الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
معروف- فقال: أبو معمر إسماعيل أكيس من هارون.
وقال مسلمة بن قاسم في كتاب "الصلة": ثقة، وذكره ابن شاهين في "الثقات".
461 - (ع) إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم المعروف بـ (ابن علية)
(1)
ذكر ابن خلفون عن ابن وضاح أنه قال: سألت أبا جعفر السبتي عن ابن علية فقال: بصري ثقة، وهو أحفظ من عبد الوهاب الثقفي، وكلاهما ثقة.
وقال يزيد بن هارون: إسماعيل أكبر مني ومن عبد الأعلى ومن آخر معنا. وقال الهروي: جاءني سهل بن أبي خدويه فقال: أخرج لي "كتاب ابن علية عن الجريري" فإن أصحابنا كتبوا لي من البصرة: أن ليس أحد أثبت في الجريري منه.
قال ابن خلفون: إسماعيل إمام من أئمة البصرة في الحديث. وقال أبو داود: كان يكره أن يُقال له ابن علية. ذكره ابن حبان في كتاب "الثقات".
وقال ابن أبي خيثمة: سمعت يحيى يقول: لم يكن إسماعيل يكتب عند أيوب ولا أثبت ما سمع من أيوب إلا بعد موته. وقال يحيى بن أيوب: قيل لابن علية: إنَّ عليَّ بن عصام قال: كنت أدخل إلى خالد الحذاء فأقول ابن علية على الباب فقال: سبحان اللَّه؛ أيكذب؟ ما سمعت من خالد: حدَّثنا على بابه سبحان اللَّه؛ أيكذب؟ ما أتيت باب خالد. قلت ليحيى: حديث إسماعيل أجود إسنادًا من محمد بن عمرو؟ قال: ما أقربهما.
وفي قول المزي: وقيل: إنه مات سنة أربع وتسعين، وليس بشيء. نظر، من حيث إنه لم يدر من قائل ذلك، ولو علمه لما أقدم على هذا القول، وهو قول أستاذ المحدثين محمد بن إسماعيل البخاري. قاله رواية عن شيخه محمد بن مثنى، وكذا ألفيته أيضًا في "تاريخ أبي موسى الزمن"، بدأ البخاري به في "تاريخه الكبير" قبل سنة ثلاث فهو عنده مُقدَّم على قول الثلاث، وقاله أيضًا ابن حبان، وإسحاق القراب، وأبو نصر الكلاباذي، وزاد: وهو ابن ثلاث أو أربع وثمانين سنة.
وابن أبي عاصم، ولم يذكر غيره، وكذلك خليفة بن خياط -الملقب شبابًا شيخ
(1)
انظر: تهذيب الكمال: 1/ 95، وتهذيب التهذيب: 1/ 275، وتقريب التهذيب: 1/ 65، و 66، والكاشف: 1/ 118، وتاريخ البخاري الكبير: 1/ 432، والجرح والتعديل: 2/ 153، ولسان الميزان: 7/ 176، وشذرات الذهب: 1/ 333، والوافي بالوفيات: 9/ 70، وتاريخ بغداد: 6/ 229، و 240 البداية والنهاية: 10/ 133، والكنى للإمام مسلم: 91، وسير الأعلام: 9/ 107 والحاشية، وطبقات ابن سعد: 6/ 362، و 7/ 257، و 295، و 322، و 352.
البخاري- وأبو الوليد الباجي، وغيرهم ممن بعدهم. وقال ابن القطان: هو ثقة إمام في الفقه والحديث.
وفي "كتاب الآجري": ولي ابن علية المظالم والصدقة، قال أبو داود: أرواهم عن الجريري ابن علية، وكل مَنْ أدرك أيوب فسماعه من الجريري جيد. وفي "تاريخ بغداد" قال عبد اللَّه بن المبارك: لولا خمسة ما اتجرت: ابن علية، والثوري، وابن عيينة، والفضيل بن عياض، ومحمد بن السماك.
