الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل فى العقيقة
(1164) - (حديث: " لأنه صلى الله عليه وسلم عق عن الحسن والحسين
" (ص 278) .
* صحيح.
ورد عن جماعة من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم ، منهم عبد الله بن عباس ، وعائشة ، وبريدة بن الحصيب ، وأنس بن مالك ، وعبد الله بن عمرو ، وجابر ، وعلى.
1 ـ أما حديث ابن عباس ، فيرويه عنه عكرمة ، وله عنه طريقان:
الأولى: عن أيوب عن عكرمة عنه به وزاد: " كبشا كبشا ".
أخرجه أبو داود (2841) والطحاوى فى " المشكل "(1/457) وابن الجارود (911) والبيهقى (9/299 ، 302) وأبو إسحاق الحربى فى " غريب الحديث (5/8/2) وابن الأعرابى فى " معجمه " (ق 166/1) والطبرانى فى " المعجم الكبير " (1/254 ، 3/137/2 ، 138/1) وأبو نعيم فى " أخبار اصبهان " (2/151) .
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط البخارى ، وقد صححه عبد الحق الأشبيلى فى " الأحكام الكبرى "(رقم بتحقيقى) .
الثانية: عن قتادة عن عكرمة به ، وزاد:" بكبشين كبشين ".
أخرجه النسائى (2/189) والطبرانى فى " الكبير "(3/137/2) دون الزيادة.
وإسنادهما صحيح ، إسناد الأول على شرط البخارى.
الثالثة: عن يونس بن عبيد عن عكرمة به بلفظ: " عق عن الحسن كبشا ، وأمر برأسه فحلق ، وتصدق بوزن شعره فضة وكذلك الحسن أيضا ".
أخرجه ابن الأعرابى فى " معجمه "(166/1) من طريق مسلمة بن محمد الثقفى عن يونس بن عبيد به.
قلت: وهذا إسناد ضعيف ، مسلمة هذا لين الحديث كما فى " التقريب ".
2 ـ وأما حديث عائشة رضى الله عنها ، فيرويه ابن وهب: أخبرنى محمد بن عمرو عن ابن جريج عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة قالت: " عق رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حسن وحسين يوم السابع ، وسماهما ، وأمر أن يماط عن رأسها الأذى".
أخرجه الطحاوى فى " المشكل "(1/460) وابن حبان (1056) والحاكم (4/237) والبيهقى (9/299) وقال: " قال ابن عدى: لا أعلم يرويه عن ابن جريج بهذا الإسناد غير محمد بن عمرو اليافعى ، وعبد المجيد بن عبد العزيز بن أبى رواد ".
قلت: واليافعى قال ابن حبان عقب اسمه فى هذا السند: " شيخ ثقة مصرى".
قلت: وروى له مسلم متابعة.
وقال ابن عدى: له مناكير.
وقال ابن القطان: لم تثبت عدالته.
وذكره الساجى فى " الضعفاء " ونقل عن يحيى بن معين أنه قال: غيره أقوى منه ، كما فى التهذيب ".
قلت: وهذا رد على الذهبى حيث قال فى " الميزان ": " روى له مسلم ، وما علمت أحدا ضعفه ".
قلت: لكن تابعه عبد المجيد بن أبى رود كما تقدم عن ابن عدى معلقا ، ووصلها البيهقى (9/303) وتابعه أيضا أبو قرة واسمه موسى بن طارق وهو ثقة أخرجه البيهقى ، وفى روايته:" عن الحسن شاتين ، وعن حسين شاتين ، ذبحهما يوم السابع وسماهما ".
أخرجه البيهقى (9/303 ـ 304) .
قلت: فهاتان المتابعتان تقويان رواية اليافعى وتدلان على أنه قد حفظ الحديث على ابن جريج ، فلولا عنعنة هذا لقلت كما قال الحاكم:
" صحيح الإسناد ". ووافقه الذهبى! وصححه ابن السكن أيضاً كما ذكر الحافظ فى " التلخيص "(4/147) . وقال فى " الفتح "(9/483) : " وسنده صحيح ".
3 ـ وأما حديث بريدة ، فيرويه الحسين بن واقد عن عبد الله بن بريدة عن أبيه مختصرا بلفظ:" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عق عن الحسن والحسين ".
أخرجه النسائى (2/188) وأحمد (5/355 ، 361) والطبرانى فى " الكبير "(1/121/2) .
وقال الحافظ " وسنده صحيح ".
قلت: وهو على شرط مسلم.
4 ـ وأما حديث أنس بن مالك ، فيرويه ابن وهب أيضا: أخبرنى جرير ابن حازم عن قتادة عنه قال: " عق رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حسن وحسين بكبشين ".
أخرجه الطحاوى فى " المشكل "(1/456) وابن حبان (1061) والطبرانى فى " المعجم الأوسط "(1/133/2) وابن عدى فى " الكامل "(ق 51/2) وابن عساكر فى " تاريخ دمشق "(14/356/1) .
وقال الطبرانى:
" لم يروه عن قتادة إلا جرير ، تفرد به ابن وهب ".
قلت: وكلهم ثقات من رجال الشيخين لولا أن قتادة مدلس وقد عنعنه.
