الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومعه ذو اليدين ، فناولها رسول الله صلى الله عليه وسلم عرقا ، فقال: يا أم إسحاق أصيبى من هذا ، فذكرت أنى صائمة ، فرددت يدى ، لا أقدمها ولا أؤخرها ، فقال النبى صلى الله عليه وسلم: ما لك؟ قالت: كنت صائمة فنسيت ، فقال ذو اليدين: الآن بعدما شبعت؟ ! فقال النبى صلى الله عليه وسلم: " أتمى صومك فإنما هو رزق ساقه الله إليك ".
أخرجه الإمام أحمد (6/367) عن بشار بن عبد الملك قال: حدثنتنى أم حكيم بنت دينار عنها.
قلت: وهذا سند ضعيف ، أم حكيم هذه لا تعرف ، وبشار مختلف فيه.
والشاهد الآخر: عن الحسن قال: بلغنى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره مثل حديث أبى هريرة أخرجه أحمد (2/359 و493) .
وإسناده مرسل صحيح..
فصل
(939) - (حديث أبى هريرة: " أن رجلا قال: يا رسول الله وقعت على امرأتى وأنا صائم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل تجد رقبة تعتقها؟ قال: لا ، قال: فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟ قال: لا ، قال: هل تجد إطعام ستين مسكينا؟ قال: لا ، فسكت فبينما
نحن على ذلك أتى النبى صلى الله عليه وسلم بعرق تمر فقال: أين السائل خذ هذا تصدق به ، فقال الرجل: على أفقر منى يا رسول الله؟ فو الله ما بين لابتيها ـ يريد الحرتين ـ أفقر من أهل بيتى ، فضحك النبى صلى الله عليه وسلم حتى بدت أنيابه ، ثم قال: أطعمه أهلك ". متفق عليه (ص 226 ـ 227) .
* صحيح.
أخرجه البخارى (4/141 ـ 149 و151) و (2/130
و 3/490 و4/133 ـ 134 و151و 278 ـ طبع أوربا) ومسلم (3/139) وأبو داود (2390) والترمذى (1/139) والدارمى (2/11) وابن ماجه (1671) وابن أبى شيبة (2/183 ـ 184) والطحاوى (1/328 ـ 329) وابن الجارود (384) والدارقطنى (251) والبيهقى (4/221 و222 و224 و226) وأحمد (2/208 و241 و281) من طرق كثيرة عن الزهرى عن حميد بن عبد الرحمن عن أبى هريرة قال: " بينما نحن جلوس عند النبى صلى الله عليه وسلم إذا جاء رجل فقال: يا رسول الله هلكت! قال: ما لك؟ قال: وقعت على امرأتى
…
" الحديث وسياقه للبخارى.
ورواه مالك فى " الموطأ "(1/296/28) عن ابن شهاب به نحوه إلا أنه قال: " أفطر فى رمضان ". ولم يذكر الوقاع ، وقال:" فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكفر بعتق رقبة أو صيام شهرين متتابعين أو إطعام ستين مسكينا ". هكذا على التخيير لا الترتيب.
ومن طريق مالك أخرجه مسلم وأبو داود (2392) والدارمى والطحاوى والدارقطنى والبيهقى وأحمد (2/516) .
وهكذا رواه ابن جريج عن ابن شهاب به.
أخرجه مسلم والبيهقى وغيرهما. وقال الدارقطنى عقب رواية مالك: " تابعه يحيى بن سعيد الأنصارى وابن جريج وعبد الله بن أبى بكر ، وأبو أويس ، وفليح بن سليمان ، وعمر بن عثمان المخزومى ويزيد بن عياض ، وشبل والليث ابن سعد من رواية أشهب بن عبد العزيز عنه ، وابن عيينة من
رواية نعيم بن حماد عنه ، وإبراهيم بن سعد من رواية عمار بن مطر عنه ، وعبيد الله بن أبى زياد إلا أنه أرسله عن الزهرى ، كل هؤلاء رووه عن الزهرى عن حميد بن عبد الرحمن عن أبى هريرة ; أن رجلا أفطر فى رمضان.
وخالفهم أكثر منهم عددا ، فرووه عن الزهرى بهذا الإسناد أن إفطار ذلك الرجل كان بجماع ، وأن النبى صلى الله عليه وسلم أمره أن يكفر بعتق رقبة ، فإن لم يجد فصيام شهرين ، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا.
منهم عراك بن مالك ، وعبيد الله بن عمر ، وإسماعيل بن أمية ، ومحمد بن أبى عتيق ، وموسى بن عقبة ، ومعمر ، وشعيب بن أبى حمزة ، ومنصور بن المعتمر ، وسفيان بن عيينة ، وإبراهيم بن سعد ، والليث بن سعد ، وعبد الله بن عيسى ، ومحمد بن إسحاق ، والنعمان بن راشد ، وحجاج بن أرطاة ، وصالح بن أبى الأخضر ، ومحمد بن أبى حفصة ، وعبد الجبار بن عمر ، وإسحاق بن يحيى العوصى ، وهبار بن عقيل ، وثابت بن ثوبان ، وقرة بن عبد الرحمن ، وزمعة بن صالح ، وبحر السقا ، والوليد بن محمد ، وشعيب بن خالد ، ونوح بن أبى مريم ، وغيرهم.
