الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قلت: وهؤلاء الذين رووا الحديث عن الحجاج كلهم ثقات ، وقد اختلفوا عليه فى إسناده ومتنه ، وهذا الاختلاف منه ، قال الحافظ فى " التقريب ":" صدوق ، كثير الخطأ ، والتدليس ".
ولهذا قال البيهقى عقبه: " وهذا من تخليطات الحجاج بن أرطاة ، وإنما الحديث عن عمرة عن عائشة رضى الله عنها عن النبى صلى الله عليه وسلم ، كما رواه سائر الناس عن عائشة رضى الله عنها ".
قلت: يعنى الحديث الآتى بعد هذا.
وللحديث شاهد من حديث ابن عباس بلفظ: " إذا رميتم الجمرة ، فقد حل لكم
…
".
وقد أوردته فى " سلسلة الأحاديث الصحيحة " ، وبينت فيه الاختلاف فى رفعه ووقفه ، وأن الأكثر على الوقف ، وأنه حديث صحيح لغيره. بدون الزيادة المذكورة " وحلقتم " ، لأن له شاهداً من حديث عائشة كما سأبينه فى حديثها الآتى.
(1047) - (قالت عائشة: " طيبت رسول الله صلى الله عليه وسلم لإحرامه حين أحرم ولحله قبل أن يطوف بالبيت
" متفق عليه (ص 254) .
* صحيح.
وله عنها طرق:
الأولى: عن القاسم بن محمد عنها.
أخرجه البخارى (1/439) ومسلم (4/10) وكذا أبو نعيم فى " مستخرجه "(19/133/2) ومالك (1/328/17) وأبو داود (1745) والنسائى (2/10 ، 11) والترمذى (1/173) والدارمى (2/33) وابن ماجه (2926) والطحاوى (1/419) وابن الجارود (414) والدارقطنى
(278)
والبيهقى (5/34 ، 136) والطيالسى (1418 ، 1431) وأحمد (6/181 ، 186 ، 192 ، 200 ، 214 ، 216 ، 238 ، 244) وابن أبى داود فى " مسند عائشة رضى الله عنها "(ق 54/2) من طرق عنه.
وزاد البخارى: " بيدى هاتين ، وبسطت يديها ".
وهى عند أحمد فى رواية دون قوله: " وبسطت يديها ".
وزاد هو فى رواية أخرى وكذا النسائى: " بطيب فيه مسك ".
وهى فى رواية الترمذى ، وقال:" حديث حسن صحيح ".
وزاد الدارقطنى وحده من طريق إسرائيل عن عبد الكريم عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه بلفظ: " كنت أطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما يذبح ويحلق قبل أن يزور البيت ".
قلت: فقوله: " بعدما يذبح ويحلق " شاذ أو منكر ، لأنه ثبت عن عروة وغيره أن ذلك كان بعدما رمى صلى الله عليه وسلم جمرة العقبة لم يذكروا الذبح والحلق كما يأتى فى الطريق الثانية وغيرها ، والشذوذ إنما هو من عبد الكريم ، وهو ابن أبى المخارق البصرى أو ابن مالك الجزرى ، فإن كلا منهما يروى عنه إسرائيل وهو ابن يونس بن أبى إسحاق السبيعى ، ولذلك لم أستطع الجزم بأيهما المراد هنا ، وإن كان القلب يميل إلى أنه البصرى لأنه ضعيف فهو بهذا الشذوذ أولى من الجزرى فإنه ثقة ، والله أعلم.
الطريق الثانية: عن عروة عنها بلفظ: " طيبت رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدى بذريرة فى حجة الوداع للجل [1] والإحرام "
أخرجه البخارى (4/101) ومسلم وأبو نعيم والشافعى (924 ، 925) والنسائى والدارمى والطحاوى والبيهقى وأحمد (6/200 ، 244) وابن أبى داود من طرق عن عورة به.
وزاد النسائى عن طريق الزهرى عنه: " ولحله بعدما رمى جمرة العقبة قبل أن يطوف بالبيت ".
وهى عند أحمد من طريق عمر بن عبد الله بن عروة أنه سمع عروة والقاسم يخبران به بلفظ: " وحين رمى جمرة العقبة يوم النحر قبل أن يطوف بالبيت ".
وإسنادهما صحيح على شرط الشيخين.
الطريق الثالثة: عن أم أبى الرجال (واسمها عمرة) عنها بلفظ: " طيبت رسول الله صلى الله عليه وسلم لحرمه حين أحرم ، ولحله قبل أن يفيض بأطيب ما وجدت "
أخرجه مسلم وأبو نعيم والبيهقى.
الطريق الرابعة: عن سالم بن عبد الله قال: قالت عائشة رضى الله عنها: " أنا طيبت رسول الله صلى الله عليه وسلم لحله وإحرامه.
قال سالم: وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحق أن تتبع ".
أخرجه الشافعى (927) : أخبرنا ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن سالم به.
ومن طريقه أخرجه البيهقى (5/135 ـ 136) ورواه الطيالسى (1553) : حدثنا حماد بن زيد قال: حدثنا عمرو بن دينار به مختصرا دون قول سالم وكذا رواه الطحاوى.
قلت: وهذا سند صحيح.
وأخرجه الإمام أحمد (6/106) : حدثنا مؤمل: قال: حدثنا سفيان عن
عمرو بن دينار: قال سالم: فذكره بلفظ: " كنت أطيب النبى صلى الله عليه وسلم بعدما يرمى الجمرة قبل أن يفيض إلى البيت قال سالم: فسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحق أن نأخذ بها من قول عمر ".
قلت: ومؤمل بوزن محمد هو ابن إسماعيل البصرى وهو صدوق ولكنه سىء الحفظ ، إلا أن قوله " بعدما يرمى الجمرة " ثابت محفوظ عن عائشة رواه عنها عروة والقاسم كما سبق فى الطريق الثانية ، ويأتى مثله فى السادسة والسابعة.
ويشير سالم بقوله: " فسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحق
…
من قول عمر " إلى ما أخرجه مالك (1/410/421) وعنه البيهقى (5/204) عن نافع وعبد الله ابن دينار عن عبد الله بن عمر أن عمر بن الخطاب خطب الناس بعرفة ، وعلمهم أمر الحج ، وقال لهم فيما قال: " إذا جئتم منى ، فمن رمى الجمرة ، فقد حل له ما حرم على الحاج ، إلا النساء والطيب ، لا يمس أحدُنساء ، ولا طيباً ، حتى يطوف بالبيت ".
وزاد فى لفظ له: " ثم حلق أو قصر ، ونحر هديا إن كان معه ".
ورواه الطحاوى (1/420) من الوجهين عن ابن عمر ، ومن طريق طاوس عنه مثله.
السادسة: عن طاوس عن ابن عمر ، قال: قال عمر (فذكر مثل الذى تقدم آنفا) قال: فقالت عائشة رضى الله عنها: " كنت أطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رمى جمرة العقبة قبل أن يفيض. فسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحق أن يؤخذ بها من سنة عمر ".
أخرجه الطحاوى (1/421) بسند صحيح.
السابعة: عن عطاء عنها قالت: