الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
-
الشمس والقمر آيتان لا يكسفان لموت أحد ولا لحياته:
2218 -
* روى احمد عن محمود بن لبيد قال كسفت الشمس يوم مات إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا كسفت الشمس لموت إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله عز وجل ألا وإنهما لا يكسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتموهما كذلك فافزعوا إلى المساجد" ثم قام فقرأ بعض الذاريات ثم ركع ثم اعتدل ثم سجد سجدتين ثم قام ففعل كما فعل في الأولى.
أقول: هذه الرواية تدل على أن ما فعله ابن الزبير كما مر معنا في إحدى الروايات السابقة كانت سنة، وهو الذي أخذ به فقهاء الحنفية وهذا النص يشهد لذلك.
2219 -
* روى أبو داود عن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال: "بينما أنا وغلام من الأنصار نرمي غرضين لنا، حتى إذا كانت الشمس قيد رمحين أو ثلاثة في عين الناظر من الأفق، اسودت حتى آضت كأنها تنومة، فقال أحدنا لصاحبه: انطلق بنا إلى المسجد، فوالله ليحدثن شأن هذه الشمس لرسول الله صلى الله عليه وسلم في أمته حدثاً، قال: فدفعنا فإذا هو بارز، فاستقدم فصلى، فقام بنا كأطول ما قام بنا في صلاة قط، لا نسمع له صوتاً، قال: ثم ركع بنا كأطول ما ركع بنا في صلاة قط، لا نسمع له صوتاً، قال: ثم سجد كأطول ما سجد بنا في صلاة قط، لا نسمع له صوتاً، ثم فعل في الركعة الأخرى مثل ذلك، قال: فوافق تجلي الشمس جلوسه في الركعة الثانية، ثم سلم فحمد الله وأثنى عليه،
2218 - أحمد (5/ 428).
مجمع الزوائد (2/ 207) قال الهيثمي: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
2219 -
أبو داود (1/ 308) كتاب الصلاة، باب من قال أربع ركعات.
النسائي (3/ 140) 16 - كتاب الكسوف، 15 - نوع آخر.
(قيد) القيد، بكسر القاف: القدر، الغرضان: الهدفان.
(تنومة) التنومة من نبات الأرض: نبت فيه وفي ثمره سواد قليل.
(بارز) قال الخطابي: قوله: "بارز" براء غير معجمة قبل زاي معجمة، وهو اسم فاعل من البروز- الظهور خطأ: وهو تصحيف من الراوي، وإنما هو "بأزز" بزاءين معجمتين: أي بجمع كثير. تقول العرب: الفضاء منهم أزز والبيت منهم أزز: إذا غص بهم لكثرتهم. وقال الأزهري في كتاب "التهذيب" وذكر حديث سمرة بن جندب وقال: "بأزز" بزاءين أيضاً، وفسره بمعناه، وكذلك ذكره الهروي في كتابه، قال: يقال: أتيت الوالي والمجلس أزز، أي: كثير الزحام ليس فيه متسع، ويقال: الناس أزز: إذا انضم بعضهم إلى بعض.
وشهد أن لا إله إلا الله، وشهد أنه عبده ورسوله
…
ثم ساق ابن يونس خطبة النبي صلى الله عليه وسلم".
وأخرجه النسائي، ولم يذكر "حتى آضت كأنها تنومة" وقال فيه:"فدفعنا إلى المسجد، قال: فوافقنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرج إلى الناس، قال: فاستقدم" والباقي مثله.
وله في أخرى (1): "أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب حين انكسفت الشمس، فقال: أما بعد .. ".
وله (2) وللترمذي (3)"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بنا في كسوف لا نسمع له صوتاً".
قال محقق الجامع: وفي سنده ثعلبة بن عباد العبدي وهو مجهول لم يوثقه غير ابن حبان، قال الترمذي: حديث سمرة، حديث حسن صحيح، قال: وفي الباب عن عائشة، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي، ولعل ذلك لشواهده، فقد جاء عن ابن عباس قال: كنت إلى جنب النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الكسوف، فما سمعت منه حرفاً، رواه أحمد وأبو يعلى والبيهقي من حديث عكرمة عنه، وزاد في آخره: حرفاً من القرآن، وفي سنده ابن لهيعة، وهو ضعيف، وللطبراني من طريق موسى بن عبد العزيز عن الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس، ولفظه: صليت إلى جنب النبي صلى الله عليه وسلم يوم كسفت الشمس فلم أسمع له قراءة، وقد ذكر هذه الروايات الحافظ في التلخيص، وقال الترمذي: وقد ذهب بعض أهل العلم إلى هذا، يعني الإسرار بالقراءة في صلاة الكسوف، وهو قول الشافعي. أقول: وقد قال بذلك كثير من الفقهاء، وفي الصحيحين، عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بهم في كسوف الشمس وجهر بالقراءة فيها. قال أبو بكر بن العربي: والجهر عندي أولى لأنها صلاة جامعة ينادى لها ويخطب، فأشبهت العيد والاستسقاء، والله أعلم. وقال الحافظ في "الفتح" بعد ما ذكر أحاديث الإسرار في قراءته: وعلى تقدير صحتها، فمثبت
(1) النسائي (3/ 152) 16 - كتاب الكسوف، 23 - باب كيف الخطبة في الكسوف.
(2)
النسائي (3/ 148، 149) 16 - كتاب الكسوف، 19 - باب ترك الجهر فيها بالقراءة.
(3)
الترمذي (2/ 451) أبواب الصلاة، 397 - باب ما جاء في صفة القراءة في الكسوف.