الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فقالَ: إنَّ اللَّهَ تعالَى يقولُ: {فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ} [المزمل: 20]. قالَ عليُّ بنُ عمرَ رحمه الله: هذا إِسنادٌ حَسَنٌ، وفيه حُجَّةٌ لِمَن يقولُ: إنَّ مَعنَى قَولِه: {فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ} . أَنَّ ذَلِكَ إنَّما هو بَعدَ قراءةِ فاتِحَةِ الكِتابِ. واللَّهُ أَعلَمُ
(1)
.
بابُ الدَّليلِ على أَنَّ ما جَمَعَتْه مَصاحِفُ الصَّحابَةِ رضي الله عنهم كُلُّه قُرآنٌ، وبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ في فواتِحِ السّوَرِ سِوَى سورَةِ "بَراءَةَ" مِن جُملَتِهِ
2407 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنِى إِسماعيلُ بنُ محمدِ بنِ الفَضلِ بنِ محمدٍ الشَّعرانِيُّ، حدَّثَنا جَدِّى، حدَّثَنا أبو ثابِتٍ محمدُ بنُ عُبَيدِ اللَّهِ، حدَّثنا إِبراهيمُ بنُ سَعدٍ، عن ابنِ شِهابٍ، عن عُبَيدِ بنِ السَّبّاقِ، عن زَيدِ بنِ ثابِتٍ رضي الله عنه قالَ: بَعَثَ إِلَيَّ أبو بكرٍ رضي الله عنه مَقتَلَ أَهلِ اليَمامَةِ، وعِندَه عُمَرُ بنُ الخَطّابِ رضي الله عنه، فقالَ أبو بكرٍ: إنَّ عمرَ أَتانِى فقالَ: إنَّ القَتلَ قَدِ استَحَرَّ
(2)
يَومَ اليَمامَةِ بقُرّاءِ القُرآنِ، وإِنِّى أَخشَى أَن يَستَحِرَّ القَتلُ بقُرّاءِ القُرآنِ في المَواطِنِ كُلِّها فيَذهَبَ قُرآنٌ كَثيرٌ، وإِنِّى أَرَى أَن تأْمُرَ بجَمْعِ القُرآنِ. قُلتُ: كَيفَ أَفعَلُ شَيْئًا لم يَفعَلْه رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فقالَ عُمَرُ: هو واللَّهِ خَيرٌ. فلَم يَزَلْ عُمَرُ يُراجِعُنِى في ذَلِكَ حَتَّى شَرَحَ اللَّهُ صَدرِى لِلَّذِى شَرَحَ له صَدرَ عُمَرَ، ورأَيتُ في ذَلِكَ الذي رأَى عُمَرُ. قالَ زَيدٌ: قالَ أبو بكرٍ: وإِنَّكَ رجلٌ شابٌّ عاقِلٌ لا نَتَّهِمُكَ، قَد كُنتَ تَكتُبُ الوَحىَ لِرسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم، فتَتَبَّعِ القُرآنَ
(1)
المصنف في القراءة خلف الإمام (450)، والدارقطني 1/ 338.
(2)
استحر: كثر واشتد. مشارق الأنوار 1/ 187.
