الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال أبو علي الجياني: روى حديثه أبو داود في كتاب (الزهد) من كتاب "السنن"، فينظر في قول المزي: روى له أبو داود في "الناسخ".
54 - أحمد بن شعيب بن علي النسائي، أبو عبد الرحمن القاضي
(1)
قال السمعاني في "الأمالي": هو أحد أئمة الدنيا في الحديث، والمرجوع إليه في علم الصحيح والسقيم، وله شرط في الصحيح رَضِيَهُ الحُفَّاظُ وأهلُ المعرفة.
وقال مسلمة: كان ثقة عالمًا بالحديث، وكان يُزَنُّ بِالتَّشَيُّعِ، وذكر لنا بعض أصحابنا أن حمزة بن محمد الكناني أخبره أن النسائي وُلد سنة أربع عشرة ومائتين، وتوفي سنة اثنتين وثلاث مائة.
وقال الخليلي: حافظ متفق عليه، رضيه الحفاظ، وكتابه يُضاف إلى كتاب البخاري ومسلم.
وزعم صاحب "تاريخ القدس" أن من قال: إنه مات بمكة؛ وَهِمَ وَصَحَّفَ، قال: ولا خلافَ أنه مات بالرملة، واللَّه أعلم.
وقد اتفقوا على حفظه وإتقانه، ويعتمد على قوله في "الجرح والتعديل"، وكتابه في السنن كتاب مرضي، وروى عنه ابنه أبو بكر.
وقال ابن القطان: هو أعلم أهل الحديث، وسمَّى الدارقطني وغيره كتابه "المجتبى" صحيحًا.
لم يخرج له أحد من أصحاب الكتب الستة، فلا أدري لِمَ ذكره المزي؟
55 - (خ د تم) أحمد بن صالح المصري، المعروف بابن الطبري
(2)
(1)
انظر: طبقات العبادي: 1/ 51، والأنساب: 1/ 520، والمنتظم: 6/ 132، و 131، والكامل في التاريخ: 8/ 96، ووفيات الأعيان: 1/ 77، ومختصر طبقات علماء الحديث لابن عبد الهادي: 1/ 121، وتذكرة الحفاظ: 2/ 701، والعبر: 2/ 124، ودول الإسلام: 1/ 184، والوافي بالوفيات: 6/ 417، ومرآة الجنان: 2/ 241، و 240، وطبقات الشافعية للسبكي: 3/ 16، و 14، وطبقات الأسنوي: 2/ 480، و 481، والبداية والنهاية: 11/ 123، و 124، والعقد الثمين: 3/ 46، و 45، وطبقات القراء للجزري: 1/ 61، وتهذيب التهذيب: 1/ 37، و 36، والنجوم الزاهرة: 3/ 188، وطبقات الحفاظ: 303، وحسن المحاضرة: 1/ 349، 350، وخلاصة تذهيب التهذيب: 1/ 7، ومفتاح السعادة: 2/ 12، وشذرات الذهب: 2/ 241، والرسالة المستطرفة:12.
(2)
انظر: التاريخ الكبير 2/ 6، والجرح والتعديل 2/ 56، وتاريخ بغداد 4/ 195، و 202، والجمع بين رجال الصحيحين: 10، وطبقات الحنابلة 1/ 48، و 50، وتذكرة الحفاظ 2/ 495، و 496، وميزان =
قال الحافظ أبو يعلى الخليل بن عبد اللَّه بن أحمد الخليلي في كتاب "الإرشاد" تأليفه: ابن صالح ثقة حافظ، وقد اتفق الحفاظ على أن كلام النسائي فيه تحامل، ولا يقدح كلام أمثاله فيه، وقد نقم على النسائي كلامه فيه.
وفي "كتاب أبي العرب حافظ القيروان": قال أبو الطاهر أحمد بن محمد بن عثمان المدني: وكان بمصر من أهل المعرفة بالحديث والرجال أحمد بن صالح أبو جعفر، ليس يساوي شيئًا.
وقال مسلمة بن قاسم: كان ثقة.
وقال الكجي في "تاريخ القدس": كان إمامًا ثقة، أحفظ حفاظ الأثر، عالمًا بعلل الحديث بصيرا باختلافه، أقام بمصر وانتشر عند أهلها علمه.
وقال أبو محمد بن الأخضر: أحد الحفاظ والعلماء بعلل الحديث واختلافه، قال: وقال البغوي: كان حافظًا.
