الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومن هؤلاء: الحافظ العراقي في كتابه "ذيل ميزان الاعتدال"، وسبط ابن العجمي في "التبيين لأسماء المدلِّسين"، و"الكشف الحثيث"، وأبو البركات في "الكواكب النيرات"، وإبراهيم بن محمد الطرابلسي في "مَنْ رُمِيَ بالاختلاط"، والحافظ ولي الدين العراقي في "تحفة التحصيل"، والإمام عمر بن علي الوادياشي في "تحفة المحتاج في أدلة المنهاج"، وابن العماد الحنبلي في "شذرات الذهب"، وابن تغري بردي في "النجوم الزاهرة"، وغيرهم خلق كثير.
وممَّا سبق يتبيَّن لنا ما بلغه كتاب "التذهيب" من مكانة جليلة بيْن مؤلفات علم الرجال وغيرها، وكيف استطاع الإمام الذهبي أن ينفذ إلينا بشخصيته العلمية الثاقبة، من خلال مساحات ضيقة عبر مختصره "تذهيب التهذيب".
أمثلة من الكتاب:
1 -
(د فق): أحمد بن إبراهيم بن خالد أبو علي الموصلي، نزيل بغداد.
عن: إبراهيم بن سعد، وحماد بن زيد، وشريك، وعبثر بن القاسم، وأبي الأحوص، وخلق.
وعنه: (د) فرد حديث، وأبو زرعة الرازي، وتمتام، وعبد اللَّه بن أحمد، وأبو يعلى الموصلي، والبغوي، وخلق. وكتب عنه يحيى بن معين وقال: ليس به بأس.
قال موسى بن هارون: مات في ثامن ربيع الأول سنة ست وثلاثين ومائتين.
كتاب "الكاشف" للذهبي
يقول محمد بن أحمد بن الذهبي: هذا مختصر نافع في رجال الكتب الستة: "الصحيحيْن" والسُّنَن الأربعة، مقتضب من "تهذيب الكمال"، لشيخنا الحافظ أبي الحجاج المزي، اقتصرت فيه على ذكر من له رواية في الكتب، دون باقي تلك التواليف التي في "التهذيب"، ودون من ذُكر للتمييز، أو كُرر للتنبيه.
والرموز فوق اسم الرجل: (خ): للبخاري، و (م): لمسلم، و (د): لأبي داود، و (ت): للترمذي، و (س): للنسائي، و (ق): لابن ماجه، فإن اتفقوا فالرمز:(ع)، وإن اتفق أرباب السُّنَن الأربعة فالرمز:(4). وعلى اللَّه أعتمد، وإليه أنيب اهـ.
1 -
إن كتاب "الكاشف" أحد الكتب التي دبجتها براعة الإمام الحافظ الناقد
الذهبي، وكان فراغه من تأليفه في السابع والعشرين من شهر رمضان عام (720 هـ)، وذلك بعد حوالي عام من فراغه من "التذهيب"، ويكفي "الكاشف" أنه من مصنفات هذا الإمام، لا سيما أن تأليفه له كان بعد اكتماله في هذا الفن، فقد ألَّفه وله من العمر سبع وأربعون سنة، وسبقه قليلا تأليفه "تذهيب التهذيب" كما تقدم، وألف في العام نفسه "المُغْني في الضعفاء".
ويكفيه أن مصنِّفه الإمام قال عنه في مقدمته: هذا مختصر نافع. . . .
و"الكاشف" هو الكتاب الرابع، المتفرع عن الكتاب الأول "الكمال في أسماء الرجال" للإمام الحافظ عبد الغني المقدسي، المتوفَّى سنة (600 هـ)، رحمه اللَّه تعالى.
ويلي كتاب "الكمال": "تهذيب الكمال" للإمام الحافظ أبي الحجاج المزي، المتوفَّى سنة (742 هـ)، رحمه اللَّه تعالى، فهو الثاني.
ويليه: "تذهيب تهذيب الكمال" للمصنف الذهبي؛ فهو الثالث.
ويأتي من بعده: "الكاشف"؛ رابع هذه السلسلة.
ويساويه في التسلسل: "خلاصة تذهيب تهذيب الكمال" للخزرجي، المتوفى بعد سنة (923 هـ).
