الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(ص 190) : حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن ليث عن طاوس عن ابن عباس به.
قلت: وليث هو ابن أبى سليم وهو ضعيف.
(988) - (وعن أنس فى قوله عز وجل: (من استطاع إليه سبيلا) قال: " قيل: يا رسول الله ما السبيل؟ قال: الزاد والراحلة
" رواه الدارقطنى (ص238) .
* ضعيف.
أخرجه الدارقطنى (254) وكذا الحاكم (1/442) عن على بن العباس حدثنا على بن سعيد بن مسروق الكندى حدثنا ابن أبى زائدة عن سعيد بن أبى عروبة عن قتادة عن أنس به.
وقال الحاكم: " صحيح على شرط الشيخين ، وقد تابع حماد بن سلمة سعيدا على روايته عن قتادة "
قلت: ثم ساق الحاكم من طريق أبى قتادة الحرانى عن حماد بن سلمة عن قتادة به. ثم قال: " هذا صحيح على شرط مسلم ". ووافقه الذهبى فى كل ذلك ، وخالفه البيهقى ـ وهو تلميذه ـ فقال (4/230) بعد أن علقه من طريق سعيد بن أبى عروبة به: " ولا أراه إلا وهماً ، فقد أخبرنا
…
"
ثم ساق إسناده إلى جعفر بن عون: أنبأنا سعيد بن أبى عروبة عن قتادة عن الحسن قال: فذكره مرفوعا مرسلا ، وقال:
" هذا هو المحفوظ عن قتادة عن الحسن عن النبى صلى الله عليه وسلم مرسلا ، وكذلك رواه يونس بن عبيد عن الحسن ".
وقال ابن عبد الهادى فى " تنقيح التحقيق "(2/70/1) : " لم يخرجه أحد من أهل السنن بهذا الإسناد ، وعلى بن سعيد بن مسروق
وعلى بن العباس ثقتان ، والصواب عن قتادة عن الحسن عن النبى صلى الله عليه وسلم مرسلا ، وأما رفعه عن أنس فهو وهم ، هكذا قال شيخنا ".
وقال الحافظ فى " التلخيص "(202) بعد أن ذكر خلاصة كلام البيهقى فى ترجيح المرسل على الموصول: " وسنده صحيح إلى الحسن ، وقد رواه الحاكم من حديث حماد بن سلمة عن قتادة عن أنس أيضا ، إلا أن الراوى عن حماد هو أبو قتادة عبد الله بن واقد الحرانى ، وقد قال أبو حاتم: هو منكر الحديث ".
وقال فى " التقريب ": " هو متروك ، وكان يدلس ".
قلت: فلا قيمة لهذه المتابعة حينئذ فالعجب من الذهبى كيف وافق الحاكم على تصحيح إسناده وعلى شرط مسلم؟ ! وهو ليس من رجاله! ويتبين أن الصواب فى هذا الإسناد أنه عن قتادة عن الحسن مرسلاً كما قال البيهقى ثم ابن عبد الهادى عن شيخه وهو ابن تيمية ، أو الحافظ المزى ، والأول أقرب.
وقد أخرجه أبو بكر القطيعى فى " كتاب المناسك عن سعيد بن أبى عروبة "(1/157/2) قال: أخبرنا عبد الأعلى قال: أخبرنا سعيد عن قتادة عن الحسن به.
وعبد الأعلى هذا هو ابن عبد الأعلى بن محمد السامى البصرى ثقة محتج به فى " الصحيحين " وقد قال: " فرغت من حاجتى من سعيد يعنى ابن أبى عروبة قبل الطاعون " قال الحافظ فى " التهذيب ": " يعنى أنه سمع منه قبل الاختلاط ".
قلت: وهذا من المرجحات لرواية الإرسال لأن ابن أبى زائدة وهو يحيى بن زكريا بن أبى زائدة الذى وصله لا ندرى سمع منه قبل الاختلاط أو بعده.
2 ـ وقد روى موصولا من طريق جماعة آخرين من الصحابة منهم عبد الله بن عمر بن الخطاب مثل حديث أنس.
أخرجه الترمذى (1/155 ، 2/166) وابن ماجه (2896) وابن جرير الطبرى فى " التفسير "(7/40/7485) وكذا الشافعى (1/283/740) والعقيلى فى " الضعفاء "(323) والدارقطنى (255) والبيهقى (4/330) من طريق إبراهيم ابن يزيد المكى عن محمد بن عباد بن جعفر المخزومى عن ابن عمر.