فاجمَعْه. قالَ زَيدٌ: فواللهِ لَو كَلَّفَنِى نَقلَ جَبَلٍ مِنَ الجِبالِ ما كان بأَثقَلَ عَلَىَّ مِمّا كَلَّفَنى مِن جَمعِ القُرآنِ. قُلتُ: كَيفَ تَفعَلانِ شَيئًا لم يَفعَلْه رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قالَ أبو بكرٍ: هو واللهِ خَيرٌ. فلَم يَزَلْ يُراجِعُنِى في ذَلِكَ حَتَّى شَرَحَ اللَّهُ صَدرِى لِلَّذِى شَرَحَ له صدرَ أبى بكرٍ وعُمَرَ، ورأَيتُ في ذَلِكَ الذي رَأَيَا. قالَ: فتَتَبَّعتُ القُرآنَ أَجمَعُه مِنَ العُسُبِ
(1)
والرِّقاعِ
(2)
واللِّخافِ
(3)
وصُدورِ الرِّجالِ، فوَجَدتُ آخِرَ سورَةِ "التَّوبَةِ":{لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} [التوبة: 128]. إِلَى آخِرِ السّورَةِ
(4)
مَعَ خُزَيمَةَ، أَو أبى خُزَيمَةَ، فأَلحَقتُها في السورَةِ، وكانَتِ الصُّحُفُ عندَ أبى بكرٍ حَياتَه، ثم عندَ عمرَ حَياتَه حَتَّى تَوَفّاه اللَّهُ، ثم عندَ حَفصَةَ بنتِ عُمَرَ. رواه البُخارِيُّ في "الصحيح" عن أبي ثابِتٍ
(5)
.
2408 -
أخبرَنا أبو سَهلٍ محمدُ بنُ نَصرُويَه بنِ أحمدَ الكُشميهَنِيُّ، حدَّثَنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ أحمدَ بنِ خَنْبٍ
(6)
إِملاءً، حدَّثَنا أبو إِسحاقَ إِسماعيلُ بنُ إِسحاقَ القاضِى، حدَّثَنا أبو الوَليدِ الطَّيالِسِىُّ، حدَّثَنا إِبراهيمُ بنُ سَعدٍ. قالَ: وحَدَّثَنا إِبراهيمُ بنُ حَمزَةَ، حدَّثَنا إِبراهيمُ بنُ سَعدٍ، حدَّثَنا الزُّهرِىُّ، عن عُبَيدِ بنِ السَّبّاقِ، عن زَيدِ بنِ ثابِتٍ. فذكَره بنَحوِه، وزادَ: قالَ ابنُ
(1)
العسب: جمع عسيب، وهو سعف النخل، وأهل الحجاز يسمونه الجريد أيضًا. غريب الحديث لأبي عبيد 4/ 156.
(2)
الرقاع: جمع رُقْعَة، وهى قطعة من الورق أو الجلد يكتب فيها. ينظر المعجم الوسيط (ر ق ع).
(3)
اللخاف: جمع لَخْفَة، وهى حجارة بيض رقاق. غريب الحديث لأبي عبيد 4/ 156.
(4)
بعده في د: "أصبتها".
(5)
البخاري (7191).
(6)
في س، م:"حبيب".
شِهابٍ: وأَخبَرَنِى خارِجَةُ بنُ زَيدٍ، عن زَيدِ بنِ ثابِتٍ قالَ: فقَدتُ آيَةً مِن آخرِ
(1)
سورَةِ "الأحزابِ" قَد كُنتُ أَسمَعُ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقرأُ بها، فالتَمَسْتُها فلَم أَجِدْها مَعَ أَحَدٍ إِلا مَعَ خُزَيمَةَ الأنصارِىِّ الذي جَعَلَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَهادَتَه شَهادَةَ رجلَينِ في قَولِ اللَّهِ تعالَى:{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ}
(2)
[الأحزاب: 23].
2409 -
وبِهَذا الإِسنادِ عن الزُّهرِيِّ قالَ: أخبرَنِى أَنَسُ بنُ مالكٍ: أَنَّ حُذَيفَةَ بنَ اليَمانِ قَدِمَ على عثمانَ بنِ عفانَ في وِلايَتِه، وكانَ يَغزُو مَعَ أَهلِ العِراقِ قِبَلَ إِرمينيَةَ
(3)
وأَذرَبيجانَ
(4)
في غَزوِهِم ذَلِكَ الفَرْجَ
(5)
مِن أَهلِ الشّامِ وأَهلِ العِراقِ، فتَنازَعوا في القُرآنِ حَتَّى سمِع حُذَيفَةُ رضي الله عنه مِنَ اختِلافِهِم فيه ما أَذعَرَه
(6)
، فرَكِبَ حُذَيفَةُ حَتَّى قَدِمَ على عثمانَ رضي الله عنه فقالَ: يا أَميرَ المُؤمِنينَ، أَدرِكْ هَذِه الأُمَّةَ قَبلَ أَن يَختَلِفوا في القُرآنِ اختِلافَ اليَهودِ والنَّصارَى في الكُتُبِ. ففَزعَ لِذَلِكَ عثمانُ رضي الله عنه، فأَرسَلَ إلى حَفصةَ بنتِ عمرَ، أَن أَرسِلِى إِلَينا
(1)
ليس في: د.
