الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والحديث أشار ابن القيم فى " الزاد " إلى تضعيفه بقوله: " ويذكر عنه صلى الله عليه وسلم: إن للصائم عند فطره دعوة ما ترد. رواه ابن ماجه ".
(922) - (حديث أنس: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر على رطبات قبل أن يصلى ، فإن لم يكن فعلى تمرات ، فإن لم تكن تمرات حسا حسوات من ماء
". رواه أبو داود ، والترمذى ، وقال: حسن غريب (ص 221) .
* حسن.
أخرجه الإمام أحمد (3/164) : حدثنا عبد الرزاق حدثنا جعفر بن سليمان قال: حدثنى ثابت البنانى عن أنس به.
وأخرجه أبو داود (2356) والدارقطنى (240) والحاكم (1/432) والبيهقى (4/239) والضياء فى " المختارة "(1/495) كلهم من طريق أحمد به.
وأخرجه الترمذى (1/135) عن محمد بن رافع والدارقطنى أيضا عن مهنى بن يحيى أبى عبد الله الشامى ، والضياء أيضا ، وابن عساكر فى " تاريخ دمشق "(2/381/1) عن أبى يعقوب إسحاق بن الضيف ، ثلاثتهم عن عبد الرزاق به.
إلا أن أبا يعقوب قال: " لبن " بدل: " رطبات ".
وهو شاذ أو منكر ، فإن أبا يعقوب هذا وإن كان صدوقا ، فقد قال ابن حبان فى ترجمته من " الثقات ":" ربما أخطأ ".
فلا يقبل منه ما تفرد به مخالفا للثقات ، وقد وافقه بعض الضعفاء على هذه اللفظة من طريق أخرى عن أنس كما سيأتى بيانه.
ثم قال الترمذى: " حديث حسن غريب ".
قلت: وهو كما قال. وقال الحاكم: " صحيح على شرط مسلم ". ووافقه الذهبى.
وهو كما قالا لولا أن جعفر بن سليمان ، وإن كان احتج به مسلم ، ففيه كلام يسير ، وقال الذهبى والعسقلانى فيه:" صدوق ".
فالحديث حسن كما قال الترمذى. وقد رواه غير عبد الرزاق عنه ، فقال ابن عدى فى " الكامل " (ق 56/1) : أخبرنا الحسن بن سفيان: حدثنا عمار بن هارون حدثنا جعفر بن سليمان به مختصرا.
قلت: وعمار هذا ضعيف كما فى " التقريب ". وتابعه سعيد بن سليمان النشيطى كما فى " التلخيص "(صـ 192) وقال: " قال البزار: رواه النشيطى ، فأنكره عليه ، وضعف حديثه (1) ".
وتابع جعفرا بعض الضعفاء على إسناده ، وخالفه فى متنه ، ألا وهو عبد الواحد ابن ثابت أبى ثابت فقال: عن ثابت عن أنس مرفوعا بلفظ: " كان يحب أن يفطر على ثلاث تمرات ، أو شىء لم تصبه النار ".
أخرجه العقيلى فى " الضعفاء "(صـ 251) والضياء المقدسى فى " الأحاديث المختارة "(ق 49/1) من طريق أبى يعلى الموصلى ، وهذا فى مسنده كلاهما عن عبد الواحد به وقال العقيلى: " عبد الواحد بن ثابت لا يتابع على حديثه هذا.
قلت: وقال فيه البخارى:
(1) قلت: رواه ابن عدى (ق 56/1) عنه به مرفوعا من قوله صلى الله عليه وسلم نحو رواية سعيد بن عامر الآتية.
" منكر الحديث ".
فهو ضعيف جدا ، وتساهل الهيثمى فى " المجمع " فقال (3/155) :" رواه أبو يعلى ، وفيه عبد الواحد بن ثابت ، وهو ضعيف ".
