الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وطائفة هما سواء قال القاضي وفي إطلاق هذا الحديث وغيره إشارة إلى أنه لا يحتاج المنصرف عن اتباع الجنازة بعد دفنها إلى استئذان وهو مذهب جماهير العلماء من الصحابة والتابعين ومن بعدهم وهو المشهور عن مالك وحكى ابن عبد الحكم عنه أنه لا ينصرف إلا بإذن وهو قول جماعة من الصحابة.
-
الصلاة على الغائب:
2229 -
* روى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نعى النجاشي اليوم الذي مات فيه، وخرج بهم إلى المصلى، فصف بهم، وكبَّر عليه أربع تكبيرات".
وفي رواية (2): نعى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم النجاشي صاحب الحبشة في اليوم الذي مات فيه، وقال:"استغفروا لأخيكم"، لم يزد على هذا.
2230 -
* روى الشيخان عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى على أصحمة النجاشي، فكبَّر عليه أربعاً".
2231 -
* روى مسلم عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أخاً لكم قد مات، فقوموا فصلوا عليه- يعني: النجاشي-".
وفي رواية الترمذي (5): "إن أخاكم النجاشي قد مات، فقوموا فصلوا عليه"،
2229 - البخاري (3/ 116) 23 - كتاب الجنائز، 4 - باب الرجل ينعي إلى أهل الميت بنفسه.
مسلم (2/ 657) 11 - كتاب الجنائز، 22 - باب في التكبير على الجنازة.
النسائي (4/ 70) 21 - كتاب الجنائز، 72 - الصفوف على الجنازة.
(1)
البخاري (3/ 199) 23 - كتاب الجنائز 60 - باب الصلاة على الجنائز بالمصلى والمسجد.
مسلم (2/ 656) 11 - كتاب الجنائز، 22 - باب في التكبير على الجنازة.
(نعى) النعي: خبر الميت.
2230 -
البخاري (3/ 116) 23 - كتاب الجنائز، 4 - باب التكبير على الجنازة أربعاً.
مسلم (2/ 657) 11 - كتاب الجنائز، 22 - باب في التكبير على الجنازة.
2231 -
مسلم (2/ 658) 11 - كتاب الجنائز، 22 - باب في التكبير على الجنازة.
(2)
الترمذي (3/ 357) 8 - كتاب الجنائز، 48 - باب ما جاء في صلاة النبي صلى الله عليه وسلم على النجاشي.
فقمنا فصففنا كما يصف على الميت، وصلينا معه كما يصلى على الميت".
قال النووي: فيه إثبات الصلاة على الميت وأجمعوا على أنها فرض كفاية والصحيح عند أصحابنا أن فرضها يسقط بصلاة رجل واحد وقيل يشترط اثنان وقيل ثلاثة وقيل أربعة وفيه أن تكبيرات الجنازة أربع وهو مذهبنا ومذهب الجمهور وفيه دليل للشافعي وموافقيه في الصلاة على الميت الغائب وفيه معجزة ظاهرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم لإعلامه بموت النجاشي وهو في الحبشة في اليوم الذي مات فيه وفيه استحباب الإعلام بالميت لا على صورة نعي الجاهلية بل مجرد إعلام الصلاة عليه وتشييعه وقضاء حقه في ذلك والذي جاء من النهي عن النعي ليس المراد به هذا وإنما المراد نعي الجاهلية المشتمل على ذكر المفاخر وغيرها وقد يحتج أبو حنيفة في أن صلاة الجنازة لا تفعل في المسجد بقوله خرج إلى المصلى ومذهبنا ومذهب الجمهور جوازها فيه ويحتج بحديث سهل بن بيضاء ويتأول هذا على أن الخروج إلى المصلى أبلغ في إظهار أمره المشتمل على هذه المعجزة- أي إبلاغهم بوفاة النجاشي. شرح مسلم (7/ 21).
أقول: استدل من يقول بجواز الصلاة على الغائب بالصلاة على النجاشي رحمه الله، ومن ذهب إلى عدم جوازها اعتبر هذه الصلاة خاصة بالنجاشي.
وفي الصلاة على النجاشي رحمه الله شهادة منه صلى الله عليه وسلم بإسلام النجاشي، وهذا أصل عظيم من أصول النظام السياسي في الإسلام، فالنجاشي مسلم كان يحكم شعباً غير مسلم بغير الإسلام فهذا يدل على أن المشاركة في الحكم على أي مستوى يمكن أن تكون جائزة في بعض الصور بل قد تكون مفروضة ولو كانت المشاركة في نظام كفري، وفي قصة يوسف عليه السلام ما يدل على ذلك لقوله تعالى:(ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك)(1)، فدل ذلك على أن شريعة المصريين حينذاك غير شريعة يوسف عليه السلام، ومع ذلك فقد طلب هو بنفسه أن يتولى الولاية التي وليها فيما بعد.
(1) يوسف: 76.