(2)
المصنف في دلائل النبوة 7/ 148، وأخرجه ابن حبان (4506) من طريق أبى الوليد به. وأحمد (21643، 21644)، والترمذي (3103)، والنسائي في الكبرى (7995) من طريق إبراهيم به.
(3)
إرمينية: بكسر أوله ويفتح، وسكون ثانيه وكسر الميم وياء ساكنة وكسر النون وياء خفيفة مفتوحة؛ اسم لصقع عظيم واسع جهة الشمال، يضم كورًا كثيرة، فتحها سلمان بن ربيعة الباهلى سنة أربع وعشرين زمن عثمان رضى الله عنه. ينظر معجم البلدان 1/ 219، والروض المعطار ص 25.
(4)
أذربيجان: تقع في أقصى الشمال الغربى من إيران على حدود روسيا وتركيا والعراق، فتحها المسلمون على يد عتبة بن فرقد في خلافة عمر بن الخطاب رضى اللَّه عنه. المعجم الكبير 1/ 9، 223 (أذر، أرم).
(5)
الفَرْج: الثغر. فتح الباري 9/ 17.
(6)
في س، م:"ادعوه"، وفي حاشية س:"أوغره".
بالصُّحُفِ التِى جُمِعَ فيها القُرآنُ. فأَرسَلَت بها إِلَيه حَفصَةُ، فأَمَرَ عثمانُ زَيدَ بنَ ثابِتٍ، وسَعيدَ بنَ العاصِ، وعَبدَ اللَّهِ بنَ الزُّبَيرِ، وعَبدَ الرحمنِ بنَ الحارِثِ بنِ هِشامٍ، أَن يَنسَخوها في المَصاحِفِ، وقالَ لَهُم: إذا اختَلَفتُم أَنتُم وزَيدُ بنُ ثابِتٍ في [عَرَبيَّةٍ مِن عَرَبيَّةِ]
(1)
القُرآنِ فاكتُبوها بلِسانِ قُرَيشٍ، فإِنَّ القُرآنَ أُنزِلَ بلِسانِهِم. ففَعَلوا حَتَّى كُتِبَتِ المَصاحِفُ، ثم رَدَّ عثمانُ الصُّحُفَ إلى حَفصَةَ، وأَرسَلَ إلى كُلِّ جُندٍ مِن أَجنادِ المُسلِمينَ بمُصحَفٍ، وأَمَرَهُم أَن يُحَرِّقوا كُلَّ مُصحَفٍ يُخالِفُ المُصحَفَ الذي أُرسِلَ به، وذَلِكَ زَمانُ حُرِّقَتِ المَصاحِفُ
(2)
. لَفظُ حَديثِ شُعَيبِ بنِ أبي حَمزَةَ، وحَديثُ إِبراهيمَ بنِ سَعدٍ بمَعناه، إِلا أنَّه قالَ في رِوايَةِ أبى الوَليدِ
(3)
: الحارِثَ بنَ هِشامٍ. وقالَ في رِوايَةِ إِبراهيمَ بنِ حَمزَةَ: عبدَ الرحمنِ بنَ الحارِثِ. ولَم يَذكُرْ رَدَّ الصُحُفِ إلى حَفصَةَ في رِوايَةِ أبى الوَليدِ، وذَكَرَها في رِوايَةِ ابنِ حمزة، وقالَ في آخِرِه: فكَتَبوا الصُّحُفَ في المَصاحِفِ، فبَعَثَ إلى كُلِّ أُفُقٍ بمُصحَفٍ، وأَمَرَ بما سِوَى ذَلِكَ مِنَ القراءةِ
(4)
في كُلِّ صَحيفَةٍ أَن تُمحَى أَو تُحرَقَ
(5)
. رواه البُخارِيُّ في "الصحيح" عن أبي اليَمانِ، وعَن موسَى بنِ إِسماعيلَ عن إِبراهيمَ بنِ سَعدٍ، وقالَ في الرِّوايَتَينِ جَميعًا: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ
(1)
في س: "غريبة من غريبة".
