الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباب السادس
في صلوات الليل والنهار في الأحوال العادية عدا الصلوات الخمس
وفيه مقدمة وعرض إجمالي وفقرات ومسائل وفوائد
الفقرة الأولى: في أحاديث ومسائل متنوعة تتحدث عن النوافل.
الفقرة الثانية: في رواتب الصلوات الخمس.
الفقرة الثالثة: في صلاة الوتر.
الفقرة الرابعة: في صلاة الضحى.
الفقرة الخامسة: في قيام الليل.
الفقرة السادسة: في نوافل تتكرر يومياً ولها سبب: تحية المسجد، سنة الوضوء، صلاة دخول المنزل والخروج منه.
الفقرة السابعة: في النفل المطلق.
الفقرة الثامنة: في صلاة التسابيح.
المقدمة
قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا} (1){وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً} : أي يخلف كل منهما الآخر بأن يقوم مقامه فيما ينبغي أن يعمل فيه. {لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ} : لمن أراد أن يتذكر آلاء الله ويتفكر في صنعه فيقوم بحق الله عليه، وفي قراءة لحمزة والكسائي:{لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ} : أي من أجل أن يذكر الله عز وجل. {أَوْ أَرَادَ شُكُورًا} أي أن يشكر الله عز وجل على ما فيه من النعم باستعمال كل ما أعطاه الله عز وجل في الأحب إلى الله عز وجل.
فالمراد إذن: أن الليل والنهار يتعاقبان ليكونا وقتين للذاكرين والشاكرين، فمن فاته ورده في أحدهما تذكره في الآخر.
وأعلى درجات الذكر والتذكر والشكر هي الصلاة، ولذلك قال تعالى:(وأقم الصلاة لذكري)(2) وقال عليه الصلاة والسلام تعليلاً لقوة اشتغاله بقيام الله حتى تورمت قدماه: "أفلا أكون عبداً شكوراً".
وفي الصلاة يتذكر الإنسان كل ما ينبغي تذكره، فيجتمع له تذكر وأفعال وأقوال يقتضيها هذا التذكر من تنزيه وخضوع وتوحيد وصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى غير ذلك.
وقد فرض الله عز وجل الصلوات الخمس لتكون المرتكزات الأساسية للذكر والشكر وشرعت لنا صلوات أخرى تتكرر يومياً، وشرعت لنا صلوات مرتبطة بمناسبات أو بأحوال أو بأعمال، وتمر على الإنسان حالات طارئة كالسفر والمرض والخوف، فيصلي الصلوات الخمس نفسها بما يتفق مع المشروع للحالة الطارئة، وهناك سجدات مشروعة وصلاة مشروعة على الجنازة لها أحكام خاصة.
(1) الفرقان: 62.
(2)
طه: 14.
وهكذا من خلال الصلوات التي تتكرر أو يمكن أن تتكرر يومياً، ومن خلال صلوات المناسبات ومن خلال ما شرع لحالات طارئة، ومن خلال سجدات ونوع صلاة مع ما ندب إليه المسلم من تلاوة وأذكار يبقى المسلم في ذكر وشكر وتذكر يسهل عليه معه أن يؤدي ما طلب الله منه وأن ينتهي عما نهاه الله عز وجل عنه.
والأساس المنظم لهذا كله هو الصلوات الخمس خاصة، والصلوات عامة، قال تعالى:{إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} (1) وقد خصصنا هذا الباب للصلوات التي شرعت مع الصلوات الخمس التي تتكرر يومياً أو يمكن أن تكرر يومياً، وهاك عرضاً لهذه الصلوات، وسيأتي الكلام عما سوى ذلك من الصلوات في أبواب لاحقة.
(1) العنكبوت: 45.