الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والآن تبين لى أنه حكاية منه لقول الحاكم مقرا له عليه كما هى عادته ، وأما عند التعقب فإنه يصدره بقوله " قلت
…
وذلك ما لم يصنعه هنا فتصويب نسخة المستدرك " صحيح على شرط البخارى ، فقد احتج
…
" ، والله أعلم.
(921) - (وفى الخبر: " إن للصائم عند فطرة دعوة لا ترد
" (ص 221) .
* ضعيف.
أخرجه ابن ماجه (1753) وابن السنى (475) والحاكم (1/422) وابن عساكر فى " تاريخ دمشق "(2/287/2) عن الوليد بن مسلم حدثنا إسحاق بن عبيد الله قال: سمعت ابن أبى مليكة يقول: سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنهما يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره وزاد: " قال ابن أبى مليكة: سمعت عبد الله بن عمرو يقول إذا أفطر: اللهم إنى أسألك برحمتك التى وسعتْ كل شىء أن تغفر لى ".
قلت: وهذا سند ضعيف وعلته إسحاق هذا ، وهو ابن عبيد الله بن أبى المهاجر المخزومى مولاهم الدمشقى أخو إسماعيل بن عبيد الله ، وفى ترجمته ساق الحافظ ابن عساكر هذا الحديث ، وقال:" روى عنه مسلم " ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا ، وذكره ابن حبان فى " الثقات " وقال (2/13) :" من أهل الشام ، كنيته أبو عبد الحميد مولى عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، يروى عن أم الدرداء (أى الصغرى) ، روى عنه سعيد بن عبد العزيز ، مات سنة اثنتين وثلاثين ومائة ".
وقال الذهبى فى " الميزان ": " إسحاق بن عبد الله بن أبى المهاجر ينسخ للوليد بن مسلم ، لا يعرف دمشقى ".
كذا قال " عبد الله " وتعقبه العسقلانى فى " اللسان " بقوله:
" وهو رجل معروف ، وإنما تحرف اسم أبيه على الذهبى فجهله ، وهو إسحاق بن عبيد الله بالتصغير أخو إسماعيل بن عبيد الله
…
وحديثه عن ابن أبى مليكة عند ابن ماجه من رواية الوليد عنه ، واختلفت النسخ فى ضبط والده بالتصغير والتكبير ، وقد أوضحته فى " تهذيب التهذيب " ".
ولم يوضح هناك شيئا من الاختلاف وغاية ما فعل أنه قال: " قلت: الذى رأيته فى عدة نسخ من ابن ماجه: حدثنا إسحاق بن عبيد الله المدنى عن عبد الله بن أبى مليكة ".
ذكر هذا فى ترجمة إسحاق بن عبيد الله بن أبى مليكة القرشى التيمى وفيها قال المزنى: " روى عن عبد الله بن أبى مليكة عن عبد الله بن عمرو حديث: أن للصائم
…
روى به ابن ماجه هذا الحديث ".
فتعقبه الحافظ بما سبق يريد من ذلك أنه ليس فى نسب المترجم فى سنن ابن ماجه أنه ابن أبى مليكة وإنما عن عبد الله بن أبى مليكة. فهذا هو الذى أوضحه الحافظ فى " التهذيب " وأما الاختلاف الذى أشار إليه فلا.
ثم ذكر الحافظ بعد تلك الترجمة ابن أبى المهاجر المذكور آنفاً وساق فيها هذا الحديث ثم قال: " فهو الذى أخرج له ابن ماجه ".
وذكر نحوه فى " التقريب "، وزاد:" وهو مقبول ".
قلت: وما قاله فى " التهذيب " هو الذى ينبغى الاعتماد عليه ، بيد أنه يرد عليه إشكال وهو أنه وقع عند ابن ماجه أنه (المدنى) ، والمترجم شامى ، والحافظ لم يفدنا شيئا نرد به هذا الإشكال ، والذى عندى أن هذه النسبة (المدنى) لم ترد فى شىء من الطرق الكثيرة المشار إليها عن الوليد بن مسلم إلا فى طريق ابن ماجه ، واغتر بها الحافظ المنذرى فقال فى " الترغيب "(2/63)
بعد أن ساق الحديث من رواية البيهقى عن إسحاق بن عبيد الله: " وإسحاق هذا مدنى لا يعرف ".