كما تفرع عن "تهذيب الكمال" صنو التهذيب، هو "تهذيب التهذيب" للحافظ ابن حجر، المتوفى سنة (852 هـ)، رحمه اللَّه تعالى.
وتفرع عن "تهذيب التهذيب": "تقريب التهذيب" لابن حجر نفسه.
فتكون هذه الكتب الثلاثة بمرتبة واحدة في التسلسل، وهي:"الكاشف"، و"التقريب"، و"الخلاصة".
2 -
مكانة الكتاب:
إن "الكاشف" كتاب تقتحمه العيْن من صغر حجمه، إذا ما قِيس بالكتب الكبيرة في هذا العِلم الشريف، لكنَّه في حقيقته معلِّمٌ مدرَّبٌ، ومحررٌ معتمدٌ.
وللحقيقة والإنصاف أقول: إنه كتاب دربة وتعليم وتأسيس، أكثر من كونه مَرْجِعًا لحُكم نهائي في الجرح والتعديل، وأما "التقريب" فهو على خلاف ذلك، هو مرجع لأخذ خلاصة في الجرح والتعديل، أكثر منه مدربًا معلمًا. ولا ريب أن الرجوع إلى الكتابين معًا، خير ما يسلكه المبتدئ في هذا العلم.
قال تاج الدين السبكي رحمه اللَّه تعالى، وهو يعدد مصنفات شيخه الذهبي:
و"الكاشف"، وهو مجلد نفيس.
وهذا ثناء من تلميذ، لكنه ناقد إمام، وخبير بالكتاب، وسيرى القارئ الكريم في آخر هذه الدراسات، إن شاء اللَّه تعالى، تناول التاج السبكي كتاب "الكاشف" من يد مؤلفه.
وممَّا يدلُّ على نفاسته: اعتناء العلماء بسماعه من مؤلفه، وقراءتهم له عليه، ونسخهم منه نُسخًا، واختصره بعضهم، وذيل عليه آخر، وعمل بعضهم عليه حاشية ونكتا، فهذه خمسة أعمال علمية.
وهو مختصر لكتابه "تذهيب التهذيب"، واقتصر فيه على من له رواية في "الصحيحيْن"، والسُّنَن الأربعة.
وهو مرتب على الأحرف الهجائية، ويذكر اسم صاحب الترجمة، ثم يبيِّن عمَّن روى، ثم من روى عنه، ثم يُبيِّن رأيه فيه بشكل دقيق ومعتدل؛ كقوله في ترجمة أحمد بن إبراهيم الموصلي أبو علي: عن شريك، وحماد بن زيد، وطبقتهما. وعنه (د)، والبغوي، وأبو يعلى، وخلق. وُثق، مات (236 هـ).
أو كقوله في ترجمة أحمد بن إبراهيم البغدادي الدورقي الحافظ: عن هشيم، ويزيد بن زريع، والناس. وعنه (م د ت ق)، وحاجب بن أركين، وخلق. وله تصانيف، توفِّي (246 هـ).
أو كقوله في ترجمة أحمد بن إبراهيم أبو عبد الملك، البُسري الدمشقي: عن أبي الجماهر، ومحمد بن عائذ، وخلق. وعنه (س)، وابن أبي العقب، والطبراني، وطائفة. صدوق، توفي (289 هـ).
وقد يذكر رأي أحد علماء الجرح والتعديل فيه ويسكت عليه؛ كقوله في ترجمة أحمد بن بشير الكوفي: عن الأعمش، وهشام بن عروة، وعدة. وعنه ابن عرفة، وأبو سعيد الأشج، وطائفة. قال ابن معين: ليس بحديثه بأس. توفي (197 هـ) اهـ.
أو كقوله في ترجمة أحمد بن خالد أبو سعيد الوهبي، أخو محمد: عن ابن إسحاق، وجماعة. وعنه الذهلي، والبخاري، ومحمد بن عوف، وطائفة. وثقه ابن معين، مات (214 هـ) اهـ.
أو كقوله في ترجمة أحمد بن سعيد الهمداني أبو جعفر المصري: عن ابن وهب، وطائفة. وعنه (د)، وابن أبي داود، وعدة. قال (س): ليس بالقوي. مات (253 هـ) اهـ.