الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سليمان عن عطاء عن ابن عباس قال: " سبعة من السنة فى الصبى يوم السابع: يسمى ، ويختن ، ويماط عنه الأذى ، ويثقب أذنه ، ويعق عنه ، ويحلق رأسه ، ويلطخ بدم عقيقته ويتصدق بوزن شعره فى رأسه ذهبا أو فضة ".
أخرجه الطبرانى فى " الأوسط "(1/133/2) وقال: " لم يروه عن عبد الملك إلا رواد ".
قلت: وهو صدوق ، اختلط بآخره فترك كما قال الحافظ فى " التقريب ".
وقال فى " التلخيص "(4/148) : " وهو ضعيف ".
قلت: وأورده الذهبى فى " الضعفاء "، وقال: " قال النسائى: ليس بثقة ، وقال أبو حاتم: محله الصدق.
وقال الدارقطنى: ضعيف ".
قلت: فمثله هل يعتبر به ويحتج به فى المتابعات والشواهد؟ محل نظر عندى ، والله أعلم.
وأما قول الهيثمى (4/59) : " رواه الطبرانى فى " الأوسط " ورجاله ثقات ".
فهو من تساهله أو ذهوله ، وقد اغتررت به زمانا من دهرى قبل أن أقف على رجال إسناده وقول الطبرانى أن روادا تفرد به ، فلما وقفت على ذلك تبينت لى الحقيقة وتركت قول الهيثمى!.
(1165) - (وقال صلى الله عليه وسلم: " كل غلام رهينة بعقيقته ، تذبح عنه يوم سابعه ، ويسمى فيه ، ويحلق رأسه
" رواه الخمسة وصححه الترمذى.
* صحيح.
أخرجه أبو داود (2838) والنسائى (2/179) والترمذى (1/287) وابن ماجه (3165) وأحمد (5/7 ـ 8 ، 12 ، 17 ، 17 ـ 18 ، 22) فهؤلاء هم الخمسة ، ورواه أيضا الطيالسى (909) والدارمى
(2/81) والطحاوى فى " مشكل الآثار "(1/453) وابن الجارود (910) والحاكم (4/237) والبيهقى (9/299) وأبو نعيم فى " الحلية "(6/191) كلهم من طرق عن قتادة عن الحسن عن سمرة به. وقال الترمذى: " حديث حسن صحيح ".
وقال الحاكم: " صحيح الإسناد " ووافقه الذهبى ، وصححه أيضا عبد الحق الأشبيلى () .
قال الحافظ فى " التلخيص "(4/164) : " (وجعل) [1] بعضهم الحديث بأنه من رواية الحسن عن سمرة ، وهو مدلس. لكن روى البخارى فى " صحيحه " من طريق الحسن أنه سمع حديث العقيقة من سمرة ، كأنه عنى هذا ".
قلت: ورواه أيضا النسائى عقب الحديث مباشرة ، كأنه يشير بذلك إلى أنه أراد هذا الحديث ، وهو الظاهر ، يؤيده أنه لا يعرف للحسن حديث آخر فى العقيقة والله أعلم.
واعلم أن قوله فى الحديث " فيه " لم يرد إلا فى رواية الإمام أحمد ، وقد طعن فى صحتها أبو جعفر الطحاوى رحمه الله تعالى ، فوجب البحث فى ذلك وبيان الصواب فيه فأقول: قال الإمام أحمد: حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة ، ويزيد قال: أنبأنا سعيد ، وبهز: حدثنا همام (قلت: يعنى ثلاثتهم) عن قتادة به بلفظ: " تذبح عنه يوم سابعه ، قال بهز فى حديثه: ويدمى ويسمى فيه ويحلق قال يزيد: رأسه ".
قلت: فهؤلاء ثلاثة من الثقات: همام وهو ابن يحيى العوذى البصرى ، وسعيد وهو ابن أبى عروبة ، وشعبة وهو ابن الحجاج ثلاثتهم زادوا فيه " فيه " وقد تابعه عن ابن أبى عروبة روح بن عبادة بلفظ:" تذبح عنه ، ويسمى ويحلق رأسه فى اليوم السابع ".
