الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
" أنه طاف بالبيت على ناقته يستلم الحجر بمحجنه ، وبين الصفا والمروة ، وقال يزيد مرة: على راحلته يستلم الحجر ".
أخرجه أحمد (1/327) .
ورجاله ثقات غير أخى سالم بن أبى الجعد وله خمسة إخوة عبد الله وعبيد وزياد وعمران ومسلم ، وبعضهم ثقة ، والآخرون مجهولون ولم أعرف من هو من بينهم.
(1119) - (حديث: " أن النبى صلى الله عليه وسلم سعى بعد الطواف ، وقال: خذوا عنى مناسككم
". (ص 266) .
* صحيح.
وهو مركب من حديثين لجابر بن عبد الله رضى الله عنه: أحدهما: حديثه الطويل فى وصف حجته صلى الله عليه وسلم وفيه: " حتى إذا أتينا البيت معه ، استلم الركن ، فرمل ثلاثا ، ومشى أربعا ، ثم نفذ إلى مقام إبراهيم عليه السلام ، فقرأ (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى) فجعل المقام بينه وبين البيت
…
ثم رجع إلى الركن فاستلمه ، ثم خرج من الباب إلى الصفا فلما دنا " الحديث.
رواه مسلم وغيره.
والحديث الآخر تقدم برقم (1074) .
(1120) - (حديث جابر:" أن النبى صلى الله عليه وسلم لما دنا من الصفا قرأ (إن الصفا والمروة من شعائر الله) أبدأ بما بدأ الله به ، فبدأ بالصفا فرقى عليه.. ". الحديث رواه مسلم ولفظ النسائى: " ابدءوا بما بدأ الله به
" (ص 266) .
* صحيح باللفظ الأول.
وهو فى حديث جابر الطويل فى صفة حجته صلى الله عليه وسلم ، وقد مضى بتمامه برقم (1017) ، وهو من رواية حاتم بن إسماعيل
المدنى عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر. هكذا أخرجه مسلم وأبو نعيم وأبو داود والنسائى فى " الكبرى (80/2) والدارمى وابن ماجه وابن الجارود (469) والدارقطنى (270) والبيهقى (5/7 ـ 9 ، 93) كلهم من طرق عن حاتم به ، وكلهم قالوا: " أبدأ " إلا ابن ماجه والبيهقى فى رواية فقالا: " نبدأ " وأما الدارقطنى فوقع عنده " فابدءوا " بصيغة الأمر ، وهو رواية لابن خزيمة فى " صحيحه " (1/273/1) وهو شاذ.
فهذه ثلاثة ألفاظ: " أبدأ " و" نبدأ " و" ابدءوا ".
وقد تابعه على اللفظ الثانى جماعة من الثقات ، فمنهم مالك فى " الموطأ "(1/372/126) وعنه النسائى (2/41) . (وابن عبد الهاد)[1] عنده (2/40 ، 41 ـ 42) ويحيى بن سعيد عنده أيضا (2/41) وكذا ابن الجارود (465) وأحمد (3/320) ، وأبو يعلى فى مسنده ، (1185/1) وإسماعيل بن جعفر ، عند النسائى فى " الكبرى " (ق 79/2) وسفيان بن عيينة عند الترمذى (1/163 ـ 164) ووهيب بن خالد عند الطيالسى فى " مسنده " (1668) وأبو يعلى (ق 114/1) وابن جريج عند أبى بكر الفقيه فى " الجزء من الفوائد المنتقاة " (187/1) كل هؤلاء الثقات قالوا:" نبدأ ".
وأما اللفظ الثالث: " ابدءوا ". فقد عزاه المصنف للنسائى ، وهو فى ذلك تابع لغير واحد من الحفاظ كالزيلعى فى " نصب الراية "(3/54) وابن الملقن فى " الخلاصة "(108/2) وابن حجر فى " التلخيص "(214) وغيرهم ، وقد أطلقوا جميعا العزو للنسائى ، وذلك يعنى اصطلاحا " سننه الصغرى " ، وليس فيها هذا اللفظ أصلا ، فيحتمل أنهم قصدوا " سننه الكبرى " ، ولم أره فيه فى الجزء
الثانى من " كتاب المناسك " من " الكبرى " المحفوظة فى " المكتبة الظاهرية " فيحتمل ـ على بعد ـ أن يكون فى الجزء الأول منه ، وهذا ـ مع الأسف مما لا يوجد عندنا ، أو فى " كتاب الطهارة " منه ، وهو مفقود أيضا. وإنما وجدنا فى الجزء المشار إليه اللفظ الثانى ، والأول أيضا كما سبقت الإشارة إليه آنفا.
وقد رأيت الحافظ أبا محمد بن حزم قد أخرجه فى " المحلى "(2/66) من طريق النسائى بإسناده عن حاتم بن إسماعيل. إلا أنه
وقع عنده بهذا اللفظ الثالث: " ابدءوا "، وهو فى نسختنا المخطوطة بلفظ الأول:" أبدأ " ، وهى نسخة جيدة مقابلة ومصححة ، فالظاهر أن نسخ " السنن الكبرى " فى هذه اللفظة مختلفة ، فيمكن أن يكون أولئك الحفاظ كانت نسختهم موافقة لنسخة ابن حزم من " السنن الكبرى " ، أو أنهم اعتمدوا عليها فى عزو اللفظ المذكور للنسائى [1] .
وسواء كان هذا أو ذاك ، فلست أشك أن رواية ابن حزم شاذة لمخالفتها لجميع الطرق عن حاتم بن إسماعيل ، وقد اتفقت جميعها على رواية الحديث باللفظ الأول كما تقدم.
نعم قد وجدت للفظ الثالث طريقين آخرين ، لم أر من نبه عليهما أو أرشد إليها من أولئك الحفاظ:
الأولى: عن سفيان الثورى عن جعفر بن محمد به.
أخرجه الدارقطنى (269) والبيهقى (1/85) .
والأخرى: عن سليمان بن بلال عن جعفر به.
أخرجه أحمد (3/394) : حدثنا موسى بن داود حدثنا سليمان بن بلال.
قلت: وموسى بن داود ـ وهو الضبى.
قال الحافظ فى " التقريب ": " صدوق فقيه زاهد ، له أوهام ".
وأما سليمان بن بلال فثقة محتج به فى الصحيحين ، فيمكن أن يكون الضبى قد وهم عليه فى هذا اللفظ ، وإلا فهو الواهم والعصمة لله.
وجملة القول: إن هذا اللفظ: " ابدءوا " شاذ لا يثبت لتفرد الثورى وسليمان به ، مخالفين فيه سائر الثقات الذين سبق ذكرهم وهم سبعة ، وقد قالوا:" نبدأ ". فهو الصواب ، ولا يمكن القول بتصحيح اللفظ الآخر لأن الحديث واحد ، وتكلم به صلى الله عليه وسلم مرة واحدة عند صعوده على الصفا ، فلا بد من الترجيح ، وهو ما ذكرنا. وقد أشار إلى ذلك العلامة ابن دقيق العيد فى " الإلمام بأحاديث الأحكام " (رقم 56) بعد أن ذكر هذا اللفظ من رواية النسائى:
[تعليق مُعِدّ الكتاب للشاملة]