الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فمَن وافَى
(1)
بهِنَّ لم يُضَيِّعْهُنَّ، كان له عِندَ اللَّهِ عَهدٌ أن يَغفِرَ له وأَن يُدخِلَه الجَنَّةَ، ومَن لم يوافِ بهِنَّ استِخفافًا بحَقِّهِنَّ، فلَيسَ له عِندَ اللَّه عَهدٌ، إن شاءَ عَذَّبَه وإِن شاءَ غَفَرَ له"
(2)
. وقالَ مالكٌ عن يَحيَى بنِ سعيدٍ في هذا الإسنادِ: رجلٌ مِن بنى كِنانَةَ يُدعَى المُخدِجِىَّ
(3)
.
1714 -
وأَخبرَنا أبو الحسنِ ابنُ عَبْدانَ، أخبرَنا أحمدُ بنُ عُبَيدٍ الصَّفّارُ، أخبرَنا ابنُ مِلحانَ، حدثنا ابنُ بُكَيرٍ، حدثنا اللَّيثُ، عن ابنِ الهادِ، عن محمدِ بنِ إبراهيمَ، عن أبي سلمةَ، عن أبي هريرةَ، أنَّه سمِع رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: "أرأَيتُم لَو أن نَهَرًا ببابِ أحَدِكُم يَغتَسِلُ مِنه كُلَّ يَومٍ خَمسَ مَرّاتٍ ما تَقولونَ مُبْقِيًا
(4)
مِن دَرَنِهِ؟ ". قالوا: لا يُبقِى مِن دَرَنِه شَيئًا. قال: "فذَلِكَ مَثَلُ الصَّلَواتِ الخَمسِ يَمحو اللَّهُ بهِنَّ الخَطايا"
(5)
. رواه مسلمٌ في "الصحيح" عن قُتَيبَةَ عن اللَّيثِ، وأَخرَجَه البخاريُّ مِن وجهٍ آخَرَ عن ابنِ الهادِ
(6)
.
بابُ عدَدِ رَكَعاتِ الصَّلَواتِ الخَمسِ
1715 -
أخبرَنا عليُّ بنُ أحمدَ بنِ عَبدانَ، أخبرَنا أحمدُ بنُ عُبَيدٍ الصَّفّارُ، حدثنا الأسفاطِىُّ يَعنِى العَبّاسَ بنَ الفَضلِ، حدثنا إسماعيلُ بنُ أبى أوَيسٍ،
(1)
في س، م:"وفى".
(2)
أخرجه أحمد (22693)، والدارمى (1618) من طريق يحيى به. وسيأتي في (2257).
(3)
مالك 1/ 123.
(4)
في س، م:"يبقى".
(5)
أخرجه أحمد (8925)، والترمذى (2868)، والنسائي (461) من طريق الليث به. وسيأتي في (5035).
(6)
مسلم (667/ 283)، والبخاري (528).
حدثنا سليمانُ بنُ بلالٍ، عن يَحيَى بنِ سعيدٍ، عن أبي بكرِ ابنِ محمدٍ، عن أبي مَسعودٍ قال: أتَى جِبريلُ عليه السلام النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقالَ: قُمْ فصَلِّ. وَذَلِكَ دُلوكَ الشَّمسِ حينَ مالَتِ الشَّمسُ، فقامَ فصَلَّى الظُّهرَ أربَعًا، ثم أتاه حينَ كان ظِلُّه مِثلَه فقالَ: قُمْ فصَلِّ. فصَلَّى العَصرَ أربَعًا، ثم أتاه حينَ غَرَبَتِ الشَّمسُ فقالَ: قُمْ فصَلِّ. فصَلَّى المَغرِبَ ثَلاثًا، ثم أتاه حينَ غابَ الشَّفَقُ فقالَ: قُمْ فصَلِّ. فصَلَّى العِشاءَ الآخِرَةَ أربَعًا، ثم أتاه حينَ بَرَقَ الفَجرُ فقالَ: قُمْ فصَلِّ. فصلَّى الصُّبحَ رَكعَتَينِ، ثم أتاه مِنَ الغَدِ في الظَّهِيرةِ
(1)
حينَ صارَ ظِلُّ كُلِّ شَيءٍ مِثلَه فقالَ: قُمْ فصَلِّ. فصَلَّى الظُّهرَ أربَعًا، ثم أتاه حينَ صارَ [ظِلُّ كلِّ شيءٍ]
(2)
مِثلَيه فقالَ: قُمْ فصَلِّ. فصَلَّى العَصرَ أربَعًا، ثم أتاه الوَقتَ بالأمسِ حينَ غَرَبَتِ الشَّمسُ فقالَ: قُمْ فصَلِّ. فصلَّى المَغرِبَ ثَلاثًا، ثم أتاه بعدَ أن غابَ الشَّفَقُ وأَظلَمَ فقالَ: قُمْ فصَلِّ. فصَلَّى العِشاءَ الآخِرَةَ أربَعًا. ثم أتاه حينَ أسفَرَ الفَجرُ فقالَ: قُمْ فصلِّ. فصَلَّى الصُّبحَ رَكعَتَينِ ثم قال: ما بَينَ هَذَينِ صلاةٌ
(3)
. أبو بكرِ ابنُ محمدِ بنِ عمرِو بنِ حَزمٍ لم يَسمَعْه مِن أبى مَسعودٍ الأنصارِىِّ، وإِنَّما هو بَلاغٌ بَلَغَه.
