الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بالجنة، وذلك حين رأيتموني تقدمت حتى قمت في مقامي، ولقد مددت يدي، فأنا أريد أن أتناول من ثمرها لتنظروا إليه، ثم بدا لي أن لا أفعل، فما من شيء توعدونه إلا قد رأيته في صلاتي هذه".
وفي أخرى (1) قال: "كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم شديد الحر، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه، فأطال القيام، حتى جعلوا يخرون، ثم ركع فأطال، ثم رفع فأطال، ثم ركع فأطال، ثم سجد سجدتين ثم قام فصنع نحواً من ذلك، فكانت أربع ركعات وأربع سجدات، ثم قال: "إنه عرض علي كل شيء تولجونه، فعرضت علي الجنة، حتى لو تناولت منها قطفاً لأخذته"- أو قال:"تناولت منها قطفاً، فقصرت يدي عنه- وعرضت علي النار، فرأيت فيها امرأة من بني إسرائيل تعذب في هرة لها ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض، ورأيت أبا ثمامة عمرو بن مالك يجر قصبه في النار، وإنهم كانوا يقولون: إن الشمس والقمر لا يخسفان إلا لموت عظيم، وإنهما آيتان من آيات الله يريكموهما، فإذا خسفا فصلوا حتى تنجلي".
وفي أخرى (2) نحوه، إلا أنه قال:"ورأيت في النار امرأة حميرية سوداء طويلة" ولم يقل "من بني إسرائيل".
-
صلاة الرجال مع النساء في الكسوف:
2221 -
* روى الشيخان عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت: "أتيت عائشة رضي الله عنها وهي تصلي، فقلت: ما شأن الناس؟ فأشارت إلى السماء، فإذا النسا قيام، قالت: سبحان الله، قلت: آية؟ فأشارت برأسها: أي نعم، فقمت حتى تجلاني الغشي، فجعلت أصب على رأسي الماء، فحمد الله النبي صلى الله عليه وسلم وأثنى عليه، قال: "ما من
(1) مسلم (2/ 622) نفس الموضع السابق.
(2)
مسلم (2/ 623) نفس الموضع السابق.
(تجلت) الشمس: إذا انكشفت وخرجت من الكسوف، وكذلك انجلت.
2221 -
البخاري (1/ 182) 3 - كتاب العلم، 24 - باب من أجاب الفتيا بإشارة اليد والرأس.
مسلم (2/ 624) 10 - كتاب الكسوف، 3 - باب عرض على النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الكسوف من أمر الجنة والنار.
تفتنون في قبوركم مثل، أو قريباً- لا أدري أي ذلك قالت أسماء؟ - من فتنة المسيح الدجال. يقال: ما علمك بهذا الرجل؟ فأما المؤمن، أو الموقن- لا أدري أيهما قالت أسماء؟ - فيقول: هو محمد، وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم، جاءنا بالبينات والهدى، فأجبنا واتبعنا، هو محمد- ثلاثاً- فيقال: نم صالحاً، قد علما إن كنت لموقناً به، وأما المنافق، أو المرتاب؛ - لا أدري أي ذلك قالت أسماء؟ فيقول: لا أدري، سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته".
وفي حديث (1) زائدة "لقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعتاقة في كسوف الشمس".
قال البخاري: قالت أسماء: "فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تجلت الشمس، فحمد الله بما هو أهله، ثم قال: أما بعد: ".
قال البخاري (2) في رواية وذكر نحو ما قدمنا، وفيه قالت:"فأطال رسول الله صلى الله عليه وسلم جداً، حتى تجلاني الغشي، وإلى جنبي قرية فيها ماء، ففتحتها فجعلت أصب منها على رأسي، فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تجلت الشمس، فخطب الناس، فحمد الله بما هو أهله، ثم قال: "أما بعد"- ولغط نسوة من الأنصار، فانكفأت إليهن لأسكتهن- فقلت لعائشة: ما قال؟ قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من شيء لم أكن رأيته إلا رأيته في مقامي هذا، حتى الجنة والنار، ولقد أوحي إلي: أنكم تفتنون في القبور مثل- أو قريباً- من فتنة الدجال" ثم ذكر نحو ما تقدم
…
إلى قوله: "سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته" قال هشام: وقد قالت لي فاطمة فأوعيته، غير أنها ذكرت ما يغلَّظ عليه.
وللبخاري (3) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى صلاة الكسوف، فقام فأطال القيام، ثم ركع
(1) البخاري (2/ 543، 544) 16 - كتاب الكسوف الشمس.
(2)
البخاري (2/ 402، 403) 11 - كتاب الجمعة، 29 - باب من قال في الخطبة بعد الثناء أما بعد.
(3)
البخاري (2/ 231) 10 - كتاب الأذان، 90 - باب 745.
(العتاقة): من العتق وهو الحرية.
(فانكفأت) الانكفاء: الرجوع من حيث جئت، أو الميل إلى جهة أخرى.