الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جماعُ أبوابِ الأذانِ والإِقامَةِ
بابُ بَدءِ الأذانِ
1852 -
أخبرَنا أبو الحسينِ عليُّ بنُ محمدِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ بِشْرانَ العَدلُ ببَغدادَ، أخبرَنا أبو جَعفَرٍ محمدُ بنُ عمرٍو الرزازُ، حدثنا أحمدُ بنُ الوَليدِ الفَحَّامُ، حدثنا حَجَّاجُ بنُ محمدٍ قال: قال ابنُ جُرَيجٍ: أخبرَنِى نافِعٌ مَولَى ابنِ عمرَ، عن عبدِ اللَّهِ بنِ عمرَ أنَّه كان يقولُ: كان المُسلِمونَ حينَ قَدِموا المَدينَةَ يَجتَمِعونَ فيَتَحَيَّنونَ الصَّلَواتِ، ولَيسَ يُنادِى بها أحَدٌ، فتَكَلَّموا يَومًا في ذَلِكَ، فقالَ بَعضُهُم: نَتَّخِذُ ناقوسًا مِثلَ ناقوسِ النَّصارَى؟ وقالَ بَعضُهُم: بَل قَرنًا مِثلَ قَرنِ اليَهودِ؟ فقالَ عُمَرُ رضي الله عنه: أوَلا تَبعَثونَ رجلًا يُنادِى بالصَّلاةِ. فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يا بلالُ، قُمْ فنادِ بالصَّلاةِ"
(1)
. رواه مسلمٌ في "الصحيح" عن هارونَ بنِ عبدِ اللَّهِ عن حَجَّاجٍ، وأَخرَجَه البخاريُّ مِن وجهٍ آخَرَ عن ابنِ جُرَيجٍ
(2)
.
1853 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو بكرٍ أحمدُ بنُ إسحاقَ الفقيهُ، أخبرَنا أحمدُ بنُ سلمةَ، حدثنا إسحاقُ بنُ إبراهيمَ، أخبرَنا عبدُ الوَهَّابِ، أخبرَنا خالِدٌ، عن أبي قِلابَةَ، عن أنَسٍ قال: ذَكَروا أن يَعلَموا وقتَ الصَّلاةِ بشَيءٍ فيَعرِفونَه، فذَكَروا أن يَضرِبوا ناقوسًا، أو يُنَوِّروا نارًا،
(1)
أخرجه الترمذي (190)، والنسائي (625)، وابن خزيمة (361) من طريق حجاج به.
(2)
مسلم (377)، والبخاري (604).
فأُمِرَ بلالٌ أن يَشفَعَ الأذانَ وأنْ يوتِرَ الإِقامَةَ
(1)
. رواه البخاريُّ عن محمدٍ عن عبدِ الوَهَّابِ الثَّقَفِىِّ، ورواه مسلمٌ عن إسحاقَ بنِ إبراهيمَ
(2)
.
1854 -
أخبرَنا محمدُ بنُ عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو بكرٍ أحمدُ بنُ إسحاقَ الفقيهُ، أخبرَنا محمدُ بنُ شاذانَ الجَوهَرِىُّ، حدثنا محمدُ بنُ يَحيَى القُطَعِىُّ
(3)
، حدثنا رَوحُ بنُ عَطاءِ بنِ أبي مَيمونَةَ، حدثنا خالِدٌ الحَذّاءُ، عن أبي قِلابَةَ، عن أنَسٍ قال: كانَتِ الصَّلاةُ إذا حَضَرَت على عَهدِ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَعَى رجلٌ في الطَّريقِ فنادَى: الصَّلاةَ الصَّلاةَ! فاشتَدَّ ذَلِكَ على النّاسِ فقالوا: لَوِ اتَّخَذنا ناقوسًا يا رسولَ اللَّهِ؟ فقالَ: "ذَلِكَ لِلنَّصارَى". فقالوا: لَوِ اتَّخَذنا بوقًا؟ قال: "ذَلِكَ لِليَهودِ". قال: فأَمَرَ بلالًا أن يَشفَعَ الأذانَ ويُوتِرَ الإِقامَةَ
(4)
.
1855 -
أخبرَنا أبو عليٍّ الحسينُ بنُ محمدٍ الرُّوذْبارِىُّ، أخبرَنا أبو بكرِ ابنُ داسَةَ، حدثنا أبو داودَ، حدثنا عَبّادُ بنُ موسَى الخُتَّلِيُّ وزيادُ بنُ أيّوبَ، وحَديثُ عَبّادٍ أتَمُّ، قالا: حدثنا هُشَيمٌ، عن أبي بشرٍ - قال زيادٌ: أخبرَنا أبو بشرٍ - عن أبي عُمَيرِ بنِ أنَسٍ، عن عُمومَةٍ له مِنَ الأنصارِ قال: اهتَمَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم لِلصَّلاةِ كَيفَ يَجمَعُ النّاسَ لها، فقيلَ له: انْصِبْ رايَةً عِندَ حُضورِ الصَّلاةِ فإِذا رأَوها آذَنَ بَعضُهُم بَعضًا. فلَم يُعجِبْه ذَلِكَ، قال: فذُكِرَ له القُنْعُ، يَعنِى
(1)
أخرجه الترمذي (193)، والنسائي (626)، وابن خزيمة (366، 368) من طريق عبد الوهاب به، وعندهم جميعا مقتصرا على قوله: أمر بلال.