ومع ذلك فقد صححه عبد الحق فى " الأحكام الكبرى "(رقم) وقال الهيثمى فى " المجمع "(4/85) بعدما عزاه للأوسط: " ورجاله رجال الصحيح ". وقال فى مكان آخر (4/57) : " رواه أبو يعلى والبزار باختصار ورجاله ثقات ".
وعزاه الحافظ فى " التلخيص "(4/147) للطبرانى فى " الصغير " ، وهو وهم ، فإنما أخرجه فى " الأوسط " كما عرفت من تخريجنا ومما نقلته عن الهيثمى.
5 ـ وأما حديث ابن عمرو ، فيرويه سوار أبو حمزة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده:" أن النبى صلى الله عليه وسلم عق عن الحسن والحسين عن كل واحد منهما كبشين اثنين مثلين متكافئين ".
أخرجه الحاكم (4/237) وسكت عليه ، وتعقبه الذهبى بقوله:" قلت: سوار ضعيف ".
قلت: ولا بأس به فى الشواهد.
6 ـ وأما حديث جابر بن عبد الله ، فله عنه طريقان:
الأولى: عن المغيرة بن مسلم عن أبى الزبير عنه مختصرا: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عق عن الحسن والحسين ".
أخرجه أبو يعلى فى " مسنده "(ق 11/1) والطبرانى فى " الكبير "(1/121/2) قلت: ورجاله ثقات كلهم رجال مسلم غير المغيرة بن مسلم وهو القسملى وهو ثقة ، لكن أبا الزبير مدلس وقد عنعنه ، ولولا ذلك لقلنا بصحته.
وقال الهيثمى (4/557) :
" رواه أبو يعلى ، ورجاله ثقات ".
والأخرى: عن محمد بن المتوكل: حدثنا الوليد بن مسلم عن زهير بن محمد المكى عن محمد بن المنكدر عنه به وزاد: " وختنهما لسبعة أيام ".
أخرجه الطبرانى فى " المعجم الصغير "(ص 185) وابن عدى فى " الكامل "(ق 149/1) وعنه البيهقى فى " السنن الكبرى "(8/324) .
وقال ابن عدى: " لا أعلم رواه عن الوليد غير محمد بن المتوكل ، وهو محمد بن أبى السرى العسقلانى ".
قلت: وهو ضعيف. وفى " التقريب ":" صدوق له أوهام كثيرة ".
وقال الهيثمى (4/59) : " رواه الطبرانى فى " الصغير " و" الكبير " باختصار الختان ، وفيه محمد بن أبى السرى ، وثقه ابن حبان وغيره وفيه لين ".
قلت: فيه إيهام أنه فى " الكبير " من هذه الطريق ، وأنه لم يروه غير الطبرانى بالاختصار ، وليس كذلك كما هو ظاهر بمراجعة الطريق الأولى.
7 ـ وأما حديث على بن أبى طالب ، فيرويه محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبى بكر عن محمد بن على بن الحسين عنه قال:" عق رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحسن بشاة ، وقال: يا فاطمة احلقى رأسه وتصدقى بزنة شعره فضة ، قال: فوزناه ، فكان وزنه درهما أو بعض درهم ".
أخرجه الترمذى (1/286 ـ 287) وقال: " حديث حسن غريب ، وإسناده ليس بمتصل ، وأبو جعفر محمد بن على بن الحسين لم
يدرك على بن أبى طالب ".
قلت: قد وصله الحاكم فقال (4/ز 237) : حدثنا أبو الطيب محمد بن على بن الحسن الحيرى ـ من أصل كتابه ـ حدثنا محمد بن عبد الوهاب الفراء حدثنا يعلى بن عبيد حدثنا محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبى بكر عن محمد بن على بن الحسين عن أبيه عن جده عن على بن أبى طالب به.
وسكت عليه هو والذهبى ، ورجاله ثقات معروفون غير أبى الطيب هذا ، فلم أجد له ترجمة.
وقد ذكره البيهقى من الطريق الأولى معلقا ثم قال (9/304) : " وهذا منقطع ".
ثم ذكره من الطريق الأخرى الموصولة ثم قال: " ولا أدرى محفوظ هو أم لا ".
قلت: ومداره من الطريقين على محمد بن إسحاق وهو ابن يسار صاحب السيرة ، وهو مدلس وقد عنعنه. ولعل تحسين الترمذى إياه من أجل ما له من الشواهد مثل حديث ابن عباس المتقدم من الطريق الثالثة ، والله أعلم.
(فائدة) يلاحظ القارى الكريم أن الروايات اختلفت فيما عق به صلى الله عليه وسلم عن الحسن والحسين رضى الله عنهما ، فى بعضها أنه كبش واحد عن كل منهما ، وفى أخرى أنه كبشان. وأرى أن هذا الثانى هو الذى ينبغى الأخذ به والاعتماد عليه ، لأمرين:
الأول: أنها تضمنت زيادة على ما قبلها ، وزيادة الثقة مقبولة ، لا سيما إذا جاءت من طرق مختلفة المخارج كما هو الشأن هنا.
والآخر: إنها توافق الأحاديث الأخرى القولية فى الباب ، والتى توجب العق عن الذكر بشاتين ، كما يأتى بيان قريبا بعد حديث إن شاء الله تعالى.
وجاء فى طريق واحد منها زيادة تبدوا أنها غريبة وهى قوله: " وختنهما لسبعة أيام ".
وقد وجدت لها شاهدا من حديث رواد بن الجراح عن عبد الملك بن أبى