وقَد رُوِى ذَلِكَ في حَديثٍ آخَرَ مُرسَلٍ:
1716 -
أخبرَناه أبو الحسينِ عليُّ بنُ محمدِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ بِشْرانَ العَدلُ ببَغدادَ، أخبرَنا أبو جَعفَرٍ محمدُ بنُ عمرٍو الرزازُ، حدثنا محمدُ بنُ عُبَيدِ اللَّهِ يَعنِى ابنَ المُنادِى، حدثنا يونُسُ بنُ محمدٍ المُؤَدِّبُ، حدثنا شَيبانُ بنُ
(1)
في س، م:"الظهر".
(2)
كذا في الأصل. وفى غيرها: "ظله".
(3)
المصنف في المعرفة (517). وأخرجه الطبراني 17/ 263 (724) عن الأسفاطى به.
عبدِ الرحمنِ النَّحْوِىُّ، عن قَتادَةَ قال: حدثنا أنَسُ بنُ مالكٍ، أن مالِكَ بنَ صَعصَعَةَ حدَّثَهم. فذكَر حَديثَ المِعراجِ بطولِه، وفيه فرضُ الصَّلَواتِ الخَمسِ
(1)
.
قال قَتادَةُ: وحَدَّثَنا الحسنُ يَعنِى البَصرِىَّ، أن نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لما جاءَ بهِنَّ إلى قَومِه خَلا عَنهُم حَتَّى إذا زالَتِ الشَّمسُ عن بَطنِ السَّماءِ نودِىَ فيهِم: الصَّلاةَ جامِعَةً. قال: ففَزِعَ القَومُ لِذَلِكَ فاجتَمَعوا، فصَلَّى بهِم رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أربَعَ رَكَعاتٍ لا يَقرأُ فيهِنَّ عَلانيَةً، يَقتَدِى النّاسُ بنَبِىِّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ويَقتَدِى نَبِىُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم بجِبريلَ عليه السلام، حَتَّى إذا تَصَوَّبَتِ الشَّمسُ عن بَطنِ السَّماءِ وهِىَ بَيضاءُ نَقيَّةٌ نودِىَ فيهِم بالصَّلاةِ جامِعَةً، ففَزِعَ القَومُ لِذَلِكَ فاجتَمَعوا، فصَلَّى بهِم نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم العَصرَ أربَعَ رَكَعاتٍ لا يَقرأُ فيهِنَّ عَلانيَةً، يَقتَدِى النّاسُ بنَبِىِّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ويَقتَدِى نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بجِبريلَ عليه السلام، حَتَّى إذا غَرَبَتِ الشَّمسُ نودِىَ فيهِم بالصَّلاةِ جامِعَةً، فاجتَمَعوا، فصَلَّى بهِم نَبِىُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثلاثَ رَكَعاتٍ يَقرأُ في [الرَّكعتَيْنِ ولا يقرأُ في واحدةٍ]
(2)
، يَعنِى عَلانيَةً، يَقتَدِى النّاسُ
(3)
بنَبِىِّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ويَقتَدِى نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بجِبريلَ عليه السلام، حَتَّى إذا غابَ الشَّفَقُ نودِىَ فيهِم بالصَّلاةِ جامِعَةً، فاجتَمَعوا فصَلَّى بهِم نَبِىُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أربَعَ رَكَعاتٍ يَقرأُ في رَكعَتَينِ عَلانيَةً ولا يَقرأُ في الثِّنتَينِ،
(1)
أخرجه أبو عوانة (339) عن محمد بن عبيد الله به، وأحمد (17834) عن يونس بن محمد بذكر المعراج، ولم يذكر الصلاة. وتقدم في (1710).
(2)
في س، م:"الأوليين ولا يقرأ في الواحدة".
(3)
ليست في: الأصل، د.
يَقتَدِى النّاسُ بنَبِيِّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ويَقتَدِى نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بجِبريلَ عليه السلام. قال: فباتَ القَومُ وهُم لا يَدرونَ أيُزادونَ على ذَلِكَ أم لا. حَتَّى إذا طَلَعَ الفَجرُ نودِىَ فيهِم: الصَّلاةَ جامِعَةً. فاجتَمَعوا فصَلَّى بهِم نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَكعَتَينِ يُطيلُ فيهِما القراءةَ، يَقتَدِى النّاسُ بنَبِىِّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ويَقتَدِى نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بجِبريلَ عليه السلام
(1)
.