قال أبو سعيد الصدفي في "تاريخه": سمعت ابن معين يقول: أحمد بن صالح سمع من ابن وهب وهو صغير.
وقال الحاكم: كان أحد أئمة أهل المغرب.
وقال ابن بكير: سألت الدارقطني عنه، فقال: ثقة.
ونقل أبو الفرج ابن الجوزي عن أبي الحسن الدارقطني تضعيفه.
وقال القاضي أبو بكر المعافري في كتابه "الأحوذي شرح الترمذي": هو إمام ثقة من أئمة المسلمين لا يُؤثر فيه تجريح، وإن هذا القول ليحطُّ من النسائي أكثر مما حطَّ من أحمد بن صالح.
وقال ابن خلفون في "المعلم": هو أحد الأئمة في الحديث، كان من أحفظ الناس لحديث الزهري، ذكره أبو جعفر النحات فقال: أحد الأئمة الثقات.
وقال الصدفي: سألت أبا الحسن محمد بن محمد الباهلي عن أحمد بن صالح، فقال: ثقة إمام من أئمة المسلمين.
= الاعتدال 1/ 103، و 104، والعبر 1/ 450، والوافي بالوفيات 6/ 424، وطبقات الشافعية للسبكي 2/ 6، و 8، وغاية النهاية في طبقات القراء 1/ 62، والنجوم الزاهرة 2/ 328، وطبقات الحفاظ 1/ 216، وخلاصة تذهيب الكمال: 7، وشذرات الذهب 2/ 117.
وقال أبو عمر النمري: أحمد ثقة صالح مأمون، أحد أئمة الحديث، لا يُقبل فيه قول النسائي، كان أبو زرعة يعده في أئمة الحديث، وذكر الصولي في "تاريخ شعراء مصر": أنه لما مات رثاه محمد بن داود الواسطي من أبيات:
أحمد لا تبعدن دار بعدت
…
بفقدك الفائدات والطرف
يا فارس العلم بالحديث ويا
…
من على فكيه روضة أنف
يا بحر علم غاض التراب به
…
يروي لديه الورى إذا اغترفوا
زرعت بالزهد والقناعة والإحمال
…
زرعًا ثماره الشرف
وذكره أبو عبد اللَّه الحاكم في (باب من نُسب إلى نوع جرح).
وقال البستي في كتاب "الثقات": كان أحمد بن صالح في الحديث وحفظه ومعرفة التاريخ وأنساب المحدثين عند أهل مصر كأحمد بن حنبل عند أصحابنا بالعراق، ولكنه كان صلفًا تياهًا، لا يكاد يعرف أقدار من يختلف إليه، فكان يُحسد على ذلك، والذي روى معاوية بن صالح عن يحيى بن معين أن أحمد بن صالح كذاب، فإن ذاك أحمد بن صالح الشمومي؛ شيخ كان بمكة يضع الحديث، سأل معاوية يحيى عنه، فأما هذا فهو يقارب ابن معين في الحفظ والإتقان، وكان أحفظ لحديث أهل مصر والحجاز من يحيى بن معين، وكان بين محمد بن يحيى وبينه معارضة لتصلفه عليه، وكذلك أبو زرعة الرازي دخل عليه مُسَلِّمًا فلم يحدثه، فوقع بينهما ما يقع بين الناس، وأن من صحَّت عدالته وكثرت عنايته بالسنن والأخبار والتفقه فيها، فبالحري أن لا يُجرح لتصلفه أو تيهه، ومَن الذي يعرى عن موضع عيب من الناس، أم من لا يدخل في جملة من لا يلزق به العيب بعد العيب.
وأما ما حكي في قصة حور العين، فإن ذلك كذب وزور وبهتان وإفك عليه، وذلك أنه لم يكن يتعاطى الكلام ولا يخوض فيه، والمحسود أبدًا يقدح فيه، لأن الحاسد لا غرض له إلا تتبع مثالب المحسود، فإن لم يجد ألزق مثلبة به، وكان أبوه من بخارى، واللَّه تعالى أعلم.
وفي قول المزي: كان فيه، يعني:"الكمال" إبراهيم بن الحجاج السامي وَهْم. نظر؛ لأني لم أره فيما رأيته من كتاب "الكمال" منسوبًا، واللَّه تعالى أعلم، فيُنظر.
وفي كتاب "الجرح والتعديل" للباجي عن الإمام أحمد: هو يفهم حديث أهل المدينة.