وللحديث طريقان آخران عن أنس: الأول: يرويه زكريا بن يحيى بن أبان ، حدثنا مسكين بن عبد الرحمن التجيبى ، حدثنا يحيى بن أيوب عن حميد الطويل عن أنس مرفوعا بلفظ:" كان إذا كان صائما لم يصل حتى نأتيه برطب وماء ، فيأكل ويشرب إذا كان الصيف ، وإذا كان الشتاء لم يصل حتى نأتيه بتمر وماء ".
رواه الطبرانى فى " الأوسط "(1/100/2) وقال: " لم يروه عن حميد إلا يحيى ، ولا عنه إلا مسكين ، تفرد به زكريا ".
قلت: ولم أجد له ترجمة ، ومثله شيخه مسكين ، وبقية رجاله موثقون.
وقال الهيثمى فى " المجمع "(3/156) : " رواه الطبرانى فى " الأوسط " وفيه من لم أعرفه ".
قلت: وسكت عليه الحافظ فى " التلخيص " وخالف فى سياقه لمتنه ، فإنه ذكره بعد قوله فيأكل ويشرب:" وإذا لم يكن رطب لم يصل حتى نأتيه بتمر وماء " فكأنه رواه بالمعنى.
وأما الطريق الآخر ، فيرويه عباد بن كثير الرملى عن عبد الرحمن السدى: سمعت أنس بن مالك يقول: فذكره بلفظ: " كان يفطر إذا كان صائما على اللبن ، وجئته بقدح من لبن ، فوضعته إلى جانبه ، ففطر [1] عليه ، وهو يصلى ".
أخرجه الطبرانى أيضا فى المصدر السابق وقال:
" لا يروى عن أنس إلا بهذا الإسناد ".
قلت: وهو ضعيف من أجل عباد هذا ، وقال الهيثمى:" رواه الطبرانى فى " الأوسط " وفيه عباد بن كثير الرملى ، وفيه كلام ، وقد
وثق ".
وقد روى الحديث عن أنس مرفوعا من قوله صلى الله عليه وسلم بلفظ: " من وجد تمرا فليفطر عليه ، ومن لم يجد فليفطر على الماء ، فإن الماء طهور "
أخرجه الترمذى والحاكم والبيهقى والطبرانى فى " المعجم الصغير "(ص 214) وعنه أبو نعيم فى " أخبار أصبهان "(2/231 ـ 232) من طريق محمد بن إسحاق الصاغانى ، حدثنا سعيد عامر الضبعى ، حدثنا شعبة عن عبد العزيز بن صهيب عنه به.
وقال الترمذى: " لا نعلم أحدا رواه عن شعبة مثل هذا غير سعيد بن عامر ، وهو حديث غير محفوظ ، ولا نعلم له أصلا من حديث عبد العزيز بن صهيب عن أنس ، وقد روى أصحاب شعبة هذا الحديث عن شعبة عن عاصم الأحول عن حفصة بنت سيرين عن الرباب
عن سلمان بن عامر عن النبى صلى الله عليه وسلم ، وهو أصح من حديث سعيد بن عامر ، وهكذا رووا عن شعبة عن عاصم عن حفصة بنت سيرين عن سلمان ، ولم يذكر فيه شعبة عن الرباب ، والصحيح ما رواه سفيان الثورى وابن عيينة وغير واحد عن عاصم عن حفصة بنت سيرين عن الرباب عن سلمان بن عامر. وابن عون ، يقول: عن أم الرائح بنت صليع عن سلمان بن عامر ، والرباب هو أم الرائح ".
وقال البيهقى عقب حديث شعبة الذى أشار إليه الترمذى عن الرباب عن سلمان: " ورواه سعيد بن عامر عن شعبة ، فغلط فى إسناده " ثم ساقه من طريق شعبة عن ابن صهيب كما تقدم ، ثم قال:
" قال البخارى فيما روى عنه أبو عيسى: حديث سعيد بن عامر وهم ، يهم فيه سعيد ، والصحيح حديث عاصم عن حفصة بنت سيرين ".