وقال الترمذى: " حديث حسن (1) ، وإبراهيم بن يزيد هو الخوزى قد تكلم فيه بعض أهل العلم من قبل حفظه ".
وقال الحافظ فى " التلخيص "(202) : " وقد قال فيه أحمد والنسائى: متروك الحديث " وبهذا جزم فى " التقريب ".
وقال البيهقى عقبه: " ضعفه أهل العلم بالحديث ، وقد تابعه محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير عن محمد بن عباد ، إلا أنه أضعف من إبراهيم بن يزيد.
ورواه أيضا محمد بن الحجاج عن جرير بن حازم عن محمد بن عباد ، ومحمد بن الحجاج متروك ".
قلت: وصل هذين الطريقين الدارقطنى إلا أنه أدخل فى الطريق الأولى ابن جريج بين ابن عمر وابن عباد.
وله طريق أخرى عن ابن عمر فقال ابن أبى حاتم فى " العلل "(1/297) :
(1) كذا فى نسخة بولاق من " السنن " وكذا فى نقل " التلخيص " عنه ، وأما الزيلعى فنقل (3/8) عنه أنه قال: " حديث غريب
…
".
" سألت على بن الحسين بن الجنيد عن حديث رواه سعيد بن سلام العطار عن عبد الله ابن عمر العمرى عن نافع عنه به؟ قال: هذا حديث باطل ".
قلت: وآفته ابن سلام هذا قال أحمد وابن معين: " كذاب ".
3 ـ وعن ابن عباس نحوه.
أخرجه ابن ماجه (2897) : حدثنا سويد بن سعيد: حدثنا هشام بن سليمان القرشى عن ابن جريج ، قال: وأخبرنيه أيضا (1) عن ابن عطاء عن عكرمة عنه.
قلت: وهذا سند ضعيف وفيه ثلاث علل:
الأولى: ابن عطاء ، وهو عمر بن عطاء بن وراز، قال ابن معين:" عمر بن عطاء الذى يروى عنه ابن جريج يحدث عن عكرمة ، ليس بشىء ، وهو ابن وراز ، وهو يضعفونه ، وقال النسائى: " ضعيف " ذكره ابن عدى فى " الكامل "
(242/2) ثم قال: " وهو قليل الحديث ، ولا أعلم يروى عنه غير ابن جريج ".
الثانية: هشام بن سليمان القرشى وجده عكرمة بن خالد بن العاص المخزومى.
قال ابن أبى حاتم (4/2/62) عن أبيه: " مضطرب الحديث ، ومحله الصدق ، ما أرى به بأسا ".
وقال الحافظ فى " التقريب ": " مقبول " يعنى عند المتابعة ، وأما عند التفرد كما هنا فلين الحديث كما نص عليه فى المقدمة.
وبقول أبى حاتم المذكور أعله الزيلعى فى " نصب الراية "(3/9) نقلا عن " الإمام " لابن دقيق العيد.
الثالثة: سويد بن سعيد هو الحدثانى ، قال الحافظ:
(1) كذا الأصل وكذا نقله الزيلعى ، فمن المخبر لابن جريج عن ابن عطاء وقد ذكروا أن ابن جريج روى عنه مباشرة؟!.
" صدوق فى نفسه ، إلا أنه عمى فصار يتلقن ما ليس من حديثه ، وأفحش فيه ابن معين القول ".
قلت: وأنا أخشى أن يكون هذا مما تلقنه ، فقد تابعه أبو عبيد الله المخزومى (1) لكنه أوقفه فقال: حدثنا هشام بن سليمان وعبد المجيد عن ابن جريج قال: أخبرنى عمر بن عطاء عن عكرمة عن ابن عباس مثل قول عمر بن الخطاب رضى الله عنه: " السبيل الزاد والراحلة ".
أخرجه الدارقطنى (255) وعنه البيهقى (4/331) .
قلت: وهذا الموقوف أقرب إلى الصواب على ضعفه أيضاً.
ومن هذا التحقيق فى هذا الإسناد تعلم أن قول البوصيرى فى " الزوائد "(ق 179/2) : " إسناد حسن " ليس بحسن ، مع أنه ذكر تضعيف من ذكرنا لابن عطاء ، لكنه زاد فقال:" وقال أبو زرعة: ثقة لين ".