ومدار هذه الطريق على هشام بن عمار: حدثنا الوليد
…
وهشام فيه ضعف وإن أخرج له البخارى ، فقال الحافظ فى " التقريب ":" صدوق ، مقرىء ، كبر فصار يتلقن ، فحديثه القديم أصح ".
قلت: فمثله إذا تفرد بمثل هذه الزيادة لم تقبل منه لمخالفته بها الثقات ، فهى شاذة إن لم تكن منكرة.
ومثل هذا أنه وقع فى سند الحاكم " إسحاق بن عبد الله " مكبرا ، وبناء عليه قال الحاكم عقبه:" إسحاق هذا إن كان ابن عبد الله ، مولى زائدة ، فقد خرج له مسلم ، وإن كان ابن أبى فروة ، فإنهما لم يخرجاه ".
ووافقه الذهبى ، إلا أنه قال:" وإن كان ابن أبى فروة قواه [1] ".
وهذا أصح فى الإفادة ، وهو محتمل ، وليس كذلك احتمال كونه إسحاق بن عبد الله مولى زائدة ، لأن هذا تابعى ، ولم يدركه الوليد بن مسلم.
وأما قول البوصيرى فى " الزوائد "(ق 111/2) : " هذا إسناد صحيح ، رجاله ثقات ، رواه الحاكم
…
" ثم ذكر رواية البيهقى وقوله المنذرى فى إسحاق بن عبيد الله ، لا يعرف ، ثم تعقبه البوصيرى بقوله: " قلت: قال الذهبى فى " الكاشف ": صدوق. وذكره ابن حبان فى (الثقات) ".
هكذا قال فى نسختنا من " الزوائد " وهى محفوظة فى مكتبة الأوقاف الإسلامية فى حلب ، ومن الظاهر أنها تختلف بعض الشىء عن النسخة التى كان
ينقل عنها أبو الحسن السنيدي [1] رحمه الله فى حاشيته على ابن ماجه ، ومن ذلك تخريج هذا الحديث فقد قال:" وفى الزوائد ، إسناده صحيح ، لأن إسحاق بن عبد الله بن الحارث قال النسائى ليس به بأس ، وقال أبو زرعة: ثقة ، وذكره ابن حبان فى " الثقات " وباقى رجال الإسناد على شرط البخارى ".
فقد سمى فى هذا النقل عن البوصيرى عن إسحاق الذى لم يسمه فى نسختنا ، فإن كان أراد حقيقة إسحاق بن عبد الله بن الحارث هذا فيكون هو المراد بقول الذهبى:" صدوق " فهذا محتمل ، ولكن لا يحتمل أن يكون هو الذى فى إسناد هذا الحديث ، لأنه من التابعين ولم يدركه الوليد أيضاً ، وإن كان البوصيرى أراد فى نسختنا غير ابن الحارث فلم أعرفه ، وإن أراد به ابن أبى المهاجر فيبعد أن يقول فيه الذهبى:" صدوق " وقد قال فى " الميزان ": " لا يعرف " كما سبق والله أعلم.
وجملة القول: إن إسناد هذا الحديث ضعيف لأنه إن كان راويه إسحاق هو ابن عبيد الله مصغرا فهو إما ابن أبى المهاجر وهو الراجح فهو مجهول وإن كان هو ابن أبى مليكة كما ظن المزى فهو مجهول الحال كما فى " التقريب ".
وإن كان هو ابن عبد الله مكبرا فالأرجح أنه ابن أبى فروة لأنه من هذه الطبقة وهو متروك كما قال الحافظ ، والله أعلم.
وقد وجدت للحديث شاهدا يرويه أبو محمد المليكى عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " للصائم عند إفطاره دعوة مستجابة ". فكان عبد الله بن عمرو إذا أفطر دعا أهله وولده ودعا.
وأبو محمد المليكى لم أعرفه ، ويحتمل أنه عبد الرحمن بن أبى بكر بن عبيد الله ابن أبى مليكة المدنى فإنه من هذه الطبقة ، فإن يكن هو فإنه ضعيف كما فى " التقريب " بل قال النسائى: ليس بثقة. وفى رواية: متروك الحديث.