَّلاةُ قَد قامَتِ الصَّلاةُ، اللَّهُ أكبَرُ اللَّهُ أكبَرُ، لا إلَهَ إلا اللَّهُ. قال
(1)
ابن خزيمة 1/ 194 عقب حديث (376).
(2)
ينظر ما ذكره ابن كثير في البداية والنهاية 15/ 328، 329 ضمن حوادث سنة ستين وثلاثمائة.
(3)
تقدم في (1867).
الشافعيُّ: وحَسِبتُنِى سَمِعتُه يَحكِى الإِقامَةَ خَبَرًا كما يَحكِى الأذانَ
(1)
. وفِي رِوايَةِ الحسنِ بنِ محمدِ بنِ الصَّبّاحِ الزَّعفَرانِيِّ عن الشافعىِّ في مَسأَلَةِ كَيفيَّةِ الأذانِ والإِقامَةِ قال الشافعيُّ: الرِّوايَةُ فيه تَكَلُّفٌ، الأذانُ خَمسُ مَرّاتٍ في اليَومِ واللَّيلَةِ في المَسجِدَينِ على رُءوسِ المُهاجِرينَ والأنصارِ، ومُؤَذِّنو مَكَّةَ آلُ أبى مَحذورَةَ، وقَد أذَّنَ أبو مَحذورَةَ لِرسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم وعَلَّمَه الأذانَ، ثم ولَدُه بمَكَّةَ، وأَذَّنَ آلُ سَعدِ القَرَظِ مُنذُ زَمَنِ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بالمَدينَةِ وزَمَنِ أبى بكرٍ، كُلُّهُم يَحكونَ الأذانَ والإِقامَةَ والتَّثويبَ وقتَ الفَجرِ كما قُلنا، فإِن جازَ أن يَكونَ هذا غَلَطًا مِن جَماعَتِهِم والنّاسُ بحَضرَتِهِم، ويأتينا مِن طَرَفِ الأرضِ مَن يُعَلِّمُنا، جازَ له أن يَسأَلَنا عن عَرَفَةَ وعَن مِنًى ثم يُخالِفُنا، ولَو خالَفَنا في المَواقيتِ كان أجوَزَ له في خِلافِنا مِن هذا الأمرِ الظّاهِرِ المَعمولِ بهِ
(2)
.
1997 -
وأَخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو يَحيَى أحمدُ بنُ محمدِ بنِ إبراهيمَ، أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ محمدُ بنُ نَصرٍ، حدثنا أبو الوَليدِ أحمدُ بنُ عبدِ الرحمنِ القُرَشِىُّ، حدثنا الوَليدُ بنُ مُسلِمٍ قال: سأَلتُ مالِكَ بنَ أنَسٍ عن السُنَّةِ في الأذانِ، فقالَ: ما تَقولونَ أنتُم في الأذانِ؟ وعَمَّن أخَذتُمُ الأذانَ؟ قال الوَليدُ: فقُلتُ: أخبرَنِى سَعيدُ بنُ عبدِ العَزيزِ وابنُ جابِرٍ وغَيرُهُما أن بلالًا لم يُؤَذِّنْ لأحَدٍ بعدَ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وأَرادَ الجِهادَ فأَرادَ أبو بكرٍ مَنعَه وحَبَسَه،
(1)
المصنف في المعرفة (557). الشافعي 1/ 85. وأخرجه الدارقطني 1/ 234 من طريق الربيع به.
(2)
المصنف في المعرفة عقب حديث (581).
فقالَ: إن كُنتَ أعتَقتَنِى للَّهِ فلا تَحبِسنِى عن الجِهادِ، وإِن كُنتَ أعتَقتَنِى لِنَفسِكَ أقَمتُ. فخَلَّى سَبيلَه، فكانَ بالشّامِ حَتَّى قَدِمَ عَلَيهِم عُمَرُ بنُ الخطابِ الجابيَةَ
(1)
، فسأَلَ المُسلِمونَ عمرَ بنَ الخطابِ أن يَسأَلَ لَهُم بلالًا يُؤَذِّنُ لَهُم، فسأَلَه فأَذَّنَ لَهُم يَومًا، أو قالوا: صَلاةً واحِدَةً، قالوا: فلَم يُرَ يَومًا كان أكثَرَ باكيًا مِنهُم يَومَئذٍ حينَ سَمِعوا صَوتَه، ذِكرًا مِنهُم لِرسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. قالوا: فنَحنُ نَرَى أو نَقولُ: إنَّ أذانَ أهلِ الشّامِ عن أذانِه يَومَئذٍ. فقالَ مالكٌ: ما أدرِى ما أذانُ يَومٍ أو صَلاةُ يَومٍ، أذَّنَ سَعدُ القَرَظِ في هذا المَسجِدِ في زَمانِ عمرَ بنِ الخطابِ وأَصحابُ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُتَوافِرونَ فيه، فلَم يُنكِرْه مِنهُم أحَدٌ، فكانَ سَعدٌ وبَنوه يُؤَذِّنونَ بأَذانِه إلى اليَومِ، ولَو كان والٍ يَسمَعُ مِنِّى لَرأَيتُ أن يَجمَعَ هَذِه الأُمَّةَ على أذانِهِم. فقيل لمالِكٍ: فكَيفَ كان أذانُهُم؟ قال: يقولُ: اللَّهُ أكبَرُ اللَّهُ أكبَرُ، اللَّهُ أكبَرُ اللَّهُ أكبَرُ، أشهَدُ أن لا إلَهَ إلا اللَّهُ، أشهَدُ أن لا إلَهَ إلا اللَّهُ، أشهَدُ أن محمدًا رسولُ اللَّهِ، أشهَدُ أن محمدًا رسولُ اللَّهِ، ثم يَرجِعُ فيَقولُ: أشهَدُ أن لا إلَهَ إلا اللَّهُ، أشهَدُ أن لا إلَهَ إلا اللَّهُ، أشهَدُ أن محمدًا رسولُ اللَّهِ، أشهَدُ أن محمدًا رسولُ اللَّهِ، حَىَّ على الصَّلاةِ، حَىَّ على الصَّلاةِ، حَىَّ على الفَلاحِ، حَىَّ على الفَلاحِ، اللَّهُ أكبَرُ اللَّهُ أكبَرُ، لا إلَهَ إلا اللَّهُ. قال: والإِقامَةُ مَرَّةً مَرَّةً
(2)
.
(1)
الجابية: قرية تقع شمال بلدة الصنمين، ولها تل يعرف بتل الجابية قريبة من الجولان. ينظر المعالم الجغرافية الواردة في السيرة النبوية ص 249.
(2)
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق 10/ 470 من طريق المصنف.