الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نصوص في صلاة المسافر
-
مسافة القصر:
2103 -
* روى مسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال يحيى بن يزيد الهنائي: "سألت أنساً عن قصر الصلاة؟ فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج مسيرة ثلاثة أميال، أو ثلاثة فراسخ- شك شعبة- صلى ركعتين".
أقول: لا يفهم من النص أن مقصد الرسول صلى الله عليه وسلم كان ثلاثة أميال أو ثلاثة فراسخ بل المقصود ههنا أنه إذا جاوز العمران هذا القدر وحان وقت صلاة رباعية صلاها ركعتين، وللمسافر حق القصر بمجرد مجاوزة عمران البلد ومرافقها التابعة لها والملاصقة لها إذا كانت مسافة سفره تزيد عن ما ذكرناه من أقوال الفقهاء.
2104 -
* روى مالك عن مالك بن أنس بلغه أن ابن عباس كان يقصر الصلاة في مثل ما بين مكة والطائف، وفي مثل ما بين مكة وعسفان، وفي مثل ما بين مكة وجدة، قال مالك: أربعة برد.
أقول: والفرسخ يساوي 5544 م ولذلك قدر المالكية الأربعة برد بحوالي 89 كيلو متراً، والبريد على القول بأنه 4 فراسخ يعدل حوالي 23 كم ويتساهل جماهير العلماء فيما لو نقص المكان المقصود في السفر عن أربعة برد شيئاً قليلاً ذكرناه في العرض الإجمالي، والمسافة بين
2103 - مسلم (1/ 481) 6 - كتاب صلاة المسافرين وقصرها، 1 - باب صلاة المسافرين وقصرها.
أبو داود (2/ 3) تفريع أبواب صلاة السفر، باب متى يقصر المسافر؟.
2104 -
الموطأ (1/ 148) 9 - كتاب قصر الصلاة في السفر، 3 - باب ما يجب فيه قصر الصلاة. حسن بشاهده.
النسائي (3/ 121) 15 - كتاب تقصير الصلاة في السفر، 4 - باب المقام الذي يقصر بمثله الصلاة. إسناده صحيح.
(البُرُدُ): جمع بريد، والأصل فيه: البغل، وهي كلمة فارسية، وأصلها:"بريده دم" أي: محذوف الذنب، لأن بغال البري [كانت] محذوفة الأذناب، فعربت الكلمة وخففت، ثم سمي الرسول الذي يركبه: بريداً، والمسافة التي بين السكتين: بريداً، والسكة: هي الموضع الذي كان يسكنه الفيوج المرتبون للأخبار: من رباط، أو قبة، أو خيمة، أو نو ذلك، وبعد ما بين السكتين فرسخان، وقيل: أربعة فراسخ، والفرسخ: ثلاثة أميال، فيكون البريد على اختلاف القولين ستة أميال، أو اثني عشر ميلاً، وأربعة برد: ثمانية فراسخ، أو ستة عشر فرسخاً، وهو الأصح، وهي مسافة القصر والفطر.
مكة وجدة ومكة والطائف تنقص الآن قليلاً عن ثمانين كيلو متراً، ومن القول إن البريد فرسخان فقد نعرف أن هناك اتجاهاً عند العلماء لكنه ليس مفتى به أن مسافة السفر التي يجوز معها القصر حوالي 45 كم.
2105 -
* روى مالك عن سالم بن عبد الله بن عمر: أن أباه ركب إلى ريم أو ذات النصب فقصر الصلاة في مسيره ذلك، قال مالك: وذلك أربعة برد، وفي أخرى له (1)"أنه ركب إلى ذات النصب، فقصر الصلاة في مسيره ذلك، قال مالك: وبين ذات النصب والمدينة أربعة برد" وفي أخرى (2) له "أن ابن عمر كان يقصر الصلاة في مسيره اليوم التام" وفي أخرى (3) له عن نافع: "أنه كان يسافر مع عبد الله بن عمر البريد فلا يقصر الصلاة" وفي أخرى (4) عن نافع "أن ابن عمر كان يسافر من المدينة إلى خيبر فيقصر الصلاة".
