الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لوقتهما. أقول: وقد وصله مالك وقد تقدم بإسناد صحيح. (م).
وأخرج الموطأ (1) أيضاً: أن ابن عمر كان يقول: لا يصلي الرجل على الجنازة إلا وهو طاهر".
الصلاة على الجنازة في المسجد:
2262 -
* روى مسلم عن عائشة رضي الله عنها لما توفي سعد بن أبي وقاص قالت: "ادخلوا به المسجد حتى أصلي عليه، فأنكر ذلك عليها، فقالت: والله، لقد صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابني بيضاء في المسجد: سهيل وأخيه".
وفي رواية (2) فأنكر الناس ذلك عليها، فقالت: ما أسرع ما نسي الناس- وفي نسخة: ما أسرع الناس- ما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على سهيل بن البيضاء إلا في المسجد.
وفي رواية (3) لما توفي سعد بن أبي وقاص أرسل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم: "أن يمروا بجنازته في المسجد فيصلين عليه، ففعلوا، فوقف به على حجرهن يصلين عليه، وأُخرج من باب الجنائز الذي كان إلى المقاعد، فبلغهن أن الناس عابوا ذلك، وقالوا: ما كانت الجنائز يدخل بها في المسجد، فبلغ ذلك عائشة، فقالت: ما أسرع الناس إلى أن يعيبوا ما لا علم لهم به! عابوا علينا أن يمروا بجنازته في المسجد، وما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على سهيل بن البيضاء إلا في جوف المسجد"، وقال: سهيل بن دعد- وهو ابن البيضاء- أمه بيضاء.
2263 -
* روى أبو داود عن ابن أبي ذئب حدثني صالح مولى التوأمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من صلى على جنازة في المسجد فلا شيء له".
قال النووي تعليقاً على حديث ابني بيضاء:
(1) الموطأ (1/ 230) 16 - كتاب الجنائز، 9 - باب جامع الصلاة على الجنائز. وإسناده صحيح.
2262 -
مسلم (2/ 669) 11 - كتاب الجنائز، 34 - باب الصلاة على الجنازة في المسجد.
(2)
مسلم (2/ 668) 11 - كتاب الجنائز، 34 - باب الصلاة على الجنازة في المسجد.
(3)
مسلم (2/ 668) في نفس الموضع السابق.
2263 -
أبو داود (3/ 207) كتاب الجنائز، باب الصلاة على الجنازة في المسجد.
قال في زاد المعاد: وهذا الحديث حسن.
قال العلماء: بنو بيضاء ثلاثة إخوة سهل وسهيل وصفوان وأمهم البيضاء اسمها دعد والبيضاء وصف وأبوهم وهب بن ربيعة القرشي الفهري وكان سهيل قديم الإسلام هاجر إلى الحبشة ثم عاد إلى مكة ثم هاجر إلى المدينة وشهد بدراً وغيرها توفي سنة تسع من الهجرة رضي الله عنه وفي هذا الحديث دليل للشافعي والأكثرين في جواز الصلاة على الميت في المسجد وممن قال به أحمد وإسحاق قال ابن عبد البر ورواه المدنيون في الموطأ عن مالك وبه قال ابن حبيب المالكي وقال ابن أبي ذئب وأبو حنيفة ومالك على المشهور عنه لا تصح الصلاة عليه في المسجد بحديث في سنن أبي داود من صلى على جنازة في المسجد فلا شيء له ودليل الشافعي والجمهور حديث سهيل بن بيضاء وأجابوا عن حديث سنن أبي داود بأجوبة أحدها أنه ضعيف لا يصح الاحتجاج به قال أحمد بن حنبل هذا حديث ضعيف تفرد به صالح مولى التوأمة وهو ضعيف. والثاني أن الذي في النسخ المشهورة المحققة المسموعة من سنن أبي داود ومن صلى على جنازة في المسجد فلا شيء عليه ولا حجة لهم حينئذ فيه. الثالث أنه لو ثبت الحديث وثبت أنه قال فلا شيء لوجب تأويله على فلا شيء عليه ليجمع بين الروايتين وبين هذا الحديث وحديث سهيل بن بيضاء وقد جاء له بمعنى عليه كقوله تعالى (وإن أسأتم فلها) الرابع أنه محمول على نقص الأجر في حق من صلى في المسجد ورجع ولم يشيعها إلى المقبرة لما فاته من تشييعه إلى المقبرة وحضور دفنه والله أعلم وفي حديث سهيل هذا الدليل لطهارة الآدمي الميت وهو الصحيح في مذهبنا (شرح مسلم 7/ 39 - 40).
لكن قال في الخلاصة بعد أن بين أن سبب ضعف صالح هو الاختلاط لكن قالوا: إن سماع ابن أبي ذئب منه كان قبل اختلاطه ا. هـ.
وكذا قال ابن القيم في زاد المعاد.
قال التهانوي (8/ 228): فالحديث سالم عن الجرح وأما لفظ فلا شيء عليه غير محفوظ
…
ومما يدل على ما ذهب إليه الحنفية إنكار الصحابة على عائشة.
وأما ما ورد من الصلاة على الجنازة في المسجد في بعض الحالات فأجاب الحنفية:
أنها واقعات حال لا عموم لها فيمكن أن يكون ذلك لعذر وفي العذر لا نمنع من ذلك إنما