(2)
البخاري (606)، ومسلم (378/ 3).
(3)
في س: "القطيعى". وينظر تهذيب الكمال 26/ 608.
(4)
المصنف في الصغرى (281). وأخرجه ابن خزيمة (369) عن محمد بن يحيى القطعى به.
الشَّبّورَ
(1)
، وقالَ زيادٌ: شَبّورُ اليَهودِ. فلَم يُعجِبْه ذَلِكَ وقالَ: "هو مِن أمرِ اليَهودِ". قال: فذُكِرَ له الناقوسُ فقالَ: "هو مِن أمرِ النَّصارَى". فانصَرَفَ عبدُ اللَّهِ بنُ زَيدٍ وهو مُهتَمٌّ لِهَمِّ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فأُرِىَ الأذانَ في مَنامِه. قال: فغَدا على رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فأَخبَرَه فقالَ: يا رسولَ اللَّهِ، إنِّي لَبَينَ نائمٍ ويَقْظانَ إذ أتانِى آتٍ فأَرانِي الأذانَ. قال: وكانَ عُمَرُ بنُ الخطابِ قَد رآه قبلَ ذَلِكَ فكَتَمَه عِشرينَ يَومًا، قال: ثم أخبرَ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فقالَ له:"ما مَنَعَكَ أن تُخْبِرَنا؟ ". فقالَ: سَبَقَنِى عبدُ اللَّهِ بنُ زَيدٍ فاستَحْيَيْتُ. فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يا بلالُ قُمْ فانظُرْ ما يأمُرُكَ به عبدُ اللهِ بنُ زَيدٍ فافعَلْه". قال: فأَذَّنَ بلالٌ. قال أبو بشرٍ: فأَخبَرَنِى أبو عُمَيرٍ أن الأنصارَ تَزعُمُ أن عبدَ اللَّهِ بنَ زَيدٍ لَولا أنَّه كان يَومَئذٍ مَريضًا لَجَعَلَه رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُؤَذِّنًا
(2)
.
1856 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنِى أبو يَحيَى أحمدُ بنُ محمدِ بنِ إبراهيمَ السَّمَرْقَندِىُّ، حدثنا أبو عبدِ اللَّهِ محمدُ بنُ نَصرٍ، حدثنا عُبَيدُ اللَّهِ بنُ سَعدٍ الزُّهرِيُّ، حدثنا عَمِّى يَعقوبُ بنُ إبراهيمَ، حدثنا أبى، عن ابنِ إسحاقَ قال: حدَّثَنى محمدُ بنُ إبراهيم بنِ الحارِثِ التَّيمِىُّ، عن محمدِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ زَيدِ بنِ عبدِ رَبِّه قال: حدَّثَنى أبي عبدُ اللَّهِ بنُ زَيدٍ قال: لما أمَرَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بالنّاقوسِ يُعمَلُ ليُضرَبَ به لِلنّاسِ في الجَمْعِ لِلصَّلاةِ أطافَ بى
(1)
القنع: هو البوق، روى بالباء وبالتاء والثاء والنون وهو أكثرها. ينظر النهاية 4/ 115، 116.
والشبور: لفظة عبرانية، وهو البوق. النهاية 2/ 440.
(2)
أبو داود (498). وصححه الألباني في صحيح أبي داود (468).
وأَنا نائمٌ رجلٌ يَحمِلُ ناقوسًا في يَدِه، فقُلتُ له: يا عبدَ اللَّهِ، أتَبيعُ النّاقوسَ؟ قال: وما تَصنَعُ بهِ؟ فقُلتُ: نَدعو به إلى الصَّلاةِ. قال: أفَلا أدُلُّكَ على ما هو خَيرٌ مِن ذَلِكَ؟ قُلتُ: بَلَى. قال: تَقولُ: اللَّهُ أكبَرُ اللَّهُ أكبَرُ، اللَّهُ أكبَرُ اللَّهُ أكبَرُ، أشهَدُ أن لا إلَهَ إلا اللَّهُ، أشهَدُ أن لا إلَهَ إلا اللَّهُ، أشهَدُ أن محمدًا رسولُ اللَّهِ، أشهَدُ أن محمدًا رسولُ اللَّهِ، حَىَّ على الصَّلاةِ، حَىَّ على الصَّلاةِ، حَىَّ على الفَلاحِ، حَىَّ على الفَلاحِ، اللَّهُ أكبَرُ اللَّهُ أكبَرُ، لا إلَهَ إلا اللَّهُ. ثم استأخَرَ غَيرَ بَعيدٍ قال: ثم تَقولُ إذا أقَمتَ الصَّلاةَ: اللَّهُ أكبَرُ اللَّهُ أكبَرُ، أشهَدُ أن لا إلَهَ إلا اللَّهُ، أشهَدُ أن محمدًا رسولُ اللَّهِ، حَىَّ على الصَّلاةِ حَىَّ على الفَلاحِ، قَد قامَتِ الصَّلاةُ قَد قامَتِ الصَّلاةُ، اللَّهُ أكبَرُ اللَّهُ أكبَرُ، لا إلَهَ إلا اللَّهُ. فلَمَّا أصبَحتُ أتَيتُ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فأَخبَرتُه ما رأَيتُ فقالَ: "إنَّها لَرُؤيا حَقٍّ إن شاءَ اللَّهُ تعالَى، فقُمْ مَعَ بلالٍ فأَلقِ عليه ما رأَيتَ فليُؤَذِّنْ به؛ فإِنَّه أندَى
(1)
صَوتًا مِنكَ". فقُمتُ مَعَ بلالٍ، فجَعَلتُ أُلقيه عليه ويُؤَذِّنُ به، فسَمِعَ بذَلِكَ عُمَرُ بنُ الخطابِ وهو في بَيتِه فخَرَجَ يَجُرُّ رِداءَه ويَقولُ: والَّذِى بَعَثَكَ بالحَقِّ يا رسولَ اللَّهِ لَقَد رأَيتُ مِثلَ ما رأى. فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "فلِلَّهِ الحَمدُ"
(2)
.
