الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفقرة الثالثة
في
سجود الشكر
عرض إجمالي
تستحب سجدة الشكر عند الجمهور إذا حصلت للإنسان نعمة أو جاءه خبر يسره على شرط أن يكون محل السرور مشروعاً.
وقد أفتى الحنفية: باستحبابها وأن هيئتها مثل سجدة التلاوة، وكرهوا أن تؤدى بعد الصلاة مباشرة كما كرهوا أن تؤدى في الوقت الذي يكره فيه النفل وقال الشافعية: تسن سجدة الشكر لهجوم نعمة أو اندفاع نقمة أو رؤية مبتلى أو عاص يجهر بالمعصية، ويظهرها للعاصي لا للمبتلى وهي كسجدة التلاوة، وتصح على الراحلة للمسافر بالإيماء كسجدة التلاوة، وكسجود السهو للنافلة.
وقال الحنابلة: يستحب سجود الشكر عند تجدد النعم واندفاع النقم، ويشترط لسجود الشكر ما يشترط لسجود التلاوة. وأجاز ابن حبيب المالكي سجدة الشكر إلا أن الأصل عند المالكية أنه يستحب عند حدوث نعمة أو اندفاع نقمة: صلاة ركعتين، أما مجرد السجود عندهم للشكر فهو مكروه وقد اتجه أبو حنيفة نفسه إلى كراهية سجود الشكر لعدم إحصاء نعم الله لكثرتها ولكن المفتى به عند الحنفية جوازها كما رأينا.
وإلى نصوص هذه الفقرة:
2332 -
* روى أبو داود عن أبي بكرة رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاءه أمر سرور، أو بُشِّر به، خر ساجداً، شاكراً لله تعالى"، وفي رواية الترمذي (1):"أن النبي صلى الله عليه وسلم أتاه أمر فسر به، فخر ساجداً".
2332 - أبو داود (3/ 89) 174 - باب في سجود الشكر.
(1)
الترمذي (4/ 141) 22 - كتاب السير، 25 - باب ما جاء في سجدة الشكر، وإسناده حسن.
2333 -
* روى ابن خزيمة عن مجاهد وعطاء: أن ابن عباس كان يقول، ولقد حدثني أخي أن- رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دخلها خر بين العمودين ساجداً، ثم قعد، فدعا ولم يصل.
2334 -
* روى أحمد عن عبد الرحمن بن عوف قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فتوجه نحو صدقته فدخل فاستقبل القبلة فخر ساجداً فأطال السجود حتى ظننت أن الله قد قبض نفسه فيها فدنوت منه فرفع رأسه قال: "من هذا؟ " قلت عبد الرحمن. قال: "ما شأنك؟ " قلت يا رسول الله سجدت سجدة خشيت أن يكون الله قد قبض نفسك فيها. قال: "إن جبريل صلى الله عليه وسلم أتاني فبشرني، فقال: إن الله عز وجل يقول من صلى عليك صليت عليه ومن سلم عليك سلمت عليه، فسجدت لله شكراً".
2335 -
* روى البزار عن جابر رفعه: قال: مر رجل بجمجمة إنسان فحدث نفسه فخر ساجداً، فقيل له: ارفع رأسك فأنت أنت وأنا أنا.
أقول: الظاهر من النص أن السجود ها هنا كان شكراً لله، إذ رأى صاحبه ما يحدث للإنسان، فخرج ساجداً على النعمة التي هو فيها، فجاءه إلهام رباني مطالباً إياه بالتسليم لفعل الله، فكل شيء فعله وهو شأنه وحده ويحتمل أن يكون قد سمع خطاباً من الميت نفسه يذكره بأن كل إنسان له شأنه الخاص عند الله وهو المسؤول ومحاسب.
2333 - ابن خزيمة (4/ 330) 840 - باب استحباب السجود بين العمودين عند دخول الكعبة والجلوس بعد السجدة والدعاء، وإسناده صحيح.
(دخلها): أي دخل الكعبة.
2334 -
أحمد (1/ 191).
مجمع الزوائد (2/ 287) قال الهيثمي: رواه أحمد ورجاله ثقات.
2335 -
كشف الأستار (1/ 361) باب سجود الشكر.
مجمع الزوائد (2/ 287) قال الهيثمي: رواه البزار ورجاله ثقات، قال البزار: لا نعلمه عن جابر إلا من هذا الوجه ولم أحسب جعفر بن سليمان سمع ابن المنكدر (رواه في السند) ولا روى عنه إلا هذا على أنه عن من هو دونه في السن مثل بشر بن المفضل وعبد الوارث.