الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"صحيحه". وكذلك إمام الأئمة شيخه، والحافظ أبو عوانة الإسفرائيني.
قال شجاع الذُّهلي: سمعت محمد بن علي بن عبد اللَّه، قال: سمعت ابن شاهين يقول: أبو الأزهر ثقة نبيل، كتب عنه أحمد بن سيار في مشايخ نيسابور.
قال العبدي: كتب عنه الناس، وهو حسن الحديث.
قال مسلمة: مجهول. وفي كلامه نظر إن أراد هذا المذكور، وأظنه لم يرد سواه لما بيَّناه قبل، وقد سبقنا بالرد عليه ابن القطان، واللَّه أعلم.
وفي هذه الطبقة:
7 - أحمد بن الأزهر البلخي
(1)
يروي عن: يعقوب بن إبراهيم بن سعد، ومعروف بن حسان.
روى عنه: إمام الأئمة.
وذكره ابن حبان في "الثقات" بعد تخريج حديثه في "صحيحه"، وكذلك الحاكم، ذكرناه للتمييز.
8 - (خ) أحمد بن إسحاق بن الحُصَيْن بن جابر المطوعي، أبو إسحاق، السَّرْمَارِيُّ، الشُّجَاعُ
(2)
نسبه إلى قرية تُدعى سَرمَارة، بفتح السين وسكون الراء، ويقال: بكسر السين، فيما ذكره الحافظان: الجياني، وابن خلفون، وابن السمعاني بضم بالسين، وكأنه معتمد المزي، لابن المهندس ضم السين ضبطًا عن الشيخ.
قال صاحب "الزهرة": روى عنه البخاري سبعة أحاديث.
قال الكلاباذي: رحل بابنه أبي صفوان قبل محمد بن إسماعيل فلحق من المشايخ عدة لم يلحقهم هو، ومات أبو صفوان بعد محمد بعشرين سنة غير نصف شهر.
ولما ذكره البستي في كتاب "الثقات"، قال: كان من الغزَّائين، له في الغزو حكايات كثيرة محكية عنه، وكان من أهل الفضل والنسك مع لزومه الجهاد وشدته فيه، وكان من جلساء أحمد بن حنبل، في "تاريخ بخارى" لأبي عبد اللَّه الغنجار، ومن خط السلفي نقل: كانت النسخة التي أنقل منها فيما ذكره: مات يوم الاثنين لست بقيْن من
(1)
انظر: تهذيب التهذيب 1/ 11، والثقات 4/ 226، ولسان الميزان 1/ 136.
(2)
انظر: تهذيب الكمال 1/ 262، تهذيب التهذيب 1/ 11، تقريب التهذيب 1/ 83.
ربيع الآخر.
وكذا ذكره أبو الفضل ابن طاهر المقدسي، وابن خلفون وغيرهم، وكأنه -واللَّه تعالى أعلم- أشبه لأمرين:
الأول: غنجار أقعد بأهل بلده.
الثاني: لكثرة قائليه، وتفرد من قال: يوم السبت.
قال الغنجار: كان عبد اللَّه بن طاهر مشتاق إلى السرماري، فكلموه في المضي إليه فلم يجب، فلما أكثروا عليه مضى إلى سابور، فدخل الحاجب وأعلم صاحب خراسان به فأدخله، فلما نظر ابن طاهر إليه مدَّ يديْه كلتيهما، ووسَّع بين رِجْلَيْه وهو على السرير، فعانقه بيديْه ورِجْلَيْه وجعل يبكي، فأطال المقام، قال: أوصني، فأوصاه بكلام.
قال أبو نصر الليث بن نصر بن الحسن: اجتمعنا في الجامع ببغداد، فذكرنا قوله صلى الله عليه وسلم: "إن على رأس كل مائة سنة يبعث اللَّه تعالى لهذه الأمَّة من يصلح لها أمرها ويكون عَلَمًا
(1)
"، فبدأت بأبي حفص أحمد بن حفص، ثم ثنيت بمحمد بن إسماعيل، ثم ثلثت بالسرماري؛ لأنه وحده كسر جند العدو، فقالوا: نعم.
قال محمد بن إسماعيل البخاري -وجرى ذكره-: ما نعلم في الإسلام مثله.
قال: فبلغ ذلك أحيد بن رواحة رئيس المطوعة، فقال للبخاري: إن هؤلاء العجم يحكون عنك ويريدون كلامًا ليس هو من قولك، قال: وما هو؟ قال: قلت عن أحمد: ما تعلم في الإسلام مثله، فقال: ما هكذا قلت، ولكن ما بلغنا أنه كان في الإسلام ولا في الجاهلية مثله.
وقال ابنه أبو صفوان: دخلت على أبي يومًا وهو في البستان يأكل وحده، فرأيت على مائدته عصفورًا يأكل معه وحواليه طيور، فلما رآني العصفور طار، فقال أبي: هذا العصفور فرَّ منك وكان ينفرد معي.
قال غنجار: ولما مات بلغ كراء الدابة من المدينة إلى قريته سُرماري عشرة دراهم وزيادة، وخلف ديونًا كثيرة، فكان غرماؤه يشترون من ماله الحزمة الواحدة من القصب من خمسين درهمًا إلى مائة درهم؛ حُبًّا له ورغبة في قضاء ديونه، فما رجعوا من جنازته
(1)
أخرجه أبو داود (4/ 109، رقم 4291)، والطبراني في الأوسط (6/ 323، رقم 6527)، والحاكم (4/ 567، رقم 8592)، والخطيب (2/ 61)، والديلمي (1/ 148، رقم 532)، والبيهقي في المعرفة (1/ 208، رقم 422). وقال المناوي (2/ 282): قال الزين العراقي وغيره: سنده صحيح.