الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2907 -
وأَخبرَنا أبو علىٍّ الرُّوذْبارِىُّ، أخبرَنا أبو بكرِ ابنُ داسَةَ، حدَّثَنا أبو داودَ، حدَّثَنا محمدُ بنُ كَثيرٍ، حدَّثَنا شُعبَةُ، عن الحَكَمِ، عن ابنِ أبى رافِعٍ، عن أبى رافِعٍ، أَنَّ النبىَّ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ رجلًا على الصَّدَقَةِ مِن بنى مَخزومٍ فقالَ لأبِى رافِعٍ: اصحَبنِى فإِنَّكَ تُصيبُ مِنها. قال: حَتَّى آتِىَ النبىَّ صلى الله عليه وسلم فأَسأَلَه. فأَتاه فسألَه فقالَ: "مَولَى القَومِ مِن أَنفُسِهِم، وإِنّا لا تَحِلُّ لَنا الصَّدَقَةُ"
(1)
.
فلمَّا جَعَلَهُم صلى الله عليه وسلم فى هذا الحَديثِ
(2)
كآله مِن بنى هاشِمٍ وبَنى المُطَّلِبِ فى تَحريمِ الصَّدَقَةِ، فكَذَلِك هُم فى الصَّلاةِ عَلَيهِم، واللَّهُ تعالَى أَعلَمُ.
بابُ مَن زَعَمَ أَنَّ آلَ النبىِّ صلى الله عليه وسلم هُم أَهلُ دينِه عامَّةً
2908 -
أخبرَنا أبو محمدٍ عبدُ اللَّه بنُ يَحيَى بنِ عبدِ الجَبّارِ السُّكَّرِىُّ ببَغدادَ، أخبرَنا إِسماعيلُ بنُ محمدٍ الصَّفّار، حدَّثَنا أحمدُ بنُ مَنصورٍ، حدَّثَنا عبدُ الرزاقِ قال: سَمِعتُ رجلًا قال لِلثَّورِىِّ: مَن آلُ محمدٍ؟ قال: قد اختَلَفَ النّاسُ؛ فمِنهُم مَن يقولُ: أَهلُ البَيتِ. ومِنهُم مَن يقولُ: مَن أَطاعَه وعَمِلَ بسُنَنِه. قال أبو بكرٍ -أَحسِبُه عبدَ الرزاقِ- قال: مَن أَطاعَه
(3)
.
قالَ الشيخُ: ومَن ذَهَبَ هذا المَذهَبَ الثّانِىَ أَشبَهَ أَن يَقولَ: قال اللَّه عَزَّ
(1)
أبو داود (1650). وأخرجه أحمد (23872)، والترمذى (657)، والنسائى (2611)، وابن خزيمة (2344) من طريق شعبة به. وقال الترمذى: حديث حسن صحيح. وسيأتى فى (13370، 13371).
(2)
ليس فى: س.
(3)
الأمالى لعبد الرزاق (46).
وجَلَّ لِنوحٍ عليه السلام: {احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ} [هود: 40] وقالَ: {إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِى وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ (45) قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ} [هود: 45، 46]. فأَخرَجَه بالشِّركِ عن أَن يَكونَ مِن أَهلِ نوحٍ. وقَد أَجاب عنه الشافعىُّ رحِمه اللَّهُ تعالَى فقالَ: الذى نَذهَبُ إِلَيه فى مَعنَى هَذِه الآيَةِ أَنَّ قَولَ اللَّه تبارك وتعالى: {إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ} . يَعنِى الَّذينَ أَمَرنا بحَملِهِم مَعَكَ؛ لأنَّه قال: {وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ} [المؤمنون: 27]. فأَعلَمَه
(1)
أنَّه أَمَرَه بأَن يَحمِلَ مِن أَهلِه مَن لم يَسبِقْ عليه القَولُ مِن أَهلِ مَعصيَتِه، ثم بَيَّنَ له فقالَ:{إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ}
(2)
.
