الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فيما سواه، ولا يتعدى ذلك إلى الإجزاء، حتى لو كان عليه صلاتان، فصلى في مسجد المدينة صلاة لم تجزئه عنهما، وهذا لاخلاف فيه.
ورأى النووي أن هذه الفضيلة مختصة بنفس مسجده صلى الله عليه وسلم الذي كان في زمانه، دون ما زيد فيه بعده، لقوله:«في مسجدي هذا» وذهب غيره إلى أنه لو وُسِّع ثبت له هذه الفضيلة، كما في مسجد مكة إذا وسع، فإن تلك الفضيلة ثابتة له، قال ابن عمر:«زاد عمر بن الخطاب في المسجد، قال: ولو زدنا فيه حتى بلغ الجبانة (1)، كان مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم» (2).
وفي حديث يبين فضل الصلاة في هذا المسجد: «من صلى في مسجدي أربعين صلاة لا تفوته صلاة كتبت له براءة من النار، ونجاة يوم القيامة» (3) ولو نذر الذهاب إلى المسجد النبوي أو إلى المسجد الأقصى، فالأصح عند الشافعية أنه يستحب له الذهاب ولا يجب، ويتحقق النذر باعتكاف ساعة في الأصح، والأفضل صلاة ركعتين فيه.
ثالثاً ـ خصائص الحرم المدني:
حرم المدينة: ما بين لابيتها، واللابة: الحرة: وهي أرض فيها حجارة سود، كما قدمنا. ويمتاز هذا الحرم بأحكام منها ما يأتي (4).
(1) مقبرة المدينة.
(2)
إعلام الساجد: ص 246 ومابعدها.
(3)
رواه الطبراني في الأوسط عن أنس بن مالك، ولم يروه عن أنس إلا نُبيط، تفرد به ابن أبي الرجال.
(4)
إعلام الساجد للزركشي: ص242 - 273، القوانين الفقهية: ص 143، الشرح الصغير: 111/ 2 ومابعدها، المجموع: 447/ 7 - 455، الإيضاح: ص 96، المهذب: 219/ 1، مغني المحتاج: 529/ 1، المغني: 353/ 3 - 355، غاية المنتهى: 397/ 1، الدر المختار: 354/ 2.
1 -
تحريم صيد المدينة وشجرها على الحلال والمحرم كمكة عند الجمهور، خلافاً لأبي حنيفة، للحديث السابق:«إن إبراهيم حرم مكة، وإني حرمت المدينة، ما بين لابتيها لا يقطع عضاهها، ولا يصاد صيدها» (1) وإذا فعل استغفر الله ولاشيء عليه، ولا يضمن القيمة عند الجمهور في الجديد الأصح عند الشافعية للحديث الآتي:«يا أبا عمير» ولأنه ليس محلاً للنسك، لكن مكة يضمن صيدها وشجرها.
ولعل أبا حنيفة يستدل بحديث «يا أبا عمير مافعل النغير» (2) لكن قال الجمهور: يحتمل أن يكون قبل تحريم المدينة، أو أن هذا الطائر من خارج حرم المدينة.
2 -
يحرم في رأي النووي نقل تراب حرم المدينةأو أحجاره عن حرم المدينة.
3 -
يستحب عند الشافعية والحنابلة المجاورة بالمدينة، لما يحصل في ذلك من نيل الدرجات ومزيد الكرامات، لقوله صلى الله عليه وسلم:«من صبر على لأواء المدينة وشدتها، كنت له شهيداً وشفيعاً يوم القيامة» (3).
والراجح عند الحنفية كما تقدم: أنه لا تكره المجاورة بالمدينة، وكذا بمكة لمن يثق بنفسه.
4 -
يستحب عند الشافعية الصيام بالمدينة والصدقة على سكانها وبرهم، فهم جيران رسول الله صلى الله عليه وسلم، خاصة أهل المدينة، وقد روى الطبراني بإسناد ضعيف أنه صلى الله عليه وسلم قال:«رمضان بالمدينة خير من ألف رمضان فيما سواه من البلدان» .
(1) رواه مسلم، والعضاه: شجر عظيم له شوك.
(2)
رواه أبو عوانة في صحيحه عن شُرحَبيل بن سعد، ورواه البخاري ومسلم عن أنس، والنغير: مصغر نغر، وهو طائر يشبه العصفور، أحمر المنقار.
(3)
رواه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة وأبي سعيد وابن عمر رضي الله عنهم.