قلت: فهؤلاء أكثر من ثلاثين شخصا اتفقوا على أن الرواية على الترتيب ، وأن الإفطار كان بالجماع ، فروايتهم أرجح لأنهم أكثر عددا ، ولأن معهم زيادة علم ، ومن علم حجة على من لم يعلم. وثمة مرجحات أخرى فانظر " الفتح "(4/145) .
قلت: ويمكن أن نضم إلى ثلاثين شخصا رجلا آخر ، وهو هشام بن سعد.
فقد رواه أيضا عن الزهرى مثل رواية الجماهير عنه إلا أنه خالف فى إسناده فقال: " عن الزهرى عن أبى سلمة عن أبى هريرة به ". وزاد فى آخره: " وصم يوما واستغفر الله ".
أخرجه أبو داود (2393) وابن خزيمة (1954) والدارقطنى (243 و252) والبيهقى (4/226 ـ 227) .
قلت: وهشام بن سعد مختلف فيه ، والذى استقر عليه رأى المحققين أنه حسن الحديث إذا لم يخالف ، ومع المخالفة فلا يحتج به ، كما فعل هنا ، فإنه خالف فى السند كما عرفت ، وفى المنن [1] فزاد فيه هذه الزيادة ، لكنه لم يتفرد بها عن الزهرى ، فقد تابعه إبراهيم بن سعد كما رواه أبو عوانة فى صحيحه على ما فى " التلخيص "(ص 196)، قلت: وقد
أخرجه البيهقى (4/326) من طريق إبراهيم بن سعد قال: وأخبرنى الليث بن سعد عن الزهرى عن حميد عن أبى هريرة: " أن النبى صلى الله عليه وسلم قال له: اقض يوما مكانه ".
وقال البيهقى: " وإبراهيم سمع الحديث عن الزهرى ، ولم يذكر عنه هذه اللفظة ، فذكرها عن الليث بن سعد عن الزهرى ".
كأنه يشير إلى حفظ إبراهيم بن سعد وضبطه ، فإنه حين روى الحديث عن الزهرى مباشرة ، لم يذكر هذه الزيادة ، لأنه لم يسمعها منه ، ولما رواه عن الليث عنه ، ذكرها لأنه سمعها من الليث ، وهذا حفظها من الزهرى.
ثم قال البيهقى: " ورواها أيضا أبو أويس المدنى عن الزهرى ".
ثم أخرج هو والدارقطنى (251) من طريق إسماعيل بن أبى أويس حدثنى أبى أن محمد ابن مسلم بن شهاب أخبره عن حميد بن عبد الرحمن أن أبا هريرة حدثه: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر الذى أفطر فى رمضان أن يصوم يوما مكانه " ثم قال البيهقى: " ورواه أيضا عبد الجبار بن عمر الأيلى عن الزهرى ، وليس بالقوى "
ثم ساقه بسنده عن عبد الجبار بن عمر عن ابن شهاب به.
وقال الحافظ
فى " التلخيص " - بعد أن عزا رواية عبد الجبار هذه ورواية أبى أويس للدارقطنى ، ولم أرَهذه عند الدارقطنى -:" وقد اختلف فى توثيقهما وتجريحهما ".
ويبدو أن عبد الجبار اضطرب فى إسناده ، فرواه مرة كما سبق ، ومرة أخرى قال:" حدثنى يحيى بن سعيد عن ابن المسيب عن أبى هريرة به ".
أخرجه ابن ماجه (1671) . وقال البوصيرى فى " الزوائد "(ق 106/2) . " وعبد الجبار وإن وثقه ابن سعد ، فقد ضعفه يحيى بن معين والبخارى وأبو داود والترمذى والنسائى والدارقطنى وغيرهم ".
قلت: ولحديث سعيد بن المسيب أصل ولكن مرسل ، فقال ابن أبى شيبة فى " المصنف " (2/183/2) : حدثنا أبو خالد الأحمر عن محمد بن عجلان عن المطلب بن أبى وداعة عن سعيد بن المسيب قال: " جاء رجل إلى النبى صلى الله عليه وسلم فقال: إنى أفطرت يوما من رمضان ، فقال له النبى صلى الله عليه وسلم: تصدق ، واستغفر الله وصم يوما مكانه "(1) .
قلت: وهذا مرسل جيد الإسناد ، رجاله كلهم ثقات معروفون غير المطلب ابن أبى وداعة ، نسب إلى جده ، فإنه المطلب بن عبد الله بن أبى وداعة ابن أبى صبيرة
…
أورده ابن أبى حاتم (4/1/359) برواية جماعة من الثقات عنه ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلا ، وذكره ابن حبان فى " الثقات " من التابعين (1/231) وقال:" يروى عن حفصة وأبيه ، وله صحبة. روى عنه ابنه إبراهيم بن المطلب ، وهو ختن سعيد بن المسيب على ابنته ، زوجه إياها على مهر درعين ".
وقد تابعه عطاء بن عبد الله الخراسانى عن سعيد بن المسيب به.
(1) رواه سعيد بن منصور حدثنا عبد العزيز بن محمد عن ابن عجلان به ، كما فى " التلخيص ". اهـ.