(2)
المصنف في دلائل النبوة 7/ 150، 151. وأخرجه ابن حبان (4506) من طريق أبى الوليد به. والترمذي (3104)، والنسائي في الكبرى (7988) من طريق إبراهيم به.
(3)
بعده في س، م:"بن".
(4)
في س: "القرآن".
(5)
أخرجه أحمد (21640) مختصرًا، وابن أبي داود في المصاحف ص 19، 20 من طريق شعيب به.
عَلَيْهِ}
(1)
[الأحزاب: 23].
2410 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ وأبو سعيدِ ابنُ أبي عمرٍو قالا: حدَّثَنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدَّثَنا أحمدُ بنُ عبدِ الحَميدِ الحارِثِىُّ، حدَّثَنا حُسَينٌ يَعنِى ابنَ عليٍّ الجُعفِيَّ، عن محمدِ بنِ أَبانٍ وهو زَوجُ أُختِ حُسَينٍ، عن عَلقَمَةَ بنِ مَرثَدٍ، عن العَيزارِ بنِ جَرْوَلٍ
(2)
، عن سوَيدِ بنِ غَفَلَةَ، عن عليٍّ رضي الله عنه قالَ: اختَلَفَ النّاسُ في القُرآنِ على عَهدِ عثمانَ رضي الله عنه قالَ: فجَعَلَ الرَّجُلُ يقولُ لِلرَّجُلِ: قراءتِي خَيرٌ مِن قراءتِكَ. قالَ: فبَلَغَ ذَلِكَ عثمانَ رضي الله عنه فجَمَعَنا أَصحابَ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ: إنَّ النّاسَ قَدِ اختَلَفوا اليَومَ في القراءةِ وأَنتُم بينَ ظَهرانَيهِم، فقَد رأيتُ أَن أَجمَعَهُم على قراءةٍ واحِدَةٍ. قالَ: فاجتَمَعَ رأْيُنا مَعَ رأْيِه على ذَلِكَ. قالَ: وقالَ عَلِىٌّ رضي الله عنه: لَو وُلِّيتُ مِثلَ الذي وُلِّىَ لَصنَعتُ مِثلَ الذي صَنَعَ
(3)
.
2411 -
أخبرَنا أبو محمدٍ عبدُ اللَّهِ بنُ يوسُفَ الأصبَهانِىُّ، أخبرَنا أبو سعيدِ ابنُ الأعرابِىِّ، حدَّثَنا سَعدانُ بنُ نَصرٍ، حدَّثَنا إِسحاقُ الأزرَقُ، حدَّثَنا عَوفٌ، عن يَزيدَ الفارِسِىِّ، عن ابنِ عباسٍ قالَ: قُلتُ لِعُثمانَ: ما حَمَلَكُم أَن عَمَدتُم إلى "بَراءَةَ" وهِىَ مِنَ المِئينَ، وإِلَى "الأنفالِ" وهِىَ مِنَ المَثانِى فقَرَنتُم بَينَهُما، ولَم تَجعَلوا بَينَهُما سَطرًا فيه:{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} .
(1)
البخاري (2807).
