الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الرابع: أن يكون (هو) مبتدأً، و (الطهور) خبرَه، و (ماؤُه) فاعلاً؛ لأنَّه قد اعتمد فاعله وعامله بكونه خبراً (1).
* * *
الوجه السادس: في إيراد شيء يتعلقُ بعلم البيان ومحاسن الكلام:
ونذكرُ الآن نكتاً من ذلك:
الأولى:
إن بعضَ المصنفين في علم البيان لما ذَكَر عطف الجمل التي لا محلَ لها من الإعراب على الجمل (2)، انتهى الكلامُ إلى قوله تعالى:{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا} [البقرة: 189] إلى أن قال: ويجوزُ أن يكونَ ذلك على طريق الاستطراد، لما ذَكَر أنَّ الأهلة مواقيتُ للحج، كأنه كان مراجعاً لهم في الحج، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم لما سُئِل عن ماء البحر قال:"هو الطهور مَاؤه، الحل ميتته"(3).
النكتة الثَّانية:
لضمير الشأن في محاسن الكلام شأنٌ عند أهل البيان، وكأن السببَ فيه أنه يُشِعرُ بالجملة الآتية بعدَه إشعاراً كلياً،
(1) نقله عن المؤلف: السيوطي في "عقود الزبرجد"(2/ 431).
(2)
أي: التي لها محل إعرابي.
(3)
وانظر: "دلائل الإعجاز" للجرجاني (ص: 188)، و"الفصول المفيدة في الواو المزيدة" للخليل بن كيكلدي العلائي (ص: 138).