الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قلت: وعلى هذا فظاهر الإسناد والصحة ، ولكن له عندى علتان:
الأولى: الانقطاع بين عطاء وأم كرز ، لما ذكرته فيما تقدم من الكلام على طرق حديث أم كرز هذه عند حديث عائشة ، رقم (1166) .
والأخرى: شذوذ والإدراج ، فقد ثبت الحديث عن عائشة من طريقين كما سبق هناك ، وليس فيهما قوله: " تقطع جدولا
…
".
فالظاهر أن هذا مدرج من قول عطاء ، ويؤيده أن عامر الأحول رواه عن عطاء عن أم كرز قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" عن الغلام شاتان مكافئتان ، وعن الجارية شاة ". قال: وكان عطاء يقول: تقطع جدولا
…
" دون قوله " ولكن ذاك يوم السابع
…
".
أخرجه البيهقى (9/302) . فقد بين عامر أن هذا القول ليس مرفوعا فى الحديث وإنما هو من كلام عطاء موقوفا عليه ، فدل أنه مدرج فى الحديث ، والله أعلم.
(1171) - (" أهرقوا عنه دما وأميطوا عنه الأذى
" رواه أبو داود (ص 279) .
* صحيح.
أخرجه أبو داود (2839) والترمذى (1/286) والبيهقى (9/299) وأحمد (4/81 ، 214) عن عبد الرزاق: حدثنا هشام بن حسان عن حفصة بنت سيرين عن الرباب عن سلمان بن عامر الضبى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مع الغلام عقيقة ، فأهريقوا
…
".
وتابعه عاصم بن سلمان الأحول عن حفصة بنت سرين به.
أخرجه الترمذى وأحمد (4/214) والحميدى (823) . وقال الترمذى: " حديث حسن صحيح ".
قلت: وخالف عبد الرزاق جماعة ، فرواه عبد الله بن نمير حدثنا هشام بن
حسان عن حفصة بنت سيرين عن سلمان بن عامر به. لم يذكر الرباب.
أخرجه ابن ماجه (3164) وأحمد (4/17 ـ 18 ، 214) .
وكذا رواه يحيى بن سعيد عن هشام به.
أخرجه الإمام أحمد (4/18 ، 214) : حدثنا يحيى بن سعيد به.
وكذلك رواه محمد بن جعفر ويزيد بن هارون قالا: حدثنا هشام به.
أخرجه أحمد أيضا (4/17 ـ 18 ، 214) .
وكذلك رواه سعيد بن عامر عن هشام به.
أخرجه الدارمى (2/81) .
وكذا رواه عبد الله بن بكير السهمى عن هشام به.
أخرجه الحارث بن أبى أسامة كما فى " الفتح "(9/510) .
قلت: فقد اتفق هؤلاء الثقات على روايته عن هشام بن حسان بإسقاط الرباب من الإسناد ، وذلك مما يرجح روايتهم على رواية عبد الرزاق التى زاد فيها " الرباب " ، وهى مجهولة ، ويجعل روايته شاذة ، إلا أن متابعة عاصم الأحول المذكورة تدل على أن لها أصلا ، وقد علقها البخارى فى " صحيحه " فقال: " وقال غير واحد عن عاصم وهشام عن حفصة بنت سيرين عن الرباب عن سلمان بن عامر
الضبى عن النبى صلى الله عليه وسلم ".
وفيه إشعار بأن عبد الرزاق لم يتفرد به عن هشام ، وذلك مما يقوى أن روايته محفوظة ، فلعل حفصة بنت سيرين سمعتها أولا من الرباب عن سلمان ، ثم سمعتها من سلمان مباشرة ، فكانت ترويه على الوجهين ، مرة عنها ، وتارة عنه.
وقد تابعها على الوجه الثانى أخوها محمد بن سيرين عن سلمان به مرفوعا.
رواه عنه جماعة من الثقات منهم أيوب وحبيب ويونس وقتادة ، رواه عنهم جميعا حماد بن سلمة.
أخرجه النسائى (2/188) والبيهقى وأحمد (4/18 ، 214) وعلقه البخارى.
ومنهم هشام وهو ابن حسان نفسه.
أخرجه الطحاوى (1/459) والبيهقى فى رواية حماد بن سلمة المذكورة آنفا وعلقها البخارى.
وتابعه حماد بن زيد عن أيوب وحده ، أخرجه البيهقى وأحمد (4/18) .
وجرير بن حازم ، أخرجه الطحاوى ، وعلقه البخارى.
وتابعه هشيم أخبرنا يونس وحده ، وهمام حدثنا قتادة وحده أخرجه أحمد (4/18 ، 215) .
ومنهم ابن عون وسعيد ـ وهو بن أبى عروبة كلاهما عن محمد بن سيرين به.
أخرجه أحمد (4/18 ، 214 ـ 215) وزادا: " قال: وكان ابن سيرين يقول: إن لم يكن إماطة الأذى حلق الرأس فلا أدرى ما
هو؟ ".
ومنهم يزيد بن إبراهيم حدثنا محمد بن سيرين به. وزاد: " قال محمد: فحرصت أن أعلم معنى " أميطوا عنه " فلم يخبرنى أحد ".
أخرجه الطحاوى والبيهقى لكنه أوقفه ، وكذلك علقه البخارى.
قلت: فهذه طرق كثيرة عن جماعة من الثقات رووه عن ابن سيرين عن سلمان ابن عامر مرفوعا ، وابن سيرين ثقة لا يسأل عن مثله فالسند صحيح غاية. وقال الحافظ فى " الفتح ":
" وبالجملة فهذه الطرق يقوى بعضها بعضا ، والحديث مرفوع ، ولا يضره رواية من وقفه ".
قلت: وقد روى عن ابن سيرين عن أبى هريرة مرفوعا به.
أخرجه الحاكم (4/238) من طريق محمد بن جرير بن حازم عن عبد الله بن المختار عن محمد بن سيرين به. وقال: " صحيح الإسناد ". ووافقه الذهبى.
قلت: ومحمد بن جرير بن حازم لم أجد له ترجمة ، ولم يذكره فى " التهذيب " فى الرواة عن جرير بن حازم ، وقد ذكر فيهم ابنه وهيبا: والحديث أورده الهيثمى فى " المجمع "(4/58) وقال: " رواه البزار ورجاله رجال الصحيح ".
وله شاهد من حديث ابن عمر مرفوعا بلفظ: " إذا كان يوم سابعه ، فأهريقوا عنه دما ، وأميطوا عنه الأذى ، وسموه ".
أخرجه الطبرانى فى " الكبير "(3/193/2) و" الأوسط "(1/133/1) : حدثنا أحمد بن طاهر بن حرملة بن يحيى أخبرنا يحيى أخبرنا جدى حرملة بن يحيى أخبرنا ابن وهب: حدثنى الضحاك بن عثمان عن عبد الرحمن بن مجبر عن سالم عن أبيه.
وقال: " لم يروه عن عبد الرحمن إلا الضحاك ، تفرد به ابن وهب ".
قلت: وهو ثقة حافظ ، ومن فوقه ثقة من رجال مسلم سوى ابن المجبر فأورده ابن حبان فى " الثقات "(2/166) ووثقه عمرو بن على الفلاس كما