فاستخلص هو منه أنه وسط فحسن إسناده وكيف يصح هذا مع تضعيف أولئك إياه ، وقلة حديثه ، ومع وجود العلتين الأخريين فى الطريق إليه؟ !
وله عند الدارقطنى طريق أخرى ، فيه حصين بن مخارق قال الدارقطنى:" يضع الحديث ".
4 ـ وعن عائشة مثله.
أخرجه العقيلى فى " الضعفاء "(323) والدارقطنى (254 ـ 255) والبيهقى (4/330) عن عتاب بن أعين عن سفيان الثورى عن يونس بن عبيد عن الحسن عن أمه عنها. وقال العقيلى: " عتاب فى حديثه وهم ".
(1) اسمه سعيد بن عبد الرحمن بن حسان وهو ثقة.
ثم ساقه من طريقين صحيحين عن سفيان عن إبراهيم بن يزيد الخوزى بسنده المتقدم عن ابن عمر به ، ثم قال:" هذا أولى على ضعفه أيضا ".
قلت: وأيضا ، فإن المحفوظ عن سفيان عن يونس إنما هو عن الحسن مرسلاً هكذا أخرجه البيهقى (4/327) من طريق أبى داود الحفرى عن سفيان به.
نعم وصله الدارقطنى (255) عن حصين بن مخارق عن يونس بن عبيد عن الحسن عن أنس. لكن الحصين هذا يضع الحديث كما تقدم.
وقال الإمام أحمد: حدثنا هشيم حدثنا يونس عن الحسن مرسلا.
أخرجه أبو داود فى " المسائل "(97) وابنه عبد الله فيها (176) .
5 ـ عن جابر بن عبد الله مثله.
أخرجه الدارقطنى (254) عن عبد الملك بن زياد النصيبى حدثنا محمد بن عبد الله ابن عبيد بن عمير عن أبى الزبير أو عمرو بن دينار عنه.
قلت: هذا سند واه جداً قال ابن عبد الهادى فى " التنقيح "(70/1) : " عبد الملك بن زياد النصيبى قال فيه الأزدى: منكر الحديث غير ثقة ، ومحمد بن عبيد الله بن عبيد ضعفه ابن معين ، وقال مرة: ليس بثقة ومرة ليس حديثه بشىء. وقال البخارى: منكر الحديث. وقال النسائى: متروك الحديث ".
6 ـ عن عبد الله بن عمرو بن العاص (1) مثله.
(1) وقع فى " نصب الراية "(3/10) : " عمرو بن العاص بإسقاط ابنه عبد الله ووقع فيه قبل (3/8) على الصواب.
أخرجه الدارقطنى عن أحمد بن أبى نافع حدثنا عفيف عن ابن لهيعة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده.
قلت: وهذا سند واهٍ، وفيه علتان:
إحداهما: أحمد بن أبى نافع وهو أبو سلمة الموصلى ، أورده ابن أبى حاتم (1/1/79) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. وفى " الميزان ":" قال أبو يعلى: لم يكن أهلا للحديث. وذكر له ابن عدى فى كامله أحاديث منكرة".
والأخرى: ابن لهيعة وهو ضعيف من قبل حفظه ، وتصحيح أحمد شاكر له من تساهله. وجزم بضعفه الزيلعى ، إلا أنه اقتصر فى إعلال الحديث عليه وهو قصور لا يخفى وقد تابعه عند الدارقطنى محمد بن عبيد الله العرزمى وهو أشد ضعفا منه قال الحافظ فى " التقريب ":" متروك ".
7 ـ عن عبد الله بن مسعود مثله.
رواه الدارقطنى من طريق بهلول بن عبيد عن حماد بن أبى سليمان عن إبراهيم بن علقمة عنه.
قلت: وهذا سند واهٍجدا ، بهلول آفته ، قال أبو حاتم:" ضعيف الحديث ذاهب ". وقال ابن حبان: " يسرق الحديث " وقال الحاكم: " روى أحاديث موضوعة ".
وخلاصة القول: إن طرق هذا الحديث كلها واهية ، وبعضها أوهى من بعض ، وأحسنها طريق الحسن البصرى المرسل ، وليس فى شىء من تلك الموصولات ما يمكن أن يجعل شاهدا له لوهائها ، خلافا لقول البيهقى بعد أن ساق بعضها:" وروى فيه أحاديث آخر ، لا يصح شىء منها ، وحديث إبراهيم بن يزيد أشهرها ، وقد أكدناه بالذى رواه الحسن البصرى وإن كان منقطعا ".