(2)
في س: "حريث". وينظر الثقات لابن حبان 7/ 302.
(3)
أخرجه ابن شيبة في أخبار المدينة 3/ 994، 995، وإبن أبي داود في المصاحف ص 22، 23، والآجرى في الشريعة (1243) من طريق محمد بن أبان به.
ووَضَعتُموها في السَّبعِ الطِّوَالِ، ما حَمَلَكُم على ذَلِكَ؟ فقالَ عثمانُ: إنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كان مِمّا يَنزِلُ عليه مِنَ السّوَرِ الَّتِي يُذكَرُ فيها كَذا وكَذا، فإِذا أُنزِلَت عليه الآياتُ يقولُ:"ضَعوا هَذِه الآياتِ في مَوضِعِ كَذا وكَذا". [وكانَ إذا أُنزِلَت]
(1)
عليه السّورَةُ يقولُ: "ضَعوا هَذِه في مَوضِعِ كَذا وكَذا". وكانَتِ "الأنفالُ" أوَّلَ ما أُنزِلَ عليه بالمَدينَةِ، وكانَت "بَراءَةُ" مِن آخِرِ القُرآنِ نُزولًا، وكانَت قِصَّتُها تُشبِه قِصَّتَها، فقُبِضَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ولَم يُبَيِّنْ أَمرَها، فظَنَنتُ أَنَّها مِنها؛ مِن أَجلِ ذَلِكَ قَرَنْتُ بَينَهُما، ولَم أَجعَلْ بَينَهُما سَطرًا فيه {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} . ووَضَعتُها في السَّبعِ الطِّوَالِ
(2)
. ففِى هذا ما دَلَّ على أَنَّها إنَّما كُتِبَت في مَصاحِفِ الصَّحابَةِ مَعَ دِلالَةِ المُشاهَدَةِ.
وقَد رُوّينا عن ابنِ عباسٍ ما دَلَّ على أَنَّها إنَّها كُتِبَت في فواتِحِ السُّوَرِ لِنُزولِها، وعِندَ نُزولِها كان يُعلَمُ انقِضاءُ سورَةٍ وابتِداءُ أُخرَى.
2412 -
أخبرَنا أبو علىٍّ الرّوذْبارِىُّ في كِتابِ "السنن"، أخبرَنا أبو بكرِ ابنُ داسَةَ، حدَّثَنا أبو داودَ، حدَّثَنا قُتَيبَةُ بنُ سعيدٍ، وأَحمَدُ بنُ محمدٍ المَروَزِىُّ، وابنُ السَّرحِ قالوا: حدثنا سُفيانُ، عن عمرٍو، عن سعيدِ بنِ جُبَيرٍ.
(1)
في م: "فإذا نزلت".
(2)
أخرجه أحمد (399)، وأبو داود (786)، والترمذي (3086)، والنسائي في الكبرى (8007) من طريق عوف به. وقال الشيخ أحمد شاكر: في إسناده نظر كثير، بل هو عندى ضعيف جدًّا، بل هو حديث لا أصل له، يدور إسناده في كل رواياته على يزيد الفارسى. . . وفيه تشكيك في معرفة سور القرآن الثابتة بالتواتر القطعى، قراءة وسماعًا وكتابة في المصاحف، ويه تشكيك في إثبات البسملة في أوائل السور، كأن عثمان كان يثبتها برأيه وينفيها برأيه، وحاشاه من ذلك. . . شرح المسند 1/ 329، 330.
قالَ قُتَيبَةُ: عن ابنِ عباسٍ قالَ: كان رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لا يَعرِفُ فصْلَ السورَةِ حَتَّى تَنزِلَ عليه: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}
(1)
.