ففِى هذا الحديثِ وما رُوِى في مَعناه دَليلٌ على أن ذَلِكَ كان بمَكَّةَ بعدَ المِعراجِ، وأَنَّ الصَّلَواتِ الخَمسَ فُرِضنَ حينَئذٍ بأَعْدادِهِنَّ.
وقَد ثَبَتَ عن عائشةَ رضي الله عنها خِلافُ ذَلِكَ:
1717 -
أخبرَنا أبو عمرٍو محمدُ بنُ عبدِ اللَّهِ الأديبُ، أخبرَنا أبو بكرٍ الإِسماعيلِىُّ، أخبرَنا الحسنُ بنُ سُفيانَ، حدثنا فيّاضُ بنُ زُهَيرٍ، حدثنا عبدُ الرزاقِ، أخبرَنا مَعمَرٌ، عن الزُّهرِىِّ، عن عُروةَ، عن عائشةَ قالَت: فُرِضَتِ الصَّلاةُ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم بمَكَّةَ رَكعَتَينِ رَكعَتَينِ، فلَمّا خَرَجَ إلى المَدينَةِ فُرِضَت أربَعًا، وأُقِرَّت صَلاةُ السَّفَرِ رَكعَتَينِ
(2)
. أخرَجَه البخاريُّ في "الصحيح" عن مُسَدَّدٍ عن يَزيدَ بنِ زُرَيعٍ عن مَعمَرٍ. قال: وتابَعَه عبدُ الرزاق عن مَعمَرٍ
(3)
.
قال الشيخُ: وهَذا التَّقييدُ تَفَرَّدَ به مَعمَرُ بنُ راشِدٍ عن الزُّهرِىِّ، وسائرُ
(1)
أخرجه ابن أبي خيثمة في تاريخه (416)، وابن عبد البر في التمهيد 4/ 452، 453، وأبو داود في المراسيل (12)، والدارقطني 1/ 260، والمصنف في دلائل النبوة 2/ 407، 408 من طريق قتادة عن الحسن.
(2)
أخرجه عبد بن حميد (1475) عن عبد الرزاق به. وسيأتي في (5448).
(3)
البخاري (3935).
الثِّقاتِ أطلَقوه.
1718 -
وقَد أخبرَنا إسحاقُ بنُ محمدِ بنِ يوسُفَ بنِ يَعقوبَ السُّوسِىُّ، حدثنا أبو العباسِ الأصَمُّ، حدثنا محمدُ بنُ عَوفٍ، حدثنا أبو المُغيرَةِ، حدثنا الأوزاعِىُّ قال: سُئلَ الزُّهرِىُّ: كَيفَ كانَت صَلاةُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم بمَكَّةَ قبلَ أن يُهاجِرَ إلى المَدينَةِ؟ فقالَ: أخبرَنِى عُروَةُ بنُ الزُّبَيرِ، عن عائشةَ قالَت: فرَضَ اللَّهُ الصَّلاةَ أوَّلَ ما فرَضَها رَكعَتَينِ، ثم أتَمَّها في الحَضَرِ، وأُقِرَّت صَلاةُ السَّفَرِ على الفَريضَةِ الأولَى
(1)
.
ورُوِى عن عامِرٍ الشَّعبِىِّ عن مَسروقٍ عن عائشةَ رضي الله عنها:
1719 -
أخبرَناه أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ وأبو محمدِ ابنُ أبي حامِدٍ المُقرِئُ قالا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا محمدُ بنُ سِنانٍ، حدثنا بَكّارُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ محمدِ بنِ سيرينَ، حدثنا داوُدُ بنُ أبى هِندٍ، عن عامِرٍ، عن مَسروقٍ، عن عائشةَ قالَت: إنَّ أوَّلَ ما فُرِضَتِ الصلاةُ رَكعَتَينِ، فلَمّا قَدِمَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم المَدينَةَ واطمأَنَّ زادَ رَكعَتَينِ غَيرَ المَغرِبِ لأنَّها وِترٌ، وصَلاةُ الغَداةِ تَطولُ قراءتُها. قالَت: وكان إذا سافَرَ صَلَّى صَلاتَه الأولى
(2)
.
(1)
المصنف في دلائل النبوة 2/ 406. وأخرجه أبو عوانة (1324) عن محمد بن عوف به. والنسائي (453) من طريق الأوزاعي به.
(2)
المصنف في الصغرى (259). وأخرجه ابن خزيمة (305، 944) من طريق داود بن أبي هند به. وقال الذهبي 1/ 353: هو من رواية بكار بن عبد اللَّه السيرينى، وهو واهٍ.