الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
على أنه لم ير تاريخًا للبخاري حالة وضعه هذا المصنف، كما نَبَّهْنَا عليه في غير موضع من هذا الكتاب. وفي تخصيصه بأن البخاري ذكره، نظر، من حيث إن ابن أبي حاتم ذكره، وقال عن أبيه: مجهول. وذكر في كتاب "ما وهم فيه البخاري" أَنَّ البخاري نسبه مصريًّا، يعني: بالمين وهو بصري، قال أبو حاتم وأبو زرعة.
638 - أيوب بن بشير العجلي الشامي
(1)
يروي عن شفي. ذكره ابن حِبَّان في "جملة الثقات". وقال الحربي في كتاب "التاريخ"، ومن روي عنه الحديث مِمَّن يُقال له: أيوب أكثر من تسعين رجلا.
639 - أَيُّوب بن بُشَيْر بن كَعْبٍ الْعَدَوِيُّ البصري
(2)
قال المنتجالي: قال الفلاس: هو من الأوس، ويكنى أبا سليمان، ومات سنة تسع عشرة ومائة، وله خمس وسبعون سنة، وكان الْحَجَّاج يكتب إلى الوليد: أن بايع ويحضه على سليمان، فإنما الناس عندي وعندك، وكان الحجاج إذا استبطأ أهل فلسطين في الخروج إليه في البعث كتب كتابًا يقرأ عليهم، وفيه: وكيف لا يبطئ أهل فلسطين وأميرهم سليمان -يعني: ابن عبد الملك- وبأرضهم أيوب بن بشير، وكان أيوب هذا هرب من الحجاج، ودخل أيوب على سليمان إذ كان على فلسطين يعزيه بابنه أيوب، فقال: آجرك اللَّه أيها الأمير في الباقي، وبارك لك في الماضي. انتهى.
المعروف أن ابنه أيوب مات زمن الخلافة، حَتَّى أن ابن حزم ذكر أنه قتله؛ لأنه كان يتَّهمه بطلب الخلافة رجع. ولما كان أيام الطاعون الجارف حَفَر أيوب بن بشير لنفسه قبرًا، وقرأ فيه القرآن، فلمَّا مات دفن فيه، ولما ذكره ابن حبان في جملة "الثقات" قال: ولد سنة أربع وأربعين.
640 - (ع) أَيُّوب بن أَبِي تَمِيمَة كيسان
(3)
(1)
انظر: التاريخ الكبير 1/ 408، والثقات لابن حبان 4/ 55، والجرح والتعديل 2/ 242، والكامل في ضعفاء الرجال 1/ 456، وتهذيب الكمال 3/ 440، وتهذيب التهذيب 1/ 347.
(2)
انظر: تهذيب الكمال: 1/ 133، وتهذيب التهذيب: 1/ 397، وتقريب التهذيب: 1/ 88، و 89 خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 110، وتاريخ البخاري الكبير: 1/ 409، والجرح والتعديل 2/ 241، و 242، وميزان الاعتدال: 1/ 285، والثقات: 6/ 56.
(3)
انظر: تهذيب الكمال: 1/ 133، وتهذيب التهذيب: 1/ 397، وتقريب التهذيب: 1/ 89، وخلاصة تهذيب الكمال: 1/ 110، والكاشف: 1/ 145، والثقات: 6/ 53، وتاريخ البخاري الكبير: 1/ 409، =
رأيت بخط علي بن جعفر القطاع الإمام اللغوي مجودًا في كتاب "الأبنية": وقد أُولعت العامة بقولهم: أيوب السختياني وهو خطأ، والصواب السختني نسبة إلى سختن قبيلة باليمن. انتهى كلامه.
وكأنه -واللَّه أعلم- تبع أبا هلال العسكري، فإنه قال في كتابه المسمى "الفصيح الثاني": وفلان السختني منسوب إلى قبيلة من اليمن أو بلد. ولم يضبطه باللفظ فرأى ابن القطاع ذلك في ورقة البلد، وأفهم النسبة لأيوب، وكأنه -واللَّه أعلم- تصحف عليه السحتني بحاء مهملة، وهي قبيلة من قيس كذا قاله الرشاطي، وأنكر كلام ابن دريد وغيره حيث جعلوها من اليمن.
وأما الذي ذكره فلا أعلم له فيه سلفًا، ولم أجد في الكتب ما يُشبه ما قاله، إلا ما ذكرناه قبل، وسيأتي ما يوضح أنه منسوب إلى السختيان. واللَّه تعالى أعلم.
وفي "تاريخ الدولابي": وُلِد سنة ست ويُقال: سنة سبع وستين.
وفي "تاريخ الرقة" روى عن عمرو بن شعيب وروى عنه زميل بن علي مولى بني عقيل.
