الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
في المعنى الآخر، حملت عليه.
فلان متروك متروك، أو متهم بوضع الحديث وتوليد الأخبار، أو ليس بثقة في النقل، أو لم يكن يوثق به، أو لم يكن موثوقًا به في الرواية، أو ليس بثقة ولا أمين، أو لم يكن موثوقًا به، فلان هالك من الهلكى، أو هالك من الهالكين، فلان قد تركوا حديثه منذ دهر، أو قد فرغ منه منذ دهر، فلان سيء السيرة بمرةٍ، أو لم تكن سيرته محمودة، فلان أستجير اللَّه أستجير اللَّه اضرب على حديثه، فلان قد تخلَّى اللَّه منه أو برئ اللَّه منه.
فلان ذاهب الحديث، أو ذهب حديثه، أو ضعيف ذاهب، فلان يشبه أن يكون ممن يضع الحديث، لا يشبه حديثه حديث أهل الصدق، فلان سخيف سفلة؛ أي: ساقط، ورجل سخيف نزق خفيف العقل، فلان لا يجوز الاحتجاج به، أو لست أستجيز الرواية عنه، فلان لم يكن له عندي قيمة، فلان لم يقنع الناس بحديثه؛ أي: لم يثقوا به، فلان اتهم في اللقاء؛ أي: حدَّث على أقوام لم يلقهم وادعى السماع منهم، فلان لم تكن له أصول يعوَّل عليها، أو ما رأيت له أصلا يفرح به، فلان كان طفيليًّا.
فلان متَّهم بالكذب في لهجته، فلان يكذب في كلام الناس، أو يكذب في غير الرواية، فلان استقر الإجماع على وَهْنِه، أتى بخبر باطل فاتّهم به، فلان أحاديثه مناكير بأسانيد واضحة، فلان ما أحسن تفسيره لو كان ثقة، فلان ليس بثقة ولا أمين، أو ولا مأمون، أو ليس عندنا من أهل الثقة، فلان لا يحتج به بحال، أو يجب مجانبة حديثه على الأحوال، فلان ليس بحجة لا في الأحكام ولا في غيرها، فلان نبذوا حديثه، فلان مهجور؛ أي: متروك، فلان يستحق التنكب عن رواياته، أو يستحق الترك، أو سبيله سبيل الترك، فلان الضعف على حديثه بيِّنٌ، أو بيِّنُ الأمر في الضعفاء، أو بيّنُ الأمر بالضعف، أو بيِّنُ جدًّا في الضعف، أو الضعف لائح على حديثه، ضعيف الحديث بيِّنُ الضعف، فلان كان أضعفنَا طلبًا وأكثرنا غرائب.
هذا رجل قد كفانا مؤنته، أو كفانا مؤنته ومؤنة البحث عن حاله، فلان حديثه يدلُّكَ عليه؛ أي: لكثرة تخاليطه ومناكيره، تركَ حديثُ فلان فلا ينبعث، أجر على حديث فلان، أو اضرب على حديث فلان بستة أقلام، فلان ما فيه خير، ونحو ذلك كثير، واللَّه أعلم.
المرتبة السادسة:
وهذه المرتبة أردأ مراتب التجريح، وأهلها لا خير فيهم والعياذ باللَّه. فعند الحافظ العراقي: وَضَّاع، ودجال، ويضع. وعند الحافظ ابن حجر: أكذب الناس، وإليه المنتهى في الوضع، وركن من أركان الكذب. وعند السيوطي: يكذب، ووضع حديثًا، ويضع.
وهناك ألفاظ من هذا القبيل: فلان كذَّبه أحمد مثلا فلا يُفرح به، فلان أفاك، فلان من إفكه كذا، فلان وَضَعَ على الأثبات ما لا يُحصى، وفلان كان يضع أحاديث من عند نفسه، وفلان مشهور بالوضع.
وفلان أكذب البرية، فلان كذوب، أو كذاب خبيث، أو كان عامة الليل يضع الحديث، أو
كذَّابو زماننا أربعة مثلا منهم فلان، أو يضرب المثل بكذبه، أو كذاب على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، أو ما رأيت أكذب من ذي شفتيْن منه، فلان معدن الكذب، أو من معادن الكذب، أو منبع الكذب، أو كذَّاب مكذَبٌ، أو كذاب والع بالوضع، أو كذاب له طامَّات، هذه سلسلة الكذب، أو فلان يركب الأسانيد، أو يقلب الأسانيد عمدًا، أو ملحد كذاب، فلان كذاب عدو للَّه، رجل سوء خبيث. وكل عبارة تدلُّ على الكذب أو الوضع، أو الاختلاق، ونحو ذلك، وهي كثيرة جدًّا، وهذه المرتبة واضحة منضبطة تمامًا، واللَّه أعلم.