1857 -
وأَخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنا أحمدُ بنُ جَعفَرٍ القَطيعِىُّ، حدثنا عبدُ اللَّهِ بنُ أحمدَ بنِ حَنبَلٍ، حدَّثَنى أبى، حدثنا يَعقوبُ. فذكَره بإِسنادِه
(1)
أي: أرفع وأعلى. وقيل: أحسن وأعذب. وقيل: أبعد. النهاية 5/ 37. وقال القاضي: أي: أمد وأبعد غاية. مشارق الأنوار 2/ 7.
(2)
أخرجه البخاري في خلق أفعال العباد (137)، وأبو داود (499)، وابن خزيمة (371، 373) من طريق يعقوب به. وقال الألباني في صحيح أبي داود (469): حسن صحيح.
مِثلَه إلا أنَّه ذكَر التَّكبيرَ في صَدرِ الأذانِ مَرَّتَينِ
(1)
. وكَذَلِكَ ذكَره محمدُ بنُ سلمةَ عن ابنِ إسحاقَ
(2)
.
وأَخبرَنا أبو عليٍّ الرُّوذْبارِيُّ، أخبرَنا أبو بكرِ ابنُ داسَةَ قال: قال أبو داودَ: وهَكَذا رواه الزُّهرِيُّ، عن سعيدِ بنِ المُسَيَّبِ، عن عبدِ اللَّهِ بنِ زَيدٍ، يَعنِى قِصَّةَ الرُّؤيا في تَثنيَةِ الأذانِ وإِفرادِ الإِقامَةِ، وقالَ فيه ابنُ إسحاقَ عن الزُّهرِىِّ: اللَّهُ أكبَرُ اللَّهُ أكبَرُ، اللَّهُ أكبَرُ اللَّهُ أكبَرُ. وقالَ فيه مَعمَرٌ ويونُسُ عن الزُّهرِىِّ: اللَّهُ أكبَرُ اللَّهُ أكبَرُ، لم يُثَنّيا
(3)
.
أخبرَنا محمدُ بنُ عبدِ اللَّهِ الحافظُ قال: سَمِعتُ الإمامَ أبا بكرٍ أحمدَ بنَ إسحاقَ بنِ أيُّوبَ يقولُ: سَمِعتُ أبا بكرٍ محمدَ بنَ يَحيَى المُطَرِّزَ يقولُ: سَمِعتُ محمدَ بنَ يَحيَى يقولُ: لَيسَ في أخبارِ عبدِ اللَّهِ بنِ زَيدٍ في قِصَّةِ الأذانِ خَبَرٌ أصَحُّ مِن هَذا - يَعنِى حَديثَ محمدِ بنِ إسحاقَ، عن محمدِ بنِ إبراهيمَ التَّيمِيِّ، عن محمدِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ زَيدٍ - لأنَّ محمدًا سمِع مِن أبيه، وابنُ أبي لَيلَى لم يَسمَعْ مِن عبدِ اللَّهِ بنِ زَيدٍ، وفِي كِتابِ "العلل" لأبِى عيسَى التِّرمِذِيِّ قال: سأَلتُ محمدَ بنَ إسماعيلَ البُخارِيَّ عن هذا الحديث - يَعنِى حَديثَ محمدِ بنِ إبراهيمَ التَّيمِيِّ - فقالَ: هو عِندِى حَديثٌ صَحيحٌ
(4)
.
(1)
أحمد (16478)، ومن طريقه الدارقطني 1/ 241.
(2)
أخرجه البخاري في خلق أفعال العباد (138)، وابن ماجه (706) من طريق محمد بن سلمة به.
(3)
أبو داود عقب (499).
(4)
المصنف في المعرفة (593). وأخرجه ابن خزيمة (372) عن محمد بن يحيى الذهلى به. ولم نجده في المطبوع من العلل.