ورواه ابنُ جُرَيجٍ عن عمرِو بنِ دينارٍ:
2413 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنِي أبو عمرٍو محمدُ بنُ أحمدَ بنِ إِسحاقَ العَدلُ، حدَّثَنا محمدُ بنُ الحسنِ بنِ قُتَيبَةَ، حدَّثَنا محمدُ بنُ عمرٍو الغُزىُّ، حدَّثَنا الوَليدُ بنُ مُسلِمٍ، حدَّثَنا ابنُ جُرَيجٍ، حدثنا عمرُو بنُ دينارٍ، عن سعيدِ بنِ جُبَيرٍ، عن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما قالَ: كان المُسلِمونَ لا يَعلَمونَ انقِضاءَ السورَةِ حَتَّى تَنزِلَ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} . فإِذا نَزَلَ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} ، عَلِموا أَنَّ السُّورَةَ قَدِ انقَضَت
(2)
.
وكَذَلِكَ رواه دُحَيمُ بنُ النَّعيمِ عن الوَليدِ بنِ مُسلِمٍ، إِلا أنَّه قَصَّرَ به، فلَم يَذكُرْ سَعيدَ بتَ جُبَيرٍ في إِسنادِهِ.
2414 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ مِن أَصلِ كِتابِه، أخبرَنا أبو حامِدٍ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ الحسينِ البَيهَقِيُّ بخُسرَوجِردَ مِن أُصولِه، حدَّثَنا عيسَى بنُ محمدِ بنِ عيسَى المَروَزِيُّ وداوُدُ بنُ الحسينِ البَيهَقِيُّ قالا: حدَّثَنا علىُّ بنُ حُجرٍ، حدَّثَنا عليُّ بنُ مُسهِرٍ، عن المُختارِ بنِ فُلفُلٍ، عن أَنَسِ بنِ مالكٍ قالَ: بَينَما رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذاتَ يَومٍ بَينَ أَظهُرِنا في المَسجِدِ إِذ أَغفَى إِغفاءَةً، ثم رَفَعَ رأسَه فقَرأَ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ
(1)
المصنف في الصغرى (395)، والشعب (2329)، وأبو داود (788). وصححه الألباني في صحيح أبي داود (707).
(2)
الحاكم 1/ 231، 232، وصححه، ووافقه الذهبي.
لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ} [الكوثر: 1 - 3]. ثم قالَ: "هَل تَدرونَ ما الكَوثَرُ؟ ". قُلنا: اللَّهُ ورسولُه أَعلَمُ. فقالَ: "إنَّه نَهرٌ وعَدَنيه رَبِّى في الجَنَّةِ، آنيَتُه أَكثَرُ مِن عَدَدِ الكَواكِبِ، تَرِدُ عليه أُمَّتِى، فيُختَلَجُ
(1)
العَبدُ مِنهُم فأَقولُ: يا رَبِّ، إنَّه مِن أُمَّتِى. فيُقالُ: إنَّكَ لا تَدرِى ما أَحدَثَ بَعدَكَ"
(2)
.
2415 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنِى محمدُ بنُ أحمدَ بنِ عليٍّ المُقرِئُ، أخبرَنا الحسنُ بنُ سُفيانَ، حدَّثَنا أبو بكرِ ابنُ أبي شَيبَةَ، حدَّثَنا عليُّ بنُ مُسهِرٍ، حدَّثَنا المُختارُ بنُ فُلفُلٍ، عن أَنَسِ بنِ مالكٍ قالَ: بَينَما رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذاتَ يَومٍ بَينَ أَظهُرِنا إِذ أَغفَى إِغفاءَةً، ثم رَفَعَ رأسَه مُتَبَسِّمًا، فقُلنا: ما أَضحَكَكَ يا رسولَ اللَّهِ؟ قالَ: "نَزَلَت عَلَيَّ آنِفًا سورَةٌ". فقَرأَ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} . إلى آخِرِها. وذكَر الحديثَ
(3)
. رواه مُسلِمٌ في "الصحيح" عن أبي بكرِ ابنِ أبي شَيبَةَ وعَلِىِّ بنِ حُجرٍ
(4)
على لَفظِ حَديثِ أبى بَكرٍ. وعَلَى لَفظِه أَيضًا رواه أَيضًا عبدُ الواحِدِ بنُ زيادٍ ومُحَمَّدُ بنُ فُضَيلٍ عن المُختارِ بنِ فُلفُلٍ
(5)
. وربما لم يَقُلْ بَعضُهُم: آنِفًا. والمَشهورُ فيما بَينَ أَهلِ التَّفسيرِ والمَغازِى أَنَّ هَذِه السُّورَةَ مَكّيَّةٌ، ولَفظُ حَديثِ عليِّ بنِ حُجرٍ لا يُخالِفُ قَولَهُم، فيُشبِهُ أَن يَكونَ أَولَى.