ومن روى شيئًا منها من غير بيان، فهو داخل تحت قوله صلى الله عليه وسلم:"مَنْ حَدَّثَ عَنِّى بِحَدِيثٍ يُرَى أَنَّهُ كَذِبٌ، فَهُوَ أَحَدُ الكَاذِبِينَ".
أيُّ المراتب يُحتَجُّ بهِا؟
أما المرتبة الأولى من مراتب التعديل: فأحاديث أهلها من أعلى درجات الصحيح، والألفاظ الملحقة بها كذلك، وأما الألفاظ المحتملة، والألفاظ التي تدلُّ على الحفظ والفهم، أو الاجتهاد في الطلب، وكثرة الروايات، أو الفقه وتمام العقل، أو العبادة، أو غير ذلك، فتحتاج إلى بيان، ومعرفة المقصود بها، ليصار إلى الحُكم عليها.
وأما المرتبة الثانية: فاحاديث أهلها على الصحَّة أيضًا، لكن إذا خالفوا أهل المرتبة الأولى، فالقول قول أصحاب المرتبة الأولى.
وأما المرتبة الثالثة: فحُكم أهلها أن حديثهم حسن لذاته، يحتجُّ به بمفرده، بلا خلاف.
وأما المرتبة الرابعة: فالراجح عندي أنهم كالثالثة، حديثهم حسن لذاته كذلك، ويحتجُّ بهم، ولكن عند المعارضة بالطبقة التي قبلهم نُرجِّح التي قبلها، وهذا هو الذي جرى عليه العمل عند أئمة الجرح والتعديل.
وأما المرتبة الخامسة: فكذلك يحتجّ بها إذا لم يوجد في الباب ما هو أقوى من حديثهم، أو لم يخالفوا، وسنزيد هذا بحثًا في كلامنا على مصطلحات "التقريب".
قلت: الصحيح أنه يُحتجُّ بكل هذه المراتب، وحديثهم يكون بيْن الصحيح والحسن، وليس ضعيفًا كما يُفهم من قول الكثيرين، وإنما الذي يسبر حديثه من قيل فيه: صدوق يهم، صدوق يخطئ، صدوق اختلط، صدوق سيء الحفظ، ونحوهم؛ حيث نستبعد ما أخطئوا فيه، إذا لم نجد له عاضدًا ليس إلا. والباقي فحديثهم حسن، على الصحيح الذي جرى عليه العمل في علم الجرح والتعديل وتطبيقاته، وسنذكر أدلَّة ذلك عند الكلام عن "التقريب" في المتربة الخامسة والسادسة.
وأما أحاديث المرتبة الأولى، والثانية، والثالثة، من مراتب التجريح: فإنها تصلح للشواهد والمتابعات، ولا يقوم بأهلها حجَّة بمفردهم.
قلتُ: قد احتجَّ كثير من الأئمة بالحديث الضعيف ضعفًا يسيرًا -في الأحكام-، والذي
لا يوجد في الباب أقوى منه؛ كالحنفية والحنابلة، وقد احتج به جمهور أهل العلم من السلف والخلف، بفضائل الأعمال، والترغيب والترهيب، إذا لم يكن شديد الضعف، ولا يُعارض ما هو أقوى منه، وأن يندرج تحت أصل عام، وقد فصلت القول فيه في كتابي "الخلاصة في أحكام الحديث الضعيف".
مع العلم أن كل مرتبة من هذه المراتب أعلى من أختها، على حسب هذا الترتيب، والفرق يتَّضح عند الترجيح، فيقدَّم قول الأعلى على الأدنى.
وأما المرتبة الرابعة من مراتب التجريح: فحديث أهلها مرود، لا لكذب فيهم، ولكن لكئرة أوهامهم وغفلتهم، وفحش تخليطهم في الروايات.
وأما المستور ففيه خلاف كبير، والراجح قبول خبره بشروط، ذكرتها في بحث المستور عند الحافظ ابن حجر.
وأما المرتبة الخامسة من مراتب التجريح: فحديث أهلها متروك، وَهُم على أقسام، فمنهم من فحش خطؤه، ومنهم من فحشت مقالته وبدعته، وكان من الداعين إليها، ومنهم من عُرف بالفسق والفجور؛ كشرب الخمر، وقتل النفوس، وقذف المحصنات، والكذب فى حديث الناس، ومنهم من اتُّهم بسرقة الحديث النبوي.
وأما المرتبة السادسة: فهي أفحش هذه المراتب جرحًا، وأهلها أهل الكذب، والدجل، والوضع، والافتراء.