وفي "العقد": سأله شعبة عن حديث، فقال: أشك فيه. فقال له شعبة: شكك أحبُّ إليَّ من يقيني، وقال أيوب: إِنَّ من أصحابي مَنْ أرجو أن له دعاية ولا أقبل حديثه، وذكر الطرطوسي في "فوائده المنتخبة": أنه مولى لعذرة. وقال الحافظ أبو عمر ابن عبد البر: كان أحد أئمة الجماعة في الحديث والأمانة والاستقامة، ومن عُبَّاد العلماء وحُفَّاظهم وخيارهم. وقال أبو القاسم الجوهري في كتابه "سند حديث مالك بن أنس": كان من عُبَّاد الناس وخيارهم وأشدهم تثبتًا. وذكر أبو عمر: عن شُعبة: كان أيوب سيد المسلمين.
وفي رواية أبي جعفر البغدادي: قلت لابن معين من أثبت عندك وأكبر أيوب أو ابن عون؟ قال: أيوب عندهم أعلى وابن عون ثقة، فيما روى عنه، وإني رأيت أهل
= وتاريخ البخاري الصغير: 2/ 24، و 25، و 26، و 28، والجرح والتعديل: 2/ 257، وطبقات الحفاظ: 52، وتذكرة الحفاظ: 1/ 130، وشذرات الذهب: 1/ 181، وحلية الأولياء: 3/ 3، والكنى للإمام مسلم: 11، وطبقات ابن سعد: 7/ 246، وتفسير الطبري: 2/ 568، والبداية والنهاية: 9/ 245، والوافي بالوفيات: 10/ 54، وسير الأعلام: 6/ 15 الحاشية، أعيان الشيعة: 3/ 525 تاريخ واسط: 163، و 166.
النظر يقدمون أيوب.
وعن يحيى بن سعيد قال: كُنَّا عند مالك فحدثنا عن أيوب، قال: فانبرى إليه المخزومي فقال له: يا أبا عبد اللَّه، تخطيت من دار الهجرة إلى غيرها. فقال: أما إنكم لو رأيتم أيوب لعلمتم أنه يستحق أن يروى عنه، كان أيوب من العالمين العاملين الخاشعين. وروى الحسن بن علي، عن أبي أسامة قال: قال مالك: ما حدثتكم عن رجل إلا وأيوب أفضل منه.
وقال ابن أبي أويس: سُئل مالك متى سمعت من أيوب؟ فقال: حج حجتين فكنت أرمقه، ولا أسمع منه غير أنه كان إذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم يبكي حتى أرحمه. وذكر موسى بن هارون أنه سمع العباس بن الوليد يقول: ما كان في زمن هؤلاء الأربعة مثلهم: أيوب، وابن عون، ويونس، والتيمي.
وقال ابن قتيبة عن الأصمعي: أفقههم أيوب. وقال إسماعيل بن إسحاق القاضي: سمعت ابن المديني يقول: أربعة من أهل الأمصار يسكن القلب إليهم في الحديث: يحيى بن سعيد، وعمرو بن دينار، وأيوب، ومنصور بن المعتمر.
وفي "تاريخ ابن أبي خيثمة": قال هشام بن عروة: ما رأيت بالبصرة مثل ذاك السختياني. وفي لفظ: ما رأيت أعجميًّا أفضل من أيوب. قال حماد: وكان ابن عون يحدثني بالحديث فأقول له: يا أبا عون، أيوب يحدث بخلافه، فيدع ذاك الحديث، ويقول: كان أيوب أعلمنا. وقال حَمَّاد يومًا: ثنا أيوب الذي كان يبيع الأدم في السوق المأمون على ما يغيب. قال شعبة: لم أر قَطّ مثل: أيوب ويونس وابن عون. وقال أبو عوانة: رأيت الناس فلم أر مثل: أيوب ويونس وابن عون.
وقال علي: سألت يحيى بن سعيد: من أثبت أصحاب نافع؟ قال: أيوب، وعبيد اللَّه، ومالك، وفي كتاب "الطبقات لابن سعد": أيوب مولى تميم. وكَنَّاه ابن الحذاء أبا عثمان.
ولما ذكره ابن حبان في جملة "الثقات" قال: قيل: إنه سمع من أنس ولا يصح ذلك عندي، وكان من سادات أهل البصرة فقهًا وفضلا وروعًا، وكان يحلق رأسه كل سنة مَرَّة، فإذا طال عليه فرقه، مات سنة إحدى أو اثنتين وثلاثين يوم الجمعة في شهر رمضان.