(1)
يختلج: يجتذب ويقطع. ينظر غريب الحديث لابن قتيبة 2/ 429.
(2)
أخرجه النسائي (903) عن على بن حجر به.
(3)
ابن أبي شيبة (32187)، وعنه بقى بن مخلد في الحوض والكوثر (35).
(4)
مسلم (400/ 53).
(5)
أخرجه أحمد (11996)، ومسلم (400/. . .)، وأبو داود (784، 4747) من طريق ابن فضيل به.
2416 -
وأَخبرَنا أبو عليٍّ الرّوذْبارِىُّ، أخبرَنا أبو بكرِ ابنُ داسَةَ، حدَّثَنا أبو داودَ، حدَّثَنا قَطَنُ بنُ نُسَيرٍ، حدَّثَنا جَعفَرٌ، حدَّثَنا حُمَيدٌ الأعرَجُ المَكِّيُّ، عن ابنِ شِهابٍ، عن عُروَةَ، عن عائشَةَ رضي الله عنها في ذِكْرِ الإِفكِ قالَت: جَلَسَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وكَشَفَ عن وجهِه وقالَ: "أَعوذُ بالسَّميعِ
(1)
- أَو قالَ: أَعوذُ باللَّهِ السَّميعِ العَليمِ - مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ: {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ} " [النور: 11]. الآيَةَ
(2)
.
قالَ أبو داودَ: أَخافُ أَن يَكونَ أَمرُ الاستِعاذَةِ مِن كَلامِ حُمَيدٍ.
قالَ الشيخُ رحمه الله: فالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قرأَ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} . عندَ افتِتاحِ سورَةٍ، ولَم يَقرأْها عندَ افتِتاحِ آياتٍ لم تكُنْ أَوَّلَ سورَةٍ، وفِي ذَلِكَ تأْكيدٌ لما رُوّينا عن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما، وأَنَّها إنَّما كُتِبَت في المَصاحِفِ حَيثُ نَزَلَت، واللَّهُ أَعلَمُ.
2417 -
وأَخبرَنا أبو نَصرِ ابنُ قَتادَةَ، أخبرَنا أبو محمدٍ أحمدُ بنُ إِسحاقَ البَغدادِىُّ بهَراةَ، أخبرَنا مُعاذُ بنُ نَجْدَةَ، حدَّثَنا خَلَّادُ بنُ يَحيَى، أخبرَنا عبدُ العَزيزِ بنُ أبى رَوّادٍ، حدَّثَنا نافِعٌ، عن ابنِ عمرَ رضي الله عنهما، أنَّه كان إذا افتَتَحَ الصَّلاةَ كَبَّرَ، ثم قرأَ:{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} . فإِذا فرَغَ قرأَ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} . قالَ: وكانَ يقولُ: لِمَ كُتِبَت في المُصحَفِ إِن لم تُقرأْ؟!
(3)
.
(1)
في س: "بالله السميع".
(2)
أبو داود (785). وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (167).
(3)
المصنف في الصغرى (400). وأخرجه في الشعب (2336) من طريق ابن أبي رواد به. والشافعي 1/ 108 من طريق نافع به، دون قول ابن عمر.