الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب الفدية
(1040) - (قوله صلى الله عليه وسلم لكعب بن عجرة: " لعلك آذاك هوام رأسك؟ قال: نعم يا رسول الله قال: احلق رأسك وصم ثلاثة أيام أو أطعم ستة مساكين أو انسك بشاة
" متفق عليه (ص 251) .
* صحيح.
وهو من حديث كعب بن عجرة نفسه ، وله عنه طرق:
الأولى: عن عبد الرحمن بن أبى ليلى عنه به.
أخرجه البخارى (1/453 ـ 455 ، 3/119 ، 4/46 ، 54 ، 277) ومسلم (4/20 ـ 21) وكذا مالك (1/417 ـ 237 ، 238) والشافعى (1015 ، 1018 ، 1019) وأبو داود (1856 ، 1857 ، 1860 ، 1861) والنسائى (2/28) والترمذى (2/161) وابن الجارود (450) والدارقطنى (288) والبيهقى (5/55 ، 169 ، 185 ، 187 ، 242) وكذا أبو نعيم فى " المستخرج "(19/137/2) والطيالسى (1065) وأحمد (4/241 ، 242 ، 243) من طرق عن ابن أبى ليلى به بألفاظه مختلفة ، وهذا لفظ
البخارى ومالك ، وقال الترمذى:" حديث حسن صحيح ".
وزاد الشيخان وغيرهما فى رواية بلفظ: " أو تصدق بفرق بين سنة ، أو نسك مما تيسر "
وزاد مسلم فى رواية أخرى: " والفرق ثلاثة آصع ".
وزاد مالك فى آخره ، وعنه أبو داود والنسائى وأحمد من طريق عبد الكريم الجزرى عن ابن أبى ليلى:" أى ذلك فعلت أجزأ عنك ".
وفى معناها رواية الشعبى عن ابن أبى ليلى بلفظ: " إن شئت فانسك نسيكة ، وإن شئت فصم ثلاثة أيام ، وإن شئت فأطعم ثلاثة آصع من تمر لستة مساكين ".
أخرجه أبو داود والبيهقى (5/185) بسند صحيح.
لكن رواه الدارقطنى (288) بلفظ: " أمعك نسك؟ قال: لا ، قال: فإن شئت فصم
…
" الحديث ، وهو رواية لأبى داود (1858) .
فهذا يدل على أن التخيير إنما كان بعد أمره صلى الله عليه وسلم إياه بالنسيكة ، واعتذار كعب بأنه لا يجدها ، ويشهد له ما يأتى فى الطريق الثانية والرابعة.
الطريق الثانية: عن عبد الله بن معقل قال:
" قعدت إلى كعب رضى الله عنه ، وهو فى المسجد ، فسألته عن هذه الآية (ففدية من صيام أو صدقة أو نسك) ، فقال كعب رضى الله عنه: نزلت فى ، كان بى أذى من رأسى ، فحملت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم والقمل يتناثر على وجهى ، فقال: ما كنت أرى أن الجهد بلغ منك ما أرى ، أتجد شاة؟ فقلت: لا ، فنزلت هذه الآية (ففدية من صيام أو صدقة أو نسك) ، قال: صوم (وفى رواية: فصم) ثلاثة أيام ، أو إطعام (وفى الرواية الأخرى أو أطعم) ستة مساكين نصف صاع طعاما لكل مسكين ، قال: فنزلت فى خاصة ، وهى لكم عامة ".
أخرجه البخارى (1/454) ومسلم (4/21 ـ 22) والسياق له والترمذى (2/161) وابن ماجه (3079) والبيهقى (5/55) والطيالسى (1062) وأحمد (4/242)
وقال الترمذى:
" حديث حسن صحيح ".
الثالثة: عن أبى وائل عن كعب بن عجرة قال: " أحرمت ، فكثر قمل رأسى ، فبلغ ذلك النبى صلى الله عليه وسلم ، فأتانى وأنا أطبخ قدرا لأصحابى ، فمس رأسى بأصبعه ، فقال: انطلق فاحلقه وتصدق على ستة مساكين ".
قلت: وإسناده جيد.
الرابعة: عن محمد بن كعب القرظى عن كعب بن عجرة قال: " أمرنى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين آذانى القمل أن أحلق رأسى ثم أصوم ثلاثة أيام ، أو أطعم ستة مساكين ، وقد علم أنه ليس عندى ما أنسك به ".
أخرجه الشافعى (1017) وابن ماجه (3080)
قلت: وإسناده حسن.
وأخرجه الإمام مالك (1/417/239) عن عطاء بن عبد الله الخراسانى أنه قال: حدثنى شيخ بسوق البرم بالكوفة عن كعب بن عجرة أنه قال: " جاءنى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنا أنفخ تحت قدر لأصحابى ، وقد امتلأ رأسى ولحيتى قملا ، فأخذ بجبهتى ، ثم قال: احلق هذا الشعر ، وصم
…
" الحديث مثل رواية القرظى.
قلت: وعطاء الخراسانى فيه ضعف من قبل حفظه ، وشيخه الذى لم يسم ، قال الحافظ (4/11) :" قال ابن عبد البر يحتمل أن يكون عبد الرحمن بن أبى ليلى ، أو عبد الله بن معقل ".
قلت: الاحتمال الأول بعيد عندى ، لأنه ليس فى حديث ابن أبى ليلى:" وقد علم أنه ليس عندى ما أنسك به " ، وإنما هذه الزيادة فى حديث ابن معقل وحديث القرظى كما تقدم ، فالشيخ الذى لم يسم هو أحد هذين ، والله أعلم..