أقول ما بين خيبر والمدينة المنورة حوالي 140 كم، وقد نصت إحدى الروايات على أنه لا يقصر إذا كان قصده مسيرة بريد، وهذا دليل للقول المفتى به في المذاهب الأربعة أن ليس كل سفر تقصر فيه الصلاة، وأما الرواية التي تذكر اليوم التام فهي دليل على ما ذكرناه من ناحية، وتحتمل السير المتواصل الجاد الذي يقطع به الراكب في يوم ما يقطعه الراكب في الأوضاع العادية بثلاثة أيام كما قدره الحنفية، أو يومين كما قدره الشافعية والحنابلة وعلى كل فالتقديرات في القول المفتى به في المذاهب الأربعة متقاربة كما رأينا لأن المقياس الذي قيس به السير مختلف، فلو قدره بعضهم بيومين وبعضهم بثلاثة فالمحصلة نتيجة الاختلاف في مقياس السير متقاربة.
2106 -
* روى الشيخان عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال "صليت الظهر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة أربعاً، وخرج يريد مكة، فصلى بذي الحليفة العصر ركعتين، وعند
2105 - الموطأ (1/ 147) 9 - كتاب قصر الصلاة في السفر، 3 - باب ما يجب فيه قصر الصلاة.
(1)
الموطأ (1/ 147) 9 - كتاب قصر الصلاة في السفر، 3 - باب ما يجب فيه قصر الصلاة.
(2)
نفس الموضع السابق.
(3)
نفس الموضع السابق.
(4)
نفس الموضع السابق. وإسناده صحيح.
2106 -
البخاري (2/ 569) 18 - كتاب تقصير الصلاة، 5 - باب يقصر إذا خرج من موضعه.
مسلم (1/ 480) 6 - كتاب صلاة المسافرين وقصرها، 1 - باب صلاة المسافرين وقصرها.
البخاري (1) أيضاً قال: "صلى النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة أربعاً، وبذي الحليفة ركعتين، ثم بات حتى أصبح بذي الحليفة، فلما ركب واستوت به: أهلَّ. وفي أخرى (2) قال: وأحسبه بات بها حتى أصبح. وفي أخرى (3) وسمعتهم يصرخون بهما جميعاً.
أقول: هذا دليل على أن المسافر لا يقصر حتى يتجاوز عمران البلد، فإذا تجاوزها قصر الصلاة الرباعية، ولعل هذا الحديث يفسر أول حديث ذكرناه في الفقرة وهو عن أنس أيضاً، فذكرنا هناك أن مقصد الرسول صلى الله عليه وسلم كان بعيداً ولكن حانت أول صلاة على مسافة ثلاثة أميال أو ثلاثة فراسخ فصلاها ركعتين وذو الحليفة تبعد عن المدينة المنورة حوالي 8 كم، فقد تكون هذه الرواية مفسرة للرواية الأولى التي ذكرناها عن أنس.
2107 -
* روى مالك عن نافع- مولى ابن عمر أن ابن عمر كان إذا خرج حاجاً أو معتمراً قصر الصلاة بذي الحليفة".
وهذا الأثر يؤكد فهمنا الذي ذكرناه آنفاً.
2108 -
* روى مسلم عن جبير بن نفير رضي الله عنه قال: خرجت مع شرحبيل بن السمط إلى قرية على رأس سبعة عشر ميلاً- أو ثمانية عشر ميلاً- فصلى ركعتين، فقلت له: فقال: رأيت عمر صلى بذي الحليفة ركعتين، فقلت له، فقال: إنما أفعل كما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل. وفي رواية لمسلم (6) قال بهذا الإسناد، وقال: عن ابن السمط، ولم يسم شرحبيل، وقال: إنه أتى أرضاً يقال لها: دومين من حمص، على رأس ثمانية عشر ميلاً.
(1) البخاري (3/ 407) 25 - كتاب الحج، 24 - باب من بات بذي الحليفة حتى أصبح.
(2)
البخاري في نفس الموضع السابق.
(3)
البخاري (3/ 408) 25 - كتاب الحج، 25 - باب رفع الصوت بالإهلال.
(أهل) الإهلال: رفع الصوت بالتلبية.
(يصرخون بهما) الصراخ: رفع الصوت، وقوله:"بهما"، يعني: الحج والعمرة.
2107 -
الموطأ (1/ 147) 9 - كتاب قصر الصلاة في السفر، 3 - باب ما يجب فيه قصر الصلاة وإسناده صحيح.
2108 -
مسلم (1/ 481) 6 - كتاب صلاة المسافرين وقصرها، 1 - باب صلاة المسافرين وقصرها.
النسائي (3/ 118) 15 - كتاب تقصير الصلاة في السفر، 1 - كتاب تقصير الصلاة في السفر.
(4)
مسلم (1/ 481) 6 - كتاب صلاة المسافرين وقصرها، 1 - باب صلاة المسافرين وقصرها.