وقال الحاكم أبو عبد اللَّه: سمعت أبا عبد اللَّه الحافظ، سمعت أحمد بن سلمة،
سمعت محمد بن يحيى يقول: أصحاب نافع ثلاثة: أيوب، وعبيد اللَّه، ومالك، قال: وسمعت عمرو بن محمد، سمعت الحسين بن الفضيل، سمعت عَفَّان بن مسلم يقول: كان حماد بن سلمة لا يقدم أحدًا على أيوب.
وزعم ابن الأثير وابن أبي أحد عشر في كتاب "الجمع بين الصحيحين" أنه تُوفي سنة ثلاثين ومائة، قال ابن الأثير: ويُقال: سنة تسع وعشرين.
وفي "كتاب المنتجيلي" قال حماد بن زيد: كان قميص أيوب يَشم الأرض، هروي جيد، وطيلسانه كردي، وله رداء عدني، ونعل مخصرة حمراء، وقلنسوة تركية، وله شعر وارد، وشارب واف، لو استسقاكم على السنة شربة ماء ما سقيتموه. وكان مولى عمار، وعمار مولى عنزة فهو مولى مولى، وكان كثير شحم البطن. قال: وقال ابن مهدي: أيوب حُجَّة أهل البصرة، وقال شعبة: ما حدثتكم عن أحد ممن تعرفون وممن لا تعرفون إلا وأيوب ويونس وابن عون خير منهم، وكان أيوب يفتح دكانه ويبسط بساطه ويقول: ما أبالي رزقت أم أرزق فقد تعرضت للرزق.
وقال حميد المجند: مات عمي فدعوت أيوب يُغسله فكشف الثوب عن وجهه ليقبله -وكانت عادته- فلما رآه وَلَّى، فسألته فقال: إن عمك رأيته يمشي مع مبتدعِ، وكان يحج ويعتمر في كل سنة، وكان يقول: ليزيدني حُبًّا لشهود الموسم، وحضوره أنْ أَلْقَى إخواني، وكان يقول: ذكرت وما أحب أن أذكر وقال شعبة: ربما ذهبت مع أيوب في الحاجة فأريد أَنْ أمشي معه فلا يدعني ويخرج فيمشي هاهنا وهاهنا لئلا ينظر له.
وكان يقول: يَنْبَغِي للعالم أَنْ يضع التراب على رأسه تَواضعًا للَّه. وقال ابن عون: كان محمد ابن سيرين يقول لأيوب: ألا تزوج؟ ألا تزوج؟ فشكا أيوب ذلك إليَّ فقال: إذا تزوجت فمن أين أنفق؟ فذكر ذلك لمحمد فقال: يرزقه اللَّه تعالى. قال: فتزوج فرأيته بعد ذلك وفي سُفرته الدجاج. وبكى أيوب مرة فأمسك بأنفه، وقال: هذه الزكمة ربما عرضت، وبكى مرة أخرى فاستبان بكاؤه، فقال: إن الشيخ إذا كبر مج.
وقال حماد: كان الوليد بن يزيد قد جالس أيوب بمكة قبل الخلافة، فلما استخلف جعل أيوب يقول في دعائه: اللهُمَّ أنسه ذكري. قال ابن مهدي: هذا دعاء العقلاء. وقال حماد: أيوب عندي أفضل من جالسته وأشدهم اتباعًا للسُّنَّة. وقال سفيان بن عيينة: سمعت أيوب يقول: أجرأ الناس على الفُتْيَا أقلهم علمًا باختلاف العلماء، وأكف الناس عن الفُتيا أعلمهم باختلاف العلماء. وقال حماد: كان يبلغ أيوب بموت الرجل من أهل
الحديث فيرى ذلك فيه، ويبلغه موت الرجل يذكر بعبادة فما يرى ذلك فيه.
وقال الجريري: قال لي أيوب: إني أخاف ألا تكون المعرفة أبقت لي عند اللَّه حسنة، إني أمر بالمجلس فأسلم عليهم وما أرى أن أحد منهم يعرفني، فيردون عليَّ ويسألوني مسألة كأن كلهم قد عرفني، وكان تزوج امرأة اسمها: أم نافع، وكان إذا أتى ابن سيرين يقول
(1)
: [الطويل]
إذا سرت ميلا أو تغيبت لساعة
…
دعتني دواعي الحب من أم نافع
وقال علي بن عبد اللَّه البصري: دعا أيوب ابن عون وأصحابه إلى طعام، فجاءت الخادم بقدر تحملها، وفي البيت بنية لأيوب تدب قال: فعثرت الجارية فسقطت القدر من يدها على الصبية فماتت، قال: فوثبوا إليها، قال: فجعل أيوب يسكنهم عنها، ويقول: إنها لم تتعمدها طالما رأيتها تقبلها.
وفي كتاب "سير السلف": قال عبد الواحد بن زيد: كنت مع أيوب على حراء فعطشت جدًّا فلما رأى ذلك في وجهي قال: أتستر عليَّ؟ فحلفت له أن لا أخبر عنه ما دام حيًّا، فغمز برجله الجبل فنبع الماء فشربت، وحملت معي من الماء، ولما صرت به مات.
