الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أكل عند عائشة: قد ذكر حديث الزهري، عن سعيد بن خالد، عن عروة، عن عائشة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم:"تَوَضَّئُوا مِمَّا غَيَّرَتِ النَّارُ". قال محمد: هذا أصح عندي.
وقال ابن سعد: أدرك الجاهلية، وكان ثِقة معروفًا قليل الحديث. وذكره البستي في "جملة الثقات"، وخرج حديثه في "صحيحه"، وكذلك الحاكم أبو عبد اللَّه. ولما ذكره أبو موسى المديني في كتاب "المستفاد بالنظر والكتابة في معرفة الصحابة" قال: تُوفي سنة ثلاث وسبعين.
وفي قول المزي: قال خليفة: مات في ولاية بشر بن مروان سنة أربع وسبعين نظر؛ لأن خليفة لم يعين السنة إنما قال: في سنة خمس وسبعين مات بشر بن مروان، وفي ولايته مات أوس بن ضمعج. لم يعين السنة، وقال في "الطبقات": مات في ولاية بشر سنة ثلاث، أو أربع وسبعين.
613 - (ع) أَوْسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرَّبَعِيّ، أَبُو الْجَوْزَاء
(1)
ذكر المزي في نسبه عامر بن بُكَير، كذا ألفيته مُصغَّرًا بخط المهندس مجودًا مصححًا، وهو: ابن يشكر بن بكر بن مُبَشر، وهو غلط، والصواب: بكر بن يشكر بن مبشر بن صعب، كذا نسبه الكلبي، وأبو عبيد، والبلاذري وغيرهم، والذي قاله لم أر له فيه سلفًا فيما أعلم، واللَّه أعلم.
وفي كتاب "المراسيل" لابن أبي حاتم: قال أبو زرعة: أبو الجوزاء عن عمر مرسل، وعن علي مرسل.
وفي "تاريخ ابن أبي خيثمة": ثَنَا موسى بن إسماعيل قال: كان حماد بن زيد يقول: لم يسمع أبو الأشهب من أبي الجوزاء، لأن أبا الجوزاء مات قبل فتنة ابن الأشعث، انتهى.
وفي "صحيح البخاري" في (تفسير سورة النجم): ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا أبو الأشهب، ثنا أبو الجوزاء.
وقال العجلي: بصري، تابعي، ثقة.
(1)
انظر: تعجيل المنفعة: 69، وميزان الاعتدال: 1/ 278، ولسان الميزان: 1/ 470، وسير الأعلام 371 والحاشية، والثقات: 8/ 135.
وذكر الإمام أحمد في كتاب "الزهد" تأليفه: كان أبو الجوزاء يُواصل في الصوم بين سبعة أيام ثم يقبض على ذراع الشاب فيكاد يُحَطِّمها.
وفي قول المزي: قال البخاري في إسناده نظر ويختلفون فيه. نظر؛ لأن البخاري لم يقل هذا تضعيفًا له، إذ لو كان كذلك لما ساغ له إخراج حديثه؛ لأنا لم نعهد منه تضعيفًا لمن يخرج حديئه، وإنما قال هذا لأجل السند الذي ذكره، لأن فيه عمرًا النكري وهو ضعيف، وكذا جعفر بيانه أنه قال: ثنا مُسَدَّدٌ، عن جعفر بن سليمان، عن عمرو بن مالك النكري، عن أبي الجوزاء، قال:(أقمت مع ابن عباس وعائشة اثنتي عشرة سنة ليس في القرآن آية إلا سألتهما عنها).
قال أبو عبد اللَّه: في إسناده نظر. ويؤكد ما قُلْنَاه قول المزي عن البخاري -ولم أره في "تاريخه الكبير"-: ويختلفون فيه - يعني: في الإسناد.
وقد كشف القناع في هذا أبو أحمد ابن عدي بقوله: يحدَّث عنه عمرو بن مالك قدر عشرة أحاديث غير محفوظة، وأبو الجوزاء روى عن الصحابة وأرجو أنه لا بأس به، ولا تصح روايته عنهم أنه سمع منهم، ويقول البخاري: في إسناده نظر، إنه لم يسمع مثل ابن مسعود وعائشة وغيرهما لا أنه ضعيف عنده، وأحاديثه مُسْتَقِيمة مُسْتغنية من أن أذكر منها شيئًا في هذا الموضع. انتهى. فبهذا يتَّضح لك ما قلناه، واللَّه تعالى أعلم.
ولما ذكره ابن حبان في "جملة الثقات" قال: كان عابِدًا فاضِلا، وقال: عمرو النكري لم يكذب أبو الجوزاء قَطُّ. وفي تكنية المزي له بأبي عبد اللَّه نظر؛ لأني لم أر له فيه سلفًا. وقال خليفة بن خياط: قتل يوم الزاوية سنة اثنتين وثمانين.
وفي "كتاب المنتجالي": قال أبو الجوزاء: ما لعنت شعيئًا قَطُّ، ولا أكلت ملعونًا قَطُّ، ولا مَاريت إنسانًا قَطُّ. قال المنتجالي: منه ابن الزبير. وذكره ابن الجارود. وخرج مسلم حديثه عن عائشة: "كانَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يستفتح الصلاة بالتكبير"
(1)
. وقال ابن عبد البر في "التمهيد": لم يسمع أبو الجوزاء من عائشة.
وقال في "الإنصاف": يقولون: إِنَّ أبا الجوزاء لا يعرف له سماع من عائشة وحديثه عنها إرسال.
(1)
أخرجه مسلم 1/ 357، ورقم 498، وأبو داود 1/ 208، ورقم 783، وعبد الرزاق 2/ 89، ورقم 2602، وابن أبي شيبة 1/ 360، ورقم 4131.