الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفقرة الثامنة:
في صلاة التسابيح
2033 -
* روى أبو داود عن عبد الله بن عباس وأبي رافع رضي الله عنهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للعباس بن عبد المطلب: "يا عباس، يا عماه، ألا أعطيك، ألا أمنحك، ألا أجيزك، ألا أفعل بك؟ عشر خصال إذا أنت فعلت ذلك غفر الله لك ذنبك: أوله وآخره، قديمه وحديثه، خطأه وعمده، صغيره وكبيره، سره وعلانيته! عشر خصال: أن تصلي أربع ركعات، تقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وسورة، فإذا فرغت من القراءة في أول ركعة وأنت قائم، قلت: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر- خمس عشرة مرة- ثم تركع فتقولها وأنت راكع عشراً، ثم ترفع رأسك من الركوع فتقولها عشراً، ثم تهوي ساجداً فتقولها وأنت ساجد عشراً، ثم ترفع رأسك من السجود فتقولها عشراً، ثم تسجد فتقولها عشراً، ثم ترفع رأسك فتقولها عشراً، فذلك خمس وسبعون في كل ركعة، تفعل ذلك في أربع ركعات إن استطعت أن تصليها في كل يوم مرة فافعل، فإن لم تفعل ففي كل جمعة، فإن لم تفعل ففي كل شهر مرة، فإن لم تفعل ففي كل سنة مرة، فإن لم تفعل ففي كل عمرك مرة".
ولأبي داود في أخرى (1) عن أبي الجوزاء: حدثني رجل كانت له صحبة- يرون
2033 - أبو داود (2/ 30) كتاب الصلاة، باب صلاة التسبيح.
ابن ماجه (1/ 443) 5 - كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، 190 - باب ما جاء في صلاة التسبيح.
الحاكم (1/ 318) كتاب صلاة التطوع.
ابن خزيمة (2/ 223) جماع أبواب التطوع غير ما تقدم، 526 - باب صلاة التسبيح.
(1)
أبو داود (2/ 30) كتاب الصلاة، باب صلاة التسبيح.
(أمنحك) المنحة: العطية.
(أجيزك) الجائزة: ما يعطى الوافد والقاصد، وأصل الجائزة، أن يعطي الرجل الرجل ماء، أو يجيزه ليذهب لوجهه، يقول الرجل إذا ورد ماء لقيم الماء: أجزني ماء، أي: أعطني ماء حتى أذهب لوجهي، ثم كثر حتى سموا الغبطة: جائزة.
أنه عبد الله بن عمرو- قال: "ائتني غداً أحبوك، وأثيبك، وأعطيك، حتى ظننت أنه يعطيني عطية، قال: "إذا زال النهار فقم فصل أربع ركعات"
…
فذكر نحوه، قال: ثم ترفع رأسك- يعني: من السجود- وفي نسخة من السجدة الثانية- فاستو جالساً ولا تقم حتى تسبح عشراً، وتهلل عشراً وتحمد عشراً، وتكبر عشراً، ثم تصنع ذلك في الأربع ركعات، قال: فإنك لو كنت أعظم أهل الأرض ذنباً غفر لك بذلك، قلت: فإن لم أستطع أن أصليها تلك الساعة؟ قال: صلها من الليل والنهار".
قال أبو داود: رواه أبو الجوزاء عن عبد الله بن عمرو موقوفاً.
وفي رواية الأنصاري (1) "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لجعفر بهذا
…
الحديث، فذكر نحوه- قال: في السجدة الثانية من الركعة الأولى".
وأخرجه الترمذي (2) عن أبي رافع قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم للعباس: يا عم، ألا أصلك ألا أحبوك، ألا أنفعك؟ قال: بلى يا رسول الله، قال: يا عم، صل أربع ركعات، تقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب وسورة، فإذا انقضت القراءة فقل: الله أكبر، والحمد لله، ولا إله إلا الله، وسبحان الله، خمس عشرة مرة قبل أن تركع
…
وذكر مثله، فذلك خمس وسبعون في كل ركعة، وهي ثلاثمائة في أربع ركعات، فلو كانت ذنوبك مثل رمل عالج غفرها الله لك، قال: يا رسول الله، ومن لم يستطع أن يقولها في يوم؟ قال: إن لم تستطع أن تقولها في يوم فقلها في جمعة، فإن لم تستطع أن تقولها في جمعة فقلها في شهر، فلم يزل يقول له حتى قال: فقلها في سنة".
أقول: وقد نمي إلي أثناء عملي في الكتاب أن بعض فضلاء عصرنا ضعف هذا
= (أحبوك) الجباء: العطية.
(1)
أبو داود (2/ 30) كتاب الصلاة، باب صلاة التسبيح.
(2)
الترمذي (2/ 351) أبواب الصلاة، 350 - باب ما جاء في صلاة التسبيح.
وقال محقق الجامع: وهو حديث صحيح لطرقه وشواهده الكثيرة.
الحديث لوجوه منها أن الحديث لا يتفق والبلاغة النبوية، قلت: وهذا باب واسع- أي التضعيف بسبب البلاغة- والخوض فيه ذو مزالق
…
وليس من عبث أن يورد الإمام أبو داود للحديث ثلاث طرق كل طريق بمفردها لا تنزل عن درجة الحسن فكيف إذا اجتمعت
…
فإذا أضفنا إليها طريق الترمذي وطرقه الأخرى عرفنا صحة الحديث وممن صحح الحديث من المعاصرين العلامة أحمد شاكر (السنن للترمذي 2/ 351 - 252) وانظر ما نقله عن ابن المبارك والحاكم والذهبي والمنذري والآجري والمقدسي ومسلم بن الحجاج
…
وغيرهم.