قلت: فقد اتفق الإمام البخارى وتلميذه الترمذى على تخطئة سعيد بن عامر فى إسناده لهذا الحديث عن أنس ، فمعنى ذلك أن سعيدا قد يخطىء ، وقد أشار إلى ذلك أبو حاتم فقال كما فى كتاب ابنه (2/1/49) :" هو صدوق ، وكان رجلا صالحا ، وكان فى حديثه بعض الغلط ".
وأما الحاكم فجرى على ظاهر السند ، فقال:" صحيح على شرط الشيخين ". ووافقه الذهبى.
وكيف يكون على شرط البخارى ، وهو قد أعله بمخالفة سعيد بن عامر للثقات كما سبق. ثم إن محمد بن إسحاق الصاغانى لم يخرج له البخارى إطلاقا ، فهو على شرط مسلم وحده ، ولكن الصواب أنه معلول بما عرفت ، وما يدرينا فلعل مسلما وافق البخارى على إعلاله كما وافقه الترمذى ، وكلاهما من تلاميذه ، غير أن إعلال مسلم لم نقف عليه.
إذا عرفت ذلك فاعلم أن حديث شعبة المحفوظ قد أخرجه أصحاب السنن وغيرهم ، فقال الطيالسى فى " مسنده " (1181) : حدثنا شعبة عن عاصم قال: سمعت حفصة بنت سيرين تحدث عن الرباب عن سلمان (1) بن عامر أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: " إذا صام أحدكم فليفطر على التمر ، فإن لم يجد فعلى الماء ، فإنه طهور ".
وأخرجه البيهقى (4/239) من طريق أبى داود الطيالسى به وقال: " هكذا وجدته فى " المسند " وقد أقام إسناده أبو داود ، وقد رواه محمود بن غيلان عن أبى داود دون ذكر الرباب ، وروى عن روح بن عبادة عن شعبة
(1) الأصل: سليمان فى موضعين منه ، وهو خطأ.
موصولا ".
قلت: وأخرجه أحمد فقال (4/18/215) : حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة به. إلا أنه لم يذكر الرباب فى سنده. والصواب إثباتها فيه كما فى رواية الطيالسى ، وهو الذى صححه الترمذى كما تقدم ، وهكذا رواه جماعة كثيرة من الثقات عن عاصم به.
أخرجه أبو داود (2355) والترمذى والدارمى (2/7) وابن ماجه (1699) وابن أبى شيبة (2/184/2) وابن حبان (892) والفريابى (62/2) والحاكم (1/431 ـ 432) والبيهقى (4/238) وأحمد (4/17 و19 و213 ـ 215) من طرق عن عاصم به.
وقال الترمذى: " حديث حسن صحيح ".
وقال الحاكم: " صحيح على شرط البخارى ". ووافقه الذهبى.
قلت: وليس كذلك ، فإن الرباب هذه إنما أخرج لها البخارى تعليقا ، ثم هى لا تعرف إلا برواية حفصة بنت سيرين عنها كما قال الذهبى نفسه فى " الميزان "
وقد وثقها ابن حبان كما تقدم فى " الزكاة " وصحح حديثها هذا ، كما رأيت ، وهو فى ذلك تابع لشيخه ابن خزيمة فقد صحح الحديث أيضا كما فى " بلوغ المرام " وكذا صححه أبو حاتم الرازى كما فى " التلخيص "(192) .
أقوله: ولا أدرى ما وجه هذا التصحيح ، لا سيما من مثل أبى حاتم ، فإنه معروف بتشدده فى التصحيح ، والقواعد الحديثية تأبى مثل هذا التصحيح ، لتفرد حفصة عن الرباب كما تقدم ، ومعنى ذلك أنها مجهولة ، فكيف يصحح حديثها؟ ! مع عدم وجود شاهد له ، إلا حديث أنس وهو معلول بمخالفة سعيد بن عامر للثقات كما سبق بيانه.
وقد وجدت له مخالفة أخرى ، فقد أخرج ابن حبان (893) من طريق محمد بن يحيى الذهلى: حدثنا سعيد بن عامر عن شعبة عن خالد الحذاء عن حفصة بنت سيرين عن سلمان بن عامر به.