2909 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ وأبو بكرٍ القاضِى وأبو عبدِ اللَّهِ السُّوسِىُّ قالوا: حدَّثَنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدَّثَنا العَبّاسُ ابنُ الوَليدِ ابنِ مَزيَدٍ، أَخبرَنِى أبى قالَ: سَمِعتُ الأوزاعِىُّ قال: حدَّثَنى أبو عَمّارٍ رجلٌ منا قال: حدَّثَنى واثِلَةُ بنُ الأسقَعِ اللَّيثِىُّ قال: جِئتُ أُريدُ عليًّا فلَم أَجِدْه فقالَت فاطِمَةُ: انطَلَقَ إلى رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدْعوه فاجلِسْ. قال: فجاءَ مَعَ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فدَخَلا، فدَخَلتُ مَعَهُما. قال: فدَعا رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَسَنًا وحُسَينًا، فأَجلَسَ كُلَّ واحِدٍ مِنهُما على فخِذِه، وأَدنَى فاطِمَةَ مِن حَجرِه
(1)
فى س، م:"فأعلمهم".
(2)
أحكام القرآن للشافعى 1/ 74.
وزَوجَها، ثم لَفَّ عَلَيهِم ثَوبَه وأَنا مُنتَبِذٌ
(1)
فقالَ: " {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}. اللَّهُمَّ هَؤُلاءِ أَهلِى، اللَّهُمَّ أهلِى أَحَقُّ". قال واثِلَةُ: قُلتُ: يا رسولَ اللَّه، وأَنا مِن أَهلِكَ؟ قال:"وأَنتَ مِن أَهلِى". قال واثِلَةُ: إنَّها لَمِن أَرجَى ما أَرجو
(2)
.
2910 -
وأَخبرَنا أبو عبدِ اللَّه السُّوسِىُّ، حدَّثَنا أبو العباسِ، أخبرَنا الرَّبيعُ ابنُ سليمانَ وسَعيدُ بنُ عثمانَ قالا: حدَّثَنا بشرُ بنُ بكرٍ، عن الأوزاعِىِّ قال: حدَّثنى أبو عَمّارٍ قال: حدَّثنى واثِلَةُ بنُ الأسقَعِ قال: أَتَيتُ عَليًّا فلَم أَجِدْه. فذكَر الحديثَ بنَحوِهِ
(3)
. هذا إِسنادٌ صَحيحٌ. وهو إلى تَخصيصِ واثِلَةَ بذَلِكَ أقرَبُ مِن تَعميمِ الأُمَّةِ به، وكأنَّه جَعَلَ واثِلَةَ فى حُكمِ الأهلِ، تَشبيهًا بمَن يَستَحِقُّ هذا الاسمَ لا تَحقيقًا، واللَّهُ أَعلَمُ.
2911 -
أخبرَنا أبو سَعدٍ المالينىُّ، أخبرَنا أبو أحمدَ ابنُ عَدِىٍّ، حدَّثَنا محمدُ بنُ إِبراهيمَ العُقَيلِىُّ، حدَّثَنا أحمدُ بنُ الفُراتِ، حدَّثَنا أبو داودَ، حدَّثَنا عبدُ الرحمنِ بنُ مَهدِىٍّ، عن الحسنِ بنِ صالِحٍ، عن عبدِ اللَّه بنِ محمدِ بنِ عَقيلٍ، عن جابرِ بنِ عبدِ اللَّه قال: آلُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم أُمَّتُه
(4)
.
(1)
منتبذ: جالس فى ناحية. ينظر التاج 9/ 482 (ن ب ذ).
(2)
الحاكم 2/ 416، وصححه ووافقه الذهبى. وأخرجه أحمد (16988)، وابن حبان (6976) من طريق الأوزاعى به.
(3)
أخرجه الحاكم 3/ 47، عن أبى العباس عن الربيع وبحر بن نصر به، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبى.
(4)
ابن عدى 2/ 727، 728.