أخرجه الطحاوى (1/254) وأعله بقوله:
" ليس بالقوى فى قلوبنا ، لأن الذى رواه عن سعيد بن أبى عروبة إنما هو روح وسماعه من سعيد إنما كان بعد اختلاطه ، فطلبناه من رواية سواه ممن سماعه منه كان قبل اختلاطه ".
ثم ساق من طريق النسائى بسنده عن يزيد بن زريع عن سعيد به: دون قوله " فيه ".
قلت: وقد خفى عليه الطريقان الآخران عن قتادة وهما صحيحان ، وفيهما الزيادة ، فدل ذلك على أنها قوية محفوظة.
وفى رواية بهز عن همام لفظه أخرى غريبة وهى: " ويدمى ".
وقد تابعه عفان حدثنا همام به.
إلا أنه اقتصر عليها ، ولم يجمع بينها وبين قوله:" ويسمى ".
وكذلك تابعه أبو عمر حفص بن عمر صاحب الحوض حدثنا همام به.
أخرج المتابعة الأولى أحمد (5/17 ـ 18) والدارمى والأخرى أبو داود والبيهقى وزادوا واللفظ لأحمد: " قال همام: وراجعناه " ويدمى " ، قال همام: فكان قتادة يصف الدم فيقول: إذا ذبح العقيقة ، تؤخذ صوفة فتستقبل أوداج الذبيحة ، ثم توضع على يافوخ الصبى حتى إذا سال غسل رأسه ، ثم حلق بعد ".
قلت: فقد اختلف الرواة على قتادة فى هذه اللفظة " ويسمى " فالأكثرون عليها (يدل)[1]" ويدمى " وعكس ذلك همام فى رواية ، ومرة جمع بينهما فقال:" ويدمى ويسمى " كما سبق.
والرواية الأولى هى التى ينشرح الصدر لها لاتفاق الأكثر عليها ، ولاسيما ولها متابعات وشواهد كما يأتى بخلاف الأخرى فهى غريبة ، ولذلك قال أبو داود عقبها:" وهذا وهم من همام: " ويدمى " ، وخولف همام فى هذا الكلام ، وإنما
قالوا: " يسمى "، فقال: همام: " يدمى " ، وليس يؤخذ بهذا ".
وقال عقب الرواية الأولى: " ويسمى أصح ، كذا قال سلام بن أبى مطيع عن قتادة وإياس بن دغفل ، وأشعث عن الحسن ".
قلت: وصله الطحاوى من طريق أشعث عن الحسن به. وإسناده جيد فهو شاهد قوى لرواية الجماعة عن قتادة.
وقد رد الحافظ فى " التلخيص "(4/146) تغليط أبى داود لهمام بقوله: " قلت: يدل على أنه ضطبها أن فى رواية بهز عنه ذكر الأمرين: التدمية والتسمية ، وفيه أنهم سألوا قتادة عن هيئة التدمية ، فذكرها لهم ، فكيف يكون تحريفا من التسمية ، وهو يسأل عن كيفية التدمية؟ ! ".
قلت: وهو الجواب صحيح لو كانت الدعوى محصورة فى كون هذه اللفظة: " ويسمى " تحرفت عليه فقال: " ويدمى " ، لكن الدعوى أعم من ذلك وهى أنه أخطأ فيها سواء كان المحفوظ عنه إقامتها مقام " ويسمى " أو كان المحفوظ الجمع بين اللفظين ، فقد اختلفوا عليه فى ذلك ، وهو فى كل ذلك واهم ، وهذا وإن كان بعيدا بالنسبة للثقة فلا بد من ذلك ليسلم لنا حفظ الجماعة ، فإنه إذا
كان صعبا تخطئه الثقة الذى زاد على الجماعة ، فتخطئه هؤلاء ونسبتهم إلى عدم الحفظ أصعب.
أضف إلى ما سبق أن تدميم رأس الصبى عادة جاهلية قضى عليها الإسلام بدليل حديثين اثنين:
الأول: عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: " كنا فى الجاهلية إذا ولد لأحدنا غلام ذبح شاة ، ولطخ رأسه بدمها ، فلما جاء {الله} بالإسلام كنا نذبح شاة ونحلق رأسه ونلطخه بزعفران ".
أخرجه أبو داود (2843) والطحاوى (1/456 ، 460) والحاكم (4/238) والبيهقى (9/303) .
وقال الحاكم: