‌باب آخر وقت الظهر وأول وقت العصر - السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي - جـ ٣

الأسوَدِ، أن عبدَ اللَّهِ بنَ مَسعودٍ قال: كان قَدرُ صَلاةِ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في الصَّيفِ ثَلاثَةَ أقدامٍ إلى خَمسَةِ أقدامٍ، وفِي الشِّتاءِ خَمسَةَ أقدامٍ إلى سَبعَةِ أقدامٍ

(1)

. لَفظُ حَديثِ أبى داوُدَ.

وهَذا أمرٌ يَختَلِفُ في البُلدانِ والأقاليمِ، فيُقَدَّرُ في كُلِّ إقليمٍ بالمَعروفِ به مِن أمرِ الزَّوالِ.

‌

‌بابُ آخِرِ وقت الظُّهرِ وأَوَّلِ وقتِ العَصرِ

1730 -

أخبرَنا أبو الحسنِ محمدُ بنُ الحسينِ بنِ داودَ العَلَوِىُّ، أخبرَنا أبو حامِدٍ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ الحسنِ الحافظُ إملاءً، حدثنا محمدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ، حدثنا أيّوبُ بنُ سليمانَ بنِ بلالٍ، حدَّثَنى أبو بكرِ ابنُ أبي أوَيسٍ، حدَّثَنى سليمانُ بنُ بلالٍ قال: قال صالِحُ بنُ كَيسانَ: سَمِعتُ أبا بكرِ ابنَ حَزمٍ، بَلَغَه أن أبا مَسعودٍ قال: نَزَلَ جِبريلُ عليه السلام على النبيِّ صلى الله عليه وسلم بالصَّلاةِ، فأَمَرَه فصَلَّى الظُّهرَ حينَ زالَتِ الشَّمسُ، ثم صَلَّى العَصرَ حينَ كان ظِلُّ كُلِّ شَئٍ بقَدرِه مَرَّةً، ثم صَلَّى المَغرِبَ حينَ غابَتِ الشَّمسُ، ثم صَلَّى العَتَمَةَ وهِىَ العِشاءُ حينَ غابَ الشَّفَقُ، ثم صَلَّى الصُّبحَ حينَ طَلَعَ الفَجرُ، ثم جاءَه مِنَ الغَدِ فأَخَّرَ الظُّهرَ إلى قَدرِ ظِلِّه، وأَخَّرَ العَصرَ إلى قَدرِ ظِلِّه مَرَّتَينِ، ثم صَلَّى المَغرِبَ حينَ وجَبَتِ الشَّمسُ

(2)

، ثم أعتَمَ بالعِشاءِ، ثم أصبَحَ بالصبحِ. ثم قال: ما بَينَ هَذَينِ صَلاةٌ.

1731 -

قال صالِحُ بنُ كَيسانَ: وكانَ عَطاءٌ بنُ أبى رَباحٍ يُحَدِّثُ عن جابرِ بنِ عبدِ اللَّهِ في وقتِ الصَّلاةِ نَحوَ ما كان أبو مَسعودٍ يُحَدِّثُ.

1732 -

قال صالِحٌ: وكانَ عمرُو بنُ دينارٍ وأبو الزُّبَيرِ المَكِّىُّ يُحَدِّثانِ مِثلَ ذَلِكَ عن جابرِ بنِ عبدِ اللَّهِ السَّلَمِىِّ

(1)

.

1733 -

وأَخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ وأبو سعيدِ ابنُ أبي عمرٍو قالا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا أسيدُ بنُ عاصِمٍ، حدثنا الحسينُ بنُ حَفصٍ، عن سُفيانَ، حدثنا عبدُ الرحمنِ بنُ عَيّاشِ بنِ أبي رَبيعَةَ، قال: حدَّثَنى حَكيمُ بنُ حَكيمِ بنِ عَبّادِ بنِ سَهلِ بنِ حُنَيفٍ، عن نافِعِ بنِ جُبَيرٍ، عن ابنِ عباسٍ قال: قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أمَّنِى جِبريلُ عليه السلام عِندَ البَيتِ مَرَّتَينِ، فصَلَّى بىَ الظُّهرَ حينَ زالَتِ الشَّمسُ وكانَت بقَدرِ الشِّراكِ، ثم صَلَّى بىَ العَصرَ حينَ كان ظِلُّ كُلِّ شَئٍ مِثلَه". وذكَر الحديثَ، قال فيه: "ثم صَلَّى بىَ الغَدَ الظُّهرَ حينَ كان ظِلُّ كُلِّ شَئٍ مِثلَه، ثم صَلَّى بىَ العَصرَ حينَ كان

(2)

ظِلُّ كُلِّ شي مِثلَيه". وذكَر الحديثَ، وفى آخِرِه: "ثم التَفَتَ إلَىَّ فقالَ: يا محمدُ، إنَّ هذا وقتُ الأنبياءِ مِن قَبلِكَ، الوَقتُ فيما بَينَ هَذَينِ الوَقتَينِ"

(3)

.

وكانَ الشافعيُّ رحمه الله يَذهَبُ إلى أن أوَّلَ وقتِ العَصرِ يَنفَصِلُ مِن آخِرِ

وقتِ الظُّهرِ، وأنَّ قَولَ ابنِ عباسٍ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم:"صَلَّى بىَ العَصرَ حينَ كان ظِلُّ كُلِّ شَيءٍ مِثلَه". يَعنِى: حينَ تَمَّ ظِلُّ كُلِّ شَئٍ مِثلَه جاوَزَ ذَلِكَ بأَقَلَّ مِمّا يُجاوِزُه. قال: وبَلَغَنِى عن بَعضِ أصحابِ ابنِ عباسٍ مَعنَى ما وصَفتُ، وأَحسِبُه ذكَره عن ابنِ عَبّاسٍ

(1)

.

1734 -

قال الشيخُ: وكأَنَّه أرادَ ما أخبرَنِي أبو بكرٍ محمدُ بنُ إبراهيمَ الحافظُ، حدثنا أبو نَصرٍ أحمدُ بنُ عمرٍو، أخبرَنا سُفيانُ بنُ محمدٍ الجَوهَرِىُّ، حدثنا عليّ بنُ الحسنِ، حدثنا عبدُ اللَّهِ بنُ الوَليدِ، عن سُفيانَ، عن لَيثٍ، عن طاوُسٍ، عن ابنِ عباسٍ قال: وقتُ الظُّهرِ إلى العَصرِ، والعَصرِ إلى المَغرِبِ، والمَغرِبِ إلى العِشاءِ، والعِشاءِ إلى الفَجرِ

(2)

. تابَعَه حَبيبُ بنُ أبى حَبيبٍ صاحِبُ الأنماطِ عن عمرِو بنِ هَرِمٍ، عن جابرِ بنِ زَيدٍ، عن ابنِ عباسٍ في وقتِ الظُّهرِ فقالَ: ووَقتُ صَلاةِ الظُّهرِ حينَ تَزولُ الشَّمسُ إلى صَلاةِ العَصرِ، أىَّ وقتٍ ما صَلَّيتَ فقَد أدرَكتَ

(3)

.

ومَوجودٌ في السُّنَّةِ الثّابِتَةِ مَعنَى ما وصَفَ الشافعيُّ رحِمه اللَّهُ تعالَى وهِىَ ما:

1735 -

أخبرَنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ الحسنِ بنِ فُورَكَ، أخبرَنا عبدُ اللَّهِ بنُ جَعفَرٍ، حدثنا يونُسُ بنُ حَبيبٍ، حدثنا أبو دَاودَ الطَّيالِسِىُّ، حدثنا شُعبَةُ

وهَمّامٌ، عن قَتادَةَ، عن أبي أيُّوبَ الأزْدِيِّ، عن عبدِ اللَّهِ بنِ عمرٍو

(1)

، أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "وقتُ الظُّهرِ إذا زالَتِ الشَّمسُ وكانَ ظِلُّ الرَّجُلِ كَطُولِه ما لم يَحضُرِ العَصرُ، ووَقتُ العَصرِ ما لم تَصفَرَّ الشَّمسُ، ووَقتُ المَغرِبِ ما لم يَغِبِ الشَّفَقُ - وقالَ شُعبَةُ: ما لم يَقَعْ ثَوْرُ

(2)

الشَّفَقِ - ووَقتُ العِشاءِ ما بَينَكَ وبَينَ نِصفِ اللَّيلِ، ووَقتُ الصُّبحِ إذا طَلَعَ الفَجرُ ما لم تَطلُعِ الشَّمسُ"

(3)

. قال أبو داودَ: قال شُعبَةُ: أحيانًا يَرفَعُه وأَحيانًا لا يَرفَعُه. أخرَجَه مسلمٌ في "الصحيح" مِن حَديثِ شُعبَةُ وهَمَّامٍ

(4)

.

وفيه البَيانُ أن وقتَ الظُّهرِ يَمتَدُّ إلى وقتِ العَصرِ، فإِذا جاءَ وقتُ العَصرِ ذَهَبَ وقتُ الظُّهرِ.

1736 -

أخبرَنا أبو بكرٍ أحمدُ بنُ الحسنِ القاضِى، أخبرَنا أبو محمدٍ حاجِبُ بنُ أحمدَ الطّوسِىُّ، حدثنا عبدُ اللَّهِ بنُ هاشِمٍ، حدثنا وكيعٌ، حدثنا بَدرُ بنُ عثمانَ، حدثنا أبو بكرِ بنُ أبى موسَى الأشعَرِىُّ، عن أبيهِ. وأَخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنا عبدُ اللَّه بنُ محمدٍ الكَعبِىُّ، حدثنا إسماعيلُ بنُ قُتَيبَةَ، حدثنا أبو بكرِ ابنُ أبي شَيْبَةَ، حدثنا وكيعٌ، عن بَدرِ بنِ عثمانَ، عن أبي بكرِ ابنِ أبي موسَى سَمِعتُه مِنه، عن أبيه، أن سائلًا أتَى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فسأَلَه عن