فقدم سنة فقيل له: قد ولي ابن علية القضاء، فلم يأته ولم يصله بالصرة التي كان يصله بها، فركب إليه ابن علية، فلما رآه عبد اللَّه لم يرفع به رأسًا ولم يكلمه فانصرف وكتب إليه: أسعدك اللَّه بطاعته وتولاك بحفظه وحاطك بحياطته قد كنت مُنْتَظرًا لبرك وصلتك أتبرك بها وجئتك أمسك فلم تكلمني، ورأيتك واجدًا عليَّ فأي شيء رأيت مني حتى أعتذر؟
فلما وردت الرقعة إلى عبد اللَّه دَعَا بالدَّواة والقِرْطاس، وقال: أبى هذا الرجل إلى أن نقشر له العصا ثم كتب إليه: [السريع]
يا جاعل الدين له بازيًا
…
يصطاد أموال المساكين
احتلت للدنيا ولذاتها
…
بحيلة تذهب بالدين
فصرت مجنونًا بها بعدما
…
كنت دواء للمجانين
أين رواياتك في سردها
…
عن ابن عون وابن سيرين؟
أين رواياتك في سردها
…
لترك أبواب السلاطين؟
إن قلت أكرهت فذا باطل
…
زل حمار العلم في الطين
فلما وقف ابن علية على هذه الأبيات قام من مجلس القضاء فوطئ بساط هارون، وقال: يا أمير المؤمنين؛ اللَّه اللَّه ارحم شيبتي. فقال له هارون: لعل هذا المجنون أغرى بقلبك، فقال: اللَّه اللَّه؛ أنقذني أنقذك اللَّه، فأعفاه، فلما اتصل ذلك بابن المبارك وَجَّه إليه بالصُرة.
وقال ابن خشرم: قلت لوكيع: رأيت ابن علية يشرب النبيذ؛ حَتَّى يحمل على الحمار يحتاج من يرده؟
فقال وكيع: إذا رأيت البصري يشرب النبيذ فاتهمه، وإذا رأيت الكوفى يشربه فلا تتهمه. قلت: وكيف ذاك؟ قال: الكوفي يشربه تدينًا والبصري يتركه تدينًا.
وقال حماد بن سلمة: ما كُنَّا نشبه ابن علية إلا بيونس بن عبيد؛ حتى أحدث ما أحدث. قال الخطيب: يعني ما تكلم به في القرآن.
وقال يحيى بن أبي طالب: كُنَّا مع أبي سلمة منصور بن سلمة الخزاعي فأراد أن يُحَدِّث عن زهير بن معاوية فسبقه لسانه فقال: ثنا ابن علية فقال: لا، ولا كرامة أن يكون ابن علية مثل زهير، ليس من قارف الذنب مثل مَنْ لم يقارفه، ثم قال: أنا واللَّه استتبت إسماعيل.
وفي "طبقات القُرَّاء" قال الحربي: حدَّث إسماعيل بحديث "تأتي البقرة وآل عمران يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو غيايتان، أو فرقان من طير تحاجان عن صاحبهما". قال: فقيل لابن علية ألهما لسان؟ فقال: نعم. فكيف يتكلمان؟ فقال: إنه يقول القرآن مخلوق إنما غلط.
قال الفَرَّاء: وقد روي عن إسماعيل في القرآن قول أهل الحق: وقال الفضل بن زياد سألت أبا عبد اللَّه أحمد بن حنبل عن وُهيب وابن علية قلت: أيهما أحبُّ إليك إذا اختلفا؟ قال: وهيب، كان عبد الرحمن بن مهدي يختار وهيبًا على إسماعيل. قلت في حفظه؟ قال: في كل شيء، ما زال إسماعيل وضيعًا من الكلام الذي تكلم به إلى أن مات. قلت: أليس قد رجع وتاب على رءوس الناس؟
فقال: بلى، ولكن ما زال مبغضًا لأهل الحديث بعد كلامه ذلك إلى أن مات، ثم قال لي: ولقد بلغني أنه أدخل على محمد بن هارون فلما رآه زحف إليه وجعل يقول: يا بن يا بن؛ تتكلم في القرآن. قال: وجعل ابن علية يقول له: جعلني اللَّه فِداك زلة من عالم. زلة من عالم.
ردده أبو عبد اللَّه غير مرة وفخم كلامه -كأنه يحكي إسماعيل- ثم قال أبو عبد اللَّه: لعل اللَّه تعالى أن يغفر له بها -يعني: محمد بن هارون- لإنكاره على إسماعيل. قلت: يا أبا عبد اللَّه؟ إن عبد الوهاب قال: لا يحب قلبي ابن علية أبدًا قد رأيته في المنام كأن وجهه أسود. فقال أبو عبد اللَّه: عافى اللَّه عبد الوهاب، ثم قال: كان معنا رجل من الأنصار يختلف فأدخلني على إسماعيل فلما رآني غضب، وقال: مَنْ أدخل هذا عليَّ؟ فلم يزل مبغضًا لأهل الحديث بعد ذلك الكلام، لقد لزمته عشر سنين إِلا أن أغيب، ثُمَّ جعل يُحَرِّك رأسه كأنه يتلهف، ثم قال: وكان لا يُنْصِف في الحديث كان يُحَدِّث بالشفاعة، ما أحسن الإنصاف في كل شيء.