وفي "كتاب ابن أبي خيثمة"، قال أبو سُليمان النميري: رأيت سالم بن عبد اللَّه يسأل عن منازل البصريين هل قدم أيوب؟ فلما رآه أيوب جمح إليه فعانقه، قال: وعجل بضمه إليه قال: وإذا رجل حسن عليه ثياب حسنة فقلت: من هذا؟ قالوا: سالم بن عبد اللَّه بن عمر.
وسئل إسماعيل ابن علية عن حُفَّاظ البصرة فذكر أيوب وابن عون والتيمي والدستوائي وسليمان بن المغيرة.
وفي "تاريخ البخاري": لحن أيوب عند قتادة فقال: استغفر اللَّه. قال أبو عبد اللَّه: ويُقال: هو مولى طهية ومواليه أحلاف بني الحريش.
وقال الباجي: قال فيه هشام بن عروة: هو أيوب بن ميسرة، وكان أبوه من سبي سجستان. وقال الدارقطني: هو من الْحُفَّاظ الأثبات. وقال نافع: اشترى لي هذا الطيلسان خير مشرقي رأيته أيوب.
قال ابن أبي خيثمة: قال حماد: كان أيوب يطلب العلم إلى أن مات، وسمعته
(1)
انظر: الحلة السيراء 1/ 25، ونور القبس 1/ 15.
يقول: وددت أفلت من هذا العلم كافًّا لا لي ولا علي. قال حماد: ما أخاف على أيوب وابن عون إلا في الحديث. وقال العجلي: أهل البصرة يفتخرون بأربعة: أيوب، وابن عون، وسليمان التيمي، ويونس بن عبيد.
وقال الآجري: سمعت أبا داود يحدث عن أيوب، عن هارون بن رئاب، عن زيد بن سويد الرقاشي، عن سعيد بن المسيب فقال: هؤلاء عيون الدنيا، وفي موضع: قيل لأبي داود: سمع أيوب من عطاء بن يسار؟ قال: لا.
وفي كتاب "الأقران" لأبي الشيخ: روى عن جرير بن حازم، وعن هشام بن حسان، وابن عجلان، وصخر بن جويرية، وعبد اللَّه بن عون، ومعمر بن راشد، ومحمد بن جابر اليمامي، وقيس بن الربيع، وشعبة بن الحجاج. قال ابن أبي خيثمة: وقال عبد الوهاب الثقفي: ما رأيت مثل أيوب، وكان كوسجًا، وكان ابن سيرين ربما يمازحه فيقول له: يا مردقش. وقال سفيان: ثنا أيوب، قال: ثنا عكرمة أول ما جاء، ثم قال: يحسن حَسنكم مثل هذا. وقال أيوب: لأن يُسر الرجل زهده خيرٌ له من أن يظهره. وفي "تاريخ القراب": مات في رمضان سنة إحدى، عن عارم: مات قبل ابن عون بعشرين سنة.
وفي كتاب "الجرح والتعديل" عن الدارقطني: أيوب بصري، سيد من ساداتهم. ولما ذكره ابن شاهين، قال: قال مالك: ما بالعراق أحدٌ أقدمه على أيوب في محمد بن سيرين، هذا في زمانه وهذا في زمانه. واللَّه تعالى أعلم.
وذكر ابن النعمان في كتابه "مصباح الظلام" أنه قال: من أحبَّ أبا بكر فقد أقام الدين، ومن أحبَّ عمر فقد أوضح السبيل، ومن أحبَّ عثمان فقد استضاء بنور اللَّه، ومن أحبَّ عليًّا فقد أخذ بالعروة الوثقى، ومن أحسن الثناء على الصحابة فقد برئ من النفاق، ومن انتقص أحدًا منهم فهو مُبتدع مُخالف للسُّنَّة والسلف الصالح، وأخاف أن لا يصعد له عمل إلى السماء. نحبهم جميعًا، على هذا يخرج الشطت خرج السلف، وبذلك اقتدى العلماء خلفًا بعد خلف.
وفي كتاب "اللطائف" لأبي يوسف المدائني: مات أيوب في الطاعون الذي لم يصب البصرة بعده طاعون، وكان ذلك اليوم، يعني: يوم مات أيوب ما بين السبعة آلاف إلى الثمانية وكان بدؤه في شعبان، واخترق شهر رمضان وأبلغ في شهر شوال.
وفي "طبقات الفقهاء" لمحمد بن جرير: كان عالمًا فاضلا دينًا، واختلف في ولائه فقال بعضهم: كان مولى لعنزة، وقيل: كان مولى لتميم، وقال بعضهم: