الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الطواف بالبيت ، ولم يذكر الصفا والمروة فى القرآن قالوا: يا رسول الله كنا نطوف بالصفا والمروة ، وإن الله أنزل الطواف بالبيت فلم يذكر الصفا ، فهل
علينا من حرج أن نطوف بالصفا والمروة؟ فأنزل الله تعالى: (إن الصفا والمروة من شعائر الله) الآية ، قال أبو بكر: فأسمع هذه الآية نزلت فى الفريقين كليهما ، فى الذين كانوا يتحرجون أن يطوفوا فى الجاهلية بالصفا والمروة ، والذين يطوفون ، ثم تحرجوا أن يطوفوا بهما فى الإسلام ، من أجل أن الله أمر بالطواف بالبيت ، ولم يذكر الصفا والمروة ، حتى ذكر ذلك بعدما ذكر الطواف بالبيت ".
أخرجه البخارى (1/414) والنسائى (2/41) دون قول الزهرى: " ثم أخبرت أبا بكر بن عبد الرحمن
…
".
وكذلك رواه مسلم (4/69 ـ 70) وأبو نعيم عن عقيل ويونس ، وأحمد (6/144 ، 227) عن إبراهيم بن سعد ، ثلاثتهم عن الزهرى به دون حديث أبى بكر بن عبد الرحمن.
وقال البيهقى: " ورواية الزهرى عن عروة توافق مالك وغيره عن هشام بن عروة عن أبيه ، وروايته عن أبى بكر بن عبد الرحمن توافق رواية أبى معاوية عن هشام ، ثم قد حمله أبو بكر على الأمرين جميعا ، وأن الآية نزلت فى الفريقين معا ،
والله أعلم ".
قلت: وقد رواه معمر عن الزهرى مثل رواية أبى معاوية عن هشام بن عروة ولفظه: " عن عائشة فى قوله عز وجل (إن الصفا والمروة من شعائر الله) قالت: كان رجال من الأنصار ممن يهل لمناة فى الجاهلية ـ ومناة صنم بين مكة والمدينة ـ قالوا: يا نبى الله إنا كنا نطوف بين الصفا والمروة تعظيما لمناة فهل علينا من حرج أن نطوف بهما؟ فأنزل الله عز وجل (إن الصفا والمروة من
شعائر الله
…
) الآية ".
أخرجه أحمد (6/162 ـ 163) بسند صحيح.
(1072) - (حديث: " اسعوا فإن الله كتب عليكم السعى
" رواه
أحمد وابن ماجه (ص 259) .
* صحيح.
أخرجه الإمام أحمد (6/421) وكذا ابن سعد فى " الطبقات "(8/180) والحاكم (4/70) والطبرانى فى " الكبير " كما فى " المجمع "(3/247) من طريق عبد الله بن المؤمل المكى عن عمر بن عبد الرحمن بن محصن حدثنى عطاء بن أبى رباح عن حبيبة بنت أبى (تجرأة)[1] قالت: " دخلت على دار أبى حسين فى نسوة من قريش ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بين الصفا والمروة ، وهو يسعى ، يدور به إزاره من شدة السعى ، وهو يقول لأصحابه: اسعوا
…
".
وأخرجه الشافعى (1025) وعنه الدارقطنى (270) والبيهقى (5/98) وأبو نعيم فى " الحلية "(9/159) عن عبد الله بن المؤمل به إلا أنه زاد فى الإسناد فقال: " عن صفية بنت شيبة قالت: أخبرتنى بنت أبى تجرأة
…
" وهو رواية لأحمد ، لكنه أسقط منه عمر بن عبد الرحمن ، فجعله من رواية عبد الله بن المؤمل عن عطاء بن أبى رباح.
قلت: ولعل هذا الاختلاف من ابن المؤمل نفسه فإنه ضعيف ، قال الهيثمى:" وثقه ابن حبان ، وقال: يخطىء ، وضعفه غير واحد ".
ولذلك قال الذهبى فى " التلخيص ": " هذا الحديث لم يصح ".
وفى هذا الإطلاق نظر ، فقد جاء من طريق أخرى عن معروف بن مشكان أخبرنى منصور ابن عبد الرحمن عن أمه صفية قالت: أخبرتنى نسوة من بنى عبد الدار اللاتى أدركن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قلن: " دخلنا دار ابن أبى حسين ، فاطلعنا من باب مقطع ، فرأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يشتد فى السعى ، حتى إذا بلغ زقاق بنى فلان ـ موضعا قد سماه من
المسعى ـ استقبل الناس ، وقال: يا أيها الناس اسعوا فإن السعى قد كتب عليكم "
أخرجه الدارقطنى (270) والبيهقى (5/97) .
قلت: وهذا إسناد جيد ، رجاله كلهم ثقات معروفون غير ابن مشكان هذا ، وقد روى عنه جماعة من الثقات مثل عبد الله بن المبارك ومروان بن معاوية وبشر ابن السرى وغيرهم ، وكان أحد القراء المشهورين ، ولم يذكر فيه صاحب " الجرح والتعديل " فيه جرحا ولا تعديلا ، وكذا صاحب " التهذيب " ، لكن شهرته هذه مع رواية الثقات عنه تغنى عن نقل فى توثيقه ، ولذلك قال الحافظ فى " التقريب ":" صدوق " ، ولهذا صحح إسناده الحافظان المزى وابن عبد الهادى ، فقال الثانى فى " تنقيح التحقيق " (2/116/1) :" قال شيخنا: والحديث صحيح الإسناد ، ومنصور بن عبد الرحمن هو ثقة مخرج له فى " الصحيحين ". قال شيخنا: وليس هذا بمنصور بن عبد الرحمن الفدانى ".
هكذا فى نسختنا المخطوطة من " التنقيح "، ويظهر أن فيها سقطا فقد نقل عبارته الحافظ الزيلعى فى " نصب الراية " (3/56) وزاد بعد تصحيح إسناده: " ومعروف بن مشكان بانى كعبة الرحمن صدوق ، لا نعلم من تكلم فيه ، ومنصور
…
".
وقال الحافظ فى " الفتح " بعد أن ساقه من الطريق الأولى: " له طريق أخرى فى " صحيح ابن خزيمة " مختصراً ، وعند الطبرانى عن ابن عباس كالأول ، وإذا انضمت إلى الأولى قويت ".
وللحديث طرق أخرى أوردتها فى كتابنا " حجة الوداع " الكبير.
(تنبيه) : عزاه المصنف لابن ماجه وهو وهم سبقه إليه فى " المغنى "(3/389) .