الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقولُهُ صلى الله عليه وسلم في رواية: "فإنَّما بُعِثْتُمْ مُيَسرِينَ ولمْ تُبْعَثُوا مُعَسرِينَ"(1) أظهرُ في التعليلِ، واحتمالُ أنْ يكونَ (2) مراعاةً لمصلحةِ بدنِهِ وصونًا له عن الضررِ المُحتمَلِ علَى تقدير القطع، [فهو](3) معنى مناسبٌ [أيضاً](4)، والحكمُ علَى وِفْقِهِ، فيكونُ عِلَّةً علَى ما قَرَّرُوهُ، وليسَ يمتنعُ أن يكونَ (5) جميعُ المعاني مُعتبَراً (6)، إمّا علَى سبيل الاستقلال، أو علَى سبيل الجُزئية؛ أعني: أن تكونَ جُزءَ عِلَّةٍ.
التاسعة:
ويكونُ الحديثُ أصلًا في الرفقِ بالجاهل، واللطفِ في تعليمه، واستمالةِ قلبِهِ للحقّ.
العاشرة:
فيهِ المُبادرةُ إلَى إزالةِ المفسدةِ عندَ زوال المانع من إزالتها، وذلك من قوله في الحديث:"فلمّا قَضَى بولَهُ أَمَرَ بِذَنُوبٍ"، والقواعدُ تقتضيه، فإنَ المانعَ إذا زالَ، وجبَ إعمالُ المُقتضي.
الحادية عشرة:
قولُ الرّاوي: "أَمَرَ" تعبيرٌ عن أمرِه صلى الله عليه وسلم، لا حكايةٍ للفظِه، وهو حجةٌ علَى المُختارِ في علم الأصول؛ لأنَّ علمَهُ باللغةِ
(1) رواه البخاري (217)، كتاب: الوضوء، باب: صب الماء على البول في المسجد، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(2)
"ت": "وأما الاحتمال الأول وهو أن يكون".
(3)
زيادة من "ت".
(4)
سقط من "ت".
(5)
"ت": "تكون".
(6)
"ت": "معتبرة".